حكم حج المرأة بلا محرم في المذاهب الأربعة

حكم حج المرأة بلا محرم في المذاهب الأربعة، فالشريعة الإسلامية هي ما أمر الله به وما أوصى به النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهي مشتملة على المصالح والفوائد والحكم للمسلمين، وهذه المصالح قد تخفى على الكثير من الناس وقد تظهر للآخرين، وقد نظّم الإسلام شؤون المرأة حتّى في عبادتها وسفرها، بما يراعي كرامتها وأمنها وسلامتها، ولذلك فإن موقع المرجع سيبين حكم اشتراط المحرم في حج المرأة في الإسلام.

معنى المحرم بالنسبة للمرأة

إن المحرم للمرأة هو كل رجل تحرم عليه المرأة على التأبيد لقرابة أو رضاع أو مصاهرة، فمحرم المرأة هو زوجها وكل ن يحرم علها بالتأبيد يكون مسلمًا بالغًا عاقلًا ثقةً مأمونًا، وقادر على حماية المرأة وصيانتها والقيام بشأنها والله ورسوله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: هل الزوج محرم للزوجة في السفر

حكم حج المرأة بلا محرم في المذاهب الأربعة

اختلف أهل العلم في اشتراط المحرم للمرأة في الحج، وذلك على عدة أقوال:[2]

  • قول الأحناف والحنابلة: يشترط عن الأحناف والحنابلة وجود المحرم للمرأة في الحج لوجوب الحج عليها، وقد استدلوا بحديث عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بامْرَأَةٍ إلَّا وَمعهَا ذُو مَحْرَمٍ، وَلَا تُسَافِرِ المَرْأَةُ إلَّا مع ذِي مَحْرَمٍ، فَقَامَ رَجُلٌ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ امْرَأَتي خَرَجَتْ حَاجَّةً، وإنِّي اكْتُتِبْتُ في غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا، قالَ: انْطَلِقْ فَحُجَّ مع امْرَأَتِكَ”.[3] وذلك لأن المرأة لا تستطيع الركوب والنزول بنفسها وتحتاج لمن يساعدها في ذلك.
  • قول الشافعية: يكفي للمرأة وجود النسوة الثقات، ولا يشترط لوجوب الحج وجود المحرم أو الزوج، فالأطماع تنقطع في الرفقة، ولأن السفر للحج واجب فلا يشترط له الحج، وذهب بعض الشافعية إلى أنها يجوز لها الخروج للحج وحدها وهو مذهب طائفة، منهم: الشيرازي كما ذكره في المهذب.
  • قول المالكية: إن الواجب والمشروط هو وجود المحرم أو الزوج، ولو امتنع كلاهما فيشترط الرفقة المأمونة، من النساء أو من النساء والرجال، وذكر ابن تيمية أنّه يجوز للمرأة أن تسافر للحج منفردة من غير محرم لو أمنت على نفسها والله أعلم.

شاهد أيضًا: حكم عمرة المرأة بدون محرم

حكم اشتراط المحرم في حج المرأة

ذهب جمهور أهل العلم من الأحناف والحنابلة إلى أنّه يشترط لوجوب الحج على المرأة وجود المحرم، وقد اختار هذا القول الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين، وبه أفتت اللجنة الدائمة، وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: “المرأةُ التي لا مَحْرَمَ لها لا يجب عليها الحَجُّ؛ لأنَّ الْمَحْرَم بالنسبة لها من السَّبيل، واستطاعَةُ السبيلِ شَرطٌ في وجوب الحَجِّ؛ قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} البقرة: 97، ولا يجوز لها أن تسافِرَ للحجِّ أو غيره إلا ومعها زوجٌ أو مَحْرَمٌ لها” وذلك لما ورد عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “لا يحلُّ لامرأةٍ تؤمنُ باللَّهِ واليومِ الآخرِ أن تسافرَ سفرًا فوقَ ثلاثةِ أيَّامٍ فصاعدًا ، إلَّا ومعَها أبوها أو أخوها أو زوجُها أوِ ابنُها أو ذو محرَمٍ منْها”. [4]

أقوال العلماء في حج المرأة بدون محرم

اختلف أهل العلم في مسألة حكم حج المرأة بلا محرم، فذهب الأحناف والحنابلة إلى اشتراطه لوجوب الحج، وذهب غيرهم إلى أنه لا يشترط، ومما ورد في ذلك من أقوال أهل العلم ما يأتي:

  • قول الشيخ ابن باز رحمه الله: “لا يجب عليها الحَجُّ ولا العُمْرَة إلَّا عند وجودِ الْمَحْرَم، ولا يجوز لها السَّفَر إلَّا بذلك، وهو شَرْطٌ للوجوبِ)”.
  • قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “من القدرة: أن تجِدَ المرأةُ مَحْرَمًا لها، فإنْ لم تجِدْ مَحْرَمًا، فإنَّ الحَجَّ لا يجب عليها”.
  • قول اللجنة الدائمة: “الصحيح أنها لا يجوز لها أن تسافر للحج إلا مع زوجها أو محرم لها من الرجال ، فلا يجوز لها أن تسافر مع نسوة ثقات غير محارم، أو مع عمتها أو خالتها أو أمها، بل لا بد من أن تكون مع زوجها أو محرم لها من الرجال، فإن لم تجد من يصحبها منهما فلا يجب عليها الحج ما دامت كذلك”.

شاهد أيضًا: هل يجوز حج المراة من غير محرم

حكم حج المرأة مع نساء بدون محرم

في الراجح من القول لدى أهل العلم أنّ حج المرأة مع نساء دون محرم لا يجوز شرعًا، فالإسلام حرّم سفر المرأة بغير محرم ولا فرق بين أن يكون معها نساء أو لا، أو تكون آمنة أو غير آمنة، حتى ولو ذهبت مع نساء من أهل بيتها وهي آمنة غاية الأمن، فإنه لا يجوز لها أن تسافر بدون محرم؛ وذلك لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما أمر الرجل بالحج مع امرأته لم يسأله ما إذا كان معها نساء وهل هي آمنة أم لا، فلما لم يستفسر عن ذلك دل على أنه لا فرق، وهذا هو الصحيح والله ورسوله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز للمرأة العمرة بدون محرم

حكم سفر المرأة دون محرم

إن أكثر أهل العلم وجمهورهم لا يبيحون سفر المرأة بدون محرم لا للحج ولا للعمرة ولا لغيرها، لأنّ التحريم ثابت في السنة النبوية الشريفة، وذهب بعضهم إلى جواز سفرها بغير محرم مع الرفقة المأمونة، لكنه قولٌ ضعيف وقد جاء في فتاوى ابن جبرين: “السفر الممنوع للمرأة هو مسيرة يوم وليلة، فإذا كان السفر أقل من يوم وليلة ولو في الطائرة، ولو في القطار، أو السيارة، فلا يدخل في النهي” والله ورسوله أعلم.[6]

حكم حج المرأة بلا إذن زوجها

إذا كانت المرأة لم تحج الفريضة ولم تعتمر الفريضة، واستطاعت بالمال والجسد ووجد المحرم للحج، فإنّه لا يشترط لحجها أن تطلب إذن زوجها، ولكنه يستحب لها ذلك تطييبًا لخاطره وحفظًا لمكانته وتوددًا إليه، أما لو أدت الفريضة، وأرادت أن تحج نافلة، أو تعتمر نافلة فلا يجوز لها ذلك مطلقًا من غير إذنه والله ورسوله أعلم.[7]

بهذا نختتم مقال حكم حج المرأة بلا محرم في المذاهب الأربعة، حيث تمّ تسليط الضوء على معنى المحرم للمرأة، وأحكام حج المرأة واعتمارها وسفرها بمحرم وبدون محرم.

المراجع

  1. islamqa.info , مَن المحرَم الذي يصلح للسفر ؟ ومَن يرفع الخلوة بين رجل وامرأة أجنبييْن ؟ , 01/06/2022
  2. islamweb.net , أقوال العلماء في حج المرأة بدون محرم , 01/06/2022
  3. صحيح مسلم , مسلم/ عبد الله بن عباس/ 1341/صحيح
  4. صحيح أبي داود , الألباني/ أبو سعيد الخدري/1726/صحيح
  5. islamqa.info , حج المرأة في رفقة نساء دون محرم , 01/06/2022
  6. islamweb.net , سفر المرأة بالسيارة والطائرة بدون محرم , 01/06/2022
  7. islamweb.net , أحكام ذهاب المرأة بدون إذن زوجها للحج والعمرة والمسجد النبوي , 01/06/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *