حكم التبرع في المساجد في المذاهب الاربعة

حكم التبرع في المساجد في المذاهب الاربعة وما حكم جمع التبرعات للمساجد، ففي الكثير من المساجد في هذا الزمان يتم النداء لجمع التبرعات والصدقات سواءً في صلاة الجمعة أو في الصلوات الأخرى قبل الصلاة أو بعدها، وتلك التبرعات إما أن تكون للمسجد ذاته، أو أن تكون لأعمال الخير للجمعيات الخيرية وغيره، وعبر موقع المرجع سيتم بيان هل يجوز التبرع في المسجد بحسب أهل العلم.

حكم التبرع في المساجد

ذكر أهل العلم أنّ جمع التبرعات في المساجد أمرٌ جائز شرعًا ولا حرج فيه، على أن لا يكون ذلك بين خطبتي الجمعة ولا بين الخطبة والصلاة، فإن جمع الصدقة والتبرع في المسجد من باب تشجيع الناس على الخير، وقد رغّب النبي -صلى الله عليه وسلم- الصحابة بالصدقة وهو في المسجد، فعن زينب امرأة عبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما- قالت: “كُنْتُ في المَسْجِدِ، فَرَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَ: تَصَدَّقْنَ ولو مِن حُلِيِّكُنَّ”.[1] والله ورسوله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: شرط قبول الصدقة ومضاعفة الأجر عليها كما ورد في الحديث

حكم التبرع لمسجد يقوم عليه أهل بدع

ورد عن أهل العلم أنه يباح التبرع على مسجد أو جمع التبرعات له طالما أن هذا المال سيصرف في المسجد بما يخدم طاعة الله، كأن يتم ترميمه وإصلاحه وتوسيعه وفرشه وتدفئته وإنارته ونحو ذلك من الأمور المباحة، فلا حرج على من أراد التبرع في هذا المسجد حتى لو كان القائمون عليه أهل بدعة، فبدعتهم لا يمكن أن تكون سببًا لإنهاء العبادة وأعمال الطاعة والخير في هذا المسجد، لكن لو كانت الأموال ستصرف في أنشطة القائمين عليه البدعية، فلا يجوز بالمطلق التبرع لهم لما في ذلك من عون لهم على بدعهم، ولقول الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.[3] والله ورسوله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: لماذا يختار المتوفي الصدقة لو عاد للدنيا؟

حكم الطواف بصندوق التبرعات على المصلين

ورد عن الشيخ ابن باز أنه من الأفضل ترك حمل صندوق التبرعات والطواف به على المصلين، لما في ذلك من إحراج للكثير منهم، فالكثير من الناس قد لا يملك مالًا، وآخرون يملكون ولكن لا يحملون معهم، فلو ترك هذا الأمر لكان أفضل، ولو طلب الإمام وأعلن أن المسجد مثلًا يحتاج لجمع التبرعات فمن أراد أن يتبرع فليفعل بعد الصلاة ونحو ذلك، فهذا أفضل من الأذى بالطواف بالصندوق على المصلين والله ورسوله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: فضل الصدقة في العشر من ذي الحجة

حكم جمع التبرعات من الأهل والأصدقاء وصرفها لعمارة المساجد

من المباح أن يجمع المسلمون التبرعات والصدقات من بعضهم البعض ومن أقاربهم وأهليهم، لعمارة المساجد والقيام على نظافتها وإعدادها للعبادة، فإن ذلك من أعظم العبادات والأعمال الصالحة، ويباح أن يتم الاتفاق مع المتبرع أن يدفع مبلغًا شهريًا تبرعًا لا إجبارًا، ولا بدّ أن يحرص من يجمع التبرعات، على أن لا يكون الجمع بالإحراج إنما يكون عن طيب نفس وعن تشجيع، لا عن استحياء وإلحاف وإحراج له أو إجبار له على التصدق والله أعلم.[6]

بهذا نصل لنهاية مقال حكم التبرع في المساجد في المذاهب الاربعة، والذي تم من خلاله بيان عديد الأحكام الشرعية المتعلقة بجمع الصدقات والتبرعات في المساجد باختلاف الأوقات وطريقة جمعة التبرعات.