حكم من جامع زوجته بعد الفجر في رمضان

حكم من جامع زوجته بعد الفجر في رمضان وحكم من جامع أهله في نهار رمضان جهلًا وعمدًا وما كفارة إفساد الصوم بالجماع، كلّ هذه الأحكام الشرعية من المهم جدًا للمسلم أن يكون على درايةٍ بها في شهر رمضان المبارك، وذلك أنّها ترتبط بأمورٍ تفسد الصوم، أو تنقص أجره، والمسلم عليه أن يكون حريصًا على صحة الصوم، ومن خلال موقع المرجع سيتمّ بيان هل يجوز جماع الزوجة بعد الفجر في رمضان.

حكم من جامع زوجته بعد الفجر في رمضان

إن من جامع زوجته في نهار رمضان إن كان متعمدًا، فقد أثم إثمًا كبيرًا، وإن كان جاهلًا، فيلزمه التفقه في الدين، وكلاهما عليهما القضاء لهذا اليوم، فقد فسد الصيام وعليه أن يتوب إلى الله، وأن يستغفر لما أقدم عليه، ويلزمه كفّارة وهي أن يعتق رقبة مؤمنة، فلو لم يجد فيصوم شهرين متتاليين، والمرأة التي يجامعها زوجها كذلك تقضي وتتوب وتستغفر وتجب عليها كفارة مثل الرجل، إلا أن تكون مجبورة أو مُكرهة على ذلك، فلو أكرهها فلا حرج عليها والله أعلم، وتكون الكفارة تحرير رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، ولو لم يستطيعا فإطعام ستين مسكين لكلّ مسكين نصف صاعٍ من تمر أو قمح، أو من طعام أهل البلد، والواجب التوبة والاستغفار.[1]

شاهد أيضًا: مبطلات الصيام في رمضان بين الزوجين ابن باز

هل يجوز جماع الزوجة أثناء أذان الفجر

لا يجوز للمسلم أن يستمر في جماع زوجته مع أذان الفجر، فلو كان يجامعها قبل الفجر وأذّن الفجر، ينزع ويبتعد، فعند سماعه الأذان، أو لم يسمعه، لكنّه يعلم أنه الوقت للأذان، فينزع ولا يستمر، ولو نزع فلا شيء عليه، وقياس ذلك على الطعام فمع الأذان يمسك وكذلك في الجماع، لكن لو استمر فسد صومه وعليه قضاء، وتلزمه كفارة وكذلك على الزوجة قضاء اليوم مع الكفارة والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: هل السب يجرح الصيام

حكم صيام من جامع زوجته بعد الفجر جاهلا في رمضان

اختلف أهل العلم في حكم صيام من جامع زوجته بعد طلوع الفجر في رمضان جهلًا منه بالحكم الشرعي، فقال بعضهم أنّ عليه كفارة فصيامه فاسد، وقد أفرط في عدم السؤال والتفقه في الدين، وآخرون قالوا إنه لا كفارة عليه من أجل جهله، فالأحوط للمسلم وخروجًا من الخلاف أن يؤدي الكفارة، من أجل تفريطه وعدم سؤاله عما يحرم عليه والله، فقد ذكر النووي في المجموع قال: “إذا أكل الصائم أو شرب أو جامع جاهلا بتحريمه، فإن كان قريب عهداً بإسلام، أو نشأ ببادية بعيدة بحيث يخفى عليه كون هذا مفطرا لم يفطر لأنه لا يأثم فأشبه الناسي الذي ثبت فيه النص، وإن كان مخالطا للمسلمين بحيث لا يخفى عليه تحريمه أفطر لأنه مقصر”.[3]

شاهد أيضًا: حكم الاستحمام في نهار رمضان

حكم الكفارة على من استمر في الجماع عند سماع المؤذن

مع بيان حكم من جامع زوجته بعد الفجر في رمضان، فإنّ أهل العلم فصّلوا فيمن يستمر في جماع أهله عند سماع المؤذن، فمن يفعل ذلك من المسلمين فسد صومه، وقد ارتكب إثمًا بإفساد صومه، وعليه أن يقضي هذا اليوم هو وزوجته، وكذلك يجب عليه التوبة والاستغفار، وتلزمه الكفارة، وهي أن يعتق رقبة وزوجته تعتق رقبة، ولو لم يقدرا فكلّ واحدٍ منهما يصوم شهرين متتابعين، ولو لم يقدرا فإطعام ستين مسكين كلّ واحدٍ منهما والله أعلم.

حكم صيام من جامع زوجته قبل الفجر ولم يغتسل إلا بعد الفجر

لا يضر المسلم أن يجامع زوجته في الليل، ويؤخر الجنابة إلى بعد الفجر، حتى لو أذّن وهو جنب فصيامه صحيح، ولا حرج عليه، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يجامع ليلًا، ويغتسل بعد الفجر، ويكمل صومه، ولكن لا يجوز تأخير الغسل إلى طلوع الشمس؛ لأنّ ذلك يعني تأخير الصلاة وتفويتها، فالواجب الإسراع إلى الغسل، حتى لا يضيع الصلاة، أما الصيام فصحيح ولا شيء فيه والله أعلم.[4]

حكم من تكرر منه الجماع في نهار رمضان

ذكر أهل العلم أن حكم من جامع زوجته بعد الفجر في رمضان، وتكرر منه الجماع في يومٍ واحد فلا تجب عليه إلا كفارة واحدة، فالجماعات غير الأول لم تفسد الصوم إنما فسد بالجماع الأول وهو ما يوجب الكفارة فقط، فلو جامع المسلم في اليوم الواحد أكثر من مرة، فلم يفسد الصوم بالمرات الأخرى، أما من تكرر منه الجماع في نهارين مختلفين أو أكثر ولم يكن قد أدى كفارة الأول، فقال بعضهم أنّه لا تلزمه إلا كفارة واحدة، وآخرون قالوا أن لكل نهارٍ أفسده بجماع كفارة، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: إذا طهرت المرأة في نهار رمضان هل تمسك

ضوابط العلاقة الزوجية في نهار رمضان

لا يجوز للزوجين في نهار رمضان من بعد الفجر إلى غروب الفجر أن يتجامعا، ويجوز لهما التقبيل والعناق إن أمنا على نفسيهما من عدم الخوض أكثر في ذلك، فيجوز لهما الاستمتاع ما لم يجامعا أو ينزلا، وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين ما يحلّ للرجل الصائم من زوجته الصائمة فأجاب: “الصائم صوماً واجبا لا يجوز له أن يستعمل مع زوجته ما يكون سبباً لإنزاله، والناس يختلفون في سرعة الإنزال، فمنهم من يكون بطيئاً، وقد يتحكم في نفسه تماماً، ومنهم من لا يملك نفسه، ويكون سريع الإنزال، فهذا يحذر من مداعبة الزوجة ومباشرتها بقبلة أو غيرها في الصوم الواجب، فإذا كان الإنسان يعرف من نفسه أنه يملك نفسه فله أن يقبل، وأن يضم حتى في الصوم الواجب، ولكن إياه والجماع“.[6]

ما هي الأشياء التي تؤثر على صحة الصوم بين الزوجين

قبل ختام مقال حكم من جامع زوجته بعد الفجر في رمضان، فلا بدّ للمسلم أن يحذر من كلّ الأمور التي تؤثر على الصيام بين الزوجين، وهي كلّ أمرٍ يؤدي إلى إنزال، ولو من غير جماع، والجماع وما يحلّ محله من أمور قضاء الشهوة، فكلّها لو حصلت، فإنّها تفسد الصيام والله أعلم.

بهذا نصل لنهاية مقال حكم من جامع زوجته بعد الفجر في رمضان، والذي بيّن ما يترتب على المسلم في حال جامع زوجته في نهار رمضان بعد الفجر، ولو تكرر منه الأمر، ولو جامعها عمدًا أو جهلًا، وغير ذلك من الأحكام الشرعية الهامة.