هل يجوز الإفطار بسبب الصداع

هل يجوز الإفطار بسبب الصداع، يعاني بعض الأشخاص في شهر رمضان من الشعور بالصداع الخفيف أو الشديد، ويكون هذا الصداع خلال ساعات الصيام، حيث إنّه يمتنع عن تناول الطعام والشراب لفتراتٍ قد تصل إلى خمس عشرة ساعةً أو أكثر قليلاً في بعض المناطق، ومن خلالِ موقع المرجع سنتعرفُ على رأي جمهورَ الفُقهاء في مسألة الفطر في رمضان بسبب الصداع.

رخص الإفطار في رمضان

يتّصفَّ الإسلام باليُسرِ والسمَاحةِ في تشريعاتِه وأحكامَه، ويظهرُ هذا جليًا فِيْ التخفيفِ عنْ المُكلفيّن عندَ مظنّة حصول المشقةِ والتعب، وقد استقرّ هذا الفهم والعمل به عند أهل العلم استنادًا إلى القاعدة الفقهية المشهورة “المشقّة تجلب التيسير”، والتي جاءتْ تؤكّد قول النبيّ مُحمد -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ الدِّينَ يُسْرٌ)، وقدْ عرّفَ السبكي -رحمه الله- الرُخصّة فقال: “ما تغير من الحكم الشرعي لعذر إلى سهولة ويسر مع قيام السبب للحكم الأصلي”.

شاهد أيضًا: هل الطراش يفطر الصائم في رمضان

هل يجوز الإفطار بسبب الصداع

الصيّامُ عُبادةٌ يؤديِها المُسلم خلالَ شهرَ رمضان المُبارك، وهو ركنُ من أركانِ الإسلام الخمسّة، ولا يصحُّ الإسلامَ بدونّه، بحيثُ يمتنعُ عن الطعامِ والشراب وسائرِ المفطراتِ بدءًا من طلوع الفجرِ الثاني إلى غروبِ الشمسّ، ولكن في كثير من الأحيان يعاني الصائم من صداع يسيرًا لا يصلُّ حدّ المشقة أو الهلاكَ، وبهذا الحالةِ لا يُجوزُ الفطر في رمضان والله أعلى وأعلم، فالمرضُ اليسيّر الذي لا يؤدّي الصيام معه إلى مشقّة لا يجوز الإفطار بسببه، والله أعلم.[1]

هل يجوز الإفطار بسبب الصداع النصفي

قيّل في مسألةِ الفطرِ بسببِ الصداع النصفي، إنّ له وَجهيّن، إنْ كان يسيرًا، أيْ لا تترتبُ عليّه أي مشقة للصائمِ، فلا يجوزَ الفطرِ، أما إنْ كانَ الصداع غيّرُ مُحتمل، ولا يَذهبُ إلا بالفطرِ، فإنّه يُرّخصُ للصائمِ الفطر في هذه الحالة، وعليّهِ القضاء، ويقع ضمن هذا النّوع المرض الذي يتمكّن صاحبه من الصوم، ولكنّه يتضرّر بالصيام مضرّة لا تؤدي به إلى الهلاك، أو يؤدي الصيام إلى زيادة المرض المؤدي إلى الهلاك، أو يكون صيامه سببًا في زيادة المرض واستفحاله، فالذي هذا حاله ذهب الحنفية والشافعية إلى أنه يباح له الفطر، وذهب المالكية إلى أنّه يستحبّ له الفطر، والصوم في حقّه مكروه.

هل يجوز الإفطار بسبب الصداع المزمن

إنّ المرضَ الذي يُرجى شفاؤهُ يجوزُ لصاحبهِ الفطر في رمضانَ، وعليّه القضاء، أما الصُداعَ المُزمن الذي لا يُرجى شفائِه أبدًا، وهنَا تختلفُ حالة الصيّام فيّه، إذا لا يلزمُ المريضَ القضاء، بل يلزمه إطعام مسكينٍ عن كلّ يومٍ أفطر فيه، ويكون بتقدير الأطبّاء الثقات، وهنا يُعامل مريض الصداع المزمن مُعاملة العاجز عن الصّيام، وقد قال في ذلك ابن عباس: “نزلت رخصة للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان الصيام فيطعمان مكان كل يوم مسكيناً”.[2]

شاهد أيضًا: من الذين يباح لهم الفطر في رمضان ويجب عليهم القضاء

أحوال الفطر بسبب مرض الصداع

يُوجدُّ عدّة أمور مُتعلقة بفطرِ رمضان بسبب مرضِ الصداع، كالآتّي:

  • الحالةُ الأولى: إنْ كان الصداعُ يسيرًا لا يحصلُّ بهِ الضررَ أو المشقة، ولا يؤدي إلى الهلاك، فإنّه لا يجوزُ للصائِم الفطرَ في هذه الحالة.
  • الحالة الثانية: إنْ كان الصداع يجلبُّ لصاحبهِ الضررَ والمشقة، أو بهِ يزدادُ المرَض، فإنّه يُباح له الفطر، وعليّه قضاءَ ما أفطر.
  • الحالة الثالثة: إن كان الصداع مزمنًا لا يُمكن شفائَه، ولا يستطيع المسلم بسببه الصيام، إذ يُؤدّي إلى الهلاك، ويكون بتقدير الأطبّاء الثقات، فعلى المريض في تلك الحالة الإفطار، ولا يلزمُ المريضَ القضاء، بل عليّه إطعام مسكين عن كل يوم أفطر فيّه.

أسباب الصداع في رمضان

من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الصداع في رمضان ما يلي:

  • الإصابة بمرض السكري المزمن، فعند هبوط نسبة السكر في الدم يعاني المريض من ألم في الرأس مصحوباً بضعف التركيز والضعف.
  • نقصان كميّة الجلوكوز والسكر في الدم، وتحتاج الخلايا الدماغية لهذا السكر من أجل إنتاج الطاقة والقدرة على العمل، ويظهر الصداع بشكلٍ أكبر في نهايات اليوم مع ازدياد مدة الصيام.
  • عدم تناول الطعام خلال وجبة السحور مما يؤدي إلى الشعور بالجوع الشديد والذي بدوره يؤدي إلى الإصابة بالصداع.
  • تغيّر الساعة البيولوجية في الجسم واضطرابها نتيجة التغيّر المفاجئ في ساعات النوم وموعدها، فالكثير من الناس يصبح نهارهم للنوم وليلهم للسهر.
  • وقف التدخين خلال النهار، مما يسبب النقص في نسبة النيكوتين في الدم وبالتالي حدوث الصداع.
  • عدم شرب كميات كافية من الماء وبالتالي الإصابة بالجفاف.

شاهد أيضًا: هل يجوز للمرضع ان تفطر في رمضان

طرق التخلص من الصداع في رمضان

اتباعَ الطرق الآتيّة تُساعد في التخلص من الصداع في رمضان:

  • تناول كميّة مناسبة من السوائل خلالِ وجبّة السحور، وذلكَ لعدمِ الشعورَ بالجفافِ والعطشِ خلالَ ساعاتِ النهار.
  • الحرص على تناولِ الطعان بشكل جيّد ومُناسب ومُتنوع، للحصولِ على العناصرِ الغذائيّة الهامة والضرورية للجسمِ.
  • الحصول على ساعات كافية من النوم خلال الليل وبعض ساعات النهار، مما يعطي الجسم شعوراً بالراحة، بالإضافة إلى عدم إجهاد النفس بممارسة بعض الأعمال الشاقة والمتعبة.
  • تقليل شرب القهوة والمنبهات قبل البدء بشهر رمضان المبارك، كشرب فنجان واحد فقط وبالتالي تعويد الجسم على تقليل نسبة الكافيين التي يحتاجها والسيطرة على الصداع ومنع حدوثه.
  • الحفاظ على نسبة مناسبة من السكر في الدم من خلال تناول الطعام المحتوي على السكريات والنشويات بكميات معتدلة خلال وجبتي الإفطار والسحور.

إلى هُنا نكون قد وصلنا إلى نهايةِ مقالنا هل يجوز الإفطار بسبب الصداع، حيثُ تعرفنا على حالات المرض المُبيحة للفطرِ في شهرِ رمضان المبارك.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *