حكم من صرف شيئا من أنواع العبادة لغير الله

حكم من صرف شيئا من أنواع العبادة لغير الله هو الحكم الذي سيّوضّحه هذا المقال، فهذا الحكم من الأحكام الشّرعية التي تمرّ على المسلم في حياته بمختلف مراحلها، ومن واجبه معرفته والاطّلاع عليه، فالله -سبحانه وتعالى- خلق عباده وجعلهم في الأرض من إنسٍ ومن جنّ، وكان لهم هدفٌ واحد وهو عبادته -سبحانه وتعالى- وحده لا شريك له، فأصل العبادة التّوحيد، لذلك فإنّ موقع المرجع سيُطلعنا ضمن سطور هذا المقال على حكم من قدّم جزءًا من أصناف العبادة لمخلوقٍ من دون الله.

حكم من صرف شيئا من أنواع العبادة لغير الله

إنّ الله -سبحانه وتعالى- هو المُستحقّ للعبادة ولا يستحقّ أحدٌ من خلقه أن يُعبد أو يُصرف له جزءٌ من العبادة، وحكم من صرف شيئا من أنواع العبادة لغير الله هو ما سيتمّ بيانه فيما يأتي:

  • كفر ودخل في شرك الألوهية وهو من الشّرك الأكبر.

فإنّ العبادة هي ما يُعرف بالخضوع والانقياد والتذلل، وهي ما يجمع حبّ الله ورضاه من قول وفعل وعمل ظاهرًا أم باطنًا وهي التبرؤ من كلّ ما ينافي ذلك، ومن العبادات الصّلاة والدّعاء والصيام والذّبح، والخوف والرّجاء والتّضرّع، وهي كلّها بجملتها لا تُصرف إلا لله، بكثيرها وقليلها، قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}.[1] ومن صرف شيئًا من العبادة مهما كان بسيطًا لغير الله فقد أشرك بإجماع أهل العلم، وعلى المسلم أن لا يستهين بصغر حجم العبادة التي إذا صرفها لغير الله فإنّها ستؤديه للهاوية والعياذ بالله.[2]

شاهد أيضًا: عدد انواع الشرك الاكبر

تعريف التوحيد وأنواعه

بعد معرفة حكم من صرف شيئا من أنواع العبادة لغير الله سيتمّ تعريف التوحيد وبيان أنواعه، فالتّوحيد في اللغة العربية يُعرف أنّه جعل الشيء واحدًا لا ثاني له، بغير تعدّد، أما في الاصطلاح الإسلامي، فإنّ التّوحيد هو الإيمان بالله وحده لا شريك له في أفعاله وصفاته ولا تدبيره وملكه، وهو وحده المستحقّ للعبادة دون خلقه أجمعين، ولا يصحّ ولا يجوز صرف أيّ عبادةٍ إلا لوجهه الكريم، والتّوحيد هو أن يعتقد المسلم العبد أنّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له بكلّ معانيها، وهو من الأمور التي أمر الله بها القرآن الكريم، وجاء بها الرّسل أجمعين في رسالاتهم -صلوات ربّي وسلامه عليهم أجمعين- وإنّ أنواع التوحيد ثلاثة كما قسّمها أهل العلم وهي:[3]

  • توحيد الألوهية: وهو إفراد الله -سبحانه وتعالى- بأفعال العبادة كلّها، لذلك يُطلق عليه توحيد العبادة، وفيه يؤمن العبد أن لا معبود سوى الله، وهو نوع التوحيد الذي جاء به الرّسل في رسالاتهم، وهو بداية الدّين ونهايته.
  • توحيد الربوبية: وهو اعتقاد العبد الجازم أنّ الله هو ربّ كلّ شيءٍ وخالقه ومالكه، وهو المتصرّف في الكون وحده، فيؤمن فيه العبد بقضاء الله وقدره.
  • توحيد الأسماء والصفات: وهو أن يعتقد ويؤمن العبد بأنّ الله له الصّفات العلى والأسماء الحسنى، وهو يتّصف وحده بصفات الكمال، ويتنزّه عن كلّ نقص.

شاهد أيضًا: ما هو الشرك الخفي

تعريف الشرك بالله وأقسامه

إنّ الشّرك من أعظم وأكبر الكبائر في الشّريعة الإسلاميّة، ويعدّ من أقبح وأكبر الّذنوب الّتي يرتكبها العبد في حقّ ربّه تبارك وتعالى، والشّرك هو اتّخاذ إلهٍ ومعبودٍ آخر مع الله تعالى يعبده كما يعبد الله، ويحبّه كما يحبّ الله تعالى سواءً كان بشرًا أو صنمًا أو غيره، أي أنّه اتّخذا الندّ والشّريك في العبادة والمحبّة والصّفات مع الله تعالى الواحد الأحد، وإنّ هذا الاسم العظيم لهو من الظّلم الّذي يرتكبه الإنسان في حقّ نفسه، وقد نهى الله تعالى عن الشّرك في الكثير من الآيات الكريمة في الذّكر الحكيم، قال الله عزّ وجل: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}.[4] وإنّ مصير المشركين الّذين يموتون على حالهم دون الرّجوع والتّوبة هو النّار وبئس المصير، أمّا عن أقسام الشرك فهما اثنين:[5]

  • شركٌ أكبر: وهو الشّرك الأعظم الّذي يؤدّي بصاحبه إلى الخروج من ملّة الإسلام والخلود في نار جهنّم يوم القيامة، كعبادة الأصنام والتّوكّل على غير الله تبارك وتعالى، كذلك ادّعاء علم الغيب، وادّعاء الاتّصاف بصفات الكمال، أو الاستغاثة بغير الله تعالى.
  • شركٌ أصغر: وهو كلّ قولٍ أو فعلٍ يؤدّي بصاحبه إلى ارتكاب الشرك الأكبر، وهذا الشّرك لا يخرج صاحبه من الملّة ولا يخلد في نار جهنّم، لكن تلزمه التّوبة النّصوح والاستغفار، ومن أمثلة الشّرك الأصغر ترك الصّلاة والحلف بغير الله تعالى والرّياء، كذلك تعليق التّمائم والكفّ والعين الزّرقاء، وتعظيم أحدٍ كما يعظّم الله تعالى والله أعلم.

شاهد أيضًا: حكم الشرك في الالوهيه

نختتم مقالنا حكم من صرف شيئا من أنواع العبادة لغير الله الّذي عرّفنا فيه الشرك وذكرنا أنواعه وعرّفنا التّوحيد وذكرنا أقسامه، بالإضافة إلى الإجابة عن السّؤال المطروح وبيان أهميّة توحيد الله تعالى والابتعاد عن الشرك بالله تبارك وتعالى.

المراجع

  1. سورة الأنعام , الآية 162-163.
  2. islamweb.net , كل من صرف شيئاً من العبادات لغير الله فقد كفر , 16/11/2021
  3. binbaz.org.sa , ما هي أقسام التوحيد؟ , 16/11/2021
  4. سورة البقرة , الآية 22.
  5. islamqa.info , ما هي حقيقة الشرك ، وما هي أقسامه؟ , 16/11/2021

مقالات ذات صلة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *