حكم صلاة القيام جماعة في رمضان

ما هو حكم صلاة القيام جماعة في رمضان، حيث تعد صلاة القيام من الصلوات المسنونة التي يتضرع بها العبد إلى ربه لينال الحسنات، والفوز العظيم في الدنيا والآخرة، فبها يجتهد المرء للفوز بأعلى الدرجات في الجنة، ويتساءل الأفراد حول مشروعية صلاة القيام في جماعة، وهو ما سيقوم بإيضاحه موقع المرجع عبر سطور هذا المقال، وكما سنوضح كم عدد ركعات القيام، والعديد من الأحكام الخاصة بصلاة القيام لما ورد في الكتاب والسنة.

فضل قيام الليل في رمضان

تعتبر صلاة القيام من أفضل وأعظم الصلوات بعد الصلاة المكتوبة فقد قال رسول الله – صلّى الله عليه وسلم-: “أفضلُ الصلاةِ، بعد الصلاةِ المكتوبةِ، الصلاةُ في جوفِ الليل”[1]، بها تزيد الحسنات، وتُمحى الذنوب، حيث يتقرب بها العبد إلى ربه، ويجدر الإشارة إلى أنها من الصلوات المسنونة وليست فريضة، فمن قام بها يه الجر والثواب عند الله سبحانه وتعالى، ومن تركها فلا إثم عليه، وفقًا لقول السول الكريم، “من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه”.[2]

اقرأ أيضًا: حكم صلاة التهجد جماعة في رمضان وهل هي بدعة

حكم صلاة القيام جماعة في رمضان

إن صلاة القيام في جماعة في رمضان هو أمرٌ مباح، وأفضل من الصلاة منفردًا، فهي إحدى السنن المحببة عند الله سبحانه وتعالى، هذا وقد أجمع اهل العلم أن صلاة القيام في جماعة أفضل من القيام بها منفردة، وذلك بالاستناد على ما ورد في الأحاديث والسنة النبوية، فقد ورد عن الشيخ الألباني أنّه قال: “وتشرع الجماعة في قيام رمضان ، بل هي أفضل من الانفراد ، لإقامة النبي صلى الله عليه وسلم لها بنفسه ، وبيانه لفضلها بقوله ، وإنما لم يقم بهم عليه الصلاة والسلام بقية الشهر خشية أن تفرض عليهم صلاة الليل في رمضان”.[3] كما ورد عن حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: “صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان، فلم يقم بنا شيئاً من الشهر حتى بقي سبع فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل، فلما كانت السادسة لم يقم بنا، فلما كانت الخامسة قام بنا حتى ذهب شطر الليل، فقلت: يا رسول الله لو نفّلتنا قيام هذه الليلة، فقال: إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام ليلة.. فلما كانت الرابعة لم يقم، فلما كانت الثالثة جمع أهله ونساءه والناس، فقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح، قال: قلت: وما الفلاح؟ قال: السحور، ثم لم يقم بنا بقية الشهر”.[4][5]

حكم قيام الليل في جماعة للنساء

يجوز للنساء أن تقوم بصلاة قيام الليل في جماعة وذلك بالاستناد على عن قول عرفجة الثقفي، قائلاً: (كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يأمر الناس بقيام شهر رمضان ويجعل للرجال إماماً وللنساء إماماً، قال: فكنت أنا إمام النساء، قلت: وهذا محله عندي إذا كان المسجد واسعاً، لئلا يشوش أحدهما على الآخر).[6]

عدد ركعات صلاة القيام

إن صلاة القيام هي إحدى عشر (11) ركعة، أو ثلاثة عشر (13) ركعة وفقًا لما كان يقوم به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فقد سُئلَت عائشة أم المؤمنين عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: “ما كانَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أرْبَعَ رَكَعَاتٍ، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا”. ووجب التنبيه أنه يجوز الإنقاص أو الزيادة حسب استطاعة المرء، وبعده ليوتر لقول الرسول عليه الصلاةُ والسلامة في السنة النبوية الشريفة: (الوترُ حقٌّ فمَن شاءَ فليوتر بخمسٍ، ومن شاءَ فليوتِرْ بثلاثٍ، ومن شاءَ فليوتِر بواحدةٍ).[7]

اقرأ أيضًا: ما حكم صلاة التراويح في المسجد والبيت ، وجميع الأحكام الشرعية المتعلقة بالتراويح

فضل قراءة القرآن في القيام

إن صلاة القيام تتم بتلاوة ما تيسر من القرآن الكريم، ولكن لم يحدد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، عددًا معينًا من الآيات، فقد اختلفت قراءة سيدنا النبي طولاً وقصرًا، فكان يقرأ سورة قصيرة، وسورة طويلة تارةً أخرى، حيث يتم قراءة ما تيسر من القرآن الكريم سواء أكان من أوله أو آخره أو وسطه، كما إنه من السنة عدم العجلة في قراءة الآيات، وتلاوة القرآن في خشوع والتطويل بقدر المستطاع، فقد ورد عن رسول الله – عليه الصلاة والسلام – “من صلى في ليلة بمئة آية لم يكتب من الغافلين”[8]، وفي حديث آخر: “بمئتي آية فإنه يُكتب من القانتين المخلصين”[9].

أفضل أوقات القيام

أجمع جمهور العلماء على أنّ أفضل الأوقات لأداء بصلاة القيام يكون في الثلث الأخير من الليل، فقد أجمع العلماء على أن موعد صلاة القيام سيكون عقب الانتهاء من صلاة العشاء، وحتى سماع أذان الفجر، وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في وقتها، قائلاً: “أنّ قيام الليل يبدأ من حين يصلي المسلم العشاء وسنّتها فإنّه يدخل وقت القيام، وأفضله ما يكون بعد منتصف الليل، إلى أن يبقى سدس الليل، حيث إنّ النبي صلى الله عليه وسلم أرشد لأفضل القيام إذ كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه”.[10]

اقرأ أيضًا: ما يقال في الركوع والسجود في صلاة القيام

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *