حكم طلب هداية التوفيق من غير الله

حكم طلب هداية التوفيق من غير الله، من أهم الأحكام الشرعية التي يتوجب على المسلمين معرفتها، فالمسلم الحق يعلم أن الله هو ربّ كل شيء، وهو القادر على كلّ شيء، وهو وحده المعبود والمستعان، وهو سبحانه يهدي من يشاء من عباده للحق، وقد يقوم بعض الناس بطلب بعض الأمور من غير الله وهم لا يملكون منها شيئًا، ولذلك فإنّ موقع المرجع سيبيّن هل يجوز أن يطلب المسلم هداية التوفيق من الخلق.

تعريف مفهوم الهداية

تمهيدًا لبيان حكم طلب هداية التوفيق من غير الله سبحانه وتعالى، فإنّه لا بدّ من تعريف وبيان مفهوم الهدايـة، وهي في اللغة من الهدى ويعني الرشاد والدلالة، ويقال في اللغة هديته أي أرشدته، وقد ورد عن القرطبي قوله: “والهدى هُدَيَانِ: هُدى الدلالة، وهو الذي تقدر عليه الرسل وأتباعهم، فأثبت لهم الهُدى الذي معناه الدلالة والدعوة، وتفرَّد هو سبحانه بالهدى الذي معناه التأييد والتوفيق، فالهدى هنا بمعنى خلق الإيمان في القلب” وباختصار فإنّ الهداية لغةً مأخوذة من هدى، والهدى وهو الرشاد، ضد الضلال.[1]

شاهد أيضًا: الهداية لغة مأخوذة من هَدى ، والهُدى هو الرشاد ، ضد الضلال

حكم طلب هداية التوفيق من غير الله

بيّن أهل العلم أنّ الهداية نوعان، وهي هداية بيان ودلالة وإرشاد ودعوة، وهي وظيفة الرسل، وهداية التوفيق أو خلق الهداية في قلوب الناس، وهي ملكٌ لله وحده، وحكم طلب هداية التوفيق من غير الله:

  • حرام وغير جائز شرعًا.

فالله سبحانه وتعالى يرسل الرسل للناس وعليهم التبليغ والدعوة، وهي نوع هدايتهم، ومهمتهم الأساسية، ولكنهم لا يملكون شيئًا من هداية الناس، فالله وحده بيده هداية القلوب للرضا بالحق وقبوله، وقد قال تعالى في محكم تنزيله: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}.[2] فهداية البلاغ بيد الرسل أمّا هداية التوفيق بيد الله، ولذلك لا يجوز طلبها من غيره، حتّى لا يكون في ذلك شرك والعياذ بالله.[3]

شاهد أيضًا: حكم دعاء غير الله عز وجل

مراتب الهداية المذكورة في القرآن الكريم

قسّم أهل العلم الهداية المذكورة في كتاب الله ومحكم تنزيله لأربعة مراتب، وهي:[4]

  • الهداية العامّة: وهي الهداية التي يمنحها الله سبحانه لجميع خلقه، فهو يهدي كلّ نفسٍ لما فيه نفعٌ لها وصلاح عيشها في الحياة الدنيا.
  • هداية الدلالة والإرشاد والبيان: وهي الهداية التي يحمل مهمتها ووظيفتها الأنبياء والرسل أجمعين، وخاصّةً المكلفين بتبليغ الرسالة، وهي ما تقوم بها حجّة الله على عباده.
  • هداية التوفيق والعون والإلهام: وهي الهداية التي تأتي بعد هداية الدلالة والبيان وهي أخصّ منها، وهي بيد الله وحده لا يقدر عليها سواه، ويعطيها سبحانه لمن يحقق شروطها ويأخذ أسبابها.
  • الهداية في الآخرة إمّا لجنة أو إلى نار: وهي الهداية على السراط إما يعبره العبد للجنة أو يهوي منه إلى النار، وهذه الهداية منوطة بهداية الدنيا، فمن اهتدى بها فاز وعبر ومن ضل هوى وخاب وخسر.

شاهد أيضًا: حكم دعاء غير الله تعالى من الأولياء والصالحين

بهذا القدر نكون قد وصلنا لنهاية مقال حكم طلب التوفيق من غير الله، والذي بيّن مفهوم الهداية وعرّفها، وذكر أنواعها، وختم بتوضيح مراتب الهداية في القرآن الكريم.

المراجع

  1. alukah.net , معنى الهداية , 17/01/2022
  2. سورة البقرة , الآية 272
  3. binbaz.org.sa , الفرق بين هداية التوفيق وهداية البلاغ , 17/01/2022
  4. alukah.net , مراتب الهداية في القرآن الكريم , 17/01/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *