حكم المبيت بمزدلفة عند المالكية

حكم المبيت بمزدلفة عند المالكية، تعد مزدلفة مكان يقع بين مأزمى عرفة المتمثل في المضيق بين الجبلين عند نهاية عرفة من جهة مزدلفة، وبين وادي محسر الفاصل بين مزدلفة ومنى، والمبيت فيها من شعائر الحج، وسنتعرف من خلال موقع المرجع على حكم المبيت بمزدلفة عند المالكية، وحكم المبيت بمزدلفة عند المذاهب الأربعة، كما سنذكر وقت المبيت بمزدلفة، والصلاة في مزدلفة.

وقت المبيت بمزدلفة

يبدأ وقت المبيت بمزدلفة من بعد مغرب يوم التاسع من شهر ذي الحجة، أي يوم عرفة حتى ليلة النحر أي ليلة العيد، وذلك إلى ما قبل طلوع الشمس، ولمزدلفة العديد من المسميات، فيطلق عليها اسم مزدلفة؛ لأن الحجاج من عرفات يقربون زلفًا إلى البيت الحرام، كما سميت المشعر الحرام بسبب وجود دبل قزح فيها، وسميت أيضًا جمعًا؛ لاجتماع الناس فيها.

شاهد أيضًا: حكم الخروج من مزدلفة بعد منتصف الليل

حكم المبيت بمزدلفة عند المذاهب الأربعة

إنَّ المبيت بمزدلفة هو واجب من واجبات الحج عند مذهب الشافعية، والمالكية، والحنابلة، وبعض من السلف الصالح، ودليل ذلك قوله تعالى في كتابه الكريم: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ}[1]، أما المذهب الحنفي، فقد قالوا أنَّ الوقوف الواجب في مزدلفة يكون من وقت طلوع الفجر ليوم النحر حتى طلوع الشمس، وإذا لم يدرك الحاج هذا الوقت حتى وإن كان قد بات في مزدلفة، فيجب عليه دم كفدية لتركه الواجب في الوقوف بمزدلفة، وأشاروا المالكية أن الواجب على الحجاج هو النزول في مزدلفة قدر حط الرحال، وذلك في ليلة النحر في الطريق من عرفة إلى منى.

حكم المبيت بمزدلفة عند المالكية

حكم المبيت بمزدلفة عند المالكية سنة، ويوافقهم في الحكم الشافعية، حيث اختلف الفقهاء في حكم المبيت بمزدلفة، فمنهم من قال أنَّ المبيت بمزدلفة هو ركن لا يصح الحج إلا به، وهذا رأي الحسن البصري، وعلقمة، والشعبي، والأسود، والنخعي، أما المذهب الحنفي والحنبلي وأحد القولين عند الشافعية فذهبوا أن المبيت بمزدلفة واجب، ولكن لو تركه الحاج فيصح حجه مع ذبح شاة، ودليل ذلك ما روي عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُضَرِّسِ بْنِ أَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ لَامٍ الطَّائِيِّ، قَالَ: “أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالمُزْدَلِفَةِ حِينَ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي جِئْتُ مِنْ جَبَلَيْ طَيِّئٍ أَكْلَلْتُ رَاحِلَتِي، وَأَتْعَبْتُ نَفْسِي، وَاللَّهِ مَا تَرَكْتُ مِنْ جبل إِلَّا وَقَفْتُ عَلَيْهِ، فَهَلْ لِي مِنْ حَجٍّ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ شَهِدَ صَلَاتَنَا هَذِهِ، وَوَقَفَ مَعَنَا حَتَّى نَدْفَعَ وَقَدْ وَقَفَ بِعَرَفَةَ قَبْلَ ذَلِكَ لَيْلًا، أَوْ نَهَارًا، فَقَدْ أَتَمَّ حَجَّهُ، وَقَضَى تَفَثَهُ”.[2][3]

شاهد أيضًا: يشرع للحاج إذا وصل إلى مزدلفة المبادرة بصلاة المغرب والعشاء جمعاً وقصرا لصلاة العشاء

الصلاة في المزدلفة

تكون الصلاة في مزدلفة بعد وصول الحجاج إليها جمعًا بأذان واحد لصلاتي المغرب والعشاء، أما سنة المغرب وسنة العشاء ووتر العشاء فيؤخروا إلى ما بعد صلاة العشاء، وتكون الصلاة بأذان واحد وإقامتين، فيقام للصلاة الأولى، ويقام أيضًا للصلاة الثانية، ولو تأخر الحاج في وصوله إلى مزدلفة، وكاد يفوت وقت صلاة العشاء، فعليه الصلاة قبل الوصول.

بهذا القدر نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي تعرفنا من خلاله على حكم المبيت بمزدلفة عند المالكية، وحكم المبيت بمزدلفة عند المذاهب الأربعة، كما ذكرنا وقت المبيت بمزدلفة، والصلاة في مزدلفة.