حكم طواف الوداع للحاج عند الشافعية

حكم طواف الوداع للحاج عند الشافعية الذي يعد آخر منسك من مناسك فريضة الحج، التي فرضها الله على المسلمين مرة واحدة في العمر لمن استطاع إلى ذلك سبيلًا، وقد اختلف العلماء في حكم طواف الوداع، لذلك يهتم موقع المرجع من خلال هذا المقال في الحديث عن حكم طواف الوداع للحاج عند الشافعية.

ما هو طواف الوداع

هو آخر واجب من واجبات فريضة الحج، لذلك سمي بهذا الاسم، فبه يودع الحاج البيت الحرام، ويسمى أيضًا طواف الصدر لأنه يكون عند صدور الناس من مكة المكرمة، كما يطلق عليه اسم طواف آخر العهد، وطواف الوداع عبارة عن سبعة أشواط يطوفها الحاج حول الكبعة، حيث يبدأ المحرم طوافه من عند الحجر الأسود ويجب أن يكون مضطبعًا، أي يجب أن يكشف كتفه الأيمن واضعًا طرفي ردائه على الكتف الأيسر، ثم يتجه بوجهه وجسده كاملًا نحو الحجر الأسود، وأن يقول “الله أكبر”، وله أن يقول “بسم الله،الله أكبر”، ويسن تقبيل الحجر الأسود إن أمكن، فمن لم يستطع يستلمه بيده.[1]

شاهد أيضًا: دعاء الطواف حول الكعبة ، أدعية العمرة كاملة مكتوبة

حكم طواف الوداع للحاج عند الشافعية

هناك قولان في حكم طواف الوداع عند المذهب الشافعي، فهو واجب في مذهبه القديم، ويوافقه على ذلك الإمامان أبو حنيفة وأحمد بن حنبل، وهو سنة في مذهبه الجديد ويوافقه في ذلك الإمام مالك، وقد بين الإمام النووي رحمه الله، سبب الإختلاف بين القولين القديم والجديد، فقال رحمه الله:[2]

فإن أراد الخروج طاف للوداع وصلى ركعتي الطواف، وهل يجب طواف الوداع أم لا؟ فيه قولان: أحدهما: أنه يجب، لما روى ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت”، والثاني: لا يجب، لأنه لو وجب لم يجز للحائض تركه، فإن قلنا إنه واجب وجب بتركه الدم، وإن قلنا لا يجب لم يجب بتركه دم، لأنه سنة، فلا يجب بتركه دم كسائر سنن الحج.

شاهد أيضًا: هل يوجد ركعتين بعد طواف الوداع

شروط طواف الوداع

يشترط في طواف الوداع أمران أساسيان، نفصلهما فيما يأتي:[3]

  • الطهارة من الحيض والنفاس: فالحائض أو النفساء ليس عليها طواف وداع، ولا يترتب عليها بتركه دم، فعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: “أُمِرَ النَّاسُ أن يكون آخرُ عهدِهم بالبيتِ إلَّا أنَّه خُفِّفَ عن الحائِضِ”، وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، قالت: “أنَّ صفيَّةَ بنتَ حُيَيٍّ- زوجَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- حاضت في حجَّةِ الوداعِ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أحابِسَتُنا هي؟ فقلتُ: إنَّها قد أفاضَتْ يا رسولَ اللهِ وطافت بالبيتِ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فلْتَنْفِرْ”.
  • أن يكون من أراد طواف الوداع من أهل الأمصار: فلا يجب على أهل مكة المكرمة، لأن الغاية من طواف الوداع توديع البيت الحرام، وهذا الشيء لا ينطبق على المكيين، لأنهم في بلدهم، وكذلك فإنه لا يجب على من أراد الإقامة في مكة، لإن الوداع إنما يكون ممن يفارق الشيء، لا ممن يلازمه.

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حكم طواف الوداع للحاج عند الشافعية، الذي تحدثنا فيه عن طواف الوداع، وتعرفنا على حكمه على المذهب الشافعي، وكذلك تعرفنا على شروطه.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *