خطوات البحث العلمي بالترتيب

خطوات البحث العلمي تتماشى بالتدريج مع الهدف من البحث، فالبحث العلمي مادة ضرورية لفهم العالم من حولنا، وهو عمل إبداعي ومنهجي يقوم به الباحث لإغناء معرفتنا عن قضية ما أو موضوع ما، وبصرف النظر عن موضوعه، فهو يتصف بالشمولية لكل مواقف الحياة، والفائدة التي ستعود علينا من هذه المعرفة، وفي هذا المقال عبر موقع المرجع سنتعرف على خطوات البحث العلمي بكل تفاصيلها، بالإضافة إلى تعريف البحث العلمي وكل ما يخصه من فوائد لنا وغيرها

تعريف البحث العلمي

البحث العلمي هو العملية المنهجية التي تتيح لنا التعرف على المجهول، وهي إجراء مثبت علميا  لتوسيع المعرفة البشرية من خلال التجريب والتحليل، ويستخدم البحث العلمي التخطيط الدقيق والمنهجية الصارمة إضافة إلى التقييم الشامل، كما يلعب التحليل الإحصائي الدور الأساسي في هذه العملية، ويهدف البحث العلمي إلى الكشف عن  الظواهر والأحداث التي تمر بحياتنا، وشرح كيف ولماذا تحدث، كما أنه يتيح لنا اختبار كل ظاهرة على حدة وتحديدها وحتى إعادة إنشائها، بالإضافة إلى إنشاء دراسات الحالة وفهم أساليب عملها بشكل أكبر، ويعتبر البحث العلمي هو العمود الفقري لمختلف مجالات الدراسة، والذي يشمل علم النفس والكيمياء والفيزياء والرياضيات وغيرها من المجالات، كما يساعد في شرح النظريات وإثباتها بشكل علمي ومنطقي بحت، إضافة إلا أنه يساعد في إيجاد الطرق المثالية لمعالجة المشاكل وإيجاد الحلول المناسبة لها.[1]

شاهد أيضاً: أفضل 15 خاتمة بحث علمي تناسب أي بحث علمي 2021

أصناف البحث العلمي

يأتي البحث العلمي في تصنيفات مختلفة، وهذا الاختلاف يأتي ليناسب الدراسات المختلفة مع نقاط التركيز المطلوبة، وسنذكر بعض الأمثلة عنها وهي التالي:[1]

• الأبحاث السريرية: وهو أحد التصنيفات التي تركز على المجال الطبي، والذي يساعد في تعزيز  المعرفة وتحسينها فيما يتعلق بالأمراض وعلاجاتها الممكنة، كما سيركز بعضها أيضًا على التشخيص، وذلك لتسهيل التعرف على المشكلات والاضطرابات.
• البحث القائم على الملاحظة: والذي يستخدم الملاحظة ليثبت أن الطرق المستخدمة ليس لها ذات الدرجة من التحكم في المتغيرات، و يستعيض عنها بالإستفادة من النتائج العشوائية، وهذه طريقة تترك الباحث ينتظر صدور النتيجة ويراقبها، ثم يأخذ البيانات ويتعامل معها.
• البحث التداخلي: والذي يعتمد على استخدام التجريب، حيث يساعد وجود مجموعة التحكم أن يكون جزء من المتغيرات، حيث يمكنك تحديد النتائج عن طريق تغيير معلومات معينة.

خطوات البحث العلمي بالترتيب

يعتمد العلماء عنصر الموضوعية في أبحاثهم، وذلك لتجنب الأخطاء والتحيز الشخصي الذي يمكن أن ينتج عنه بحث مزيف، وتتطلب عملية البحث العلمي عدة خطوات مهمة حتى تصل إلى الكمال، ابتداءاً من تحديد السؤال الرئيسي للبحث، وحتى استخلاص الاستنتاجات حول البيانات، وعلى الباحث اتباع التفكير النقدي والتعامل مع القضايا المختلفة بطريقة منظمة ومنهجية، وتأتي أهمية البحث العلمي في التأكيد أو إعادة تقييم النظريات الموجودة، كما أنه يؤدي إلى تطوير نظريات جديدة كلياً، وللتوسع في شرح خطوات البحث لفهمها بشكل جيد سنذكر كل منها على حدة: [2]

تحديد المشكلة والبحث

وهي الخطوة التي  يتم فيها اختيار موضوع البحث، والذي يتعلق بموضوع ما أو سؤال تم طرحه في قضية علمية ما، حيث يقوم العالم بالبحث والتدقيق في السؤال المطروح، لمعرفة إذا كانت الإجابة تمت عليه، إضافة إلى معرفة  أنواع الاستنتاجات التي تم التوصل إليها من قبل الباحثون الآخرون، ومعرفة التجارب التي تم إجراؤها المتعلقة بهذا السؤال، ويجب أن يتضمن البحث قراءة وافية  لمقالات المجلات العلمية الموضوعة من قبل علماء آخرين، والمتواجدة غالباً على الإنترنت عبر قواعد البيانات البحثية، إضافة إلى المجلات التي تنشر المقالات الأكاديمية، وفي البحث، يضيف العالم الموضوع العام  في سؤال البحث المحدد حول بعض القضايا.

وضع الفرضية

وهي عبارة عن بيان موجز وواضح، والذي يحتوي على الفكرة الرئيسية والغرض الرئيسي من البحث العلمي، وهذه الفرضية يجب أن تكون قابلة للاختبار والتزوير، وهذا يعني أن تكون هناك طريقة لاختبار الفرضية، والتي يمكن دعمها أو رفضها وهذا بناءً على فحص البيانات، وتتطلب صياغة الفرضية تحديد ظروف المتغيرات التي تبحث عنها، كما يجب شرحها بوضوح وشرح الموقف الخاص بك، وعند كتابة الفرضية يجب أن يقوم العلماء بعمل بيان محدد للسبب والنتيجة في ضوء المتغيرات التي تتم دراستها، أو تقديم بيان عام حول العلاقة بين هذه المتغيرات.

تجربة التصميم

ويهدف تجربة التصميم إلى التخطيط لكيفية جمع البيانات، وغالبًا ما تتأثر طبيعة سؤال البحث في كيفية إجراء البحث العلمي، وعلى سبيل المثال: عندما نجري بحث عن آراء الناس، فهو حتما يتطلب إجراء استطلاعات الرأي، وعند تصميم التجربة، فإن العلماء يختارون من أين وكيف سيتم الاستحصال على هذه العينة ووضعها قيد الدراسة، مع مراعاة تواريخ وأوقات التجربة، إضافة إلى الضوابط المستخدمة واتخاذ كافة التدابير الأخرى اللازمة لإجراء البحث.

جمع البيانات

جمع البيانات يتطلب إجراء التجربة التي سبق وصممها العالم، وخلال هذه العملية، يقوم العلماء بتسجيل كافة البيانات، إضافة إلى استكمال المهام المطلوبة لإجراء التجارب، فمثلا يذهب العالم إلى موقع البحث، وذلك لإجراء التجربة مثل المختبرأو أي مكان آخر، وتختلف المهام التي تضمنها إجراء التجربة بحسب نوع البحث، فبعض التجارب تتضمن إحضار بعض الأشخاص للمشاركة في الاختبار، كما تتضمن بعض الاختبارات إجراء ملاحظات في البيئة الطبيعية أو تجربة موضوعات مختلفة.

تحليل البيانات

والذي يتضمن تجميع البيانات معًا إضافة إلى حساب الإحصائيات، ويمكن أن يعتمد العالم على الاختبارات الإحصائية، فهي تساعده في فهم البيانات بشكل أفضل، واستكشاف إذا تم الحصول على نتيجة مهمة أم لا، ويتضمن حساب الإحصائيات الخاصة في ما يخص تجربة البحث العلمي نوعين وهما  الإحصاء الوصفي ومقاييس الإحصاء الاستنتاجي، أما الإحصائيات الوصفية فهي تصف البيانات والعينات التي تم جمعها كمتوسطات العينة أو الوسائل، وأضف إلى ذلك الانحراف المعياري، وهو الذي يخبر العلماء عن كيفية توزيع البيانات، أما النوع الثاني وهو الإحصاء الاستنتاجي أو الاستدلالي، فيتضمن إجراء الاختبارات ذات الأهمية التي تمتلك القدرة على تأكيد الفرضية الأصلية أو رفضها.

استخلاص النتائج

وفي هذه المرحلة النهائية، يقوم العالم بفحص المعلومات بعد تحليل البيانات الناتجة من التجربة والتوصل إلى الاستنتاجات في ضوء النتائج النهائية، كما يلجأ العالم إلى مقارنة النتائج بالفرضية الأصلية للبحث مع استنتاجات التجارب السابقة التي أجريت من قبل باحثين آخرين، وعند استخلاص النتائج، يقوم العالم بشرح ما تعنيه النتائج، إضافة إلى كيفية عرض النتائج في سياق المجال العلمي أو البيئة العلمية الحقيقية للعالم الحقيقي، بالإضافة  أيضا إلى تقديم بعض الاقتراحات فيما يخص البحث في المستقبل.

مقدمة بحث عن خطوات البحث العلمي

يجب أن تبدأ أي مقدمة بحث عن خطوات البحث العلمي بالسؤال الذي طرحته في تجربتك عن موضوع البحث وما أهميته، وفي هذه المقدمة يجب أن تلخص الأدبيات ذات الصلة بحيث تتيح للقارئ فهم الدافع الذي يقف خلف اهتمامك بالسؤال الذي سبق وطرحته والذي حمل عنوان البحث، كما يجب أن تكون كل واحدة من فقرات البحث غنية بالمعلومات الوافية عن موضوعها، مع مراعاة الختام بجملة تشرح السؤال المحدد الذي تم طرحه في هذه التجربة، كما يجب أن تتضمن السمات التالية أيضاً:[3]

• خاصية التكرار: فمن خلال كيفية الإجابة عن السؤال الذي طرحته في مقدمة البحث، يجب أن تتوافر لديك ما يكفي من المعلومات بحيث تسمح لعالم آخر بتكرار التجربة التي أجريتها لضمان النتائج.
• وضوح البروتوكول: بالبعد عن البروتوكولات المعقدة، وإن و اضطريت لوضعها لسبب ما، فيجب تصميم رسم تخطيطي لشرح الطرق التي استخدمتها، أو إضافة جداول أو مخطط انسيابي يتضمن الشرح.
• تضمين النتائج الأولية: وذلك لشرح التصميم المستخدم في التجربة الرئيسية، ووجوب تكرارها في ظروف أخرى للحصول على النتائج بشكل أفضل.
• الاعتبارات الأخلاقية: حيث يجب مراعاة موافقة الأشخاص الذين احتجت لاستخدامهم في البحث. 

اقرأ أيضًا: طريقة توثيق المراجع الالكترونية في البحث

كيفية كتابة البحث العلمي من الناحية الشكلية

مقالات البحث العلمي لا تقتصر على ايصال الفكرة للأشخاص العاديين، بل تعتبر طريقة تواصل للعلماؤ مع علماء آخرين فيما يخص نتائج أبحاثهم. ولذلك غالبا ما يتم استخدام تنسيق قياسي في هذه المقالات في مضمونها وشكلها،  والذي يتطلب معرفة كيفية كتابة البحث العلمي من الناحية الشكلية والذي يتضمن ما يلي:[3]

• الوصف: الكافي لمحتوى الورقة البحثية على أن يتضمن العنوان وصف المقال، مع مراعاة أن يكون العنوان ملخصاً لنتائج البحث، حيث أنه يكون عالي التأثير وأكثر فاعلية 
• المؤلفون: الذين قامو بالعمل وكتابة ورقة البحث يحظوون بالأولوية، ولكن خلال النشر يجب تقديم أسماء الأشخاص المساهمين في العمل كمؤلفين أيضا.
• الملخص: يمنح القارئ معاينة لما يتضمنه البحث والذي يمكن نشره بشكل منفصل عن البحث، والذي يساعد العلماء في تعددات البحث المرغوبة لديهم، فهو يحوي الغرض من البحث مع الاستنتاجات والنتائج.
• المقدمة: والتي تتكلم عن محور البحث والسؤال المطروح الذي من أجله قمنا بالبحث.
• الأساليب: والتي تتضمن المواد التي قمت بمراعاتها أثناء البحث، كتكرار التجربة لضمان النتيجة، والوضوح في النهج لتبادل الآراء مع علماء آخرين، والتعمق في شرح النتائج وما إلى ذلك.
• النتائج: وهو الهدف من البحث المتضمنة في نهايته، والتي يمكن كتابتها على شكل ورقة مكتوبة أو تضمينها في جداول لسهولة شرحها.
• الجداول والرسوم البيانية: والتي يجب وضعها في مواضع محددة تتطلب وجودها، والتي تلتزم بإسلوب مخصص لها لا بد من مراعاته.
• النقاش: لتبادل الآراء في ما يخص النتائج المترتبة على بحثك الخاص مع علماء آخرين أو أخصائيين أو محققين.
• توجيه الشكر: والتقدير لكل من ساهم في البحث سواء كانوا أشخاص عاديين شاركوا في استطلاع معين أو تجربة، أم كانو علماء وذوو خبرة ساهمو في الإنتقاد البناء وأصحاب تجارب سابقة.

ومع هذا القدر العالي من الشرح وصلنا لنهاية مقالنا الذي تكلمنا فيه عن خطوات البحث العلمي بالترتيب المناسب والشرح المفصل، كما عرفنا البحث العلمي وتكلمنا عن أصنافه وذكرنا كيفية كتابة مقدمة البحث وشكل الورقة البحثية.