بحث عن حادثة الافك

بحث عن حادثة الافك هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، حيث ورد في سير الأعلام والصحابة وسيرة الرسول الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- الكثير من الحوادث الهامّة التي دوّنتها كتب التاريخ، وحادثــة الإفــك واحدة من الأحداث المشهورة التي حدثت مع أمّ المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، لذا يهتمّ موقع المرجع عبر هذا المقال بتقديم بحث كامل عـن هذه الحادثة والدروس والعبر المستفادة منها.

مقدمة بحث عن حادثة الافك

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، إنّ الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، والصلاة والسلام على سيّد الخلق والمرسلين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين، نحمد الله الذي أنعم علينا بكتابة هذا البحث ونسأله أن يعيننا على نشره ليكون منفعةً لأمّة الإسلام، حيث لا بدّ لنا أن نتناول في هذا البحث الحديث عن موقعة الإفــك وتفاصيلها كما وردت في كتب السير، وكذلك عن براءة السيّدة عائشة أمّ المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها في الدنيا والآخرة، سائلين المولى أن ينفعنا وإيّاكم به في دنيانا وآخرتنا.

شاهد أيضًا: كم كان عمر عائشة عندما تزوجها الرسول

بحث عن حادثة الافك

قبل كلّ شيء لا بدّ من وقفةٍ مع بيان مفهوم الإفك، فهو أن يقول المرء في الناس ما بلغه عنهم دون التثبّت من الأمر أو التيقّن من صدقه، وحــادثـة الإفــك من الحوادث التي افتعلها المنافقون في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حيث اتّهم المنافقون كلّاً من السّيّدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- والصحابي صفوان بن المعطل -رضي الله عنه- بارتكــاب الفاحشة، ولكن الله -عزّ وجلّ- أنزل آياتٍ من سورة النّور لتدحض ما افتراه المشركون على أمّ المؤمنين، وفيما سنقدّم لكم فيما يأتي بحث عن حادثة الإفك فيه جميع التفاصيل التي نقلت في الأثر وسير الأعلام إلينا.[1]

شاهد أيضًا: بحث عن التعاون مع الآخرين

سبب تأخر السيدة عائشة عن الجيش

لمّا أراد الرسول الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- أن يخرج إلى غزوة بني المصطلق اقترع كما عادته في الغزوات بين زوجاته لتخرج إحداهنّ برفقته إلى الغزو، فوقع الاختيار على أمّ المؤمنين السيّدة عائشة رضي الله عنها، وقد كان الخروج إلى الغزوة بعدما فرض الله -عزّ وجلّ- الحجاب على نساء المسلمين، فخرج المسملون إلى الغزوة وبرفقتهم السيدة عائشة -رضي الله عنها- وفي طريق عودتها كان لها حاجة فنزلت من هودجها لقضائها، فلمّا عادت إلى الهودج لم تجد عقدها الذي كان معارًا لها من أختها، فخرجت من الهودج للبحث عن العقد، ولم يلحظ ذلك الصحابة الكرام ليسيروا في طريق عودتهم تاركين خلفهم أمّ المؤمنين في الصحراء الواسعة، ولمّا عادت السيدة عائشة -رضي الله عنها- إلى مكان تجمّع الصحابة الكرام لم تجد أحدًا سوى الصحابيّ صفوان بن المعطل رضي الله عنه.[1]

مساعدة صفوان بن المعطل للسيدة عائشة

في ظلّ تقديم بحث عن حادثة الافك كاملًا لا بدّ من الحديث عن مساعدة صفوان بن المعطل للسيدة عائشة رضي الله عنهما، فلمّا رأى صفوان -رضي الله عنه- السيدة عائشة في الصحراء، حملها على جمله، وأخذ يسير بها نحو المدينة المنورة، وكان سبب تأخر صفوان بن المعطل عن ركب الصحابة أنّه كان كثير النوم، ولمّا رأى السيدة عائشة في الصحراء قال رضي الله عنه: “إنّا لله وإنّا إليه راجعون”، وحملها على بعيره دون أن تنطق بكلمة واحدة، حتّى وصلا الجيش في ظهيرة ذلك اليوم.[1]

انتشار الحديث عن السيدة عائشة بالمدينة

لمّا رأى المنافقون ما رأوه من عودة السيّدة عائشة -رضي الله عنها- أخذوا يشيعون الإفك في المدينة المنورة عنها وعن صفوان قرابة الشهر، ولكنّ السيدة عائشة -رضي لله عنها- لم تشعر بشيء ولم تسمع بشيء قبل ذلك، ولكنّها شعرت قليلًا بتغيّر معاملة زوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم معها، وفي أحد الأيّام سمعت أم مسطح ابنة أبي رهم ابن المطلب تشتم ولدها مسطح، فغضبت منها عائشة -رضي الله عنها- وقالت: “بئس ما قلت، أتسبين رجلا شهد بدرا؟ فقالت: أي هنتاه أولم تسمعي ما قال؟ قالت: وقلت: وما قال؟ فأخبرتني بقول أهل الإفك”، فازدادت أمّ المؤمنين مرضًا فوق مرضها، ولمّا رجعت إلى بيتها استأذنت الرسول الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- أن تذهب إلى والديها، وكان مقصدها أن تستيقن من كلام أم مسطح في حديث الإفك عنها، فقالت رضي الله عنها:” يا أمتاه، ماذا يتحدث الناس؟ قالت: يا بنية، هوني عليك، فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها، لها ضرائر، إلا أكثرن عليها. قالت: فقلت: سبحان الله، أو لقد تحدث الناس بهذا؟ قالت: فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم، ثم أصبحت أبكي”.[1]

حديث الرسول مع السيدة عائشة وجوابها له

كذلك الخوض في تقديم بحث عن حادثة الافك يقتضي الخوض في ذكر حديث الرسول الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- مع السيدة عائشة -رضي الله عنها- وجوابها له، فلمّا جاء الرسول ليخبرها ما سمع ويشهد على قول عائشة، “أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال لها: “يا عائِشةُ، إنْ كُنتِ ألْمَمْتِ بذَنبٍ فاستَغْفِري اللهَ؛ فإنَّ العَبدَ إذا ألَمَّ بذَنبٍ، ثم تابَ واستَغْفَرَ اللهَ عزَّ وجلَّ غَفَرَ اللهُ له”“،[2] ولم تتمكّن السيدة عائشة من إجابته لما شعرت به من ثقلٍ على كاهلها، فطلبت من أبيها أن يجيب زوجها، فلم يعرف ما يقول، ثمّ طلبت من أمّها أن تجيب الرسول، فلم تدري ما تقول، فقالت رضي الله عنها: “إنِّي واللَّهِ لقَدْ عَلِمْتُ أنَّكُمْ سَمِعْتُمْ ما يَتَحَدَّثُ به النَّاسُ، ووَقَرَ في أنْفُسِكُمْ وصَدَّقْتُمْ به، ولَئِنْ قُلتُ لَكُمْ إنِّي بَرِيئَةٌ، واللَّهُ يَعْلَمُ إنِّي لَبَرِيئَةٌ لا تُصَدِّقُونِي بذلكَ، ولَئِنِ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بأَمْرٍ، واللَّهُ يَعْلَمُ أنِّي بَرِيئَةٌ لَتُصَدِّقُنِّي، واللَّهِ ما أجِدُ لي ولَكُمْ مَثَلًا، إلَّا أبَا يُوسُفَ إذْ قَالَ: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ، واللَّهُ المُسْتَعَانُ علَى ما تَصِفُونَ} [يوسف: 18]“،[3] ثمّ تحوّلت إلى فراشها -رضي الله عنها- وفي قلبها ترجو من المولى عزّ وجلّ أن يبرئها ممّا افتراه القوم عليها.[1]

نزول براءة السيدة عائشة

ظلّت السدة عائشة -رضي الله عنها- ترجو أن يبرئها الخالق في رؤيا الرسول الكريم، ولكنها لم تكن أبدًا أن براءتها ستنزل بالوحي في القرآن الكريم، وقد روت السيدة عائشة في حادثة تبرئتها، قال: “ثُمَّ تَحَوَّلْتُ علَى فِرَاشِي وأَنَا أرْجُو أنْ يُبَرِّئَنِي اللَّهُ، ولَكِنْ واللَّهِ ما ظَنَنْتُ أنْ يُنْزِلَ في شَأْنِي وحْيًا، ولَأَنَا أحْقَرُ في نَفْسِي مِن أنْ يُتَكَلَّمَ بالقُرْآنِ في أمْرِي، ولَكِنِّي كُنْتُ أرْجُو أنْ يَرَى رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في النَّوْمِ رُؤْيَا يُبَرِّئُنِي اللَّهُ، فَوَاللَّهِ ما رَامَ مَجْلِسَهُ ولَا خَرَجَ أحَدٌ مِن أهْلِ البَيْتِ، حتَّى أُنْزِلَ عليه الوَحْيُ، فأخَذَهُ ما كانَ يَأْخُذُهُ مِنَ البُرَحَاءِ، حتَّى إنَّه لَيَتَحَدَّرُ منه مِثْلُ الجُمَانِ مِنَ العَرَقِ في يَومٍ شَاتٍ، فَلَمَّا سُرِّيَ عن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَضْحَكُ، فَكانَ أوَّلَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بهَا، أنْ قَالَ لِي: يا عَائِشَةُ احْمَدِي اللَّهَ، فقَدْ بَرَّأَكِ اللَّهُ، فَقَالَتْ لي أُمِّي: قُومِي إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقُلتُ: لا واللَّهِ، لا أقُومُ إلَيْهِ، ولَا أحْمَدُ إلَّا اللَّهَ، فأنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {إنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنكُمْ} الآيَاتِ، فَلَمَّا أنْزَلَ اللَّهُ هذا في بَرَاءَتِي، قَالَ أبو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عنْه وكانَ يُنْفِقُ علَى مِسْطَحِ بنِ أُثَاثَةَ لِقَرَابَتِهِ منه: واللَّهِ لا أُنْفِقُ علَى مِسْطَحٍ شيئًا أبَدًا بَعْدَ ما قَالَ لِعَائِشَةَ، فأنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَا يَأْتَلِ أُولو الفَضْلِ مِنكُم والسَّعَةِ أنْ يُؤْتُوا} إلى قَوْلِهِ {غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 173] فَقَالَ أبو بَكْرٍ: بَلَى واللَّهِ إنِّي لَأُحِبُّ أنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي، فَرَجَعَ إلى مِسْطَحٍ الذي كانَ يُجْرِي عليه، وكانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَسْأَلُ زَيْنَبَ بنْتَ جَحْشٍ عن أمْرِي، فَقَالَ: يا زَيْنَبُ، ما عَلِمْتِ ما رَأَيْتِ، فَقَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، أحْمِي سَمْعِي وبَصَرِي، واللَّهِ ما عَلِمْتُ عَلَيْهَا إلَّا خَيْرًا، قَالَتْ: وهي الَّتي كَانَتْ تُسَامِينِي، فَعَصَمَهَا اللَّهُ بالوَرَعِ“.[3]

شاهد أيضًا: بحث عن شروط لا إله الا الله

خاتمة بحث عن حادثة الافك

إلى هنا نصل لختام بحث عن حادثة الافك، فالحمد لله رب العالمين، والحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره، والحمد لله بعد أن هدانا وأعاننا على كتابة هذا البحث المفيد، وهو يحمل قصّة الإفك العظيم والافتراء الكبير على أمّ المسلمين السيّدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها، فقد جمع البحث كلّ ما هو مفيد في تفاصيل حادثة الإفك من مصادر موثوقة أبرزها الحديث الصحيح الذي روته السيدة عائشة -رضي الله عنها- في صحيح البخاري، أسأل الله العظيم أن يكون ذا نفعٍ للإسلام والمسلمين، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

شاهد أيضًا: بحث عن قصة نبي ذكر في القرآن الكريم

عبر ودروس من حادثة الإفك

كذلك الخوض في تقديم بحث عن حادثة الافك يدفع إلى ذكر وتقديم العبر والدروس المستفادة في هذه القصة العظيمة فيما يأتي:[4]

  • أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على الرّغم من كونه نبيًّا وذو فضلٍ كبيرٍ على العالمين، إلّا أنّه لم يخرج عن كونه بشر، ويتأذّى ممّا يتعرّض له النّاس، قال تعالى في سورة الكهف: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}.[5]
  • أنّ الوحي ليس مجرّد إلهام أو شعور خاضع لرغبة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كما يدّعي المشككون، ولو كان الأمر كذلك لعرف النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ببراءة زوجته منذ أن شاع الأمر.
  • أنّ حدّ القذف شرع بعد هذه الحادثة، والتي بدورها أكّدت على خطورة القذف في أذيّة أعراض المسلمين.
  • أنّ على المسلمين التثبّت من الأمور قبل إشاعتها ونشرها، قال تعالى في سورة النور: {وَلَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ}.[6]
  • أنّه على المرء ألّا يتوقّف عن الإحسان والنفقة للفقراء وإن أساءوا، قال تعالى: {وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيم}.[7]

بحث عن حادثة الافك pdf

كما قد يبحث بعض المهتمين في تعلّم سير الأعلام وأمّهات المؤمنين بالحصول على بحث عن حادثة الإفك pdf، لذا يقدّم موقع المرجع لرواده نسخة من هذا البحث بصيغة البي دي اف لسهولة الوصول إليه وطباعته وقتما أرادوا، حيث يمكنكم تحميل هذه النسخة “من هنا“.

شاهد أيضًا: بحث عن اداب الزياره

بحث عن حادثة الافك مقالٌ فيه تمّ الخوض في ذكر تفاصيل حادثــة الإفــك التي حصلت في عهد الرسول الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- مع أمّ المؤمنين السيّدة عائشة رضي الله عنها والصحابي صفوان بن المعطل رضي الله عنه، كما قدّم المقال الدروس والعبر المستفادة من هذه القصة العظيمة.

المراجع

  1. islamweb.net , تفاصيل قصة الإفك , 02/01/2022
  2. تخريج المسند , شعيب الأرناؤوط/عائشة أم المؤمنين/43/315/صحيح بهذا السياق
  3. صحيح البخاري , البخاري/عائشة أم المؤمنين/2661/صحيح
  4. islamweb.net , حادثة الإفك دروس وعبر , 02/01/2022
  5. سورة الكهف , الآية 110
  6. سورة النور , الآية 16
  7. سورة النور , الآية 22

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *