شخص حلف بغير الله وش يسوي

شخص حلف بغير الله وش يسوي واحدٌ من الأسئلة المهمّة التي ينبغي الإجابة عليها،  فالحلف هو اليمين وهو يحمل العديد من المعاني في اللّغة، فاليمين هي القوّة النّافذة وتعني اليد اليمنى، والحلف أو اليمين بالشّرع يعني تأكيد معنىً أو فعل أو الإخبار بشيء وذلك يكون بذكر الشيء الأعظم في النّفس، وهو الشيء الذي يشعر الحالف بهيبته وخشيته وتعظيمه، والحلف لا يكون إلا بالله وحده فهو تعظيمٌ مطلق للمحلوف به، وفي هذا المقال سيقوم موقع المرجع بالإجابة على السّؤال شخص حلف بغير الله وش يسوي.

شخص حلف بغير الله وش يسوي

شخص حلف بغير الله وش يسوي هي أنّ على من حلف بغير الله أن يتوب من هذا الحلف ويقول لا إله إلا الله وهي كفّارته لما أتى به من حلفٍ بغير الله، فالحلف في اللغة هو اللملازمة لأنّ الإنسان يلزمه الثّبات على ما حلف عليه، ويُسمّى اليمين لأن المتحالفين كان يصفّق بيمينه على يمين صاحبه، وفي الاصطلاح الحلف هو توكيد الشّيء بذكر اسم الله أو صفةٍ من صفاته وهو أمرٌ مشروع بالحلف بالله وحده ولا يجوز الحلف بغيره، وقد أجمع أهل العلم على عدم جواز الحلف بغير الله، ولا حتّى برسول الله -صلى الله علييه وسلّم- ولا بالكعبة ولا بغيره، فقد ورد في الحديث الذي رواه الصّحابي الجليل عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “إنَّ اللهَ يَنهاكُمْ أنْ تحلِفُوا بآبائِكمْ ، فمَنْ كان حالِفًا فلْيحلِفْ باللهِ ، و إلَّا فلْيصمُتْ”.[1]

فمن حلف بغير الله سواءً المحلوف به كان نبيّاً أو وليّاً أم الكعبة أو غيرها، فقد ارتكب الحالف إثماً عظيماً ويكون بذلك قد أشرك بالله -سبحانه وتعالى- وهذا الأمر كبيرةٌ من الكبائر، وقد لزم من يفعل ذلك أن يتوب من هذا الأمر ويكفّر عمّا أتى به، وقد دلّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على ماذا يفعل من حلف بغير الله عندما أتاه سعد بن أبي وقاص يخبره بأنّه حلف بغير الله: “أنه حلف باللاتِ والعزَّى فسأل النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن ذلك فقال : قلْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ وانفثْ عن يسارِك ثلاثًا وتعوَّذْ باللهِ من الشيطانِ الرجيمِ ولا تعُدْ”.[2] وهذا يؤكد شدّة تحريم الحلف بغير الله فهو من الشّرك ومن همزات الشّيطان.[3]

حكم من حلف على شخص بعمل شيء فلم يفعله

إنّ إجابة التّساؤل حول شخص حلف بغير الله وش يسوي تدفع للبحث عن حكم من حلف على شخص بعمل شيء فلم يفعله، فالحلف بالله أمرٌ مشروع ولكنّ الأفضل أن لا يُكثر منه المسلم، ولا يجوز الحلف بغير الله أبداً، ولو حلف مسلمٌ على مسلم  بعمل شيءٍ ما فمن المُستحبّ أن يستجيب له، فإن لم يفعل وجبت الكفّارة على الحالف، وهذا قول جمهور أهل العلم، وقد ورد في أقوال أهل العلم أنّ من حلف على مسلمٍ ظانّاً أنّه سيطيعه فيما حلف بالله عليه فيه، فلم يطعه بذلك فإنّ اليمين لا تنعقد ولا كفّارة فيها فهي يمين لغو، لكن القول الغالب عند الجمهور أنّه تتقع عليه كفّارة والكفّارة تبيّنت في قوله تعالى: {وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ}.[4] فعليه أنّ الحالف في ذلك يُطعم عشرة  مساكين أو يكسوهم أو يُعتق رقبة، أو إذا عجز عن ذلك يصوم ثلاثة أيّام متتابعة والله ورسوله أعلم.[5]

من حلف بغير الله فقد أشرك

بعد معرفة حلول مسألة شخص حلف بغير الله وش يسوي وأنّه تجب عليه التّوبة وتوحيد الله -سبحانه وتعالى- سيتمّ بيان قول من حلف بغير الله فقد أشرك، فقد أجمع أهل العلم أنّ اليمين بغير الله منهيٌّ عنها ولا يجوز الحلف بغير لله أبداً، فالحلف بغير الله يكون من الكبائر ومن يفعل ذلك يكون قد أشرك لقول النّبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- حين قال: “من حَلَف بغَيرِ اللهِ فقد أشرَكَ”.[6] وهذا الشّرك قد قسّمه أهل العلم لشركٍ أكبر وشركٍ أصغر، فيكون شركاً أكبر عندما يعتقد الحالف بغير الله أنّ ما حلف به له منزلةٌ عظيمة وقدرة عللى النّفع والضّر، وهذا الاعتقاد يوصل صاحبه للكفر والعياذ بالله، ويكون الحلف بغير الله شركاً أصغر إذا لم يصل إلى مثل هذا التّعظيم، فعلى المسلم أن يبتعد عن الحلف بغير الله عزّ وجلّ فإن كان حالفاً فليحلف بالله فقط، حتّى لا يقع فيما حرّم الله.[7]

الحلف بحياة الله

قد شرّع الإسلام الحلف بأسماء الله الحسنى وصفاته العلا، وأجاز ذلك للمسلمين جميعاً، شرط ان يصدقوا بيمينهم فلا يكذبوا ولا يعتدوا ولا يفتروا فيه على أحد، والويل لمن حلف بالله تعالى كاذباً، كما حرّم الإسلام الحلف بغير الله تعالى أو بغير صفاته العظيمة، أمّا عن الحلف بحياة الله تعالى، فقد أفاد العلماء بأنّ الحلف بحياة الله جائزٌ ومشروع، لأنّ الحياة صفةٌ من صفات الله تعالى، ولقد ورد الكثير من الأحاديث المباركة، الّتي ورد فيها الحلف بصفات الله تعالى، وكذلك حلف الأنبياء عليهم السّلام بصفاة الله، فقد حلف نبيّ الله أيّوب عليه السّلام، بعزّة الله تعالى، ولقد روى ذلك أبو هريرة رضي الله عنه في صحيح البخاري، حيث قال: “بيْنَا أيُّوبُ يَغْتَسِلُ عُرْيَانًا، فَخَرَّ عليه جَرَادٌ مِن ذَهَبٍ، فَجَعَلَ أيُّوبُ يَحْتَثِي في ثَوْبِهِ، فَنَادَاهُ رَبُّهُ: يا أيُّوبُ، ألَمْ أكُنْ أغْنَيْتُكَ عَمَّا تَرَى؟ قالَ: بَلَى وعِزَّتِكَ، ولَكِنْ لا غِنَى بي عن بَرَكَتِكَ”.[8] ومن الصّفات الّتي ورد في الأثر الحلف بها، الكبرياء والعظمة والجلال، والسّمع والقدرة والحياة والعزّة، والحلف بالله تعالى كالاستعاذة، فلا تصحّ الاستعاذة إلّا بالله جلّ جلاله، ويجوز للمسلم أن يستعيذ بصفات الله العلا، كقول أعوذ بعزّة الله وقدرته، وذلك واردٌ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومن حلف أو استعاذ بغير الله تعالى أو بغير صفاته، فقد أثم، وعليه التّوبة لله تعالى والسّعي لتكفير هذا الإثم، والله أعلم.[9]

شاهد أيضًا: هل يصلى على المنتحر

من حلف بغير الله فقد أشرك English

After knowing the solutions to the issue of a person who swears by other than God and what is equal, and that he must repent and unite God – Glory be to Him, the Most High – the statement of the one who swears by other than God has committed polytheism will be clarified. It is a major sin, and whoever does that will have committed shirk, according to the words of the Prophet – may God’s prayers and peace be upon him- when he said: “Whoever swears by other than God has committed shirk.”  This polytheism has been divided by the scholars into major polytheism and minor polytheism, so it becomes greater polytheism when the one who swears by other than God believes that what he swears by has a great status and the ability to benefit and harm, and this belief It leads its owner to disbelief, and God forbid, and swearing by other than God is minor shirk if he does not reach such veneration. The Muslim must keep away from swearing by other than God Almighty.

كفارة الحلف بغير الله

قد تكلّمنا فيما سبق عن شخص حلف بغير الله وش يسوي، حيث أنّ الحلف بغير الله تعالى إثم، وقد عدّه بعض العلماء كفرٌ وشركٌ أصغر والعياذ بالله، والشّرك لا يُغتفر إلّا بالتّوبة توبةً نصوحاً لله تعالى، والعزم على عدم العودة لمثل هذا الفعل أبداً، والإكثار من الاستغفار وطلب العفو من الله تعالى، وبذلك فإنّ كفارة الحلف بغير الله تعالى، هي التّوبة النّصوح والاستغفار، كما ثبت عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “مَن حَلَفَ مِنكُمْ، فقالَ في حَلِفِهِ: باللَّاتِ، فَلْيَقُلْ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ”.[10] كذلك قال ابن العربيّ أن من حلف بغير الله تعالى جادّاً بذلك، فهو كافر، وعليه التّوبة، أمّا من قالها عن جهلٍ أو لهوٍ وعدم انتباه، فعليه أن يستغفر ويقول لا إله إلّا الله، فذلك يرجع قلبه ولسانه لذكر الله تعالى، وإلى طريق الحقّ القويم، والله أعلم.[11]

شاهد أيضًا: حكم من حلف بالطلاق ثم أراد الرجوع عن يمينه

شخص حلف بغير الله وش يسوي مقال قدّمنا لكم فيه الحلف بغير الله تعالى، وحكم الشّريعة الإسلاميّة في ذلك، وذكرنا فيه الكفّارة الواجبة على من حلف بغير الله تعالى، وحكم الحلف على شخصٍ بشيءٍ فلم يفعله، سائلين الله تعالى أن يجعل المقال محلّ نفعٍ وقيمةٍ وفائدة.

المراجع

  1. صحيح الجامع , الألباني/ عمر بن الخطاب/ 1923/ صحيح
  2. مجموع فتاوى ابن باز , ابن باز/ سعد بن أبي وقاص/ 3/143/إسناده صحيح
  3. binbaz.org.sa , حكم الحلف بغير الله , 24/07/2021
  4. سورة المائدة , الآية 89
  5. islamweb.net , حكم من حلف على زميله أن يأتيه فلم يستجب له , 24/07/2021
  6. البدر المنير , ابن الملقن/ عمر بن الخطاب/ 459/9/صحيح
  7. islamqa.info , حكم الحلف بغير الله تعالى , 24/07/2021
  8. صحيح البخاري , البخاري/أبو هريرة/279/صحيح
  9. islamqa.info , الحلف بحياة الله جائز , 24/07/2021
  10. صحيح مسلم , مسلم/أبو هريرة/1647/صحيح
  11. islamweb.net , كفارة اليمين وحكم الحلف بالأولاد وكفارته , 24/07/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *