قصة ميلاد النشيد الوطني السعودي

قصة ميلاد النشيد الوطني السعودي هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، فلطالما تمّ وضع الكثير من إشارات التعجب وعلامات الاستفهام حول القصة الحقيقية التي تكمن خلف النشيد الوطني، فقد تعددت الروايات عنه، متى بدأ؟ ومن أين ولدت فكرته العظيمة؟ ويبحث المواطنون السعوديون عن القصة الحقيقة خلف نشيدهم الوطني، لذا يهتم موقع المرجع بطمر الفجوة الكامنة بين المواطن وقصة النشيد، وكذلك بذكر مراحل تطور النشيد عبر التاريخ.

قصة ميلاد النشيد الوطني السعودي

يبحث الكثير من المواطنين السعوديين عن القصة الكامنة وراء نشيدهم الوطني، حيث لم يكن هناك نشيد وطني متعارف عليه في المملكة العربية السعودية سابقًا، ويروي كاتب النشيد إبراهيم خفاجي قصة ميلاد النشيد الوطني السعودي فيما يأتي:

لقد جاءت فكرة كتابة نص النشيد إبان زيارة رسمية قام بها الملك خالد بن عبد العزيز إلى جمهورية مصر العربية، وأثناء استقباله الرسمي من الرئيس المصري محمد أنور السادات، أعجب الملك خالد بالنشيد الوطني المصري، فقال على هامش الزيارة لوزير الإعلام السعودي المرافق آنذاك الدكتور محمد عبده يماني لماذا لا يصاحب السلام الملكي السعودي نشيدًا وطنيًا، وعلى الفور خاطب الدكتور اليماني كبار شعراء المملكة المبرزين طالبًا منهم تحقيق رغبة الملك خالد، منبهًا إلى إنأن يكون متوافقًا في وزنه ولحنه مع موسيقى السلام الملكي السعودي المعروف وهو السلام الذي قام بتلحينه الملحن المصري عبد الرحمن الخطيب بتوجيه من الملك فاروق ملك مصر ليكون هدية بمناسبة زيارة جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود إلى مملكة مصر في عام 1365-1945.

كان الأمير عبد الله الفيصل هو من اقترح على القيادة وأصحاب الشأن تكليف الشاعر المكّي إبراهيم خفاجي كتابة النشيد، وذلك لمعرفته الشخصية بقدرة خفاجي على ذلك، وصادف أن خفاجي كان يقضي إجازته في القاهرة، فبحث عنه السفير السعودي في مصر آنذاك الأستاذ أسعد أبو النصر، وعندما اهتدى إلى عنوانه ترك له إشعارًا بمراجعة السفارة السعودية في القاهرة لأمر هام وما إن علم خفاجي بالرغبة الكريمة وتشريفه بهذه المهمة الوطنية، حتى استعد لها، ولكن شاءت إرادة الله تعالى أن ينتقل الملك خالد إلى 1402هـ فتأخر تنفيذ الفكرة.

بعدها بلغه رغبة الملك فهد بن عبد العزيز الشروع في تنفيذ الفكرة، وبلغه اشتراط الملك فهد أن يكون النشيد خاليًا من اسم الملك وألا تخرج كلمات النشيد عن الدين والعادات والتقاليد، مكث خفاجي ستة أشهر في إعداد نص النشيد، ثم سُلم النص للموسيقار السعودي سراج عمر العمودي الذي كلف بتركيب نص النشيد وتوزيعه على موسيقى السلام الملكي. كان الأستاذ علي الشاعر قد أصبح وزيرًا للإعلام السعودي خلفًا للدكتور يماني فقدم له نص النشيد في صورته النهائية، فقام بدوره وقدمه للملك فهد بن عبد العزيز والذي بعد سماعه له وإعجابه أجازه وأمر بتوزيع نسخ منه على جميع سفارات المملكة العربية السعودية، وإثر ذلك منح الملك فهد إبراهيم خفاجي شهادة البراءة والوسام الملكي الخاص بذلك، وكان يوم الجمعة أول أيام عيد الفطر المبارك 1404/ 1984 هو يوم ميلاد النشيد الوطني السعودي ، وقد سمعه الشعب السعودي والعالم بعد أن بثته إذاعة وتلفزيون المملكة في افتتاحية برامجهما ذلك اليوم، وصدر تعميم وزير التربية والتعليم آنذاك رقم 742506 وتاريخ 6 ذو القعدة1425هجري، وتعميم وكيل وزارة التربية والتعليم بتاريخ 6 محرم 1427هجري، وتعميم مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الرياض الْمُتضمنة، بداية اليوم الدراسي ضمن فعاليات الاصطفاف الصباحي في جميع المدارس بمختلف مراحل التعليم بالنشيد الوطني تحية العلم.

شاهد أيضًا: نشيد عن الوطن السعودي مكتوب وقصير

مراحل تطور النشيد الوطني السعودي

إنّ كلمات النشيد الوطني لم تكن ثابتة منذ الأزل وإنّما تطوّرت كلماته عبر الزّمن، فلم يكن منذ بدايته كما هو معروفٌ الآن، وفيما يأتي لا بدّ من ذكر مراحل تطور  النشيد الوطني السعود بعد الخوض في ذكر قصة ميلاد النشيد الوطني السعودي :[1]

  • في عهد الملك عبد العزيز كتبه الشاعر السعودي محمد طلعت، وكلماته هي:

يعيش ملكنا الحبيب

أرواحنا فداه حامي الحرم

هيا اهتفوا عاش الملك

هيا ارفعوا راية الوطن

اهتفوا ورددوا النشيد

يعيش الملك

  • في عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود، تبدلت كلمات النشيد لتصبح:

العُلَى لِمَن؟ يابَني الوَطَن

تَوءَا خُلودْ نحنُ والزَّمنْ

سائِلوا الجُدودْ سائِلوا الحِقَبْ

يَهتُفوا سُعودْ عاهِلَ العَرَبْ

لِصاحِبِ الجَلاَلةِ العَظِيمْ لِقائدِ العُروبَةِ الحَكيمْ

أَرْوَاحُنَا فِدى، شِعارُنا الهُدى،

السِّلمِ في الرِّدى، لِلتَّاجِ لِلْوَطن

كَوكَبٌ في السَماءْ عرشُه من إِباءْ

تاجُه دُرَّةُ الأوْفياء مَجْدُهُ شُعْلَةٌ من ضِيَاءْ

عاشَ المَلِكْ، عاشَ الوَطَنْ

شبابُنا الهُمامُ يَقْتَدي بِرائِدِ الجِهادِ يَهْتَدي

سُعودِةِ الأبْي، وجيشِ يَعْرُبِ

يَحوطُهُ النبَّيْ يُبَارِكُ الوَطَنْ

عاشَ المَلِكْ، عاشَ الوَطَنْ

  • وفي وقتنا الحالي كتب كلمات النشيد الشّاعر المكّي إبراهيم خفاجي، وهي:

سَارِعِي لِلْمَجْدِ وَالْعَلْيَاء

مَجِّدِي لِخَالِقِ السَّمَاء

وَارْفَعِ الخَفَّاقَ أَخْضَرْ

يَحْمِلُ النُّورَ الْمُسَطَّرْ

رَدّدِي اللهُ أكْبَر
يَا مَوْطِنِي

مَوْطِنِي عِشْتَ فَخْرَ الْمُسلِمِين

عَاشَ الْمَلِكْ: لِلْعَلَمْ وَالْوَطَنْ

شاهد أيضًا: من هو الشاعر الذي كتب النشيد الوطني السعودي

كلمات النشيد الوطني السعودي

كما سلف ذكره في قصة ميلاد النشيد الوطني السعودي الحالي، أنّ النشبد تمّت كتابته في عهد الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، وقد نصّت كلماته على ما يأتي:

سَارِعِي لِلْمَجْدِ وَالْعَلْيَاء

مَجِّدِي لِخَالِقِ السَّمَاء

وَارْفَعِ الخَفَّاقَ أَخْضَرْ

يَحْمِلُ النُّورَ الْمُسَطَّرْ

رَدّدِي اللهُ أكْبَر
يَا مَوْطِنِي

مَوْطِنِي عِشْتَ فَخْرَ الْمُسلِمِين

عَاشَ الْمَلِكْ: لِلْعَلَمْ وَالْوَطَنْ

شاهد أيضًا: النشيد الوطني السعودي مكتوب

من هو كاتب كلمات النشيد الوطني السعودي

إنّ كاتب كلمات النشيد الوطني السعودي هو الشاعر الكبير إبراهيم خفاجي، وهو من مواليد حارة سوق الليل المشهورة في مدينة مكة المكرمة، يعدّ إبراهيم من روّاد الشعر الشعبي والغنائي في منطقة الحجاز، وكذلك في المملكة العربية السعودية، كما عرف عنه أن يستمدّ إلهامه من المخزون الشعبي الكبير، ويتميّز شعره بوفرته للألوان اليمانية الكف والصهبة والموشحات الفلكلورية وغيرها في الحجاز، كما أطلق عليه الأدباء لقب جواهري الكلمة السعودية.[2]

شاهد أيضًا: كلمات النشيد الوطني السعودي مع المعاني والشرح

فيديو النشيد الوطني السعودي

كذلك الخوض في ذكر قصة ميلاد النشيد الوطني السعودي يدفعنا إلى تقديم فيديو عن هذا النشيد المبجل مقدم من فريق عمل موقع المرجع فيما يأتي:

شاهد أيضًا: النشيد الوطني السعودي بدون موسيقى

إلى هنا نكون قد وصلنا بكم لختام مقال قصة ميلاد النشيد الوطني السعودي حيث تنقلنا عبر سطوره بالحديث عن مراحل تطور النشيد وكلماته لنختم أخيرًا بمعرفة من كتب النشيد الوطني السعودي. 

المراجع

  1. marefa.org , إبراهيم خفاجي , 22/09/2021
  2. marefa.org , النشيد الوطني السعودي , 22/09/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *