ملخص مولد الرسول صلى الله عليه وسلم

ملخص مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، لقد كان مولد الرسول محمد ابن عبد الله يوم فرح، وسرور على جميع المخلوقات في السماء والأرض، فيه عم النور في الكون، وانتشرت الدعوة الإسلامية على يديه الطاهرتين، وسنتناول من خلال موقع المرجع ملخص عن مولد حبيب الله النبي الأمي محمد عليه الصلاة والسلام.

ملخص مولد الرسول صلى الله عليه وسلم

ولد نبي الأمة محمد ابن عبد الله خاتم الأنبياء والمرسلين يوم الاثنين من شهر ربيع الأوّل من عام الفيل، وقد شهدت أمه في ميلادها له بأنه نور يخرج من رحمها، وقد نشأ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في قومه يتيمًا، فقد والده قبل أن يرى نور الحياة، فقد كان مع أمه التي بحثت له عن مرضعه منذ نعومة أظافره، فأرضعته ثويبة مولاة أبي وهب في بداية المهد، ثم أخذته حليمة السعدية إلى قومها بني سعد، وبقي عنها زمنًا طويلًا تعلم من البادية الفروسية واللغة العربية الفصيحة، وحصلت له في ديار بني سعد حادثة شق الصدر، حين أتاه جبريل -عليه السلام-، فشق صدره وقسم قلبه إلى نصفين، وأخرج منه قطعة سوداء هي حظ الشيطان منه، وبعدها غسل قلبه بماء زمزم ثم أعاد قلبه كاملًا، وأعاده إلى مكانه.

شاهد أيضًا: قصة المولد النبوي الشريف مكتوبة pdf

شباب النبي ونشأته في قريش

عرف النبي -عليه الصلاة والسلام- بين أقرانه بالشجاعة والصدق والأمانة، وحينما ذاع صيته بين الناس، استأمنته السيدة خديجة- رضي الله عنها- بأموالها وتجارتها، وكانت امرأة عاقلة، وصاحبة أموال، فنجح الشاب الأمين في تجارة السيدة خديجة وأدر عليها الكثير من الأرباح بفضل حكمته وسدادة رأييه، فدعَته السيدة خديجة إلى خِطبتها، لما رأت منه من أمانة وطيب القلب وحسن الخلق، فتزوجها النبي، وقد كان في الخامسة والعشرين من العمر، بينما كان السيدة خديجة تبلغ الأربعين عامًا، وظل زوجاً مُخلصاً لها طول سنوات زواجهما حتى وافتها المنية وهي مسلمة.

وقد مرت حادثة على النبي مع قومه حين كان عمره في الخامسة والثلاثين، فتصرف بعقل سليم، فدلّ على حِكمته، وحسن إدارته للأمور، حيث اختلفت قبائل قريش في من يضع الحجر الأسود حين أعادوا بناء البيت المقدس، فقد رغبت كل قبيلة من قبائل قريش بأن تنال شرف نقل الحجر، فاختلفوا إلى نبي الله محمد، لحل الأمر بينهم، فأشار عليهم أن يضعوا الحجر الأسود في ثوب كبير، وتمسك كل قبيلة بطرف هذا الرداء، فيقسموا الشرف في نقل الحجر، فوافقوا على رأي النبيّ، وحملوا الحجر الأسود، ثم وضعه النبي الكريم في موضعه عند البيت المقدس.

شاهد أيضًا: كلمة عن المولد النبوي الشريف طويلة pdf

تعبد النبي في غار حراء

أحب نبي الله محمد- عليه أفضل الصلاة والسلام- الخلوة مع الله، فكان يتعبد في عدد من الليالي في غار حراء، وكان غار حراء أول مكان ينزل عليه الوحي، وبينما كان النبي في غار حراء كعادته، وقد كان عمره خمسة وأربعين عامًا، إذ بجبريل -عليه السلام- يتنزل عليه من السماء ويأمره بأن يقرأ، فيرد محمد ما أنا بقارئ، ثمّ يُعيد عليه جبريل الأمر مرتين، فيعتذر النبيّ في كل مرة، ثمّ تتنزل عليه أول آيات من القرآن الكريم على لسان جبريل -عليه السلام- في قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ*اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ*الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ).[1]

قد شعر النبي بالخوف الشديد من جبريل فيهرع عائدًا إلى السيدة خديجة زوجته، ليحكي لها ما أمره، فتزيل عنه خوفه، وتفرد عليه غطاء محبتها وإخلاصها، وتذكره بأخلاقه بين الناس، وأنه يقري الضيف، ويصل الرَّحِم، ويعين المحتاج، وينقذ الملهوف، ومن كان في أمره من هذا لا يتركه ربه ولا يتخلى عنه، ثم أخذت بيده إلى ابن عمها ورقة بين نوفل، وكان رجلاً نصرانيّاً عنده عِلمٌ من الكتاب، فأخبرته بما حصل مع زوجها النبي الكريم، فأدرك بعلمه أن ما نزل على محمد هوا الناموس الذي نزل على موسى -عليه السلام-، فازداد النبي ثباتًا وعزمًا.

شاهد أيضًا: بحث عن المولد النبوي الشريف كامل pdf

نزول الوحي على النبي محمد

نزل الوحي على الرسول محمد-صلى الله عليه وسلم- في بداية الأمر تعليمًا وتهيأتا له، ثم عاد بعدها جبريل -عليه السلام- بالوحي بعد مرور ستة أشهر، لتكون بداية مرحلة الدعوة الإسلامية الشريفة بعد أن هيّأه لنزول الوحي من قبل، وقد وضح جبريل الرسالة وبدايته، فأوحى بآيات الله في قوله – سبحانه وتعالى-: (قُمْ فَأَنذِرْ)[2]، فالقيام يوحي بالاستعداد لتلك المرحلة، واستحضار كل الهمم والقوة لبدء مرحلة جديدة في الزمان، والانصياع لأمر الله تعالى والاستقامة على طريق الحق.

دعوة النبي للإسلام

بعد نزول الوحي على النبي محمد وأمره ببدء الدعوة إلى عبادة الله والواحد الأحد وإنذار الناس من عبادة الأصنام التي لا تضر ولا تنفع، وأعباؤها بإنذار الناس، وكانت دعوته للناس في بداية الأمر سرًا، لكي لا يعرض الدعوة للخطر على يد قبائل قريش ذات  العصبية الشديدة لأصنامها وآلهتهم كما يدعون، وقد استمرت الدعوة السرية لثلاث سنوات، ولقد بدأ الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام- بالجَهر بالدعوة إلى الإسلام حينما نزل قول الله تعالى: (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)[3].

فانطلق النبي لدعوة قومه، فوقف على وادي الصفا مناديًا، ليجتمع القوم عنده، فاجتمعت أغلب قبائل قريش، فخطب فيهم محمد الصادق الأمين ليختبر فيهم مدى تصديقهم له، حيث استفهم عن تصديقهم له إن حذّرهم أن هنالك خيلاً قادمة بسفح الجبل تريد أن تُغير عليهم لتقتلهم، فأجابوا جميعهم بتصديقه في قوله، فقال لهم النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بأنه نبي الله إليهم لينذرهم، ويخرجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.

شاهد أيضًا: كلمة الصباح عن المولد النبوي الشريف قصيرة

مراحل الهجرة في عهد النبي

بعدما جهر النبي محمد إلى سادة قريش وعشائرها دعوته إلى الله، قابلوها بغضب وإنكار شديدين، فقد تنكروا له ما يقول في آلهتهم، وأنهم عهدوا آباءهم وأجدادهم يعبدونها، فحاربوا النبي ومن تبعه وساموهم سوء العذاب حتى يرتدوا عن إيمانهم؛ وبذلك إذن الله لأتباع النبي الكريم أن يهاجروا من مكة ليفروا بدينهم من قريش وأهلها، وتلك المراحل تتلخص فيما يلي:[4]

• الهجرة إلى الحَبَشة والمُقاطعة: بسبب معاناة المسلمين بمحاربة قريش لهم أذن لهم النبي بالهجرة إلى الحبشة، فقد كان هناك ملك عادل لا يظلم عنده أحد، وفر الكثير من المسلمين إلى الحبشة ليأمنوا مكر قريش وعذابهم.
• خروج النبيّ إلى الطائف: بعد وفاة عم النبي أبي طالب، قل عدد المناصرين له في قريش، فقرر الفرار من قريش إلى الطائف، ولكن لم يرى منهم إلا الأذى والتنكيل.
• الهجرة إلى المدينة المُنوَّرة: بعد عودة النبي من الطائف استمر بالدعوة وذهب إلى طريق الحج، ودعا أهل المدينة فاستجابوا له، وآمن منهم جمعًا عظيم، وهنا أذن النبي لصحابته بالخروج للمدينة، وبعدها هاجر هو وصاحبه إليها.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا ملخص مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد تحدثنا عن مراحل حياة نبينا الكريم منذ ولادته وفي شبابه حتى وافته المنية بإذن الله، وتحدثنا عن دعوته وتحمله لأذى أهل مدينته.