بداية نوم النبي صلى الله عليه وسلم

بداية نوم النبي صلى الله عليه وسلم الذي يسعى المسلمون لاتباع ومعرفة سنته وكل ما وردنا عنه من أقوال، وأفعال، وصفات بأنواعها، وسيرة نبوية عطرة، وتقارير، طيلة فترة حياته كلها صلى الله عليه وسلم، لذلك يهتم موقع المرجع في الحديث عن بداية نوم النبي صلى الله عليه وسلم، وعن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، وعن ما يكره من النوم، وعن نفض الفراش عند النوم، وعن آداب النوم في الإسلام.

بداية نوم النبي صلى الله عليه وسلم

  • كانت بداية نوم النبي صلى الله عليه وسلم في أول الليل.

فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- ينام أول الليل بعد العشاء، إذ كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها، ثم يستيقظ في أول النصف الثاني من الليل فيقوم ثلث الليل، ثم ينام سدسه الباقي، قال ابن القيم -رحمه الله- في زاد المعاد: “من تدبر نومه ويقظته -صلى الله عليه وسلم- وجده أعدل نوم، وأنفعه للبدن والأعضاء والقوى، فإنه كان ينام أول الليل، ويستيقظ في أول النصف الثاني، فيقوم ويستاك، ويتوضأ ويصلي ما كتب الله له، فيأخذ البدن والأعضاء، والقوى حظها من النوم والراحة، وحظها من الرياضة مع وفور الأجر، وهذا غاية صلاح القلب والبدن، والدنيا والآخرة”.[1]

شاهد أيضًا: دعاء قبل النوم

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في النوم

كان النبي صلى الله عليه وسلم ينام على الفراش تارة وعلى النطع تارة وعلى الحصير تارة وعلى الأرض تارة وعلى السرير تارة بين رماله وتارة على كساء أسود، وكان فراشه أدمًا حشوه ليف، وكان له مسح ينام عليه يثنى بثنيتين، وكانت وسادته أدمًا حشوها ليف، وكان ينام على شقة الأيمن ويضع يده اليمنى تحت خده الأيمن، وكان ينام أول الليل ويقوم آخره، وربما سهر أول الليل في مصالح المسلمين، وكان تنام عيناه ولا ينام قلبه، وكان إذا نام لم يوقظوه حتى يكون هو الذي يستيقظ، وكان نومه أعدل النوم وهو أنفع ما يكون من النوم.[2]

ما يكره من النوم

وأما ما يكره من النوم: فالنوم قبل العشاء أي بعد المغرب، ونوم النهار فإنه رديء إلا القيلولة، فقد كان -صلى الله عليه وسلم- ينام وقت القيلولة، وكان أصحابه كذلك على هذا الحال، يقول ابن القيم -رحمه الله- في الزاد: “ونوم النهار رديء يورث الأمراض الرطوبية والنوازل، ويفسد اللون، ويورث الطحال، ويرخي العصب، ويكسل، ويضعف الشهوة إلا في الصيف وقت الهاجرة، وأردؤه نوم أول النهار، وأردأ منه النوم آخره بعد العصر”، ورأى عبد الله بن عباس ابنًا له نائمًا نومة الصبحة، فقال له: “قم، أتنام في الساعة التي تقسم فيها الأرزاق؟” وقيل: نوم النهار ثلاثة: خُلق، وحرق، وحمق، فالخُلق: نومة الهاجرة، وهي خُلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحرق: نومة الضحى، تشغل عن أمر الدنيا والآخرة، والحمق: نومة العصر، قال بعض السلف: “من نام بعد العصر فاختلس عقله، فلا يلومن إلا نفسه”، ونوم الصبحة يمنع الرزق، لأن ذلك وقت تطلب فيه الخليقة أرزاقها، وهو وقت قسمة الأرزاق، فنومه حرمان إلا لعارض أو ضرورة، وهو مضر جدًا بالبدن لإرخائه البدن، وإفساده للفضلات التي ينبغي تحليلها بالرياضة، فيحدث تكسرًا وعيًا وضعفًا.[1]

نفض الفراش عند النوم

نفض الفراش من آداب النوم المستحبة، وقد ورد الحث عليه في أحاديث، أغلبها لم تذكر له عددًا محددًا، منها: ما خرجه مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إلى فِرَاشِهِ، فَلْيَأْخُذْ دَاخِلَةَ إِزَارِهِ، فَلْيَنْفُضْ بهَا فِرَاشَهُ، وَلْيُسَمِّ اللَّهَ، فإنَّه لا يَعْلَمُ ما خَلَفَهُ بَعْدَهُ علَى فِرَاشِهِ”،[3] وجاء في رواية خرجها البخاري في صحيحه، الأمر بنفض الفراش ثلاثًا، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إلى فِرَاشِهِ، فَلْيَأْخُذْ دَاخِلَةَ إِزَارِهِ، فَلْيَنْفُضْ بهَا فِرَاشَهُ، وَلْيُسَمِّ اللَّهَ، فإنَّه لا يَعْلَمُ ما خَلَفَهُ بَعْدَهُ علَى فِرَاشِهِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَضْطَجِعَ، فَلْيَضْطَجِعْ علَى شِقِّهِ الأيْمَنِ، وَلْيَقُلْ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبِّي بكَ وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي، فَاغْفِرْ لَهَا، وإنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بما تَحْفَظُ به عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ. وفي روايةٍ : بهذا الإسْنَادِ، وَقالَ: ثُمَّ لْيَقُلْ: باسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي، فإنْ أَحْيَيْتَ نَفْسِي، فَارْحَمْهَا”.[4][5]

آداب النوم في الإسلام

من آداب النوم وسننه في الإسلام، ما يلي:[6]

  • عدم النوم قبل العشاء والحديث بعدها.
  • الوضوء قبل النوم.
  • نفض الفراش قبل النوم عليه، والاضطجاع على الجنب الأيمن.
  • جمع الكفين وقراءة المعوذات مع النفث والمسح على الجسد ثلاثًا.
  • قراءة آية الكرسي عند النوم.
  • التسبيح والتحميد والتكبير عند النوم.
  • إطفاء (البوتاجاز) ونحوه عند النوم.
  • إغلاق الأبواب وتغطية الآنية عند النوم.
  • الوضوء للجنب إذا أراد أن ينام.
  • عدم النوم على البطن.
  • ذكر الله عند الاستيقاظ.

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، الذي تحدثنا فيه عن بداية نوم النبي صلى الله عليه وسلم، وعن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، وعن ما يكره من النوم، وعن نفض الفراش عند النوم، وعن آداب النوم في الإسلام.

المراجع

  1. islamweb.net , هدي النبي في النوم الاستيقاظ ليلا ونهارا، وأردأ أوقات النوم , 10/09/2021
  2. islamqa.info , هدي النبي صلى الله عليه وسلم في النوم , 10/09/2021
  3. صحيح مسلم , مسلم، أبو هريرة، 2714، صحيح.
  4. صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، 7393، صحيح.
  5. islamweb.net , عدد مرات نفض الفراش عند النوم , 10/09/2021
  6. islamway.net , آداب النوم في الإسلام , 10/09/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *