سبب الخلاف بين روسيا وأوكرانيا

سبب الخلاف بين روسيا وأوكرانيا يرى الكثير من المطلعين على تطورات المشهد السياسي والعسكري الذي تشهده منطقة شرق أوربا خلال الأيام القليلة الماضية، أن هناك أسباب مباشرة ودفينة غير الأسباب المعلنة للتوتر بين البلدين، فما هو سبب الخلاف بين روسيا وأوكرانيا الحقيقي، هو ما سوف يطلعكم عليه موقع المرجع، عبر الاطلاع على خريطة أوكرانيا وروسيا وتضاريس منطقة النزاع، ولماذا يريد الروس احتلال أوكرانيا.

سبب الخلاف بين روسيا وأوكرانيا

إنّ السبب المباشر للخلافات الروسية الأوكرانية هو محاولة الروس القضاء على آمال حكومة كييف في الانضمام لحلف الناتو، لوقف امتداد الحلف في دول شرق أوروبا، بالإضافة لقيام الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي منذ اعتلائه السلطة، بتبني صيغة خطاب قومي شديد اللهجة، بهدف شحن الطاقات والتفوس ضد روسيا، وتعهده بإعادة تأهيل وتطوير أسطول القوات المسلحة الأوكرانية، سعياً وراء استرداد الأراضي التي استولت عليها روسيا بعد حرب العام 2014 من بلاده، وتعتبر دولة تركيا من أكثر الدول تعاوناً من الناحية العسكرية مع أوكرانيا، فقد باعت تركيا لحكومة كييف معدات عسكرية منها ما هو ثقيل، بالإضافة للتعاون بين البلدين على إنتاج منظومات صواريخ كروز محلياً، مقابل تزويد أوكرانيا لأنقرة بمحركات لعتادها، ما جعل تركيا ضمن دائرة النار.[1]

سبب الخلاف بين روسيا وأوكرانيا

أزمة روسيا وأوكرانيا

تعود أزمة روسيا وأوكرانيا لعدة سنوات مضت، حيث بدأت تحديداً بتاريخ الـ 21 من نوفمبر / تشرين الثاني سنة 2013، عندما أوقف فيكتور يانوكوفيتش الرئيس لموالي لروسيا، إجراءات الانضمام للشراكة الأوربية، وما تبعها من حركات انفصالية في كييف، خصوصاً في المناطق الجنوبية والشرقية التي تتحدث الروسية، وتوالي يانوكوفيتش، استمرت الخلافات إلى أن أدت إلى قرار البرلمان بعزل الأخير فراره بتاريخ الـ 22 من فبراير / شباط سنة 2014، فخاضت روسيا حرب ضد أوكرانيا ضمت خلالها جزيرة القرم الجنوبية، بعد التنازلات التي اضطرت إليها كييف خلال مواجهتها الحركات الانفصالية الموالية لروسيا.

كما ويرى الكثير من النقاد أنّ كلاً من روسيا وأوكرانيا خسرا في الحرب على الرغم من ضم روسيا القرم، فقد تراجعت سطوتها ونفوذها وبالمقابل انضمت أوكرانيا للاتحاد الأوربي منذ عام الـ 2014، وتسعى سعيها للانضمام لحلف الشمال الأطلسي الذي لم يتم بعد، لكنها لم تستعد أراضيها المقتطعة من قبل روسيا، التي باتت تحظى بتفوق نوعي وكمي، بعد العام 2016 دخلت المواجهات الروسية الأوكرانية مرحلة الحرب الباردة.

شاهد أيضًا: متى ضمت روسيا شبه جزيرة القرم

ماذا تريد روسيا من أوكرانيا

نفى فلاديمير بوتين الرئيس الروسي نية بلاده غزو الأراضي الأوكرانية، على الرغم من حشده قرابة الـ 100000 جندي على الحدود الشرقية لأوكرانية، لكنه قدم بالمقابل قائمة مطالب تصب في مصلحة وقف توسع حلف الشمال الأطلسي في شرق أوروبا، خصوصاً ضمن الدول السابقة في الاتحاد السوفيتي، كما طالب بتقليص الوجود العسكري للأمريكي والأطلسي بالجوار الروسي، وقد شهدت المنطقة مؤخراً توتراً واستفزازات من جميع الأطراف بما في ذلك حلف الناتو والأمريكي، وبحسب آراء بعض الخبراء الدبلوماسيين فإن فلادمير بوتين سعى دائماً لاستبعاد كييف عن الناتو، لذكرياته المريرة من آثار انحلال الاتحاد السوفيتي سابقاً، في ظل حكم بوريس يلتسين خلال تسعينيات القرن الماضي، حيث يعتبر تلك الحقبة ضرباً من الإذلال.

شاهد أيضًا: متى انفصلت اوكرانيا عن روسيا

أهمية أوكرانيا بالنسبة لروسيا

تربط روسيا وأوكرانيا روابط ثقافية ولغوية وحتى روابط عائلية، منذ عشرات السنوات عندما كانت الدولتان أعضاء في الاتحاد السوفييتي، وتعتبر أوكرانية القوة الثانية بعد روسيا على زمن السوفييت، وتحظى أوكرانيا بقيمة اقتصادية واستراتيجية، ومنذ انفصال أوكرانيا عن الاتحاد السوفييتي تنفاس الروس والدول الغربية لكسب ولائها أو ضمها للاستفادة منها في ميزان القوى بالمنطقة، وتستثمر قضية أوكرانيا في روسيا بالعزف على الوتر الأخلاقي العاطفي للاستفادة منه في الانتخابات الروسية، في حين ترى الولايات المتحدة الأمريكية أن أوكرانيا منطقة عزل بين الصراع الروسي الغربي، لذا تدعم أي حل يبعد سيطرة روسيا عليها.

شاهد أيضًا: اين تقع اوكرانيا على الخريطة

هكذا؛ ومع دراستنا لأهمية أوكرانيا وأسباب التنافس الرسوي الأربي الأمريكي عليها، نكون قد انتهينا من مقالنا، الذي جاء بعنوان سبب الخلاف بين روسيا وأوكرانيا، فقد تعرفنا على أصول الأزمة الروسية الأوكرانية وآخر مستجداتها وتداعياتها.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *