حال الصحابة في العشر الأواخر من رمضان والأدلة على ذلك
جدول المحتويات
ما هو حال الصحابة في العشر الأواخر من رمضان والأدلة على ذلك، حيث يتساءل المسلمون حول ما كان يفعل السلف الصالح للاقتداء بهم لتنفيذ سنة الرسول الكريم وما حثنا عليه في العشر الأواخر، لاغتنام هذه الأيام المباركة لما لها فضل عظيم وخير كثير، ورضوان من الله سبحانه وتعالى، وعبر موقع المرجع سوف نوضح لكم حال الصحابة في العشر الأواخر من رمضان وما كانوا يفعلون، وذِكر الأدلة على ذلك من الكتاب والسنة النبوية الشريفة.
العشر الأواخر من رمضان
العشر الأواخر، هي آخر عشرة أيام من شهر رمضان المعظم، وهو الثلث الأخير من الشهر الفضيل، ثلث العتق من النار، وتعتبر هذه الأيام خير إياك السنة، فتحتوي على ليلة القدر، وهي خيرٌ من ألف شهر، والتي فيها تتنزل الملائكة بإذن رب العالمين، ففيها السلام والخير الكثير حتى مطلع الفجر، فهنيئًا لمن اغتنم الثلث الكثير من شهر رمضان بالطاعة والتعبد وقراءة القرآن وكثرة التسبيح والتهليل، وهو ما حرص عليه أسلافنا الصالحين في اغتنام هذه الأيام المباركة، فكانوا يفتحون المساجد، ويهجرون الأسواق، ويحيون الليل بالذكر والقيام، فلا يكون هناك نيام.[1]
اقرأ أيضًا: فضل الدعاء في العشر الأواخر من رمضان
حال الرسول في العشر الأواخر
ورد عن البخاري ومسلم، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا دخل العشر شدّ مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله”.[2] كما جاء في رواية مسلم عنها -رضي الله عنها -قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره)[3] وتبين لنا هذه الروايات حال النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان، وهو ما سنطيل شرحه لكم أدناه:
- إحياء الليل: كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقوم بالعبادة في العشر الأواخر، ويجتهد بما لا يعملها في بقية الشهر، فقد روي من حديث السيدة عائشة رضوان الله عليها، قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشر ـ يعني الأخير ـ شمر وشد المئزر).[4] وجاء عن الحافظ أبو نعيم بإسناد فيه ضعف عن أنس قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا شهد رمضان قام ونام، فإذا كان أربعا وعشرين لم يذق غمضا)[5]
ويحتمل أن يريد بإحياء الليل إحياء غالبه. - يوقظ أهل بيته: فقد كان نبينا الكريم يقوم بإيقاظ أهل بيته في العشر الأواخر خاصةً دون غيرها، وذلك بالاستناد على ما ورد في حديث أبي ذر، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قام بهم ليلة ثلاث وعشرين وخمس وعشرين ذكر أنه دعا أهله ونساءه ليلة سبع وعشرين خاصة.[6]
- يشد المئزر: كان النبي الكريم يشمر عن ساعديه ويشد مئزره للاجتهاد في عبادة الله سبحانه وتعالى، فكان يقضي ليله ونهاره في الصلاة والتعبد وقراءة القرآن، وكان يعتزل النساء، قد ورد في حديث عائشة وأنس، وورد تفسيره بأنه لم يأو إلى فراشه حتى ينتهي رمضان، وفي حديث أنس (وطوى فراشه واعتزل النساء)[7].
- تأخيره للفطور إلى السحور: وذلك وفقًا لما ورد عن السيدة عائشة وأنس: (أنه صلى الله عليه وسلم كان في ليالي العشر يجعل عشاءه سحورًا)[8]
- الاعتكاف: كان النبي صلى الله عليه وسلم يلتز المسجد للاعتكاف، وهو من السنن المؤكدة عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، فعن ابن عمر رضي الله عنهما : “أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان”.[9]
اقرأ أيضًا: لماذا العشر الاواخر من رمضان هي افضل اوقات الاعتكاف
حال الصحابة في العشر الأواخر من رمضان
قد كان السلف الصالح خير من يُقتدى بهم فقد كانوا خير من اقتدى برسولنا الكريم، فقد كانوا من من أوائل المتسارعين والمتسابقين في اغتنام الفرص لتقربهم من الله في العشر الأواخر من شهر رمضان، ليفوزا برضوان الله عليهم، وجاء في السنة النبوية حِرص السلف الصالح بالإكثار من الطاعات خلال العشر الأواخر من شهر رمضان، ومن بينها ما يلي:
- فقد كان السلف الصالح مثل النخعي يغتسلون في كل ليلة من شدة حبهم للعشر الأواخر من شهر رمضان، بينما كان أيوب السختياني يغتسل ليلة ثلاث وعشرين (23)، وأربع وعشرين (24) ويلبس ثياب جديدة ويتطيب في مثل هذه الليالي.
- كما جاء عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أنه إذا جاءت ليلة أربع وعشرين قام بالاغتسال والتطيب وارتدى ثياب جديدة.
- كما كان ثابت البناني وحميد الطويل يلبس من أفضل الثياب ويهم بالتطيب في الليلة التي تُرجح فيها ليلة القدر.
- كان السلف في الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان يشاركون أهلهم في مثل هذه الليالي، ويوقظون النساء والأبناء، اقتداءً برسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام.
- وروي عن طلحة بن مصرف: “صلوا ولو ركعتين في جوف الليل فإن الصلاة في جوف الليل تحط الأوزار وهى من أشرف أعمال الصالحين”.
النصوص لحال الصحابة في العشر الأواخر من رمضان
هناك بعض النصوص التي وردت لتصف حال الصحابة في العشر الأواخر من رمضان، ومن بينها ما يلي:
-
قال سفيان الثوري فيما يخص هذه الأيام المباركة “أحب إلي إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل ويجتهد فيه وينهض أهله وولده للصلاة إن أطاقوا ذلك”.
-
قال إبراهيم بن وكيع: “كان أبي يصلي فلا يبقى في دارنا أحد إلا صلى، حتى جارية لنا سوداء”.
أعمال مستحبة عند السلف الصالح في شهر رمضان
اعتمد السلف الصالح على الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم، لاعتنام العشر الأواخر من الشهر الفضيل، ومن بين هذه الأعمال ما يلي:
- فكان التابعي الفقيه وأحد رواة الحديث “إبراهيم النخعي “، رحمه الله عليه، يختم القرآن في رمضان في غضون ثلاث ليال، ويختمه في ليلتين في العشر الأواخر.
- وكان “قتادة” يختم القرآن في سبع ليال، ويختم القرآن في رمضان في كل ثلاث، فإذا جاء العشر ختمه في كل ليلة، بحسب ما جاء في “سير أعلام النبلاء” للذهبي.
- وجاء في الطبقات لابن سعد، أنه عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن سعيد بن جبير أنّه كان يختم القرآن في كل ليلتين، وفقا لما جاء في الطبقات لابن سعد.
اقرأ أيضًا: دعاء ايام العشر الاواخر من رمضان مكتوب وبالصور
الأحاديث الواردة في العشر الأواخر
ورد عن النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- عدد من الأحاديث الصحيحة عن العشر الأواخر، ومنها الآتي:
-
ثبت عن ابن عمر -رضي الله عنهما-: (أنَّ رِجَالًا مِن أصْحَابِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أُرُوا لَيْلَةَ القَدْرِ في المَنَامِ في السَّبْعِ الأوَاخِرِ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أرَى رُؤْيَاكُمْ قدْ تَوَاطَأَتْ في السَّبْعِ الأوَاخِرِ، فمَن كانَ مُتَحَرِّيهَا فَلْيَتَحَرَّهَا في السَّبْعِ الأوَاخِرِ).
-
ثبت عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّه قال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ).
-
ثبت عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-: (إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ اعْتَكَفَ العَشْرَ الأوَّلَ مِن رَمَضَانَ، ثُمَّ اعْتَكَفَ العَشْرَ الأوْسَطَ، في قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ علَى سُدَّتِهَا حَصِيرٌ، قالَ: فأخَذَ الحَصِيرَ بيَدِهِ فَنَحَّاهَا في نَاحِيَةِ القُبَّةِ، ثُمَّ أَطْلَعَ رَأْسَهُ فَكَلَّمَ النَّاسَ، فَدَنَوْا منه، فَقالَ: إنِّي اعْتَكَفْتُ العَشْرَ الأوَّلَ، أَلْتَمِسُ هذِه اللَّيْلَةَ، ثُمَّ اعْتَكَفْتُ العَشْرَ الأوْسَطَ، ثُمَّ أُتِيتُ، فقِيلَ لِي: إنَّهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، فمَن أَحَبَّ مِنكُم أَنْ يَعْتَكِفَ فَلْيَعْتَكِفْ فَاعْتَكَفَ النَّاسُ معهُ، قالَ: وإنِّي أُرِيتُهَا لَيْلَةَ وِتْرٍ، وإنِّي أَسْجُدُ صَبِيحَتَهَا في طِينٍ وَمَاءٍ فأصْبَحَ مِن لَيْلَةِ إحْدَى وَعِشْرِينَ، وَقَدْ قَامَ إلى الصُّبْحِ، فَمَطَرَتِ السَّمَاءُ، فَوَكَفَ المَسْجِدُ، فأبْصَرْتُ الطِّينَ وَالْمَاءَ، فَخَرَجَ حِينَ فَرَغَ مِن صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَجَبِينُهُ وَرَوْثَةُ أَنْفِهِ فِيهِما الطِّينُ وَالْمَاءُ، وإذَا هي لَيْلَةُ إحْدَى وَعِشْرِينَ مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ).
في الختام، نكون قد أوضحنا لكم حال الصحابة في العشر الأواخر من رمضان والأدلة على ذلك، وذكرنا أيضًا حال الرسول في العشر الأواخر في رمضان، والنصوص لحال الصحابة في العشر الأواخر من رمضان، وانتقلنا لنوضح أعمال مستحبة عند السلف الصالح في شهر رمضان.
المراجع
- audio.islamweb.net , العشر الأواخر بين الأوائل والأواخر , 22/03/2024
- dorar.net , الموسوعة الحديثية , 22/03/2024
- dorar.net , الموسوعة الحديثية , 22/03/2024
- dorar.net , الموسوعة الحديثية , 22/03/2024
- islamport.com , لطائف المعارف , 22/03/2024
- dorar.net , الموسوعة الحديثية , 22/03/2024
- islamweb.net , باب العمل في العشر الأواخر من رمضان , 22/03/2024
- islamweb.net , اغتنام العشر الأواخر من رمضان , 22/03/2024
- dorar.net , الموسوعة الحديثية , 22/03/2024
التعليقات