لماذا العشر الاواخر من رمضان هي افضل اوقات الاعتكاف

لماذا العشر الاواخر من رمضان هي افضل اوقات الاعتكاف، شهرُ رمضانَ هو أخيّر شهورُ السنّة وأفضلها، فيهِ تفتحُ أبواب الجنّة، وتُغلق أبواب النار، وتُصفدُ الشياطينِ، وفيّه تُغتفرُ الذنوب، وتُقبل التَوبة، ويُضاعفُ الأجر، وفي العشرِ الأواخر منّه فضلٌ عظيم وأجر كبير لمن عرف كيف يغتنمها على الوجهِ الأصح، ومن خلالِ موقع المرجع سنتعرفُ على الاعتكافِ في رمضان، وأفضليتّهُ في العشر الأواخرِ منّهُ.

الاعتكاف

الاعتكافُ لُغةً هوَ أنْ يحبسَ الشخصَ نفسّهُ عنْ شيء، ويُلزمَها بهِ، سواء أكانَ شيئًا مُباحًا، أم معصيّة، أما في الاصطلاحِ الشرعيْ، فالاعتكافُ هو لُزومَ المَسجد، لعبادةِ الله -سبحانهُ وتعالى-، والاعتكافُ يصحُّ ولو لم يكُنْ مَعهُ صومْ، وهو من الأمورِ المُستحبّة والمسنونَة ، وقد ثبت مشروعيتّه في كتاب الله، في قولهِ تعالى: (وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ)[1]، ووردتَ أحاديث كثيرة تواترَ فيها خبر اعتكاف النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، ومنها ما رواه مسلم: (أنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ).

شاهد أيضًا: دعاء العشر الاواخر من رمضان مكتوب

لماذا العشر الاواخر من رمضان هي افضل اوقات الاعتكاف

تبدأُ العشر الأواخرَ في شهرِ رمضانْ من الليلةِ الواحدة والعشرين من الشهر، وتستمر هذه العشرة إلى نهاية رمضان كاملاً، وقد حرصَ رسول الله مُحمد -صلى الله عليّه وسلم- على الاعتكافِ في العشر الاواخر من رمضانَ في كُل عام، ولشدة حرصه -صلّى الله عليه وسلّم- عليه فقد كان يقضيه إذا فاته، وجاء عن أنس بن مالك -رضيَ الله عنه- فقال: (كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يعتَكفُ في العشرِ الأواخرِ من رمضانَ فلم يعتَكف عامًا فلمَّا كانَ في العامِ المقبلِ اعتَكفَ عشرينَ)، فعلى المسلم الاقتداء بالنّبيّ عليه الصّلاة والسّلام والاعتكاف بالعشر الاواخر من رمضان، وإنّ الاعتكاف في العشر الاواخر من رمضان يكون بغية تحرّي ليلة القدر وإقامتها، ونيل فضلها العظيمَ.

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان

وقت الدخول للاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان

ذهبْ جمهورٌ من الفقهاءِ وأئمة المذاهب الأربعة إلى أنّ وقت الاعتكاف في رمضان يبدأُ من قبل غروب شمس ليلة الواحد والعشرين، واستدلوا على ذلك بما ثبت عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- من أنّه كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، ممّا يدل على أنّه كان يعتكف الليالي العشرة الأخيرة منه لا الأيام، سواءً كانت عشرةً كاملةً، أو ناقصةً، باقتصارها على تسعٍ، إذ العبرة بإطلاق اللفظ على الغالب والتمام، وتُطلق العشرُ على الأيّام مع ليالها، قال الله -تعالى-: (وَلَيَالٍ عَشْرٍ).[2]

شاهد أيضًا: كيفية قيام الليل في العشر الاواخر من رمضان

كيفية الاعتكاف في رمضان

الاعتكافُ سُنَةٌ مُؤكدة عن رسول الله مُحمد -صلى الله عليّه وسلم-، وتتأكّد هذه السنة النبويّة في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، ويتحققُ الاعتكافَ وفقًا لشروط ثلاثة وهِي:

  • النيّة: وذلكَ بأنْ ينوي المُسلم الاعتكاف في شهرِ رمضان المُبارك، حيثُ أنّ الأعمال بالنيّات، ولكلِ امرئ ما نَوى.
  • المُكوثَ في المسجد ولُزومه: فقدْ كان نبي الله مُحمد -صلى الله عليّه وسلم- يَمكثُ في المسجد ويلزمَه.
  • أن يكون المسجد الذي يعتكف فيه المسلم هو المسجد الذي تُقام فيه الصلوات: وذلك حتى لا يكثر خروجه من المسجد ويتكرّر، بحيث ينافي أصل الاعتكاف، فلا يجوز للمعتكف أن يخرج من المسجد إلّا لما لا بدّ له منه، ولا يجوز له أن يعود مريضًا، أو يتبع جنازةً، كما لا يجوز له أن يُباشر زوجته، ويُندب له أن ينشغل بمختلف العبادات والقربات، وأن يترك ما لا يعنيه.

شاهد أيضًا: افضل وقت لصلاة القيام في رمضان

أهمية الاعتكاف في رمضان

يحرص المسلم على اتّباع سُنّة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وانتهاجها؛ لما يترتّب على ذلك من الأجر العظيم، والثمار التي يجنيها المسلم من الاعتكاف كثيرة، وفيما يأتي بيانُ بعضها:

  • التقرب من الله -سبحانه وتعالى-، والإقبال عليّه بالطاعاتِ وسائرِ العبادات، ونيل الأجرِ والفضل العظيّم منّهُ.
  • زيارة بيت الله، فالمُعتكف في المسجد ينال شرف المكوث في بيت الله -تعالى-، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (المسجِدُ بيتُ كلِّ تقيٍّ وتَكَفَّلَ اللَّهُ لِمَن كانَ المسجِدُ بيتَهُ بالرَّوحِ والرَّحمةِ والجوازِ على الصِّراطِ إلى رِضوانِ اللَّهِ إلى الجنَّةِ).
  • الابتعاد عن المعاصي والذنوب، وملذّات الحياة وشهواتها، وتعويد النفس على رفضها، وسهولة تركها.
  • الحرص على إعمال العقل بالتّفكّر والتّأمل بعظمة الله -سبحانه-.
  • الابتعاد عن المعاصي والذنوب، وملذّات الحياة وشهواتها، وتعويد النفس على رفضها، وسهولة تركها.

شاهد أيضًا: صفة صلاة القيام في العشر الأواخر من رمضان

فضل العشر الأواخر من رمضان

تترتّب العديد من الفضائل على العشر الأواخر من رمضان، يُذكر منها:

  • في العشرِ الأواخرِ من شهرِ رمضان أجر عظيم، وفضل كبير، واقتداء بني الله مُحمد -صلى الله عليّه وسلم-، فقد وصفت السيدة عائشة -رضي الله عنها- حال النبي بالعشر الأواخر قائلةً: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ).[3]
  • في العشرِ الأواخرِ من شهر رمضان ليلةُ القدر، هذه الليلة التي جعل الله العبادة فيها خير من ألف شهر المقدّرة تقريبًا بثلاث وثمانين سنة وثلاثة أشهر، والتي تنزل فيها القرآن الكريم، وفيّها يقدر الله -سبحانه وتعالى- موازينَ وأحوال خلقه.
  • عكوف القلوب على ربّها في تلك الليالي، وتعلّقها به، فالصيام يُحدِثُ أثرًا طيبًا في النفس، ويزكّيها، ويَصلُ بها إلى مراتب الكمال.

إلى هُنا نكون قد وصلنا إلى نهايةِ مقالنا لماذا العشر الاواخر من رمضان هي افضل اوقات الاعتكاف، حيثُ تعرفنا على أفضليّة الأيام العشر الأواخرِ من شهر رمضان، إلى جانب أهمية الاعتكافِ، ووقتهُ، وكيفيتهُ.

المراجع

  1. سورة البقرة , الآية 187
  2. سورة الفجر , الآية 2
  3. صحيح البخاري , البخاري ، عائشة أم المؤمنين ، 2024 ، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *