افضل وقت لصلاة القيام في رمضان

افضل وقت لصلاة القيام في رمضان، شهرُ رمضانَ شهرُ الخيّرِ والمغفرة، فيّه تفتحُ أبواب الجنّة، وتُوصدُ أبوابَ النارِ، وتُصفدُ الشياطيّن، وفيّه تُغتفر الذنوب، وتُفرجُ الهموم، ويتقرّبُ العبدُ من ربّهِ بصالح الأعمالِ والعباداتِ، من الصلاةِ، وقراءةِ القرآن، والذِكر، وغيّرها، ومنْ خلالِ موقع المرجع سنتعرفُ على افضل وقت لصلاةِ القيّام في شهرِ رمضانَ المُباركَ، وكيفية صلاة قيام الليل في رمضان.

وقت قيام الليل

وقت قيّام الليل مُتاحٌ غيّرُ مُقيّد، إذ أنّهُ يبدأُ منْ بعدِ صلاةِ العشاء، وحتى مطلع صلاةِ الفجر، فيجوزُ لصلاةِ القيّام أنْ تكونَ أول الليلِ، أو وسطَه، أو آخرهُ، فقد أدّى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قيام الليل في كلّ تلك الأوقات، وقال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (ما كنَّا نشاءُ أن نرى رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في اللَّيلِ مصلِّيًا إلاَّ رأيناهُ ولاَ نشاءُ أن نراهُ نائمًا إلاَّ رأيناه).[1]

شاهد أيضًا: صفة صلاة القيام في العشر الأواخر من رمضان

افضل وقت لصلاة القيام في رمضان

لعلّ أحبُّ الأعمال إلى اللهِ -سبحانهُ وتَعالى- وأقربَها صلاةُ القيّام في رمضانَ، ويُشارُ إلى أنّ للعلماءِ أقوال عدّة في أفضيّلة وقت صلاةُ القيّام على النحوِ الآتّي:

جمهورُ الفقهاء

ذهبَ جمهورٌ من الفقهاءِ منْ المذاهبِ الحنفيّة، والشافعيّة، والحنابلةَ إلى أنّ أفضلَ وقت للقيامِ هوَ السُدسيّن الرابعِ والخامسِ من الليلِ، لقول رسول الله مُحمد -صلى الله عليّه وسلم-: (أَحَبُّ الصَّلاَةِ إِلَى اللَّهِ صَلاَةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ وَكَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْل، وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ وَيَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا)[2]، والنصفُ الأخيرَ من الليلِ لمنْ أرادَ أنْ يجعلَ الليلَ نصفيْن، وإن أرادَ تقسيّمهُ إلى أثلاث، فقيام الثُّلُث الأوسط أفضل، وينام في الثُّلثَين: الأوّل، والأخير، وكره الحنابلة والشافعية قيام الليل كلّه.

شاهد أيضًا: طريقة صلاة القيام في العشر الأواخر من رمضان

المذهب المالكي

ذهبَ فُقهاء المذهب المالكيْ إلى أنَ الصلاة في الثُلث الأخير من الليلِ أفضلُ لمنْ اعتادَ الاستيقاظ فيّهِ، أما من ليسَ المقدرةُ على الاستيقاظِ، فالأفضلُّ لهُ أنْ يحتاطَ ويُصلّي أول الليلِ.

كيفية صلاة القيام في رمضان

تُعرفُ صلاة التراويحِ في شهرِ رمضانَ المُباركَ بأنّها صلاةُ القيّامَ، وتُصلى مثنى مثنى، أي ركعتيّن ركعتيّن، لِقول النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام-: (صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أحَدُكُمُ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً واحِدَةً تُوتِرُ له ما قدْ صَلَّى)، وكُلُ نافلة بعدَ صلاةِ العشاءِ تُسمى صلاة القيّام، إلا أنّه جرى تسميّة في رمضان بصلاة التراويح، ويُسن أداؤها جماعة في المسجدِ، وقد ذهب العُلماء إلى سُنّية صلاة التراويح، واستدلّوا على ذلك بما ثبت بالسّنة وبإجماع أهل العلم؛ فمن السنة قول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (عليكم بقيامِ الليلِ؛ فإنَّه دَأْبُ الصالحينَ قبلَكم، وهو قُرْبةٌ إلى ربِّكم، ومَكْفَرةٌ للسِّيِّئاتِ، ومَنْهاةٌ عن الإثمِ)[3]، وقد نُقِل الإجماع عن عدد من العُلماء، ومنهم: الإمام النووي، وابن حجر، وابن عبد البرّ، على سُنّية قيام الليل في حقّ الأُمّة.

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان

الفرق بين صلاة التراويح وصلاة القيام

تُعتبرُ صلاة التراويح هِي صلاة القيّام في شهرِ رمضانَ المُبارك، حيثُ قال رسول الله مُحمد -صلى الله عليّه وسلم-: (من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبهِ، وما تأخر)[4]، حيثُ أنّ المقصود بالقيّام، هوَ القيّام في الصلاةِ، وقيّام رمضانَ هو أداءُ صلاة التراويح، فالجُمهور يُسمّون قيام رمضان بالتراويح.

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات صلاة التراويح وكيفية ادائها

فضل قيام الليل في رمضان

يختصّ قيام الليل في شهر رمضان بالعديد من الفضائل والبركات، ومنها ما يأتي:

  • قيام الليل في شهرِ رمضان المُباركَ يكون سببًا لمغفرة الذنوب، ولقبول الطاعات، ونيل الأجر والثواب العظيم.
  • يُعَدّ قيام رمضان من خِصال الإيمان التي يبادر المسلم إلى امتثالها، احتسابًا للأجر والثوابِ من الله -تعالى-، وطعمًا في الرحمةِ والغفران.
  • تُعدُّ صلاة القيام في شهرِ رمضان سببًا لدخولِ المُسلم الجنة، واجتنابهُ النار، وقد ذكر النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- وَصف غُرف في الجنّة لمَن يقوم في الليل، فقال: (إِنَّ في الجنةِ غُرَفًا يُرَى ظَاهِرُها من باطِنِها، وباطنها من ظَاهِرِها . فقال أبو مالِكٍ الأَشْعَرِيُّ : لِمَنْ هيَ يا رسولَ اللهِ ؟ قال : لِمَنْ أَطَابَ الكَلامَ، وأطعم الطَّعَامَ، وباتَ قائِمًا والناس نِيامٌ).[5]
  • ينال المسلم بقيامه الليل الرحمة من الله -تعالى-، ويتجنبُ بذلكَ أن يكونَ من أهلِ الغفلة الذين استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذِكر الله -تعالى-، وأبعدهم عن طاعته.
  • جعل الله -تعالى- قيام الليل سبيلاً للمسلم حتى يصبح من أهل الإحسان، قال الله -تعالى- في كتابه العزيز مُبينًا صفات المُحسِنين: (كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ*وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).[6]

إلى هُنا نكون قد وصلنا إلى نهايةِ مقالنا افضل وقت لصلاة القيام في رمضان، حيثُ سلطنَا الضوءَ على وقت قيّام الليلِ، وأفضليتّهُ في شهرِ رمضان المُباركَ وفقًا لرأيْ جمهور الفقهاء.

المراجع

  1. صحيح النسائي , الألباني ، أنس بن مالك ، 1626 ، صحيح
  2. صحيح النسائي , الألباني ، عبدالله بن عمرو ، 2343 ، صحيح
  3. الجامع الصغير , السيوطي ، أبو الدرداء ، 5555 ، صحيح
  4. صحيح الترمذي , الألباني ، أبو هريرة ، 683 ، صحيح
  5. صحيح الترغيب , الألباني ، عبدالله بن عمرو ، 946 ، صحيح
  6. سورة الذاريات , الآية 17- الآية 18

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *