الفرق بين صلاة الفجر والصبح

الفرق بين صلاة الفجر والصبح، حيث أنّه في اللغة العربيّة وفي بعض المصطلحات والكلمات تختلط المعاني والإشارات على المسلمين الذين يتحدّثون العربيّة وغيرهم، ولعل هذا الاختلاط يتشكّل من ضعف اللغة لديهم وضعف الاطّلاع على أمور الدّين، والتي من واجب كلّ مسلم ومسلمة أن يلمّوا بها، انطلاقًا من المصطلحات اللغوية وانتهاءً بأحكام الدّين وتسمياتها، وفي هذا المقال يوضّح موقع المرجع الفرق بين مصطلحين هامّين في حياة كلّ مسلم وهما صلاة الصبح وصلاة الفجر.

الصلاة والصلوات المفروضة في الإسلام

إنّ الصّلاة ركنٌ من أركان الإسلام الخمسة، وهي الثّانية في هذه الأركان، وقد فرض الله -سبحانه وتعالى- خمس صلواتٍ على عباده في اليوم والليلة، وهي أوّل ما فُرض من العبادة، وكانت أوّل ما فرضت في ليلة الإسراء خمسين صلاة حتّى نقصت لتصبح خمس صلوات، وهي بأجر خمسين صلاة، وإنّ الصّلاة لأهميّتها فإنّها أوّل ما يُحاسب عليه المرء يوم القيامة فإن صلحت صلح عمله كلّه وإن فسدت فسد عمله كلّه، وهي عمود الدّين الإسلامي، لا عذر أبدًا لتركها ولا تسقط عن أيّ بالغِ عاقل، إلا عن المرأة في حيضها ونفاسها، وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أنه قال: “من حافظ عليها كانتْ له نورًا وبرهانًا ونجاةً يومَ القيامةِ، ومن لم يحافظْ عليها لم يكن له نورٌ ولا برهانٌ ولا نجاةٌ وحُشر يومَ القيامةِ مع فرعونَ وهامانَ وقارونَ وأبيِّ بنِ خلفٍ”. [1] والصّلوات الخمس هي الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، وإنّ من تركها جاحدًا بها فقد كفر بإجماع أهل العلم والله أعلم. [2]

شاهد أيضًا: اسئلة عن الصلاة مع الاجوبة قصيرة

الفرق بين صلاة الفجر والصبح

إنّ الفرق بين صلاة الفجر والصبح غير موجود، فلا فرق بينهما وصلاة الصّبح وصلاة الفجر هما اسمان لصلاةٍ واحدة، وهي ركعتان من الفريضة بإجماع المسلمين، وهي أوّل صلاةٍ يبدأ بها المسلم يومه، ويقال لها صلاة الفجر ويقال صلاة الصّبح، كما تعدّدت أسماءها فيُطلق عليها اسم صلاة الغداة والصّلاة الأولى وغيرها، وقد ورد اسمها في السّنة بإطلاق الفجر والصّبح فيما يأتي: [3]

• عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “يتعاقبونَ فيكُم ملائِكَةٌ باللَّيلِ وملائِكَةٌ بالنَّهارِ، ويجتمعونَ في صلاةِ العصرِ، وصلاةِ الفجرِ، ثمَّ يعرجُ الَّذينَ باتوا فيكُم فيسألُهُم وَهوَ أعلمُ بِهِم: كيفَ ترَكْتُمْ عبادي؟ فيقولونَ: ترَكْناهُم وَهُم يصلُّونَ وأتَيناهُم وَهُم يصلُّونَ”. [4]
• عن عثمان بن عفان رضي الله عنه: “دَخَلَ عُثْمَانُ بنُ عَفَّانَ المَسْجِدَ بَعْدَ صَلَاةِ المَغْرِبِ، فَقَعَدَ وَحْدَهُ، فَقَعَدْتُ إلَيْهِ فَقالَ، يا ابْنَ أَخِي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ”. [5]

شاهد أيضًا: إذا قال المؤذن في صلاة الفجر الصلاة خير من النوم فإن السامع يقول

وقت صلاة الفجر

إنّ صلاة الفجر من الصّلوات المكتوبة على المسلمين، ومن الضّروري أن يعرف المسلم وقتها، حيث أنّه يبدأ بطلوع الفجر الثّاني وهذا ما يسمّى أوّل الصّبح، وينتهي وقتها بطلوع الشّمس، وهذا ما اتّفق عليه أهل المذاهب الأربعة، فدخول وقت الصّلاة شرطٌ أساسيٌّ لصحّتها، والذي يُقصد بطلوع الفجر هو ظهور الفجر الصّادق الذي يعترض بالأفق ولا يليه ظلام، كما أنه لا يجوز أن تُصلى الصّبح قبل وقتها، ومن المستحبّ الإعجال بها في أوّل وقتها إذا تحقّق طلوع الفجر، وهو ما يسمّى بالتّغليس، وتأخيرها لآخر وقتها ففيه كراهة. [6]

الفرق بين صلاة الفجر وصلاة الشروق

بعد بيان الفرق بين صلاة الفجر والصبح سيتمّ بيان الفرق بينها وبين صلاة الشروق، حيث أنّ الفجر والصبح اسمان لصلاةٍ واحدة وهي صلاة الفريضة الأولى على المسلمين، وهي ركعتان جهريّتان يبدأ وقتها من طلوع الفجر وحتّى طلوع الشّمس، ويُشرّع فيها القنوت، أمّا صلاة الإشراق أو صلاة الشّروق، فإنّها الصّلاة المعروفة بصلاة الضّحى وهي من الصّلوات المسنونة، والتي أقلّ عددٍ لركعاتها اثنتين وأكثرها لا حدّ له باختلاف أهل العلم في حدّ عددها، وتُصلّى صلاة الشروق ركعتين ركعتين، بسلامٍ لكلّ ركعتين، ويبدأ وقت صلاة الضّحى بارتفاع الشّمس قيد رمح وينتهي بزوال الشّمس، وتسمى الإشراق إذا صلّيت في وقتها، وتسمّى صلاة الأوّابين لو صُلّيت حين يشتدّ الحر وترمض الفصال. [7]

شاهد أيضًا: متى تبدا صلاة الضحى

كيف تصلي الصبح بعد طلوع الشمس

إنّ وقت صلاة الفجر شرعًا من طلوع الفجر وحتى طلوع الشّمس، لكنّ المسلم قد لا يصلّيها في وقتها لسبب أو دون سبب، كالنّائم أو غير ذلك، على الرّغم أنّه من الضّروري أن يبذل جهده ليصلّيها في وقتها، ومن فاتته فإنّه عليه قضاؤها، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “مَن نسي صلاةً أو نام عنها فلْيُصَلِّها إذا ذكَرها”. [8] والأصل في قضاء الفجر أن تُقضى كما قضاها النّبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة الكرام من بعده، وهو أن يبدأ بقضاء سنة الفجر ثمّ يصلي الفريضة، بمجردّ أن يتذكّرها وفي أيّ وقتٍ كان وهذا قول جمهور أهل العلم، أمّا الأحناف فقالوا أنّه لا يجوز له أن يقضيها في أوقات الكراهة، كأن يقضيها قبل أن ترتفع الشّمس قيد رمح وبالنسبة للقراءة فيستحبّ أن تكون جهرية في الجماعة وسريّة في الصلاة الفردية. [9]

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة الفجر وقت الشروق

فضل صلاة الفجر

إنّ صلاة الفجر من أعظم الصّلوات وأهمّها، ومن نعم الله -سبحانه وتعالى- على عباده أن سخّر لهم الصّلوات يعبدونه فيها وينالون من عظيم فضلها، ومن تلك النّعم صلاة الصبح، التي جعل الله لها فضائل كبيرة منها: [10]

• إنّ المسلم الذي يؤدّي صلاة الفجر يمون في ذمّة الله وحفظه وضمانه.
• وهي عصمة من النّار لمن يحافظ عليها ويصلّيها، لقول النّبي صلى الله عليه وسلّم: “مَن صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهو في ذِمَّةِ اللهِ، فلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِن ذِمَّتِهِ بشيءٍ، فإنَّه مَن يَطْلُبْهُ مِن ذِمَّتِهِ بشيءٍ يُدْرِكْهُ، ثُمَّ يَكُبَّهُ علَى وَجْهِهِ في نَارِ جَهَنَّمَ”. [11]
• صلاة الفجر سببٌ من أسباب دخول الجنة.
• تشهد الملائكة في هذه الصلاة.
• ينال مصلّي الفجر النور التام يوم القيامة.
• يُكتب لمصليّ الفجر قيام ليلة كاملة.
• يسلم مصلّيها من النّفاق في حياته.
• فصلاة الفجر خير من الدّنيا وما عليها، وهما ركعتا السّنة، فلو كانت سنّتها بهذا الفضل فكيف الفريضة.
• يُبشّر مصلّي الفجر برؤية الله سبحانه وتعالى في الجنّة.
• ينال مصلّي الفجر طيبًا في العيش، ونشاطًا في الجسد وحلاوةً في القلب.

شاهد أيضًا: صحة حديث من ترك صلاة الفجر فليس في وجهه نور

وهنا نصل لنهاية المقال الذي حمل عنوان الفرق بين صلاة الفجر والصبح، والذي عرّف بالصّلاة والصّلوات المفروضة، وبيّن الفرق بين الفجر والصبح، كما بيّن الفرق بين الفجر والإشراق، وعرّف بسورة الفجر، كما بيّن كيف تًصلى في القضاء، وختم المقال بذكر فضال صلاة الفجر وأبرز أهميتها.