الفرق بين الحديث المرفوع والموقوف

ما الفرق بين الحديث المرفوع والموقوف؟ يعتبر علم الحديث بأنه أحد العلوم الشّرعية، والذي يهتمُّ بدراسة ما ورد عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- سواء أقوال أم أفعال أم ما قرَّره -عليه الصلاة والسلام-، وذلك ليتمَّ حفظ وتدوين وضبط كل الأحاديث وحفظَها من الضياع وخوفًا من أن ينسبَ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلام لم يقله، ولذلك يهتم موقع المرجع في تبيان الفرق بين الحديث المرفوع والحديث الموقوف، بالإضافة إلى معرفة مفهوم الحديث الشريف.

تعريف الحديث النبوي الشريف

يُعرّف الحديث بأنه كل ما نقل عن رسول الله مُحمد -صلى الله عليه وسلم- من قول، أو فعل، أو تقرير، أو صفّة، فقد قام علماءُ الحديث والسنّة النبويّة بتعريفه على أنّه ما نقل عن رسول الله مُحمد -صلى الله عليه وسلم- من قول، أو فعل، أو تقرير، أو صفة خلقية أو خُلُقيّة، أو سيرة سواء كان ذلك قبل البعثة أم بعدها، والسنَة بهذا المعنى تتفق مع الحديث، وقد اقتصر الحديث في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ما يقوله -عليه الصلاة والسلام- فقط، واتسع بعد وفاته ليشمل ما فعله وأقره واتصف به أيضًا.[1]

الفرق بين الحديث المرفوع والموقوف

يعتبر كل من الحديث المرفوع والحديث الموقوف أحد أنواع الأحاديث، ويمكن بيان الفرق بينهما هو أنّ الحديث المرفوع يرفعه الراوي إلى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- ويكون من أقواله، أما الحديث الموقوف فهو ما يُوقِفه راويه على الصحابيّ، حيثُ يعدّ الحديث المرفوع هو ما أضيف إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من قول أو فعل أو تقرير أو صفة، وسواء كان المضيف هو الصحابي أو من دونه، متصلاً كان الإسناد أو منقطعاً، بحيث يقول الصحابي فيه: “سمعت رسول الله” أو “قال رسول الله”، أما الحديث الموقوف فهو ما أضيف إلى الصحابي من قول أو فعل أو تقرير، سواء كان السند متصلاً أو منقطعاً، هو الذي يكون عند الصحابي فقط ولم يرفعه.[2][3]

شاهد أيضًا: من مراحل كتابة، وتدوين التفسير تدوينه على أنه

مثال حديث مرفوع صحيح

يعد الحديث المرفوع هو ما أضيف إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- من قول أو فعل أو تقرير أو صفة، ولذلك فإن الأمثلة على هذه الأحاديث كثيرة فهي منسوبة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومنها ما يلي:[2]

• ورد في صحيح البخاري عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول “إنَّما الأعمالُ بالنياتِ، وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوى، فمَن كانت هجرتُه إلى دنيا يصيُبها، أو إلى امرأةٍ ينكحها، فهجرتُه إلى ما هاجر إليه”[4].
• ورد عن عائشة -رضي الله عنها- عندما سُئِلت عن صلاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في رمضان، قالت: “ما كان يزيدُ في رمضانَ ولا غيرِه على إحدى عشْرةَ ركعةً، يصلي أربعُ ركَعاتٍ، فلا تَسألْ عن حُسنِهن وطولِهن، ثم يصلي أربعًا، فلا تسألْ عن حُسنِهن وطولِهن، ثم يصلي ثلاثًا، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ تنامُ قبلَ أن تُوتِرَ؟، قال: تنامُ عيني ولا ينامُ قلبي”[5].

مثال على حديث موقوف صحيح

هناك العديد من الأحاديث الموقوفة، والتي ورد في السنة النبوية الشريفة، فقد نسبت هذه الأحاديث إلى صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومن أبرزها ما يلي:

• ورد عن الإمام البخاري في الأدب المفرد عن سيدنا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنَّه قال: “أحبِب حبيبك هونًا ما، عسى أن يكون بغيضك يومًا ما، وأبغض بغيضك هونًا ما، عسى أن يكون حبيبك يومًا ما”[6].
• ورد في سنن الدارامي في باب كراهية أخذِ الرأي أنَّ ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: “اتَّبِعوا ولا تبتدعوا فقد كُفيتم”[7].
• ورد عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- في الحديث الموقوف الذي ينقلُ عنه أفعالًا لا أقوالًا: “أنَّه توضأ، ومسح على جبيرته”[8].

شاهد أيضًا: صحة حديث حرم على النار كل هين لين سهل

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، الذي بينا فيه الفرق بين الحديث المرفوع والموقوف، فقد سلطنا الضوء في هذا المقال عن مفهوم الحديث النبوي الشريف، كما وضحنا معنى الحديث الموقوف، ومعنى الحديث المرفوع، وذكرنا أحاديث صحيحة عن كل منهما.