قصة يوم المباهلة كاملة مكتوبة

قصة يوم المباهلة كاملة إنّ الطائفة الشيعية هي أحد من الطوائف الإسلامية التي تعمل عل تخصيص مجموعة من الطقوس في أوقات محددة، وهذه الطقوس يتم القيام بها من أجل التعبير عن حبهم وولائهم للإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وأولاده ونسله من بعده، لذلك يخصصون نفسهم بأعياد لا يوجد لها أي مصدر قرآني، وعبر موقع المرجع سنتعرف على معنى المباهلة، بالإضافة إلى معرفة قصة المباهلة كاملة، كما سيتم بيان آية المباهلة في سورة البقرة.

ما معنى المباهلة

إنَّ المُباهلة مأخوذة من البهلة والابتهال، حيث أنّ مصطلح المُباهلة يُشير إلى المهلة أو الرّعاية والاهتمام والتّحرك، كما تعني التّضرع، مثل ابتهل المُسلم في صلاته أي: دعا الله -عز وجل- كثيرًا وتضرّع، وابتهل النّاس: أيّ لعنوا الظالم منهم، كما يُشير مطلح المباهلة إلى اللعنة عند الّشيعة، حيث يعد يوم المباهلة عند الشيعة هو اليوم الذي يحتفلون فيه بنصر الله -عز وجل- لنبيه -صلى الله عليه وسلم- على نصارى نجران بعد أن تحداهم بالمباهلة بينهم هم وأهلهم وعشائرهم.[1][2]

قصة يوم المباهلة كاملة

إنّ قصة يوم المُباهلة حدثت عندما كتب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أبي حارثة ودعاهم إلى الإسلام،  فقد ذهب وفد من كبار نجران لمقابلة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والتفاوض معه، وعندما وصلوا حدث هناك نقاش حوار طويل بينهما لم يصل إلى نتيجه فاقترح رسول الله عليهم بالمباهلة وهي أمر من الله، فقبلوا ذلك، وتمثلت على النحو الآتي:[2]

وفي اليوم الرابع والعشرين من شهر ذي الحجة في السنة العاشرة للهجرة، جاء النبي -عليه الصلاة والسلام- وجاء معه علي بن أبي طالب وابنته فاطمة والحسن والحسين، فقد جلس لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ركبتيه استعدادًا للمباهلة، فانبهر وفد نجران بمعنويات الرّسول وأهل بيته ولم يقدموا على المباهلة، فقد قال أبو حارثة الأسقف:

“جثا – والله – كما جثا الأنبياء للمباهلة. فرجع، ولم يقدم على المباهلة، حيثُ قال السّيد:” ادنُ يا أبا حارثة للمباهلة! فقال: لا. إنّي لأرى رجلاً جريئاً على المباهلة، وأنا أخاف أن يكون صادقاً ولئن كان صادقاً لم يحل – والله – علينا حول وفي الدنيا نصراني يطعم الماء. فقال الأسقف: يا أبا القاسم! إنا لا نباهلك، ولكن نصالحك، فصالحنا على ما ينهض به”.

حيثُ صالحهم رسول الله على وكان الاتفاق على تقديم ألفي حلة في كل عام، وتبلغ قيمة كل حلة 40 درهماً، بالإضافة إلى عارية تشمل على ثلاثين درعًا وثلاثين فرسًا وثلاثين رمحًا في حال حدثَ في اليمنِ كيد (أي حرب)، وضمن رسول الله ذلك ووثقه في كتاب، وعندما عاد الرسول ومن معه لَحِقَ به كل من السيّدَ والعقاب فدخلا بالدين الإسلاميّ، وأهدى العقاب لرسول الله نعلين، وقدحاً، وعصاً، وحلةً.

متى يوم المباهلة عند الشيعة

إن يوم المباهلة عند الشيعة يوافق اليوم الرابع والعشرين من شهر ذي الحجة، حيث يصفون هذا اليوم بأنّه من الأيام المُشعَّة في الرّسالة المحمديّة، فهو يوم حقت فيه كلمة الله -تعالى-، كما أنه اليوم الذي وقعت فيه واقعة بين الرسول -صلى الله عليه وسلم- ونصارى نجران، حيث وقعت هذه الحادثة قبل حجة الوداع في السنة التاسعة للهجرة، وقد حضر مع النبي -صلى الله عليه وسلم- أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، والسيدة فاطمة وولداهما الحسن والحسين.

آية المباهلة في سورة آل عمران

أنّ آية المباهلة هي الآية التي نزلت في سورة آل عمران في أحد وفود نجران النصارى عندما جادلوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في نبوة سيدنا عيسى -عليه الصّلاة والسّلام-، فقد قال -تعالى-: “فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ”[3]، حيث نزلت هذه الآية لإثبات كذب وفود نجران النصارى، حيث أنهم ادعوا ألوهيته ورفضوا الاعتراف بالحق، فأقام رسول الله عليهم الحجّة ونزلت آية المباهلة.

شاهد أيضًا: اعمال يوم المباهلة والتصدق بالخاتم

آية المباهلة في سورة البقرة

نزلت آية المباهلة في سورة البقرة حيث قال -تعالى-: (قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ عِندَ اللّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ*وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمينَ* لتجدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ)[4]، حيث يقصد بهذه الآية كما قال ابن جرير في تفسيره: “لو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا، ولرأوا مقاعدهم من النار، ولو خرج الذين يباهلون رسول الله صلى الله عليه وسلم- لرجعوا لا يجدون أهلاً ولا مالاً”.[5]

يوم المباهلة عند السنة

إنّ المباهلة سنة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، لكن لا يوجد لها موعد محدد ولا صيغة محددة عند أهل السّنة والجماعة بخلاف الشّيعة، فتكون المُباهلة في حق الأشخاص المصرين على العناد في الباطل والفساد، وذلك عند إقامة البرهان والحجة عليهم، وتتمثل هيئة المباهلة في حضور الطرفين مع أهلهم وأبنائهم ودعائهم بأن ينزل الله -تعالى- العقوبة واللعنة على الكاذبين من الطرفين، كما ينبغي توفر إخلاص النية لله -تعالى-،  وأن يترتب على المباهلة تقديم النصح ورفع الشبهات.[6]

شاهد أيضًا: اعمال ليلة المباهلة مفاتيح الجنان