معنى منطق الطير

معنى منطق الطير وهي أحد الأسئلة التي تندرج عند قراءة منطق الطير في القرآن الكريم، لذلك ينبغي على المسلم معرفة معناها الصحيح وفهم سبب نزولها والحكمة منها، فهي تبين إحدى القصص العظيمة الّتي ذكرها القرآن الكريم في آياته، وفيما يلي من خلال هذا المقال في موقع المرجع سيتم التطرق لمعنى منطق الطير، بالإضافة إلى معنى منطق الطير في القرآن الكريم، كما سيتم التطرق لصفات سيدنا سليمان، أما في نهاية سطور المقال سيتم بيان كيفية موته.

معنى منطق الطير

يُعد معنى منطق الطير أي أصوات الطير والمعاني الذي في نفسه، حيث ورد منطق الطير في إحدى سور القرآن الكريم وهي سورة النمل، فقال تعالى في كتابه الكريم: (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ)[1]، حيث أن المنطق يقع لما يُفهم بغير كلام، ومعناه أنّ نبي الله سليمان عليه السلام كان يفهم صوت الطير، حيث كان منطق الطير عنده مثل كلام البشر من بني آدم فيفهمه مباشرة بمجرد صياحه، فقد كان الطير يرسل الرسائل للأماكن البعيدة، ويحضر لسليمان الأخبار، ويظل الجيش بأجنحته.[2]

معنى منطق الطَّيْرِ في القرآن

منطق الطير في قصة سيدنا سليمان

يعتبر منطق الطير بأنه معجزة من معجزات الله عز -وجل- وهي إشارة صريحة على قدرة الله عز وجل، حيث ما حصل في قصة سيدنا سليمان من معرفة للغة الطير هي معجزة ربانيّة، فهي جاءت لخرق العادة والخروج على المألوف والسنن المعروفة بين الناس، حيث قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الله تعالى يُلهم الحيوان من الأصوات حتى يفهم بعضها البعض، وقد سمّي ذلك منطقًا، كما في قول سليمان عليه السلام الذي قال لقد علّمنا منطق الطير، وفيما يلي سيتم توضيح حقيقة منطق الطير:[4]

• اختلف المفسرون في هذه الحقيقة، فمنهم من قال إنها من باب الاستعارة، أو المجاز المرسل.
• ذهب بعض العلماء إلى أن سليمان عليه السلام لم يسمع صوتًا أصلاً، وإنما فهم ما في نفس الحيوانات إلهامًا من الله تعالى.
• فقد قال الكلبي: إلى أن ملكًا أخبره بذلك، وأنه لم يسمع صوتًا، وفي الحقيقة هي معجزة خارقة للعادة، لا يستطيع العقل البشري حتى تخيّلها.
• كان سليمان عليه السلام يفهم منطق الطير، وقول النمل، وكل ما لا يُسمع صوته من الحيوانات، ولا يمكننا إلا أن نُسلم ونؤمن بما جاء به القرآن الكريم من خوارق وآيات ومعجزات.

سليمان عليه السلام

يعتبر سليمان -عليه السلام- بأنه نبيّ من أنبياء بني إسرائيل، فهو ابن نبي الله داود الذي ورث منه الملك والنبوة، فكان يمتلك الصفات الحميدة ويتصف بالعلم والوقار، وكان عبدًا أوّابًا لله، فقد أعطى الله -سبحانه وتعالى- نبيّه سليمان -عليه السلام- الكثير من المُلك وسخّر له في الأرض كلّ الخَلق، فكان في جيشه الجان والإنسان والحيوان والطير والوحوش، كما كان من معجزاته أنّه يجيد كلام كلّ الخلق فيخاطب كلّ مخلوقٍ بلغته، فقد ذكرت قصة سيدنا سليمان في العديد من السور مثل: سورة الأنبياء، وسورة الأنعام، وسورة النّمل، وسورة البقرة، وسورة ص وأيضًا سورة سبأ.[5]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي تربى في بيت عدوه

صفات سيدنا سليمان الواردة في القرآن الكريم

هناك العديد من الصفات التي وردت عن سيدنا سليمان -عليه السلام- في كتاب الله كالشجاعة والحكمة وحسن التدبير، وأيضًا العدل والأمانة في الحكم، ومن أبرز هذه الصفات القياديّة سيتم بيانها في ما يلي:[6]

• أوّابًا: أيّ كثير التوبة والرجوع إلى الله -تعالى-.
• المحاسبة: فقد كان يحاسب من كان بمعيته من أشخاص وطير وجنود بالحق وعدم التهاون.
• النفوذ الواسع: فقد كان له نفوذ أي القدرة على إحداث أمر أو منعه، بحيث يرتبط بالقدرات الذاتيّة والإمكانات الماديّة والأدوات المتوفرة.
• الشعور بالمسؤوليّة: حيث أنه يشعر بمسؤوليته في هداية الآخرين حتى لو لم يكونوا من رعيته، كما هو موضح في كتابه إلى بلقيس عندما أرسل لها يدعوها لدخول الإسلام.
• رفض الرشوة: فالقائد يجب أن يكون نقي السريرة، وصادق النية، بحيث لا يقبل الهدية إذا كان من أجل هدف معين، فقد تم بيان ذلك من خلال رفض سيدنا سليمان هدية بلقيس له.
• تفقّد الرعيّة: فقد كان دائم التفقّد لرعيته وجنوده وذلك من خلال المتابعة الميدانيّة ومعرفة المقصرين، وكما يَعرِف الأشخاص المطبقون للقوانين، بالإضافة إلى معرفة المحتاج وتقديم المساعدة له.
• مواكبة التطوّر العلمي: فقد استغل العلم في صناعة الزجاج وتطوير مملكته، وجعل من تحت الزجاج ماء جاري، مما جعل ملكة سبأ بلقيس تشعر بمدى صدق سيدنا سليمان ومعجزته فأسلمت له.
• الشكر: حيث تعتبر صفة الشكر بأنها تلازم القائد الناجح، فكان سليمان عليه السلام عندما يرى أي نعمة من نعم الله تعالى يبادر بشكره، قال تعالى: (وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)[7].

شاهد أيضًا: ما يدل على أن الأنبياء لا يعلمون الغيب عدم معرفة سليمان عليه السلام

سليمان عليه السلام في اليهودية

يعتبر سليمان -عليه السلام- بأنه أحد أنبياء الله -عزّ وجلّ- الذين أُرسلوا إلى بني إسرائيل، فقد كان -عليه السلام- أحد ملوك الأرض الأربعة الذي حكموا مشارق الأرض ومغاربها، كما ارتبط اسمه بالعديد من القصص في كتب اليهود، وفيما يلي سيتم بيان بعض من الأمور وعلاقتها باليهود:[8][9]

• اعتقد اليهود أن لخاتم سليمان -عليه السلام- تأثير عظيم بالسيطرة التي كان يمتلكها النبي سليمان -عليه السلام- على الجن، ومعرفته للغة الحيوان.
• اشتهر بالحكمة والثراء والملك العظيم بفضله عاقب يهود بني إسرائيل وقسمت مملكتهم.
• اشتهر بقصته مع ملكة سبأ والتي ذكت في القرآن الكريم، بالإضافة إلى قصته في حل مشكلة بين امرأتين تخاصمتا على رضيع.
• بناء سليمان عليه السلام أول هيكل في التاريخ وأعظم هيكل مع ملك الجن أشماداي وذلك وفقًا للتراث اليهودي.
• عُرِفَ بأن الهيكل على كتب السحر التي أنزلت على هاروت وماروت.
• عاش عليه السلام لمدة اثنين وخمسين عامًا في عام 990 وحتى عام 931 قبل الميلاد.

موت سليمان عليه السلام

اختلف المفسرون في قصة وفاة سليمان عليه السلام، فقد قيل إنه توفي ولم يعلم الجن بوفاته إلا بعد عام، حيث حينها كانت تعمل في إتمام بناء بيت المقدس، فعلمت الجن عندما أكلت دابة الأرض عصا سليمان التي كان يستند عليها فسقط على الأرض، فلو كان الجن يعلمون الغيب لما بقوا في عملهم الشاق مع وفاة سيدهم سليمان، فقال تعالى: (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِۦٓ إِلَّا دَآبَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُۥ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُواْ في الْعَذَابِ الْمُهِينِ)[10][11].

شاهد أيضًا: قصة سيدنا موسى عليه السلام كاملة

كتاب منطق الطير

يعتبر كتاب منطق الطير بأنه كتاب شعر بالفارسي قام بكتابته فريد الدين عطار في عام 1177م، فهو يتكون من 4500 بيت، كما أنها تتحدث عن الطيور فهي تبين الطائر الوهمي المعروف بسيمرغ، حيث أن الطيور ترمز فيه إلى السالكين من أهل الصوفية، وأما السيمرغ فهي ترمز إلى الله، حيث ببدأ الشعر بجملة من المدائح في حمد الله ومدح الرسول والخلفاء الراشدين الأربعة، كما أنّ تفاصيل الكتاب تظهر على النحو الآتي:[12]

• يعد الجزء المتعلق بالحكاية نفسها يبدأ بالبيت 500 من المنظومة نفسها وهو يشتمل على خمسة وأربعين مقالاً تنتهي بخاتمة.
• تبدأ القصة بتوجيه الخطاب والترحيب بثلاثة عشر طائراً ينعقد بهم المجلس، فيقررون أنه لا بد لهم من أن يخضعوا أنفسهم لواحد منهم يجعلونه مرشداً لهم أثناء بحثهم عن العنقاء حتى يوفقون إلى العثور عليها، ثم يختارون الهدهد ويأخذه في مخاطبتهم بحديث طويل.

شاهد أيضًا: لماذا اخفى الله موت سيدنا سليمان عن الجن