طريقة الاستمطار الصناعي

طريقة الاستمطار الصناعي حيث يلاحظ العالم أجمع وجود بعض المشكلات المناخية التي تواجهها العديد من الدول على سطح الأرض، لكن التطور العلمي أدى إلى استحداث تقنيات تساعد على تخطي تلك الأزمات، ويعتبر الاستمطار الصناعي من أشهر الأمثلة على ذلك، وعن طريق موقع المرجع سوف نوضح ما هو الاستمطار الصناعي.

ما هو الاستمطار الصناعي

إن الاستمطار الصناعي هو عملية إنزال المطر من السحب بطرق علمية، حيث يتم على بعض السحب المتشكلة في السماء، ويُعرف كذلك باسم (تطعيم السحب)، كما تلجأ الدول إلى هذه التقنية من أجل زيادة نسبة المياه في منطقة محددة، أو حتى يتم توفير المياه الكافية لري الزراعة، بالإضافة إلى استخدامها في بعض الأحيان بهدف توليد الطاقة الكهربائية عن طريق المحطات الكهرومائية، إلى جانب أن الخبراء يفضلون الاستمطار الصناعي أحيانًا لتقليل قوة العواصف، وذلك من خلال تكوين السحب قبل أن تصل إلى المناطق المهددة، وقد عمل الكثير من علماء الولايات المتحدة الأمريكية على تطوير طرق للاستمطار الصناعي أثناء فترة الأربعينيات من القرن العشرين.[1]

طريقة الاستمطار الصناعي

يتعرض الاستمطار الصناعي إلى الكثير من الضوابط العلمية، وذلك حتى يتم التركيز على محاولة إنزال الأمطار من بعض السحب المحددة، والتي تكون فوق مناطق بحاجة إليه، ويتم هذا وفق خطة علمية مدروسة، كما يتضمن الاستمطار إجراءات تكوين السحب وتعزيز مكوناتها، بالإضافة إلى التحكم في سرعة عملية سقوط الأمطار، وذلك عن طريق استعمال مادة (يوديد الفضة)، والتي تؤدي إلى جعل بلورات الجليد المتواجدة في السحاب متجمدة، إلى جانب أن للاستمطار الصناعي طريقتين، وهما:

• الأولى: وهي طريقة جوية، حيث تحدث عن طريق طائرة خاصة، والتي تحلق فوق أو داخل السحابة، كما أنها ذات فاعلية أكثر من غيرها، بالإضافة إلى استعمالها في العديد من دول العالم، والتي ترتفع بها نسب الجفاف.
• الثانية: وتكون بمثابة طريقة أرضية، إذ تتم بواسطة المدافع المضادة للطيران، كما تعتمد عليها الصين بشكل كبير.

شاهد أيضًا: ما هي أسماء المطر في جازان

الاستمطار الصناعي في السعودية

ذكرت وزارة البيئة والمياه والزراعة أن البرنامج التي تنوي المملكة العربية السعودية تطبيقه يعتمد على تقنية الاستمطار الصناعي، حيث يعمل على رفع مستوى هطول الأمطار من نسبة 5% وحتى 20%، وتم التأكيد على مراجعة الممارسات التي تمت في هذا المجال حول العالم، حيث تهدف المملكة إلى جعل البيئة أفضل، إلى جانب توفير موارد مياه صالحة للاستهلاك، وكذلك يوجد بعض الأهداف الأخرى مثلما يلي:[2]

• يساعد على جعل الأحوال الجوية أفضل، حيث يؤدي تسريع سقوط الأمطار إلى تكثيف كمية السحب، بالإضافة إلى رفع نسبة المطر، مما يتسبب في تقليل درجات الحرارة.
• زيادة المساحات الخضراء مما يساعد على التخلص من ظاهرة التصحر.
• ارتفاع مستوى الأمطار يحد من العواصف والموجات الترابية، كما يقلل من آثار موجات الغبار.
• تساهم في تطوير القطاع الزراعي، إذ يكون من السهل تحقيقه فوق المساحات الزراعية.
• يساعد الاستمطار الصناعي على وجود مصادر مائية متنوعة، حيث إن الموارد المتوفرة في الوقت الحالي هي تحلية مياه البحر والآبار فقط.

تكلفة الاستمطار الصناعي في السعودية

إن برنامج الاستمطار الصناعي الذي اعتمده مجلس الوزراء سوف يركز على منطقتين، وهما الوسطى، والجنوبية الغربية، حيث تتوفر الغيوم فيها بشكل كبير، كما سوف يتم الاستمطار الصناعي في أشهر يناير، مارس، أبريل، مايو، يوليو، أغسطس، نوفمبر، وديسمبر، بالإضافة إلى وجود 5 سيناريوهات خاصة بشراء أو استئجار المعدات اللازمة للاستمطار الصناعي لفترة تبلغ 5 سنوات، فالأول ينطوي على التعاقد مع طرف آخر ويحتاج إلى تكلفة تبلغ 383.62 مليون ريال، بينما الثاني، فيهدف إلى تملك المعدات بتكلفة 306.23 مليون ريال، أما الثالث، فهو من خلال التعاقد مع طرف آخر أول العام، وذلك حتى يتم شراء الأصول من أجل السنوات الأربع القادمة، وتصل تكلفة هذا السيناريو إلى 319.79 مليون ريال، في حين أن الرابع يتمثل في استئجار سوف ينتهي بالتملك، وتبلغ التكلفة الخاصة به 368.81 مليون ريال، وبالنسبة للسيناريو الأخير، فهو متمثل في استئجار المعدات بتكلفة 337.5 مليون ريال.[3]

فوائد الاستمطار الصناعي

الاستمطار الصناعي هو أحد أشكال التعديل في الطقس، حيث إن الهدف من هذه التقنية هو تعديل كمية الأمطار التي تنزل من السماء، كما تساعد في تغيير النوع الذي يبلغ الأرض، بالإضافة إلى اللجوء إلى الاستمطار الصناعي من أجل تقليل الجفاف وتحسين الوضع الزراعي، إلى جانب وجود الكثير من الفوائد الأخرى، ويتم ذكر بعضها في التالي:[4]

• يعمل الاستمطار الصناعي على توفير المرونة، وذلك لأنه يوجد بعض الطرق المختلفة التي تم إثبات فعاليتها، حتى ولو بشكل جزئي، حيث يشتمل البذر الساكن على نشر مادة (يوديد الفضة) في السحاب، وهذا من أجل تكوين بلورات لتكثيف الرطوبة حولها، مما يؤدي إلى جعل السحابة ذات فعالية أكثر في تشتيت المياه.
• يؤدي الاستمطار الصناعي إلى هطول الأمطار بنسبة أكبر، وذلك يحدث حينما تصبح الظروف مناسبة لسقوط المطر، بينما السحاب ليس قويًا بما فيه الكفاية لإنتاجها.
• في الكثير من الأحيان، تستعمل المطارات الاستمطار الصناعي كنوع من الطرق التي تساعد على خلق ظروف مناسبة حول مدرجاتها، وذلك حينما يكون هناك ضباب، برد، أو جليد، حيث إن هذه الظروف يمكنها أن تتسبب في تعطيل إقلاع أو هبوط الطائرات.

أضرار الاستمطار الصناعي

تهدف غالبية الجهود التي تبذلها الدول في عمليات استمطار السحب إلى زيادة نسب هطول الأمطار، وهو ما يؤدي إلى توفير موارد أمطار أكثر من أجل مكافحة الجفاف وغيره من ظروف الجفاف المنخفضة، ولكن مثله مثل جميع الأمور التي تمتلك إيجابيات وسلبيات، وفي التالي بعض من أضرار الاستمطار الصناعي:[4]

• في حال كانت السماء صافية في توقعات الأحوال الجوية، فإن الاستمطار الصناعي سوف يفشل، حيث ينبغي أن تكون السحب تمتلك إمكانية هطول الأمطار حتى تنجح هذه التقنية.
• يحدث الاستمطار الصناعي حينما يتم إطلاق مواد كيميائية في السحاب، حيث إن الهدف من ذلك هو إنشاء بذور تستطيع جذب التكثيف.
• استمطار السحب لا يعتبر مضمون بنسبة 100%، ولكن تصبح الاحتمالات ممكنة أكثر، حينما تكون السحب مظلمة.

تطور تكنولوجيا الاستمطار

ترجع تقنيات الاستمطار الصناعي، والتي يتم اللجوء إليها في الوقت الحالي إلى عام 1946م، وذلك حينما اكتشف بعض العلماء في مختبر (جنرال إلكتريك) للأبحاث، أنه من الممكن استعمال مركب موجود بطريقة طبيعية في البيئة، ولكن تركيزه يكون منخفضًا، ويُعرف باسم يوديد الفضة (AgI)، حيث يعمل على تعزيز تكوين بلورات الثلج في السحب، إذ أنه عندما يبلغ يوديد الفضة السحابة، فإنه سوف يؤدي دور نواة التكاثف، مما يساعد على تكون رقاقات الثلج.

شاهد أيضًا: ما الفرق بين الضباب والسحاب

فعالية الاستمطار الصناعي

لا زالت فعالية الاستمطار الصناعي مثبتة في ارتفاع نسبة  هطول الأمطار في المناطق التي تحتاج إليه، ولكن تتباين النتائج بحسب الدراسات المتنوعة التي أجريت عليه، وعلى وجه العموم، تعتبر تكنولوجيا الاستمطار التي يتم استخدامها حاليًا ناجحة إلى حد كبير، حيث إنها تتسبب في هطول الأمطار التي لم تكن سوف تسقط بشكل طبيعي، وعلى الرغم من هذا، فإنه من الصعب تحديد إذا كان ارتفاع نسبة هطول الأمطار، قد نتج عن الاستمطار بالفعل، أو أنه يحدث بطريقة طبيعية، بالإضافة إلى أنه يوجد أبحاث أجريت في الصين استطاعت إثبات أنه حتى عمليات الاستمطار الأفضل في العالم، لم تستطع أن ترفع من هطول الأمطار بنسبة تزيد عن 10% إلى 15%.

حكم الاستمطار الصناعي

في واقع الأمر أننا لا نعرف حكم مؤكد للاستمطار الصناعي، ولكن قد جاء رأيان حوله، وهما:

• الأول: أن هطول الأمطار هو أمر في يد الله ينزله على من يشاء ويمنعه عن من يشاء، وما يقوم به البشر، ما هو إلا أسباب ألهمهم بها الله عز وجل، كما وفر لهم الوسائل التي تساعد على تحقيق ذلك، فالوضع يشبه الزواج وإنجاب الأطفال، حيث إن البشر ليسوا سوى أسباب فيه، وقد جاء قوله تعالى في هذا: {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ}[5].
• الثاني: يؤكد هذا الرأي على ضرورة مراجعة الخبراء في البيئة والصحة، وذلك للتأكد من عدم وجود أي ضرر على الناس نتيجة المواد الكيماوية المستعملة، حيث إن الوسيلة الأفضل لسقوط الأمطار هي من عند الله سبحانه وتعالى، فهو من يرزق عباده، وقد ذُكر أهمية الاستغفار لإنزال المطر في الآية الكريمة: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا}[6].

كيف يستخدم الاستمطار الصناعي في إيقاف الاعاصير

يتم استخدام الاستمطار الصناعي في إيقاف الاعاصير عن طريق بذر السحب بمادة (يوديد الفضة)، إذ عمل فريق من العلماء على استعمال بلورات الثلج من أجل إيقاف الأعاصير، وكذلك التخفيف من نتائجها المدمرة، حيث كانت بداية هذا المشروع في عام 1961م، وكان في السحاب الذي يكوّن إعصار، وبالتالي تبدأ هذه المادة في وقف نموه، ومن الأمثلة على ذلك إعصار (بولا) في عام 1963م، ولكن يصبح هذا الوقف بطريقة مؤقتة، كما أنه من خلال التجارب اكتشف الخبراء أن الإعصار كان سيتقلص بشكل طبيعي دون يوديد الفضة، بالإضافة إلى أنه لم يتم العصور على تأثير كبير على إعصار (جينجر) في عام 1971م، لذلك تجمد المشروع نتيجة سلبياته المتعددة.

وهنا نكون قد بلغنا نهاية مقالنا الذي تعرفنا فيه على طريقة الاستمطار الصناعي، بالإضافة إلى الاستمطار الصناعي في السعودية وتكلفته، وكذلك فوائد وأضرار الاستمطار الصناعي، إلى جانب توضيحنا تطور تكنولوجيا الاستمطار وفعاليتها، وأيضًا حكم الاستمطار الصناعي، وكيف يستخدم الاستمطار الصناعي في إيقاف الأعاصير.