طريقة جمع صلاة الظهر والعصر

طريقة جمع صلاة الظهر والعصر يجدر بالعبد المسلم أن يكون على علم ودراية في جمع وقصر الصلوات، حتى ولو احتاج لها لسبب من أسباب الجمع والقصر قام بها على أتم وجه، ولهذا سيتم التعرف في موقع المرجع على شروط الجمع في الصلاة، وطريقة جمع صلاة الظهر والعصر، والحالات التي يجوز الجمع بها في الصلوات، وحكم جمع العصر مع صلاة الجمعة في هذا المقال.

شروط الجمع في الصلاة

إنَّ الجمع بين الصلوات ينقسم في الشرع الإسلامي إلى قسمين؛ وهذا يعود إلى اختيار الأنسب لصاحب العذر الذي يأخذ برخصة الجمع، وهو نوعان: جمع تقديم وجمع تأخير؛ وسيتم ذكر شروط  الجمعين بالتفصيل فيما يأتي:[1]

شروط جمع التقديم

  • نية الجمع: أي أن تكون النية للجمع موجودة عند تكبيرة الإحرام في الصلاة االأولى.
  • الموالاة: أي أن لا يفرق بين الصلاتين وقت؛ إلا بمقدار الوضوء والإقامة؛ فلا يصح التفريق الطويل.
  • تحقق عذر الجمع: وهو من سفر أومرض أو مطر.
  • استمرار العذر: أي دوام العذر إلى الفراغ من الثانية، ووهو في السفر والمرض، أما في المطر فلا.

شروط جمع التأخير

  • نية الجمع: أي أن تكون النية موجدة من الصلاة الأولى ما لم يضيق الوقت من القيام بها.
  • استمرار العذر: أي أن يقى العذر إلى دخول وقت الصلاة الثانية.

طريقة جمع الظهر والعصر

لقد أجاز بعض أهل العلم الجمع بين الصلاتين؛ وهذا إذا دعت لذلك حاجة وكان في التفريق بين الصلاتين حرج على المصلي، وقد قال بهذا كلٌ من: شيخ الإسلام ابن تيمية، وترجيح عند الشيخ العثيمين، حيث قال: “الجمع ليس مرتبطًا بالقصر, الجمع مرتبط بالحاجة، فمتى احتاج الإنسان للجمع في حضر، أو سفر فليجمع”، وعليه قالوا: ما أراد؟ قال: أراد أن لا يحرج أمته؛ أي: لا يلحقها حرج في ترك الجمع؛ وهذا هو الضابط للجمع بحيث إذا حصل للإنسان حرج في ترك الجمع جاز له الجمع، وإذا لم يكن عليه حرج فلا يجمع، وتكون طريقة الجمع بأن تُصلى صلاة الظهر مع العصر  جمع تقديم أو جمع تأخير، أي أن تصلى الصلاتان في وقت إحداهما لعذر من الأعذار المبيحة للجمع، وعليه إنه يكون كما يأتي:[2]

  • جمع تقديم: يكون بأن يصلي العصر في وقت صلاة الظهر، أربع ركعات لكل صلاة مع وجود نية الجمع في الصلاة الأولى.
  • جمع التأخير: يكون بأن يؤخر صلاة الظهر ويصليها في وقت العصر، بأربع ركعات لكل صلاة، وجود نية الصلاة في وقت العصر وبقاء العذر المبيح للجمع.

شاهد أيضًا: هل يجوز جمع الصلاة قبل السفر

كيفية أداء صلاة السفر

للمسافر أحكام خاصة في الصلاة فإما تكون صلاة القصر؛  التي بينها الله -عز وجل- في الكتاب والسنة، حيث قال تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ}،[3] وكان النبي عليه الصلاة والسلام يقصر في السفر إذا سافر؛ فكان يصلي الظهر ركعتين والعصر ركعتين والعشاء ركعتين، أما المغرب فلا تقصر، حي كان يصليها ثلاثًا في السفر والحضر، وهكذا أيضًا صلاة الفجر لا تقصر تصلى ثنتين في السفر والحضر، وإنما القصر في الظهر والعصر والعشاء للمسافر.

أما الجمع فهو رخصة وإن احتاجها جمعها وإلا تركها، فإذا سافر بعد الظهر وأحب أن يصلي العصر مع الظهر فلا بأس، وهكذا لو سافر بعد المغرب وأحب أن يقدم العشاء معها فلا بأس، وكله قام به  النبي -صلى الله عليه وسلم- في كثير من أسفاره، وأيضًا لو سافر قبل الظهر وأحب أن يؤخر الظهر مع العصر كان هذا أفضل حتى يصليهما في وقت العصر، وهكذا لو سافر قبل المغرب فأخر المغرب مع العشاء وصلاهما في وقت العشاء كان هذا جائزًا للمسافر، وله الخيار في أداء الصلوات في حالة الجمع سواء تقديم أم تأخير.[4]

الحالات التي يجوز فيها الجمع بين الصلوات

لقد بيّنت السنة النبوية الشريفة جواز الجمع بين بين الظهر والعصر في وقت إحداهما، وبين العشاءين في وقت إحداهما، ويكون إما بجمع تقديم أو جمع تأخير، وهنالك حالات جاز بها الجمع وهي كالآتي:

  • الحالة الأولى: للمسافر؛ وله أن يقصر أو يجمع.
  • الحالة الثانية: المريض الذي يلحقه مشقة وضعف؛ وقد واحتج أحمد بأن المرض أشد من السفر.
  • الحالة الثالثة: المرضع التي يشق عليهل كثرة التطهر لكل صلاة، حيث قال أبو المعالي: هي كمريض.
  • الحالة الرابعة: العاجز عن الطهارة بالماء، أو التيمم لكل صلاة، لأن الجمع أبيح للمسافر والمريض للمشقة، والعاجز عن الطهارة لكل صلاة في معناهما.
  • الحالة الخامسة: العاجز عن معرفة الوقت كأعمى، ومطمور، وقد أشار إليها أحمد.
  • الحالة السادسة: المستحاضة ونحوها؛ كصاحب سلس بول أو مذي أو رعاف دائم ونحوه، وهذا لما جاء في حديث حمنة حين استفتت النبي -صلى الله عليه وسلم- في الاستحاضة، حيث قال: “فإن قويتِ على أن تؤخري الظهر وتعجلي العصر فتغتسلين ثم تصلين الظهر والعصر جميعا، ثم تؤخرين المغرب وتعجلين العشاء، ثم تغتسلين وتجمعين بين الصلاتين : فافعلي”، ومن به سلس البول ونحوه في معناها.

ويجوز الجمع بين العشاءين فقط؛ لمطر أو ثلج أو جليد؛ بدليل حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: ” جَمع رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بالمَدِينَةِ، في غيرِ خَوْفٍ، وَلَا مَطَرٍفِي حَديثِ وَكِيعٍ: قالَقُلتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍلِمَ فَعَلَ ذلكَ؟ قالَكَيْ لا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ وفي حَديثِ أَبِي مُعَاوِيَةَ: قيلَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: ما أَرَادَ إلى ذلكَ؟ قالَ: أَرَادَ أَنْ لا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ”،[5] وقال ابن عثيمين يجوز ذلك في الظهرين إن كان البرد والمطر شديد جدًا.

شاهد أيضًا: دعاء مساء الجمعة قصير مكتوب ومستجاب

حكم جمع صلاة العصر مع صلاة الجمعة

أجمع أهل العلم على عدم جواز جمع صلاة العصر مع صلاة الجمعة، وقد فصَّل الشيخ ابن عثيمين هذه المسألة فقال: “لا يجوز جمع العصر إلى الجمعة في الحال التي يجوز فيها الجمع بين الظهر والعصر، حتى لو مر المسافر ببلد وصلى معهم الجمعة فلا يجوز له أن يجمع العصر، وحتى ولو نزل مطر يبيح الجمع؛ حيث وقلنا بجواز الجمع بين الظهر والعصر للمطر، ولكن لم يجز جمع العصر إلى الجمعة، وأيضًا لو حضر المريض الذي يباح له الجمع إلى صلاة الجمعة فصلاها لم يجز أن يجمع إليها صلاة العصر، ودليل ذلك قوله تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً}[6] أي: مفروضًا في وقت معين، بقوله تعالى: {أ َقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً}.[7]

وقد بينت السنة الشريفة هذه الأوقات بالتفصيل: حيث إن وقت الظهر من زوال الشمس إلى أن يصير ظل كل شيء مثله، ووقت العصر من حين أن يصير ظل كل شيء مثله إلى غروب الشمس، ووقت المغرب من غروب الشمس إلى مغيب الشفق الأحمر، ووقت صلاة العشاء من غروب الشفق الأحمر إلى نصف الليل، ووقت الفجر من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، وهذا كله من حدود الله تعالى لأوقات الصلوات سواء في كتابه العزيز أم بسنة نبيه الكريم، فمن صلى صلاة قبل وقتها فهو آثم وصلاته غير مقبوله؛ لقوله تعالى: {وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}[8] وعليه فمن جمع صلاة العصر إلى صلاة الجمعة فقد صلاها قبل أن يدخل وقتها، وهو أن يصير ظل كل شيء مثله فتكون الصلاة هنا باطلة.

وقياس جمع صلاة الجمعة مع العصر بالظهر؛ قياس غير جائز لأنه قياس في العبادات هذا لا يجوز، ولا سيما أن صلاة الجمعة صلاة مستقلة بذاتها وبأحكامها وكيفيتها، فتمنع الجمع بها مع العصر، لم يرد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه جمع الجمعة مع العصر ولا لأي عذر يبيح الجمع؛ كالذي ذكر آنفًا.[9]

وبهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا طريقة جمع صلاة الظهر والعصر، وتعرفنا على شروط الجمع وكيفية الجمع، وكيفية أداء المسافر للجمع والقصر على حد سواء، ومن ثم بيّنا عدم جواز جمع صلاة الجمعة مع صلاة العصر.

المراجع

  1. al-maktaba.org , الجمع بين الصلاتين , 19/08/2021
  2. islamweb.org , حكم جمع غير المسافر بين الصلوات عند الحاجة , 19/08/2021
  3. سورة النساء , الآية 101.
  4. binbaz.org.sa , كيفية قصر الصلوات وجمعها في السفر , 19/08/2021
  5. صحيح مسلم , مسلم، عبدالله بن عباس، 705، صحيح
  6. سورة النساء , الآية 103.
  7. سورة الإسراء , الآية 78.
  8. سورة البقرة , الآية 229.
  9. islamqa.info , لا يصح جمع صلاة العصر مع الجمعة , 19/08/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *