أسماء يوم القيامة ومعانيها

أسماء يوم القيامة ومعانيها من الأمور الدّينيّة الهامّة الّتي يجدر بالمسام التّعرّف عليها، فعلوم الدّين الإسلاميّ كثيرةٌ وعديدة، ومن واجب المسلم الإلمام بهذه العلوم فهي تخصّ جميع جوانب حياته، كما تتلمّس جوانب حياة ما بعد الموت والحساب، وموقع المرجع يهتمّ بتعريفنا بأهمّ وأعظم يومٍ سيشهده كلّ إنسانٍ على وجه الأرض كان أو ما زال أو سيُولد مستقبلًا، وأسمائه الّتي ذكرها القرآن الكريم ومعانيها.

يوم القيامة في الإسلام

يوم القيامة هو اليوم الّذي ستنتهي فيه حياة كل ّالمخلوقات، وسينتهي فيه الكون أجمع، وهو اليوم الّذي حذّرنا منه الأنبياء والرّسل، وذكر الله تعالى في جميع الكتب السّماويّة الّتي أُنزلت على الأنبياء عليهم السّلام، هو يومٌ عظيمٌ لم تشهد مثله الأبصار أبدًا، وهو يوم طويلٌ لا يعلم طوله ومقداره إلّا الله سبحانه وتعالى، كما أنّه يومٌ يشهد النّاس فيه أعظم الأهوال وأظلم الكربات والمحن، يومٌ يُحاسب فيه كلّ امرئٍ على ما كسبت أيديه في حياته الدّنيا، ويرى طريقه وسبيله إمّا للجنّة ونعيمها، وإمّا للنّار السّعير وعذابها، ولقد أمرنا ديننا الإسلاميّ الحنيف بأن نعدّ العدّة لهذا اليوم، لتكون لنا طوق نجاةٍ من الهلاك، والعدّة هي طاعة الله تعالى وطاعة رسوله، والقيام بالأعمال الصّالحة والابتعاد عن المعاصي والآثام، وفي هذا اليوم تتفجّر الأرض وتتصدّع السّماوات، ويُبعث الأموات من قبورهم ليتمّ محاسبة كلٍّ  منهم على عمله، ولقد ذكر القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة المباركة العلامات الّتي تنبّه على قيام السّاعة، وعلى المسلم أن ينتبه ويحذر وأن يعدّ عدّته لهذا اليوم العظيم.[1]

شاهد أيضًا: ما هو أثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامة ؟

أسماء يوم القيامة ومعانيها

إنّ ليوم القيامة في القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة المباركة العديد من الأسماء والصّفات، ولكلّ اسمٍ من هذه الأسماء معنىً خاصًّا وسنذكر تباعًا فيما يأتي أسماء يوم القيامة ومعانيها. [2]

يوم القيامة

أي اليوم الّذي يقوم فيه البشر من قبورهم للحساب، واليوم الّذي يقوم فيه الأشهاد الّذي يشهدون على رسل الله وأنبيائه، واليوم الذي تُقام في العدالة الإلهيّة.

اليوم الآخر

أي أنّه آخر يومٍ للوجود، آخر يومٍ للحياة الدّنيا وما فيها، ففيه ينتهي العالم وتنتهي الحياة على وجه الأرض، ويعدّ بداية الحياة الآخرة.

يوم الآزفة

يدلّ على الاسم على قرب موعد قدوم هذا اليوم العظيم، وأنّه آتٍ لا محالة ولا مفرّ من ذلك، ولا تراجع أو تغيير فيه.

يوم البعث

فهو اليوم الّذي سيبعث الله تعالى الحياة من جديد في الموتى، ويخرجهم من قبورهم.

يوم التّغابن

وأصل هذا الاسم هو الغبن، وهو النّقص والخسران، ففي هذا اليوم يظهر بوار وخسران تجارة الكفّار والمشركين، وكيف فضّلوا متاع الدّنيا الرّديء، بالخير العظيم الموعود في الآخرة.

يوم التّلاق

فهو اليوم الّذي يلتقي فيه العبد بمعبود، ويلتقي بالعباد الّذين سبقوه والّذين لحقوا به من بعده، كما يلتقي في الظّالم بمن ظلم ويأخذ حقّه، ويلتقي المر بكتاب أعماله.

يوم التّناد

أي أنّه اليوم الّذي تتمّ فيه مناداة أهل الجنّة ليدخلوا الجنّة الّتي وُعدوا بها، ويُنادى أهل النّار ليدخلوا النّار الّتي وُعدوا بها، ويُنادى في هذا اليوم النّاس لإخبارهم إمّا بسعادتهم أو بشقائهم، ويُنادى فيه النّاس عند ذبح الموت والإعلان عن الخلود في الجنّة أو النّار.

يوم الجمع

فهو اليوم الّذي يجمع به الله -سبحانه وتعالى- العباد بأعمالهم، ويجمع به جميع البشر الأوّلين منهم والآخرين، مع أهل السّماء والملائكة والنّبيّين والجنّ وجميع المخلوقات.

يوم الحساب

ومعناه أنّه اليوم العظيم الّذي يُحاسب فيه المرء على ما عمل وكسب، وتوزن له أعماله ليعرف إن كان مصيره الجنّة أو النّار.

الحاقّة

فهو اليوم الحقّ الّذي لم يكن في مجيئه شكٌّ إطلاقًا، وهو اليوم الّذي يحقّ فيه لأهل الجنّة ما وُعدوا فيدخلون للجنّة وينالون نعيمها، ويدخل أهل النّار النّار بما عملوا، ويؤدّى في هذا اليوم لكلّ ذي حقٍّ حقّه.

يوم الحسرة

فيه يتحسّر الكافر على النّعيم الّذي قد فاته، ويتحسّر الظّالم على حياته وما آل إلي مصيره نتيجة ظلمه.

يوم الخلود

أي أنّه اليوم الّذي لا نهاية له إطلاقًا، ففيه يخلد أهل الجنّة في الجنّة، وفيه يخلد أهل النّار في نار.

يوم الخروج

وسمّي بهذا الاسم لأنّ الله تعالى يشاء ويُخرج أهل القبور من قبورهم ويبثّ فيهم الحياة من جديد.

يوم الدّين

الدين في هذا الاسم يعني الجزاء والحساب، سواءً كان خيرًا أو شرّاً، أنّه اليوم الّذي يوفّى في المؤمنون أجورهم، والكافرون سيّئات أعمالهم وجزائهم.

الساعة

ويدلّ على الاسم على الوقت، أي آخر ساعات الحياة الدّنيا، أو أوّل ساعات الآخرة، كما قيل بأنّه يدلّ على مدّةٍ غير معيّنةٍ وغير محدودة من الزّمن.

الصّاخة

وهي هولٌ من أهوال يوم القيامة وتكون بالصّيحة الّتي تصمّ الآذان فلا يستطيع البشر السّماع من شدّتها.

الطّامة

أي الغالبة، فيوم القيامة يغلب على كلّ شيءٍ ويغلب فيه الحقّ الباطل، وتوفّى الحقوق لأصحابها.

الغاشية

والتي يغشى كلّ شيءٍ موجودٌ في الحياة الدّنيا بأهوالها وظلماتها الشّديدة.

يوم الفصل

أي اليوم الّذي يقوم فيه العدل، ويفصل الله تعالى الكافر عن المؤمن بحسب ما عمل كلٌّ منهم.

يوم الفتح

هو اليوم الّذي يفرّق الله تعالى به المسلمون عمّن عاداهم في الحياة الدّنيا.

القارعة

وتدلّ على شدّة قرع القلوب وضرباتها من ول ما يرى الإنسان في هذا اليوم العظيم.

الواقعة

هو اليوم الواقع الّذي سيأتي عاجلًا أم آجلًا، ولا محالة ولا شكّ في ذلك.

يوم الوعيد

أي أنّ اليوم الموعود الّذي وعد به النّاس جميعًا الأولين منهم والآخرين، فمنهم من صدّق ومن كذّب ذلك والله أعلم.

شاهد أيضًا: تفسير حلم يوم القيامة والخوف في المنام لابن سيرين

الحكمة من كثرة أسماء يوم القيامة

قد جعل الله -سبحانه وتعالى- لهذا اليوم الكثير من الأسماء والصّفات، لينبّه عباده ويحذّرهم من هذا اليوم العظيم، وليبيّن لهم سبحانه، بمكانة هذا اليوم وعِظم شأنه وأنّ عليهم أن يخافوا ويحذروا منه، وأن يتجهّزوا ويتحضّروا خلال حياتهم من أجل هذا اليوم الكبير، لما في هذا اليوم من الأهوال والصّعوبات والشّدائد والكرب الّذي لم يشهد البشر له مثيلٌ من قبل مهما مرّ عليهم، فالجدير بالمسلم أن يقضي عمره في العبادة والطّاعة والقيام بالأعمال الصّالحة، ولا ينشغل بمتاع الدّنيا الفاني والزّائل، لينال بدلًا عنه نعيمًا وجنانًا يخلد فيها ولا يموت أبدًا، ومن لم يفعل ذلك فله في الآخرة نار جهنّم يصلى بها سعيرًا، والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: كم عدد أسماء الله الحسنى وما هي أهمية العلم بها وفضلها

علامات يوم القيامة

تحدّثنا سابقًا عن أسماء يوم القيامة ومعانيها، فلا بدّ لنا من الحديث عن علاماتها الّتي ذكرها القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة المباركة، والّتي تدلّ قرب ميعادها ودنوّه وهذه العلامات تنقسم إلى قسمين علامات صغرى، وعلاماتٌ كبرى، وإنّ من هذه العلامات الّتي سنذكرها فيما يأتي ما حدث وظهر وشهده النّاس في هذا الزّمن أو في أزمنةٍ مضت، ومنها ما لم يظهر بعد.

العلامات الصغرى لقيام الساعة

سنوافيكم فيما يأتي ببعضٍ من العلامات الصغرى لقيام الساعة حيث أنّ منها ما ظهر وانقضى ولن يتكرّر أبدًا، ومنا ما لم يظهر ومنها ما هو ظاهرٌ ومستمر، و العلامات هي:[4]

  • بعثة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
  • انشقاق القمر وهو إحدى معجزات رسول الله صلّى الله علي وسلّم.
  • وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
  • خروج مدّعي النّبوّة من الدّجّالين.
  • ظهور النساء الكاسيات العاريات.
  • استلام السّفهاء لمقاليد الأمور والتّحكّم في البلدان.
  • ضعف المسلمين وتكالب الأمم عليهم.
  • انحسار نهر الفرات عن جبلٍ من ذهب.
  • استحلال المعازف والغناء.
  • كثرة القتل وسفك الدّماء الحرام.
  • انتشار الزّنا والرّبا وشرب الخمر.
  • خروج المهدي المنتظر.

العلامات الكبرى لقيام الساعة

إنّ علامات السّاعة الكبرى لم تحصل أيٌّ منها بعد لا في ومانٍ مضى، ولا في زماننا هذا وقد اختلف أهل العلم في ترتيبها أيّها سيحدث أوّلًا والعلامات هي:[5]

  • الدّخان الّذي يعذّب به الله تعالى الكافرين وهو دخانٌ ينزل من السّماء على الأرض ويبقى لمدةّ أربعين يومًا وليلة.
  • ظهور المسيح الدّجال.
  • نزول عيسى ابن مريم عليه السّلام من السّماء وقتله للمسيح الدّجال بباب لدّ في فلسطين.
  • خروج يأجوج ومأجوج ونشر فسادهم في الأرض.
  • الجهل بالإسلام، ورفع القرآن من الأرض فلا يبقى منه آية، ويفنى الأخيار الّذين يعرفون كلمة التّوحيد فلا يبقى على الأرض إلّا شرار الخلق.
  • عودة زمن الجاهليّة الأوّل، وعودة عبادة الأصنام والأوثان.
  • هدم الكعبة والاستيلاء على حليتها وما فيها على يد رجلٍ من الحبشة.
  • ظهور الخسوفات الثّلاثة، خسفٌ بالمشرق وخسفٌ بالمغرب وخسفٌ في جزيرة العرب.
  • طلوع الشّمس من مغربها وإغلاق باب التّوبة ورفع الأعمال والصّحف.
  • خروج الدّابة الّتي تسم الكافر وتسم المؤمن.
  • خروج نارٍ من عدن فتسوق النّاس إلى أرض المحشر.

شاهد أيضًا: علامات الساعة الصغرى التي لم تظهر

يوم القيامة في القرآن والسنة

ذكر القرآن الكريم والسّنّة النبويّة المباركة يوم القيامة بكثرة، حيث حذّرا الإنسان من هول هذا اليوم، وما سيحدث فيه، ونبّها الإنسان على أنّ يوم القيامة يومٌ واقعٌ وآتٍ ولا شكّ ذلك، ومن واجب المسلم إعداد العدّة للنّجاة والفوز في هذا اليوم العظيم، ونوال النّعيم منه والجزاء الحسن، وإلّا فإنّ العذاب والنّار العظيمة بانتظاره ليخلد فيها والعياذ بالله، وسنعرض فيما يأتي بعضًا من الآيات القرآنيّة الكريمة والأحاديث المباركة الّتي تتحدّث عن يوم القيامة أو عن أهواله وأحداثه أو عن علاماتها، وهي:

  • قال الله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}.[6]
  • قال الله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۗ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا}.[7]
  • قال الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ }.[8]
  • قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “يُحشَرُ النَّاسُ يومَ القيامةِ عُراةً حُفاةً ، فقالت أمُّ سلَمةَ : فقلتُ : يا رسولَ اللهِ واسوأتاه ينظُرُ بعضُنا إلى بعضٍ فقال : شُغِل النَّاسُ ، قلتُ : ما شغَلهم ؟ قال : نشْرُ الصَّحائفِ فيها مثاقيلُ الذَّرِّ ، ومثاقيلُ الخرْدَل”.[9]
  • قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “يدنو المؤمنُ من ربِّه يومَ القيامةِ كأنه بَذَجٌ فيضعُ عليه كنفَه أي يسترَه ثم يقولُ أتعرفُ فيقولُ ربِّ أعرفُ ثم يقولُ أتعرفُ فيقولُ ربِّ أعرفُ يعني فيقولُ أنا سترتُها عليك في الدُّنيا وأنا أغفرُها لك اليومَ ويُعطى صحيفةَ حسناتِه وأما الكفارُ والمنافقونَ فيُنادي بِهم على رؤوسِ الأشهادِ { هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ }”.[10]

شاهد أيضًا: هل كثرة الحرائق من علامات الساعة

إلى هنا نكون قد وصلنا وإيّاكم إلى ختام مقال أسماء يوم القيامة ومعانيها، فقد قدّمنا فيه العديد من أسماء يوم القيامة المذكورة في القرآن الكريم مع معنى كلّ اسمٍ منها، بالإضافة إلى الحديث عن علامات يوم القيامة الصّغرى منها والكبرى، وذكرنا كذلك عددًا من الآيات والأحاديث الّتي ذُكر فيها يوم القيامة.

المراجع

  1. marefa.org , يوم القيامة (إسلام) , 12/10/2021
  2. dorar.net , أسماء يوم القيامة , 12/10/2021
  3. dorar.net , تمهيد في سر تعدد أسماء يوم القيامة , 12/10/2021
  4. islamqa.info , ما هي علامات الساعة الصغرى التي لم تقع إلى الآن ؟ , 12/10/2021
  5. dorar.net , علامات الساعة الكبرى , 12/10/2021
  6. سورة الأنبياء , الآية 47.
  7. سورة النساء , الآية 87.
  8. سورة الأعراف , الآية 187
  9. الترغيب والترهيب , المنذري، أم سلمة أم المؤمنين، 4/291، إسناده صحيح.
  10. مسند أحمد , أحمد شاكر، صفوان بن محرز، 8/122، إسناده صحيح.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *