كم عدد ركعات صلاة التراويح وكيفية ادائها

كم عدد ركعات صلاة التراويح وكيفية ادائها وما حكمها الشرعي وما فضائلها، هو ما يحرص المسلم على تعلمه وتبيّنه قبل دخول شهر رمضان المبارك، وذلك حرصًا منه على تعلّم أصول دينه، فالله سبحانه وتعالى شرع لعباده العبادات ليتقربوا من خلالها إليه سبحانه وتعالى، رجالًا كانوا أو نساءً، وجعل في الشهور فضائل وميزات ما لم يجعلها في غيرها من الخير، وأفضل الشهور عند الله شهر رمضان، ولاغتنام الخير فيه، فإنّ موقع المرجع سيبين كيف تصلى التراويح وعدد ركعاتها وحكمها وفضلها.

صلاة التراويح

قبل الخوض في عدد ركعات صلاة التراويح لا بدّ من التعرف على مصطلح التراويح مفهومه ومعناه، فالتراويح في اللغة العربية كلمة جمعٍ لكلمة ترويحة، وهي المرّة الواحدة من الراحة، ويقال روّحت بالقوم ترويحًا أي صليت بهم التراويح، وقد سمّيت بذلك لأنّه الناس يطيلون القيام والركوع والسجود فيها، فلو صلّوا أربع ركعات استراحوا، ثمّ استأنفوا الصلاة أربعًا ثم استراحوا ثمّ صلوا ثلاثًا، أمّا صلاة التراويح في الاصطلاح الشرعي فتعني قيام شهر رمضان المبارك.[1]

شاهد أيضًا: هل تصلي سنة العشاء قبل التراويح

عدد ركعات صلاة التراويح

ليس لصلاة التراويح عدد معين من الركعات، بل تجوز بالقليل والكثير، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدلّ على التوسعة في صلاة الليل والتراويح، وقد اختلف أهل العلم في عدد ركعاتها مع الوتر معها، فقيل أنّها إحدى وأربعون ركعة، وقيل تسع وثلاثون، وقيل ثلاثٌ وعشرون، وقيل تسع عشرة، وقيل إحدى عشرة، وقيل ثلاث عشرة ركعة وقيل إحدى عشرة، والراجح في القول وهو الأفضل أن تكون مماثلة لسنّة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن تكون إحدى عشرة ركعة، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روته أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: “ما كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً”.[2] فالأمر فيه سعة ولا حرج على المسلمين فيه والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات صلاة التراويح وكيف تصلى

كيفية أداء صلاة التراويح

بعد معرفة عدد ركعات صلاة التراويح ففيما يأتي سيتمّ التعرف على كيفية أدائها، حيث يبدأ وقت التراويح من بعد صلاة العشاء وينتهي بطلوع الفجر، ويقوم بها المسلم ركعتين ركعتين، يسلّم من كلّ اثنتين، فلمّا ينتهي يوتر بواحدة، فقد روت أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: “يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا”. فصلاة الليل مثنى مثنى ويجوز للمسلم أن يؤديها في جماعة ويجوز أن يؤديها منفردًا والجماعة أفضل، وعليه أن يحرص على استقبال القبلة والطهارة الكاملة مع الوضوء وستر العورة في صلاته والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة التراويح في المنزل وفضل صلاتها في جماعة

هل لصلاة التراويح عدد ركعات معين

سُئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن عدد ركعات صلاة التراويح، وهل لها عدد معين ومحصور على المسلم أن يلتزم فيه، وكان جوابه بقوله: “ليس للتراويح عدد محصور بل الأمر فيها واسع والحمد لله، من صلى عشرين أو إحدى عشرة أو ثلاثة عشرة أو صلى أربعين مع الوتر أو خمسين مع الوتر كله لا بأس به، لو صلى ثمان وأوتر أو عشراً وأوتر أو عشرين وأوتر أو ثلاثين وأوتر أو أكثر وأوتر لا بأس لا حرج في ذلك، لكن الأفضل أن يفعل فعل النبي ﷺ، الأفضل إحدى عشرة أو ثلاثة عشرة هذا هو الأفضل، وإن صلى أوتر بسبع أو تسع أو خمس أو ثلاث فلا بأس في رمضان أو في غيره، والأفضل في رمضان أن يصلي إحدى عشرة أو ثلاثة عشرة هذا هو الأفضل، وإن صلى عشرين كما فعل الصحابة في عهد عمر رضي الله عنه فإنه في بعض الأحيان صلوا عشرين مع الوتر ثلاثاً الجميع ثلاثة وعشرون لا بأس”.[5]

حكم صلاة التراويح

ببيان عدد ركعات صلاة التراويح، فإنّ من الضروري للمسلم أن يعلم أنّ صلاة التراويح ليست واجبة ولا فرض على المسلمين، إنّما هي سنّة مؤكدة ومستحبة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد روت أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنّ النبي صلى الله عليه وسلم صلّاها جماعةً بالمسلمين عدّة ليالي، ثمّ تركها وصلّاها منفردًا خشية أن تفرض على المسلمين فتشقّ عليهم والله ورسوله أعلم.

شاهد أيضًا: دعاء صلاة التراويح مكتوب مختصر

فضل صلاة التراويح

جاء في فضل صلاة التراويح الكثير من الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة التي ترغّب بها وتبيّن فضلها، وهي من أعظم العبادات والطاعات والقربات إلى الله سبحانه وتعالى، ومن فضائلها:[6]

• إنّ صلاة التراويح سببٌ لغفران ما تقدّم من الذنوب: فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”.[7]
• من صلى القيام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة: فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ الرَّجلَ إذا صلَّى معَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ حسبَ لَه قيامُ ليلةٍ”.[8]
• من مات وهو مداومٌ عليها كان من الصديقين والشهداء: فعن عمرو بن مرة الجهني قال: “جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ، فقال: يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إن شهدتُ أن لا إله إلا اللهُ، وأنك رسولُ اللهِ، وصليت الصلواتِ الخمسِ، وأديت الزكاةَ، وصمت رمضانَ، وقُمتُه، فممَّن أنا؟ قال: من الصِّدِّيقين والشهداء”.[9]

كم عدد ركعات صلاة التراويح وكيفية ادائها، مقالٌ تمّ فيه التعرف على معنى التراويح في اللغة والشرع، وحكمها وفضلها، وكيفية القيام بها وهل لها عدد معين من الركعات ووقت أدائها.