سبب بناء سور الصين العظيم

سبب بناء سور الصين العظيم المَعلَم التاريخي الذي ارتبط اسمه بحضارة الصين المتأصلة في التاريخ، وكان سبباً في استمرار حضارة الإمبراطوريات الصينية على مر العصور، كما أن آثاره ما زالت مستمرة في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني الصيني، والتأثير على تقسيم مناطق المناخ في البلاد، وانطلاقاً من هذه المعطيات سوف يتيح لكم موقع المرجع فرصة التعرف على كافة بيانات هذا الصرح التاريخي، وسبب بناء سور الصين العظيم، وكم يبلغ طول سور الصين العظيم من خلال تسليط الضوء على جميع مراحله منذ نشأته حتى يومنا هذا.

سور الصين العظيم ويكيبيديا

سور الصين العظيم هو أحد أهم المعالم الأثرية والتاريخية الصينية، التي تعتبر واحدة من عجائب الدنيا السبع، الموثقة بعد استطلاع الرأي العالمي المنجز خلال العام 2007، وهو عبارة عن سور يغطي الحدود الشمالية والحدود الشمالية الغربية لدولة الصين التقليدية (جمهورية الصين الشعبية)، نظراً لجمال فن العمارة فيه وإتقان بناءه بات سور الصين العظيم، مقصداً ووجهةً عالمية لسواح العالم بأسره، فهو من أهم المعالم الأثرية التي يجب الاستمتاع برؤيتها من قبل الزوار، كما أن سور الصين العظيم من الموارد الاقتصادية الأساسية بالنسبة لدولة الصين، وبالتالي ساعد كثيراً في تحريك عجلة الاقتصاد الصيني وتزويده بالقطع الأجنبي اللازم لذلك.

أسس سور الصين العظيم كبديل استراتيجي في أسلوب الدفاع عن البلاد، وهو مشروع عسكري قديم ومن أبرز النظم الدفاعية المستخدمة لدى الممالك القديمة، والنادرة الوصول إلينا من التاريخ المعماري البشري عبر العصور، تعده معظم الثقافات الحديثة رمزاً للحضارة الصينية القديمة، فقد جسد مقدار الذكاء والحنكة القتالية لدى الأسلاف الصينيين، كما أظهر التعاون بين الصينيين والجهد المبذول في تأسيسه، فقد بذل الصينيون القدامى الغالي والنفيس في بناء هذا السور الضخم والمحصن، والذي بقيت آثاره خالدةً حتى أيامنا هذه بفضل عظمته وقوته.

سبب بناء سور الصين العظيم

يرجع سبب بناء سور الصين العظيم إلى حماية ممتلكات الشعب الصيني، من أطماع وهجمات بدو المناطق الشمالية وشعوب المغول ذوي الأصول التركية، الذين سيطروا مؤخراً على المناطق الحدودية المتاخمة للحد الشمالي والشمالي الغربي من الصين، بناءً على رغبة ملوك وأباطرة الصين القدامى، وعلى رأسهم “تركيو صبحيو تشانغو” للاستفادة منه كخط دفاع أول، يسهم في حماية الصين عسكرياً والزود عن الأراضي الصينية، من خلال تصميم عسكري يكشف مواقع العدو وتحركاته، لاحتوائه على أبراج مراقبة وأبراج إنذار، لإعلام الجيش بوجود خطر داهم ومحدق بالبلاد، وقد تم تصميم السور باستراتيجية عسكرية عالية، من خلال الممرات العسكرية السرية، التي تربط بين الثكنات العسكرية المتناثرة على طول السور، بحيث تتسع لقرابة المليون جندي مقاتل، مدربين ومجهزين لمواجهة الهجومات المحتملة من العدو.

كم يبلغ طول سور الصين العظيم

يبلغ طول سور الصين العظيم قرابة الـ 7000 كيلو متر، وطوله بالمتر هو 21 مليوناً و19618 متراً، تبدأ حدود هذا السور الضخم من مجرى نهر يالوه في الجهة الشرقية، وتنتهي حدوده عند ممر جيا يوق وان التاريخي في الجهة الغربية، أي أنه يمتد من منطقة تشن هوانغ تاو المتواجدة على سواحل خليج بحر بو هاي المعروف باسم (البحر الأصفر) شرقاً، ويتجه غرباً وصولاً إلى منطقة غاو تاي التابعة لمقاطعة غان، كما تم بناء سور آخر جنوبي البلاد لكنه قصير وصغير الحجم مقارنة بالسور الشمالي، ويمتد من منطقة بكين التقليدية إلى منطقة هاندن.[1]

 أبعاد بناء سور الصين العظيم

مر بناء سور الصين العظيم بعدة مراحل، فقد استغرق بناؤه وترميمه بالشكل الحالي مئات السنين، التي تخللها العمل الجاد والمرهق بسبب طبيعة المنطقة المشاد بها ووعورتها، ويتمكن لنا تحديد أبعاد بناء السور وفق التصنيفات الآتية، وهي كما يلي:

• السور مبني من الحجارة والطين، وجانبه تمت تغطيته بالطوب.
• السور مبني بشكلٍ هرمي، عرضه في القاعدة يصل إلى 9.1 متر، أم في السطح عرضه 4.6 متر، لكن هذه الأبعاد متفاوتة وهذا هو حدها الوسطي، فقد يضيق عرض القاعدة في بعض المنطق إلى ستة أمتار فقط، وعر القمة يضيق إلى 3.7 متر.
• متوسط ارتفاع السور هو سبعة ونصف متر، حيث أن ارتفاعه متفاوت في عدة مناطق، لكن كحد وسطي ارتفاعه (7.5) متر، حيث تتفاوت ارتفاعاته بين 3 – 8 متر.
•  أبراج المراقبة تبعد عن بعضها البعض 200 متر تقريباً، ويبلغ ارتفاعها 12 متراً عن السور.

شاهد أيضًا: تعتبر منطقه متميزة بالآثار التاريخية الإسلامية القديمة

كم عمر سور الصين العظيم

يقدر عمر سور الصين العظيم بما يزيد عن الـ 2500 عام، فقد بدأ الصينيين القدامى في إشادته خلال عهد الربيع والخريف للمالك الصينية القديمة والممتد بين عامي (771-476 قبل الميلاد)، واستمر مع عهد الممالك المتحاربة وصولاً إلى نهايته بين عامي (475-221 قبل الميلاد)، ويرجع السبب في تأسيسه لحماية السلالة الملكية الصينية تشين التي حكمت الصين بين عامي (221-206 قبل الميلاد)، من أطماع التوغل البدوي للبدو الرحل القادمين من جهة آسيا الداخلية.

بنيت جدران السور فوق أرض  صخرية، بحيث شيدت بأيادي الملايين من عمال السخرة، وبحلول العام 212 قبل الميلاد مر بالقرب من مقاطعة قان سو وصولاً إلى الساحل الجنوبي لمقاطعة مان شوريا، ومع تعاقب الإمبراطوريات والأسر الحاكمة للصين، مر السور بعدة مراحل وتطورات، فقد تم توسيع الجدران الخاصة بالسور، والتعديل على ارتفاعها لأكثر من مرة من قبل الحكام الجدد في كل عهد، ولعل آخر التعديلات الحاصلة كانت في عهد أسرة اليوان التي حكمت الصين بين عامي (1271-1368) ميلادي، أما أسرة تشينغ الملكية والممتدة بين عامي (1644–1911) ميلادي، فلم تعدل كثيراً على السور بل اعتمدت أساليب جديدة في الدفاع، في سبيل مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية، لعل من أبرزها الحملات العسكرية والبعثات الدبلوماسية.

شاهد أيضًا: نهى الإسلام عن العصبية القبلية، لكنها ظهرت في نهاية الحكم الأموي، ومن آثارها

تاريخ بناء سور الصين العظيم

إن سور الصين العظيم هو عبارة عن مشروع دفاع عسكري متكامل، يتألف من جدران دفاعية تعلتيها أبراج مراقبة وممرات سرية واستراتيجية لحركة الجنود، كما توجد فيه ثكنات عسكرية للجنود بالإضافة لأبراج الإنذار وغيرها من المعالم العسكرية، التي جعلت منه منشئة دفاعية مثالية في عهد الممالك المتحاربة القديمة، والتي امتهنت الغزو والسطو على دول الجوار.

وقد سيطر على خط الدفاع الأول هذا، تسلسل قيادي عسكري صارم ومنظم، بحيث يتألف من مستويات مختلفة، فعلى سبيل المثال قُسم سور الصين خلال عهد أسرة مينغ الملكية، وتم توزيعه إلى تسع نقاط إدارية عسكرية، لكل منها تنظيمها ورئيسها المباشر المسؤول أمام قيادات إمبراطورية الصين العسكرية عن تنفيذ إصلاحات وترميم السور ضمن قطاعه،  بالإضافة لمسؤولياته الأساسية في الدفاع ضمن منطقته، أو تقديم العون للنقاط العسكرية المجاورة في شؤونها الدفاعية إذا لزم الأمر، والتي تعمل جميعها بسلطان وزارة الدفاع الصينية الوطنية، حيث أن مؤرخي التاريخ الصيني القديم، قدروا عدد الجنود الموكل إليهم حماية السور في عهد حكم أسرة مينغ الملكية، قرابة المليون جندي.

شاهد أيضًا: أين يقع قصر شبرا في السعودية

الأهمية الاقتصادية لسور الصين

يقطع سور الصين العظيم تضاريس وعرة من جغرافية الصين التقليدية، ذات الطبيعة المختلفة والمعقدة، حيث أن السور يعتلي الجبال ويمر بالوديان والأجرف الصخرية على حواف الجبال، كما أنه يخترق الصحراء ويجتاز المروج الخضراء ويجوب الأنهار، ما جعل منه يتمتع بجاذبية ورونق جمالي غير مسبوق بين المعالم السياحية التاريخية الأخرى، وسط الطبيعة الخلابة، بالإضافة إلى أن الهياكل الطينية والحجرية، التي استخدمت مواد الطبيعة المتوفرة في الصين ضمن كل منطقة يمر بها السور.

فالسور لم يتوقف دوره على الجانب العسكري في الصين القديمة والحديثة، بل امتد دوره إلى تدعيم قطاع السياحة وعملية التنمية الاقتصادية الصينية، كما أن اتجاه السور جاء متطابقاً تماماً مع الحد الإقليمي الفاصل بين أراض المناخ شبه الرطب وأراضي المناخ الجاف ضمن الصين، وأصبح حالياً حداً فاصلاً بين السهول الزراعية ومناطق انتشار البدو.

شاهد أيضًا: قصر شبرا التاريخي اين يوجد

بالصور سور الصين العظيم

سور الصين العظيم هو وسيلة دفاع كلاسيكية، ما زال ضمن نطاق الخدمة منذ قرابة الـ 2500 عام، بات اليوم مقصداً للزوار الراغبين في الاطلاع على ثقافات شعوب مناطق شرق آسيا، وعلى سبب بناء سور الصين العظيم الصرح التاريخي الخالد، وفيما يلي بعض الصور التي تحمل بين ثناياها مدى الدقة والجمال، اللذان يتوفران في هذه التحفة الفنية بتاريخ الصين القديم والمتوسط والمعاصر:

• يقصد السواح الصين من كل بلاد العالم.

• ليشهدوا التحفة العمرانية التي أزهق في سبيل إنجازها الكثير من الأموال والجهود والأنفس.

• وقد استفادت الصين بعد مضي آلاف السنين على إنشاء السور، من إيرادات الجانب السياحي جراء زيارة الأجانب له.

• كما ارتبط بناء السور بفن العمارة الصينية.

• ودمج بين الفن والحاجة العسكرية، حيث تمت أشادت الثكنات والأبراج على طول السور.

• كما أن الحكومات الحديثة للصين رممت السور وأنارته.

• ويمتد السور لمسافات واسعة.

 

• بين الحدود الشمالية والغربية من الصين.

• وسط الغابات الجميلة والخلابة.

هكذا؛ ومع هذا القدر من المعلومات السياحية، نكون قد وصلنا وإياكم إلى ختام موضوع بحثنا، الذي كان بعنوان سبب بناء سور الصين العظيم، فقد تعرفنا من خلال فقراته على تاريخ سور الصين الذي يمتد مئات السنين في عمق التاريخ، والذي حملت حجارته قصص وحكاية الشعوب التي بذلت الغالي والنفيس في بناءه، للزود عن عرين الوطن وحماية ملوكه، كما تعرفنا على كافة المزايا والخصائص التي تمتع بها أبناء السور، وألقينا نظرة عامة على أجمل اللقطات المتخذة للسور بعدسات السياح.