دور العلماء والمفكرين في المحافظة على الامن

دور العلماء والمفكرين في المحافظة على الامن هي من المعلومات التي سيتم بيانها في هذا المقال، ومن الجدير بالذِّكر أن اللهَ تعالى أوصى العلماء بالأمة نظرًا لاتصافهم بالحكمة والعقل عند قيادة الناس وتوجيههم، وأيضًا توجيه الناس وتعزيز الاستقرار لديهم والأمان، فالعلماء قادة الأمة وهم من يوجهون الناس لطريق الحق للارتقاء بوطننا والمحافظة عليه، وفي هذا المقال من موقع المرجع سوف نتحدَّث بالتفصيل عن دور العلماء والمفكرين في محافظتهم على الأمن.

ما هو الأمن ؟

هو شعور الفرد بالراحة النفسية والاطمئنان وعدم الخوف، كما يشمل استقرار المجتمع الذي ينبثق من الالتزام بتعاليم الإسلام والشريعة، حيث يعمل على التأثير بسلوك الفرد وتصرفاته فعدم وجود الأمن يترتب عليه انعدام الحالة النفسية له، ويُعد الأمن ضروري للمجتمع ككل من خلال قيام الدولة باتخاذ إجراءات للحفاظ على مصلحة الدولة وكيانها،  وأيضًا مهم للفرد حتى يمكنه من القيام بالحفاظ على نفسِه ودينه وعِرضه، وهو حالة من الاستقرار في المنطقة سواء في الداخل أو الخارج، كما يُعرف الأمن بأنه الشعور بالاطمئنان على مصلحة الفرد وأنَّها مصانة ومحمية ومحافظ عليها.[1][2]

شاهد أيضًا: تعريف الأمن والسلامة

 أهمية الأمن

يُعتبر الأمن ذات أهمية كبيرة للفرد والمجتمع، فهو الغاية التي تسعى إليها الحضارات والمجتمعات، حيثُ أن الدين الإسلامي حثَّ على وجود الأمن لأنه ضمانًا لتطور المجتمع واستمراريته ويمكن أن نلخص هذه الأهمية بالنقاط الآتية:[3][4]

  • حفاظ الدولة على أمنها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي فيُعتبر تكاملهم دليل على بداية لمستقبل أفضل، وأيضًا الأمن الخارجي لأنه يعمل على استمرار المجتمع ونهوض الدولة وإبرازها في المستقبل، فالخوف يسيطر عليها ويُقيِّد التطلعات المستقبلية لها.
  • ممارسة الفرد للشعائر الدينية، وتوفير الراحة والشعور بالسعادة والطمأنينة وعدم الخوف.
  •  ضرورة أساسية لكل جهد بشري، لأنه يعتبر شقيق للفرد ويلازمه كظله فهو يسمح للإنسان بتوظيف مهاراته وقدراته.
  •  السماح للفرد بالاطمئنان على رزقه ومعاشه واسثماراته.
  •  إمكانية تصرف الفرد في جميع مجالات الحياة.
  •  الأمن غاية العدل، فالحكم بالشرع يساعد في تحقيق الأمن في الحياة.
  • ضمان استعادة الأمن الخارجي في حال فقدانه بصفة عارضة أو مؤقتة، بسبب استقرار الأمن الداخلي.

شاهد أيضًا: ما هي أهداف الأمن الصناعي

أنواع الأمن

يُشير الأمن إلى التحرر من أي ضرر أو من أي قوى خارجية، وهو توفير ظروف مناسبة تكفل حياة مستقرة للفرد والمجتمع، ولذلك يوجد أنواع متعددة للأمن وتتجدد بشكل مستمر حسب الحاجة الاجتماعية أو الاقتصادية والتغيرات التي تتبعها في المجتمع ومنها ما يلي:[5]

  • الأمن الاجتماعي: هو قدرة الدولة في الحفاظ على اللغة والتراث والثقافة، وحماية المجتمع من الفساد والأخطار التي تأتي من الخارج وقد تسبب ضرر له، كما يحقق الأمن الاجتماعي للفرد الانتماء للبلد والمجتمع، فهو يتميّز بالاستمرارية والاستقرار.
  • الأمن البيئيّ: هو المحافظة على البيئة بما فيها من ماء وبر وهواء من خلال منع الاعتداءات عليها، وحماية مواردها من التلوث والاستنزاف والقيام بوضع قوانين لمن يسبب أي اعتداء على البيئة ومواردها بطريقة تخدم الدولة والمجتمع.
  • الأمن القوميّ: هو قدرة الدولة بتوفير قوة عسكرية واقتصادية على المستوى الداخلي والخارجي لها من خلال مواجهة والتهديدات والتحديّات والحرب، يتكون من ثلاث مستويات لا يتحقق إلا بتكاملها وهم المستوى الداخلي، والإقليمي، والدولي.
  • الأمن الغذائيّ: هو توفير الاحتياجات الأساسية للفرد بحيث توفيرها سواء إنتاجها محليًا أو استيرادها من الخارج، كما يتكون من أربعة عناصر مترابطة وهي الاستقرار والاستخدام والتوفر والوصول.
  • الأمن الوطني: هو تحقيق الأمن لمؤسسات الدولة الرسميّة والشعبيّة وحماية مواردها المعنوية والمادية من أي تهديد داخلي أو خارجي، وتحقيق الاستقرار بين أفرادها.
  • الأمن الحضريّ: هو يشمل الأمن الاقتصادي والاجتماعي والبيئيّ والتخطيط والتصميم العمراني للتجمعات السكانية، وهو السلامة الأمنية لسكان المدن أو التجمع الحضريّ.
  • الأمن الشخصي: هو أمن الفرد على نفسه بإشباع الحاجات الفسيولوجية وحاجته للانتماء والحب والأمان وتقدير الذات، وقد يتم تحقيقها بجهد أو بدون جهد.
  • الأمن الاقتصادي: هو قدرة الدولة في الحفاظ على المستوى المعيشي للفرد، والحفاظ على رفاهيته من خلال توفير الموارد الرئيسية بالإضافة لتعزيز الوضع النفسي له، فالدولة توفر للفرد الضمان والحماية لتأمين الاحتياجات الأساسية وهي: المسكن، والملبس، والعلاج.

شاهد أيضًا: تعريف الأمن السيبراني

الأمن في الإسلام

ذُكِرَ الأمن في القرآن الكريم والسنة النبوية في مواضع عدة دلالة على الاطمئنان النفسي وبُعد الخوف عن حياة الناس فقال -تعالى-: {وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ}،[6] كما حثّ الرسول عليه الصلاة والسلام بكل عمل يعود بالأمن على المسلمين ونهى كل عن كل عمل يهدد أمنهم وسلامتهم، فتحقيق الأمن يحقق الهدف من خلافة الإنسان في الأرض، فعند غياب الأمن يتفشى الجهل وتكثر الشبهات ويصبح من الصعب فهم مقاصد الشريعة بشكل صحيح، فالأمن ضرورة من ضرورات استقامة العمران ولإقامة الدِّين وصلاح الدنيا فهو يُعتبر فريضةً وواجبًا شرعيًا.[7]

 أهمية تحقيق الأمن في المجتمع

إن الأمن حاجة أساسية للمجتمع الإنساني، فهو يدل على التقدم والاستقرار والازدهار في الوطن، وهو سلامة الفرد والجماعة من الأخطار الداخلية والخارجية،فالمجتمع الذي يتوافر فيه الأمن ينعكس على سلوكياته كما ينعكس على درجة التقدم والرقي حيثُ يبعث الطمأنينة في النفس مما يُشكل حافزًا للعمل والإبداع والمحافظة على الهوية الوطنية.[8]

دور العلماء والمفكرين في المحافظة على الامن

دور الأمن لا يرتكز على العلماء والمفكرين بل على كل فرد يحيا على أرض الوطن، لأن لا قيمة ولا راحة ولا هوية ولا أمان للأفراد بدون الوطن، فهو العزة والكرامة والشرف فعملية حفظ الأمن هي عملية يشارك فيها أبناء الوطن بما فيهم العلماء والمفكرين، ولكن ما دورهم في المحافظة على الأمن وممكن أن نلخص دورهم العظيم بالنقاط الآتية:[9]

  • إقامة ندوات ومؤتمرات توعوية تساعد في تشكيل فكر صحيح لدى الشباب.
  • نشر أفكار إيجابية وزرع قيم صحيحة تساعد الأفراد على الاتجاه نحو الإعمار والبناء.
  • اكتشافات العلماء التي تعتبرها الدولة سلاح متقدم وحديث يتم الاستفادة منه على مر السنين.
  • التقدم والرقيّ في المجتمع لأنهم ذو تفكير منطقي فنستيطيع من خلال ذكائهم التوصل لآراء صائبة تجاه القضايا المهمة في المجتمع.
  • التوجيهات السليمة للأفراد ومساعدتهم في الابتعاد عن الأفكار المتطرفة.
  • التحذير من الانضمام لأي جماعة قد تدعي بأنها إسلامية والتي قد تكون سامة وتزرع في الفرد أفكار شاذّة.
  • القيام بوضع خطط قصيرة المدى لمواجهة العنف والإرهاب والتخلص منهما.
  • القيام بتنمية عقول الشباب والتخلص من مشكلة البطالة.

دور المواطن في المحافظة على الأمن

يقع على المواطن دور كبير في محافظته على الأمن داخل مجتمعه، فلن تستطيع أجهزة الأمن فرض أي سيطرة على المجتمع بدون مساعدة المواطنين، فيقع على عاتقهم دور كبير ومن أدوراهم ما يأتي: تربية أبنائهم على حب الوطن للابتعاد عن أي تصرف قد يسبب فوضى أو ضرر للمجتمع، والتبليغ الفوري عن الجرائم وأي عمل مشتبه فيه وعدم الاستهتار بأي معلومة قد تساعد أجهزة الأمن، والمساعدة في البحث عن أي شخص مفقود أو هارب من العدالة، كما يساعد المواطن في تطوعه للأعمال الخيرية, وأيضًا له دور في الإدلاء بشهادة صادقة إذا احتاج الأمر الشهادة بالمحكمة.[10]

شاهد أيضًا: اذاعة مدرسية عن الامن والامان كاملة

دور المجتمع والدولة في تحقيق الأمن

يُعتبر الأمن من أولويات المجتمع فهو يقوم في المحافظة على كيان الدولة لسلامة المواطن، فالدولة تعمل على توفير كافة طرف الحماية والاستقرار والطمأنينة له، كما تهتم الدولة برجال الأمن التي يقع على عاتقهم الاهتمام بأمن المواطنين بإعطائهم تدريبات لازمة حتى يكونوا أداة للدولة في دعم الأمن والأمان لها، ويتطلب من الدولة إقامة العدل والمساواة بين المواطنين لعدم انتشار سلوكات منحرفة، لذلك يوجد الدستور لوضع قوانين تبين وتوضِّح آلية التعامل مع جميع المواقف بطريقة صحيحة وعدم التهاون مع الأشخاص الذين يقومون بنشر الفساد في المجتمع مما يؤثر على أمن الفرد والدولة معًا، فيتوجب على المجتمع والدولة بتوفير السكينة والراحة للمواطنين، ومنع المجرمين من الدخول للأماكن الآمنة والتي تحتوي على مواطنين.[11]

الآثار المترتبة على تحقيق الأمن في البلاد

إنّ الأمن من أهم مطالب الحياة، فنعمة الأمن والاستقرار من أفضل النعم التي أعطاها الله للعبد وهو مطلب ضروري لحياة الإنسان، كما توفر للمواطن حياة سعيدة داخل المجتمع مما يساعد في تعميق الانتماء للوطن ومن الآثار التي تظهر على المجتمع عند تحقيقه للأمن ما يلي:[12]

  • قدرة المواطنين على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي والاطمئنان وعدم وجود الخوف مطلقًا.
  • انتشار الألفة والمحبة بين المواطنين والبعد عن العنف.
  • استمرار النشاطات التي يقوم بها أفراد المجتمع.
  • استمرار السياحة والاستثمارات الأجنبية في المجتمع.
  • الارتقاء بجميع المجالات بسبب وجود الأمن الداخلي والخارجي في الدولة.
  • العدل بين المواطنين بسبب الراحة والطمأنينة في المجتمع.
  • تطور وتقدم الدولة والرقي بكافة التطلعات المستقبلية لها.

بحث عن دور العلماء والمفكرين في المحافظة على الأمن

نستطيع إنشاء بحث عن دور العلماء والمفكرين في المحافظة على الأمن من خلال مقدمة تمهد للموضوع بشكل عام، ثم الحديث عن الموضوع الرئيسي وتوضيحه، ثمّ الخاتمة التي توضّح أهم النتائج التي توصل إليها الباحث وهي كالآتي:

المقدمة

يُعد العلم ضرورة من ضرورات الحياة وعمود من أعمدة بناء الأمم، وهو إرث الأنبياء أما العلماء هم ورثتهم وهم النجوم التي تستنير بها المجتمعات، فبهم تقوم الحضارات وتنهض الدول فيقع على عاتقهم باختلاف تخصصاتهم ومجالاتهم إيجاد حلول للمشاكل والصعوبات التي تواجه المجتمع، والبحث عن الطرق التي ترتقي بالفرد والجماعة لنفع البشرية وخدمة الإنسانية، وبعد:

الموضوع

جعل الإسلام الأمن من أعظم النعم على الإنسان كما أن تشريع الأمن لا يقتصر على المسلمين فقط، بل امتد لغير المسلمين فهو يُعتبر أساس للتنمية والعدل وخلافة الإنسان في الأرض، ومن أهم الركائز لقيام أي مجتمع وتطوره وجود علماء قادرون على حماية المجتمع من خلال اختراعاتهم واكتشافاتهم التي تفيد الإنسانية، فهي تعمل على تحقيق الأمن الفكري للعامة وللشباب بشكل خاص لأنها أكثر فئة مستهدفة في المجتمع، حيثُ تعمل جنبًا إلى جنب مع رجال الأمن في حماية الدولة من جميع الأخطار والتهديدات التي قد تواجهها.

الخاتمة

إنّ الأمن غريزة فطرية يجب أن يشعر بها الفرد حتى يقوم بكافة مهامه، فهو لا يستطيع العيش من دون الاستقرار والاطمئنان على نفسه وبيته واحتياجاته، لذلك يجب على المواطن مساندة الدولة في تعزيز فكرة الأمن، والمشاركة في الندوات التوعوية التي تحافظ على الأمن، كما أن العلماء هم الفئة التي تستطيع التأثير في الشباب والانتقال بهم من طريق التطرف والفساد إلى الطريق الصحيح الذي حثَّ عليه الدين الإسلامي، وأيضا الرقي في أفكار المجتمع.

بحث عن دور العلماء والمفكرين في المحافظة على الأمن pdf

إنّ العلمَ من أهم الأمور التي يجب على كل مجتمع الاهتمام بها، فهو يكبر ويتطور بجهود علمائنا فبدون خبراتهم واكتشافاتهم العلمية لما وصلنا إلى هذا اليوم بالمميزات التي نشاهدها ونستفيد ونستمتع بها الآن، ولمساعدتكم في إعداد بحث خاص عن دور العلماء والمفكرين في المحافظة على الامن يمكنكم “من هنا” تحميل البحث pdf والاستفادة منه.

وفي الختام نأمل أنْ نكون قد قدمنا معلومات مفيدة عن دور العلماء والمفكرين في المحافظة على الامن فالعلماء والمفكرون هم نواة الأمة وركن أساسي فيها، فهم يسعون للنهوض بالمجتمع وابتكار العديد من المجالات، وأيضا جعل الدولة تعمل وفق تعاليم الإسلام والشريعة التي أمرنا بها الله عزّ وجل.

المراجع

  1. فارس، رامي تيسير (2012) , الأمن الفكري في الشريعة الإسلامية , الطبعة الأولى
  2. أبو الحاج ، حسام إبراهيم حسين (2006) , تدابيير الأمن الداخلي وقواعدة العامة في الدولة في ضوء مقاصد الشريعة
  3. الحاج حسن، محمد توفيق محمد(2007) , أهمية ودور الأمن الحضاري في الحد من الجريمة في المدن الفلسطينية
  4. بازمول، محمد بن عمر بن سالم (2002) , الأمن مسؤولية المجتمع , الطبعة الأولى
  5. التركي، عبدالله بن عبد المحسن(2008) , الأمن في حياة الناس وأهميته في الإسلام , الطبعة الأولى
  6. سورة قريش , الآية 4
  7. التركي، عبدالله بن عبد المحسن , الأمن في حياة الناس وأهميته في الإسلام , الطبعة الأولى
  8. بازمول، محمد بن عمر بن سالم (2002) , الأمن مسؤولية المجتمع
  9. فارس، رامي تيسير (2012) , الأمن الفكري في الشريعة الإسلامية , الطبعة الأولى
  10. الحماد،خلف لافي الحلبا (2014) , الصورة الذهنية لرجل الأمن لدى الرأي العام الأردني دراسة ميدانية
  11. gsdrc.org , The importance of safety, security and justice , 31/10/2021
  12. basothebysrealty.com , 15 WAYS YOU CAN MAKE YOUR COMMUNITY SAFER , 31/10/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *