مراحل استقلال الأردن بالتفصيل

ما هي مراحل استقلال الأردن بالتفصيل، حيث يحتفل الأردنيون في الخامس والعشرين من أيار من كل عام بهذه المناسبة التي تعتبر أغلى ما في قلوبهم. في مثل هذا اليوم، قبل خمسة وسبعين عامًا، أُعلن استقلال المملكة الأردنية الهاشمية. وعبر موقع المرجع سوف نتحدث بالتفصيل عن في اي عام استقلت الاردن وكافة مراحل استقلال المملكة الأردنية الهاشمية عن الحكم البريطاني.

عيد الاستقلال الأردني

إن عيد الاستقلال الأردني هو اليوم الذي تحتفل به كافة الأطياف في المملكة الهاشمية “الأردن” وذلك في يوم 25 مايو من كل عام، وذلك اختفاء باستقلال مملكة الأردن عن الانتداب البريطاني، وخروج بريطانيا بشكل نهائي منها، واعتراف الأمم المتحدة بأن الأردن مملكة ذات سيادة مستقلة تُعرف رسميًا باسم المملكة الأردنية الهاشمية.

اقرأ أيضًا: كم عدد رؤوس نجمة العلم الأردني

مراحل استقلال الأردن

مرّت المملكة الهاشمية بالعديد من المراحل التي والصعاب التي من شأنها خلقت التلاحم والترابط بين طوائف الأمة الأردنية التي حاربت وضحت بدمائها في سبيل تحرير المملكة الهاشمية من الاستعمار الذي شهدته على مر التاريخ، وفيما يلي سنعرض لكم مراحل استقلال دولة الأردن منذ بدء العصور الأولى وحتى خروج الانتداب البريطاني من البلاد:

الأردن في العصور الأولى

منذ العصور الأولى، كان الأردن منطقة استيطان بشرية فقد كانت موطنًا لعدة موجات من الهجرات السامية العربية. فيرجع تاريخها إلى القبائل العربية التي أتت من شبه الجزيرة العربية في عصور ما قبل الإسلام والتي ساهمت في وقت مبكر في إقامة والحفاظ على العلاقات بين شبه الجزيرة العربية ومنطقة البحر الأبيض المتوسط. مدينة البتراء، التي بناها الأنباط العرب في جنوب الأردن، والتي تعتبر كرمز لبقاء العرب وعزمهم ومساهمتهم في المنطقة ككل. هذا وقد شهد موته أول تصادم بين المسلمين والبيزنطيين أدى إلى سقوط عدد من الشهداء المسلمين. وبعد انتصار الإسلام على ضفاف اليرموك. أصبح الأردن قاعدة ثابتة. ومنذ ذلك الحين، ظلت جزءًا من الدولة العربية الإسلامية ونقطة اتصال بين شبه الجزيرة العربية والدول الإسلامية الأخرى.

الأردن في عصر العثمانيين

منذ بداية القرن الثاني عشر وما بعده، وبالأخص خلال العهدين المملوكي والعثماني، تم تنظيم المنطقة بترتيبات إدارية محددة. وقد شهد الأردن إنشاء مجالس إدارة محلية بمشاركة شعبية. إلا أنه خلال المرحلة الأخيرة من الحكم العثماني، تعرض الأردن للتمييز الذي مارسته لجنة الاتحاد والترقي ضد الهوية القومية العربية، مما أدى إلى رفض السياسة الطورانية والتمرد على حكم من يعتنق هذه السياسة. كانت الانتفاضة نتيجة حتمية للتتريك والقمع والضيق الاقتصادي والفساد الإداري وعجز الدولة العثمانية عن توفير قدر ضئيل من الأمن والاستقرار للأردن بالأخص والدول العربية ككل.

اتفاقية سايكس بيكو

وعلى هذا الأساس؛ أعلن الأمير فيصل الأول عن تشكيل أول حكومة عربية في دمشق في 5 تشرين الأول (أكتوبر) 1918. غير أنه في 22 تشرين الأول (أكتوبر) أصدرت بريطانيا بياناً يقسم بلاد الشام إلى ثلاث مناطق. تم ذلك ليس فقط بموجب اتفاقية سايكس بيكو المبرمة في عام 1916، ولكن أيضًا لتمكين بريطانيا من الوفاء بوعدها للحركة الصهيونية بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. وتوالت الأحداث إلى أن اتفقت بريطانيا وفرنسا في مؤتمر سان ريمو في 25 أبريل 1920 على فرض انتداب فرنسي على سوريا ولبنان وانتداب بريطاني على العراق وفلسطين والأردن. ورغم معارضة العرب لتلك المخططات الإمبريالية، فُرض واقع جديد بالقوة نتيجة التفوق العسكري على المقاتلين العرب في عدة معارك، كان آخرها في ميسلون في 27 يوليو 1920.

وبعد ذلك؛  وُضعت منطقة شرق الأردن تحت النفوذ البريطاني، كما دعت إليه اتفاقية سايكس بيكو، عين المندوب السامي البريطاني في فلسطين عددًا من ضباطه لإدارة الأراضي الواقعة شرق الأردن. ومن ثَم تم اتفاق أم قيس، الذي أبرم في اجتماع 2 سبتمبر 1920 بين وفد يمثل المنطقة الشمالية وأحد هؤلاء الضباط، ودعا الشعب في ذلك الاجتماع إلى إقامة حكومة عربية في الدولة مستقلة عن حكومة الانتداب على فلسطين. ودعت منظمة شرق الأردن للانضمام إلى سوريا عندما يصبح الاتحاد ممكناً.

اقرأ أيضًا: اماكن احتفالات عيد الاستقلال الاردني 2022

الكفاح الأردني في ظل السيطرة البريطانية

من أجل الحفاظ على سيطرتها، حاولت بريطانيا زعزعة وحدة الشعب الأردني من خلال إنشاء حكومات محلية في إربد والسلط والكرك. وسرعان ما انهارت هذه الحكومات التي فشلت في ضمان الأمن أو حماية السكان أو تحسين الظروف الاقتصادية المتدهورة. وفي 20 أبريل 1920، انطلقت الغارة من شمال الأردن ضد معسكرات الجيش البريطاني والمستوطنات اليهودية في بيسان والسماخ، وتوالت الغارات إلى أن وصل الأمير عبدالله بن الحسين إلى معان في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) 1920، وتلقى الدعم الكامل من الأردنيين والعرب الأحرار الذين توافدوا على الأردن، وفي مقدمتهم أعضاء في حزب الاستقلال

تأسيس شرق الأردن

في 29 مارس 1921، توصل البريطانيون إلى تسوية سياسية مع الأمير عبد الله تطالب بتأسيس أول حكومة وطنية موحدة في شرق الأردن، يتولى رئاستها. بمشاركة أعضاء من حزب الاستقلال، أظهرت الحكومة الجديدة بوضوح روح الولاء الوطنية التي أبلغت الشعب الأردني. هذا وقد شهدت السنوات الأربع التالية صراعًا مريرًا بين التطلعات الوطنية للحكومة الجديدة، والمصالح البريطانية والفرنسية في المنطقة. وبلغت شد الحبل ذروته في بسط سلطة الانتداب البريطاني لتشمل الشؤون الإدارية والمالية والعسكرية في الأردن، وأدى إلى إبعاد أعضاء حزب الاستقلال من الأردن.

شاهد أيضًا: شعر قصير عن عيد الاستقلال الاردني للاطفال

المعاهدة الأنجلو – أردنية الأولى

وعلى الرغم من اعتراف بريطانيا باستقلال إمارة شرق الأردن في 25 مايو 1923، إلا إنه فشل في الاستجابة للمطالب الأردنية بدولة مستقلة ذات سيادة كاملة، وعليه فقد أبرمت المعاهدة الأنجلو-أردنية الأولى في 20 فبراير 1928، التي باءت بالفشل على نطاق واسع، مما دفعهم إلى السعي إلى عقد مؤتمر وطني في 25 يوليو 1928، بمشاركة طوائف عدة من الشعب الأردني، لبحث مواد المعاهدة وتبني خطة للعمل السياسي. وتم فيه إصدار الميثاق الوطني الأردني. والذي كان بمثابة نقطة تحول في تاريخ النضال السياسي والوطني الأردني، حيث تم تحديد الثوابت السياسية الأساسية لتلك المرحلة.

المعاهدة الأنجلو – أردنية الثانية

حكمت هذه المبادئ المهمة النضال السياسي للشعب الأردني لسنوات عديدة لاحقة حتى إبرام المعاهدة الأنجلو-أردنية الثانية في 17 يونيو 1946، في عهد الملك عبدالله الأول بن الحسين، والتي على أساسها اعترفت بريطانيا باستقلال شرق الأردن تحت اسم المملكة الهاشمية “الأردن” وفور التوقيع بالأحرف الأولى على المعاهدة الجديدة في 22 آذار/ مارس 1946، اعتمدت المجالس البلدية في المملكة عددًا من القرارات التي تعبر عن رغبة الشعب الأردني في إعلان الاستقلال على أساس نظام الملكية الدستورية. واجتمع المجلس التشريعي الأردني في 25 مايو 1946 وصوت بالإجماع لإعلان الأراضي الأردنية دولة مستقلة بالكامل مع حكومة تمثيلية وراثية وملكية. وعليه في 25 مايو 1946، وافقت الأمم المتحدة على إنهاء الانتداب البريطاني وأصبح الأردن دولة مستقلة ذات سيادة تُعرف رسميًا باسم المملكة الأردنية الهاشمية.

إطلاق الدستور الأردني

استمرت التطورات السياسية والمؤسسية على قدم وساق. ففي يناير 1952، أصدر الملك طلال الأول الدستور الجديد الذي أقره مجلس النواب. نص الدستور على أن الشعب الأردني جزء من الأمة العربية، وأن نظام الحكم في الأردن ملكية نيابية وراثية، وأن الشعب مصدر السلطات جميعًا.

تنصيب الملك في الأردن

في 11 آب (أغسطس) 1952، تم تنصيب الملك حسين ملكاً على المملكة الأردنية الهاشمية. بعد أن تولى جلالة الملك سلطاته الدستورية في 2 مايو 1953، كما تم تنشيط العملية الديمقراطية التي عززت فترة من الوئام الكبير مع الشعب التطلع العام إلى مزيد من الحرية إلى جانب إنشاء وتطوير الإطار المؤسسي لدولة حديثة. اكتسب التطور الاقتصادي والسياسي والفكري زخماً كما فعلت الحركات السياسية الأردنية. وفي عام 1954، تم تعديل الدستور لتعزيز القاعدة الديمقراطية. دخل حيز التنفيذ في 1 نوفمبر 1955، يضمن الدستور المعدل أن الحكومة كانت مسؤولة أمام البرلمان. طُلب من الحكومة تقديم برنامجها إلى البرلمان والسعي إلى التصويت على الثقة.

تعريب الجيش الأردني

وفي 1 مارس 1956، قام جلالة الملك حسين بتعريب القيادة العليا للقوات المسلحة الأردنية من خلال عزل الضباط البريطانيين. وقد ساهم هذا الإنجاز الكبير في تأكيد السيادة الوطنية وتعزيز تضامن الشعب الأردني مع قيادته.  هذا وقد جرت أول انتخابات نيابية على أساس التعددية السياسية والحزبية في الجزء الأخير من عام 1956. وأثناء فترة الحكومة البرلمانية التي تلت ذلك، تم توقيع اتفاقية التضامن العربي في يناير 1957، وتم إلغاء الاتفاقية الأنجلو-أردنية. وفي 13 آذار من العام نفسه، تم إجلاء القوات البريطانية من الأردن. ويجدر الإشارة إلى أن الملك عبدالله الثاني بن الحسين تولى الحكم من 7 شباط 1999م، وحتى يومنا هذا، وشهدت المملكة الأردنية التطور السريع في كافة مناحي الدولة.

في الختام، نكون قد أوضحنا لكم مراحل استقلال الأردن بالتفصيل، حيث شهدت المملكة الهاشمية عدة مراحل للتخلص من الانتداب البريطاني وحتى تنصيب الملك حسين ملكًا على البلاد بعد مرور العديد من الصعوبات والأزمات التي أكدت ترابط وتلاحم كافة فئات الشعب.

المراجع

  1. wikiwand.com , استقلال الأردن , 24/05/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *