فضل صلاة التراويح في رمضان

فضل صلاة التراويح في رمضان هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، فصلاة التراويــح هي صـلاة القيام في شهر رمضـان المبارك، وقد ورد فيها الكثير من الفضائل والخصائص التي جعلتها ذات أهميّةٍ بالغة لدى المسلمين، لذا يهتمّ موقع المرجع عبر هذا المقال ببيان الفضل العظيم والثواب الكبير لهذه الصلاة.

فضل صلاة التراويح في رمضان

التراويح في اللغة هي جمعٌ لكلمة ترويحة، وهي ما يكون من المرّة الوحيدي من الراحة، وقد سمّيت هذه الصلاة بالتراويـح لأنّ الناس فيها كانوا يطيلون القيام والركوع والسجود، فكانوا يأخذون استراحة قصيرة ما بين كلّ أربع ركعات، وقد ورد في فضل صلاة التراويح:[1]

  • سبب لغفران الذنوب: فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ، فيَقولُ: مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ. فَتُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَالأمْرُ علَى ذلكَ، ثُمَّ كانَ الأمْرُ علَى ذلكَ في خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَصَدْرًا مِن خِلَافَةِ عُمَرَ علَى ذلكَ”.[2]
  • صلاتها مع الإمام تعدل قيام ليلة: عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- قال: “صُمْنَا معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رمضانَ، فلم يَقُمْ بنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حتَّى بقيَ سبعٌ منَ الشَّهرِ فقامَ بنا، حتَّى ذَهبَ نحوٌ من ثُلُثِ اللَّيلِ، ثمَّ كانت سادسةٌ، فلم يَقُمْ بنا فلمَّا كانتِ الخامسةُ قامَ بنا حتَّى ذَهبَ نحوٌ من شطرِ اللَّيلِ قلنا يا رسولَ اللَّهِ لَو نفلتَنا قيامَ هذِه اللَّيلةِ قالَ إنَّ الرَّجلَ إذا صلَّى معَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ حسبَ لَه قيامُ ليلةٍ قالَ ثمَّ كانتِ الرَّابعةُ فلم يَقُمْ بنا فلمَّا بقيَ ثلثٌ منَ الشَّهرِ أرسلَ إلى بناتِه ونسائِه وحشدَ النَّاسَ فقامَ بنا حتَّى خشينا أن يفوتَنا الفلاحُ، ثمَّ لم يَقُمْ بنا شيئًا منَ الشَّهرِ”.[3]
  • الموت مع المداومة عليها يجعل المرء من الصديقين والشهداء: عن عمرو بن مرة الجهني -رضي الله عنه- قال: “جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ، فقال: يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إن شهدتُ أن لا إله إلا اللهُ، وأنك رسولُ اللهِ، وصليت الصلواتِ الخمسِ، وأديت الزكاةَ، وصمت رمضانَ، وقُمتُه، فممَّن أنا؟ قال: من الصِّدِّيقين والشهداء”.[4]

شاهد أيضًا: ما حكم صلاة التراويح في المسجد والبيت ، وجميع الأحكام الشرعية المتعلقة

فضل صلاة التراويح للنساء

إنّ صلاة التراويـح من السنن المؤكدة للنساء والرجال وقد بيّن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ الخير في صلاة التراويـح للنساء يكون في بيوتهن، فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “لا تَمنَعوا نساءَكُمُ المساجِدَ وبيوتُهنَّ خيرٌ لَهُنَّ“،[5] وأمّا عن فضل صلاة التراويح للنساء فهو كذلك غفرانٌ للذنوب، والموت لمن داومت عليها كانت في زمرة الصديقين والشهداء والله ورسوله أعلم.

شاهد أيضًا: ادعية صلاة التراويح مكتوبة 1443 اجمل 50 دعاء في صلاة التراويح

حديث نبوي عن فضل صلاة التراويح

وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة في فضل صلاة التراويح وخصائصها التي أخبرنا بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومنها:

  • عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى ذَاتَ لَيْلَةٍ في المَسْجِدِ، فَصَلَّى بصَلَاتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ القَابِلَةِ، فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ، فَلَمْ يَخْرُجْ إليهِم رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قالَقدْ رَأَيْتُ الذي صَنَعْتُمْ ولَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الخُرُوجِ إلَيْكُمْ إلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ علَيْكُم وذلكَ في رَمَضَانَ“.[6]
  • عن عبد الرحمن بن عبد القاري قال: “خَرَجْتُ مع عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، لَيْلَةً في رَمَضَانَ إلى المَسْجِدِ، فَإِذَا النَّاسُ أوْزَاعٌ مُتَفَرِّقُونَ، يُصَلِّي الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ، ويُصَلِّي الرَّجُلُ فيُصَلِّي بصَلَاتِهِ الرَّهْطُ، فَقَالَ عُمَرُإنِّي أرَى لو جَمَعْتُ هَؤُلَاءِ علَى قَارِئٍ واحِدٍ، لَكانَ أمْثَلَ ثُمَّ عَزَمَ، فَجَمعهُمْ علَى أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، ثُمَّ خَرَجْتُ معهُ لَيْلَةً أُخْرَى، والنَّاسُ يُصَلُّونَ بصَلَاةِ قَارِئِهِمْ، قَالَ عُمَرُنِعْمَ البِدْعَةُ هذِه، والَّتي يَنَامُونَ عَنْهَا أفْضَلُ مِنَ الَّتي يَقُومُونَ يُرِيدُ آخِرَ اللَّيْلِ وكانَ النَّاسُ يَقُومُونَ أوَّلَهُ“.[7]
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ، فيَقولُ: مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ. فَتُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَالأمْرُ علَى ذلكَ، ثُمَّ كانَ الأمْرُ علَى ذلكَ في خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَصَدْرًا مِن خِلَافَةِ عُمَرَ علَى ذلكَ”.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة التراويح أربع ركعات فقط

ما فضل صلاة التراويح في كل ليلة

يندرج فضل صلاة التراويح في كلّ ليلة تحت المداومة عليها وقد ورد في فضل المداومة على هذه الصلاة لمن مات وهو مداومٌ عليها أنّه يكون في رتبة الصديقين والشهداء، فعن عمرو بن مرة الجهني -رضي الله عنه- قال: “جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ، فقال: يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إن شهدتُ أن لا إله إلا اللهُ، وأنك رسولُ اللهِ، وصليت الصلواتِ الخمسِ، وأديت الزكاةَ، وصمت رمضانَ، وقُمتُه، فممَّن أنا؟ قال: من الصِّدِّيقين والشهداء”.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة التراويح بعد الساعة 12

فضل صلاة التراويح جماعة

إنّ فضل صلاة التراويح مع الإمام في جماعة يعدل قيام الليلة كاملةً، كذلك روى أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- قال: “صُمْنَا معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رمضانَ، فلم يَقُمْ بنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حتَّى بقيَ سبعٌ منَ الشَّهرِ فقامَ بنا، حتَّى ذَهبَ نحوٌ من ثُلُثِ اللَّيلِ، ثمَّ كانت سادسةٌ، فلم يَقُمْ بنا فلمَّا كانتِ الخامسةُ قامَ بنا حتَّى ذَهبَ نحوٌ من شطرِ اللَّيلِ قلنا يا رسولَ اللَّهِ لَو نفلتَنا قيامَ هذِه اللَّيلةِ قالَ إنَّ الرَّجلَ إذا صلَّى معَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ حسبَ لَه قيامُ ليلةٍ قالَ ثمَّ كانتِ الرَّابعةُ فلم يَقُمْ بنا فلمَّا بقيَ ثلثٌ منَ الشَّهرِ أرسلَ إلى بناتِه ونسائِه وحشدَ النَّاسَ فقامَ بنا حتَّى خشينا أن يفوتَنا الفلاحُ، ثمَّ لم يَقُمْ بنا شيئًا منَ الشَّهرِ”.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة التراويح أقل من 8 ركعات

فضل صلاة التراويح في المسجد

اتفق العلماء على أنّ صلاة الرجل في المسجد في قيام الليل من شهر رمضان المبارك هو خيرٌ له من قيامها في المنزل، بينما المرأة على العكس، وكان الرسول الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- يرغّب في أداء هذه الصلاة في المساجد حتى خشي أن تفرض على أمّته فكان يترك صلاتها في المسجد تارةً ويعود إليها تارةً أخرى، والله ورسوله أعلم.

فضل صلاة التراويح في رمضان مقالٌ فيه تمّ تقديم الأحاديث النبوية الشريفة التي بيّنت الفضل العظيـم لصلاة التـراويح في البيوت والمساجد للرجال والنساء.

المراجع

  1. dorar.net , المَطلَبُ الثاني: صَلاةُ التَّراويحِ (قيامُ رَمضانَ) , 07/03/2024
  2. صحيح مسلم , مسلم/أبو هريرة/759/صحيح
  3. صحيح النسائي , الألباني/أبو ذر الغفاري/1363/صحيح
  4. صحيح الترغيب , الألباني/عمرو بن مرة الجهني/1003/صحيح
  5. الاقتراح , ابن دقيق العيد/عبد الله بن عمر/91/صحيح
  6. صحيح البخاري , البخاري/عائشة أم المؤمنين/1129/صحيح
  7. صحيح البخاري , البخاري/عبدالرحمن بن عبد القاري/2010/صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *