الحكمة من الفترة الزمنية بين تعليم الابناء الصلاة والتأديب عليها

الحكمة من الفترة الزمنية بين تعليم الابناء الصلاة والتأديب عليها سنتعرف عليها تاليًا، فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتعليم الأبناء على صلاة في سنٍّ معين قبل أن يتم إجبارهم أو تأديبهم على تركها، وذلك لحكمة منه صلى الله عليه وسلم، وسوف يقدم موقع المرجع للزائر الكريم تفصيلًا حول ذلك، وسوف تتم الإشارة إلى الحكمة من ذلك، وسيدور الحديث حول حكم الصلاة للأطفال الصغار، وسنتعرف على السن التي يبدأ عندها تعليم الصلاة للأطفال وإجبارهم عليها.

حكم تعليم الأطفال الصلاة

لقد أمرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم جميع المسلمين أن يعلموا أبناءهم على الصلاة في عمر السبع سنوات، وهو من باب الندب، من أجل تمرين الأطفال وتعويدهم على الصلاة وليس من باب الوجوب، ولم يوجب ذلك إلى في عمر العشر سنوات، ففي الحديث عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مُرُوا أولادَكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سِنِينَ، واضرِبوهم عليها وهم أبناءُ عشرِ سِنِينَ، وفَرِّقُوا بينهم في المضاجعِ”،[1] وفي الحديث عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “رُفِع القلمُ عن ثلاثةٍ: عن النَّائمِ حتَّى يستيقِظَ، وعن المبتلَى حتَّى يبرأَ، وعن الصَّبيِّ حتَّى يكبُرَ”،[2] ويدل هذان الحديثان على أنَّ الأبناء يجب أن يؤمروا بالصلاة من سن السابعة أما قبل ذلك فلا يندب لأن الطفل يعد غير مميز وغير عاقل، ولذلك فإنَّ التأديب للصلاة يكون في العاشرة.[3]

شاهد أيضًا: كم عدد واجبات الصلاة

الحكمة من الفترة الزمنية بين تعليم الابناء الصلاة والتأديب عليها

لقد كان لجميع تعاليم الإسلام التي جاء بها القرآن الكريم أو السنة النبوية حكم كثيرة وعظيمة، وجميعها تصب في صالح المسلمين، وفيما يأتي الحكمة من تلك الفترة:[3]

  • من أجل تعويد الأبناء وتمرينهم على الصلاة والاعتياد عليها قبل سن العاشرة، لأنَّه في العاشرة يضرب المسلم ابنه إذا ترك الصلاة.

وخلال تلك الفترة الزمنية يستقر فعل الصلاة في نفس الطفل ويتعود على فعلها خمس مرات في أوقاتها جميعها، ويعظمها في نفسه، وكل تلك الفترة تكون تمرينًا على ذلك، فيتعود على الخير قبل أن يؤمر به في العاشرة من عمره، ولذلك لا يُضرَب الولد على ترك الصلاة قبل العاشرة من عمره، بل يؤمر بها فقط.

شاهد أيضًا: من امثلة شعب الايمان المتعلقة بالقلب

سن الصلاة للبنات

لا يختلف سن الصلاة للبنات الصغار عن سن الأولاد الذكور، حيثُ أنَّ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ورد في الذكور والإناث على حد سواء
فورد أن علموا أبناءكم الصلاة على سبع سنوات ثمَّ أشار إلى وجوب تفريقهم في المضاجع، فقد ورد في رواية أخرى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مُروا أَولادَكُم بِالصَّلاةِ وهُم أَبناءُ سبعِ سِنينَ، واضْرِبوهنَّ عَليها وهُم أَبناءُ عَشرٍ، وفَرِّقوا بَينَهُم في المَضاجِعِ”،[4] وهذا يدل على أنَّ سن تعليم الصلاة للبنات هو سبع سنوات، وفي عمر العاشرة يجب تأديبهم وضربهم على تركها، وحتى يلتزمن بها مثل الذكور.

شاهد أيضًا: صلاة من الصلوات الخمس المفروضة تقرأ سرا والصلاة التي قبلها جهرا والتي بعدها جهرا

حديث عن الصلاة في وقتها

وردت العديد من الأحاديث الشريفة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تشير إلى ضرورة الصلاة على وقتها وفضل ذلك، ففي الحديث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلَاةُ علَى وقْتِهَا قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: برُّ الوَالِدَيْنِ قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهَادُ في سَبيلِ اللَّهِ قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي”.[5]

شاهد أيضًا: أجمل دعاء صلاة الظهر مكتوب ومستجاب

لماذا يبدأ تعليم الصلاة في سن السابعة

لقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتعليم الأبناء الصلاة في سن السابعة، وذلك لأنه في هذا السن تتوسع الآفاق العقلية عن الأولاد، ويتعلمون مهارات حياتية مختلفة، ويحرص الولد في هذا العمر على إرضاء والديه كلاهما، ويظل على استعداد دائم من أجل القيام بجميع ما يطلبونه منه، وإذا تلقى كلمات التشجيع والمدح فإنه يسعى إلى تقليد الكبار ويحب ذلك، حتى يصل العاشرة، ولأنه بعد العاشرة يرى الطفل في أوامر والده عودة للطفولة ويرفضها ولا يقبلها بسهولة.[6]

في نهاية مقال بعنوان الحكمة من الفترة الزمنية بين تعليم الابناء الصلاة والتأديب عليها تعرفنا على حكم الصلاة على الأطفال في الإسلام، وتعرفنا على السن التي يبدأ عندها تأديب الأطفال على الصلاة وعدم الالتزام بها، كما عرفنا ما الحكمة من تعليم الأبناء الصلاة والتأديب عليها ثلاث سنوات وذكرنا أحاديث عن تعليم الأطفال الصلاة وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل والأحكام المتعلقة بالموضوع.

المراجع

  1. صحيح الجامع , الألباني، عبد الله بن عمرو، 5868 ، حسن
  2. صحيح أبي داود , الألباني، عائشة، 4398 ، صحيح
  3. binbaz.org.sa , باب أمر الصبي بالصلاة تمرينا لا وجوبا , 15/11/2021
  4. المجموع , النووي، جد عمرو بن شعيب، 3/10، إسناده حسن
  5. صحيح البخاري , البخاري، عبد الله بن مسعود، 5970، صحيح
  6. alukah.net , تعليم الأبناء الصلاة , 15/11/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *