العمل الذي خُص في الآيات بأن الإنسان يتمنى تأجيل موته ليعمله، هو

العمل الذي خُص في الآيات بأن الإنسان يتمنى تأجيل موته ليعمله، هو؟ واحدٌ من الأسئلة التي ترتبط بحياة العبد وموته، فلقد شرّع الله -سبحانه وتعالى- الأعمال الصّالحة والطّاعات والعبادات، وأمر عباده السلمين بتنفيذها والقيام بها على أكمل وجه، بوجود ضوابط وأحكام دقيقة لهذه العبادات، وإنّ العبد لو قام بها نال أجرًا وثوابًا جزيلًا، ولو لم يعبد الله ويقوم بالطّاعات والأعمال الصالحة فقد خاب وخسر وتمنّى العودة من موته ليقوم بها، وفي هذا المقال سيوضّح موقع المرجع ما هو العمل الذي يتمنى الإنسان أن يؤجل موته ليفعله.

العمل الذي خُص في الآيات بأن الإنسان يتمنى تأجيل موته ليعمله، هو

إنّ الإنسان عند موته وبعده ينكشف بصره، فيرى ما لا يراه في حياته، ويوقن أنّ الكثير من الخير فاته بتركه للأعمال الصّالحة، فيتمنّى أن يؤجّل موته ليقوم بعملٍ محدّد، والإجابة حول السّؤال المتعلق بهذا العمل هي:

  • العمل الذي خُص في الآيات بأن الإنسان يتمنى تأجيل موته ليعمله، هو الصّدقة.

فقد ورد في كتاب الله قوله تعالى في سورة المنافقون: {وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ}.[1] حيث أنّ الإنسان عند موته يتذكّر الصّدقة لما لها من عظيم الأجر والثّواب، ولما يرى من عظيم أثرها بعد الموت، وفي هذه الآيات تنبيه للمؤمنين وعبرة لأولي الألباب ليتنبّهوا حتّى لا يكون حالهم كحال الذي يتمنى تأجيل الموت، بل عليهم المسارعة الإنفاق ممّا رزقهم الله، وأن يتصدّقوا ليكسبوا الثّواب وينالوا البركة بإذن الله.[2]

شاهد أيضًا: قال تعالى لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وضحت الآية أدب من آداب الصدقة هو ..

أشكال الصدقة

العمل الذي خُص في الآيات بأن الإنسان يتمنى تأجيل موته ليعمله، هو الصدقة، لكنّ الصدقة لا تقتصر على شكلٍ معيّن، بل تتغيّر بحسب حال المتصدّق والمتصدّق عليه، ومجالاتها وأشكالها واسعة منها:[3]

  • الصدقة بإعطاء المال.
  • إغاثة الملهوف صدقة.
  • عمل المعروف وكفّ الأذى عن النّاس صدقة.
  • إماطة الأذى عن الطريق والكلمة الطّيبة والخطا إلى الصلاة صدقة.
  • ذكر الله وتكبيره وتهليله وحمده صدقه.
  • زيارة المريض وإطعام الطعام وسقيا الماء صدقة.
  • البسمة في وجه المسلم صدقة.

شاهد أيضًا: فضل الصدقة في العشر من ذي الحجة

فضائل الصدقة في الإسلام

إنّ الصدقة من الأمور والأعمال العظيمة في حياة المسلم ولها أجرٌ عظيم في الإسلام، وهي دليل من دلائل الإيمان، وقد وردت الكثير من النّصوص التي تدلّ على فضل الصّدقة، ومن فضائلها ما يأتي:[4]

  • التّصدّق على السائلين والمحرومين من أعظم صفات عباد الله المحسنين، والذين وعدهم الله بمضاعفة العطية بأعظم ممّا أنفقوا.
  • تُعدّ الصدقة بالمال من الجهاد في سبيل الله.
  • إنّ الصدقة ترفع منزلة صاحبها وتوصله إلى أعلى المنازل في الدّنيا والآخرة.
  • بالصّدقة يرفع الله البلاء والمصائب عن المتصدّقين.
  • بالصدقة يُبارك في المال ويزداد الرّزق، وهي وقاية من العذاب.

شروط قبول الصدقة

قد تحدثنا فيما سبق عن إجابة السّؤال  العمل الذي خُص في الآيات بأن الإنسان يتمنى تأجيل موته ليعمله، هو، حيث إنّ الصدقة من الأعمال الصّالحة وهي كغيرها من تلك الأعمال تحتاج لعدّة شروط ليقبلها الله -سبحانه وتعالى- من عباده، ومن تلك الشّروط:

  • الإخلاص: بأن تكون الصدقة خالصةً لوجهه تعالى، والله لا يقبل العمل إذا لم يكن خالصًا لوجهه.
  • عدم المنّ والأذى للمتصدَّق عليه: فمن يفعل ذلك يُبطل أجر الصّدقة.
  • أن يكون كسب المتصدّق حلالًا: فمن تصدّق بمالٍ حرام فلا تُقبل منه الصدقة.

شاهد أيضًا: كم عدد انواع التوحيد

أحاديث وآيات عن الصدقة

قد حثّ الإسلام على الصدقة وبيّن أجرها وعظيم فضلها، وذلك فيما ورد من الآيات في القرآن الكريم والأحاديث في السّنة النّبوية الشريفة، والتي تتحدّث عن الصّدقة وتأمر بها، ومن تلك الآيات والأحاديث:

  • قال تعالى: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ}.[5]
  • قال تعالى: {وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.[6]
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- قال: “مَنْ تصدَّقَ بعدْلِ تمرَةٍ مِنْ كسبٍ طيِّبٍ ، ولَا يقبَلُ اللهُ إلَّا الطيِّبَ ، فإِنَّ اللهَ يتقبَّلُها بيمينِهِ ، ثُمَّ يُرَبيها لصاحبِها ، كما يُرَبِّى أحدُكم فَلُوَّهُ حتى تكونَ مثلَ الجبَلِ”.[7]
  • عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “ما مِن يَومٍ يُصْبِحُ العِبادُ فيه إلَّا مَلَكانِ يَنْزِلانِ، فيَقولُ أحَدُهُما: اللَّهُمَّ، أعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويقولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ، أعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا”.[8]

شاهد أيضًا: حكم من أنكر ركن من أركان الإيمان

بهذا نصل لنهاية المقال العمل الذي خُص في الآيات بأن الإنسان يتمنى تأجيل موته ليعمله، هو الصدقة، والذي تمّ فيه بيان أشكال الصّدقة ولماذا يتمنى الإنسان تأجيل الموت ليعود ويتصدّق، وذكر المقال فضائل الصّدقة وشروط قبولها، وختم بتقديم أدلة من القرآن والسنة تحث على الصدقة وتبين أجرها.

المراجع

  1. سورة المنافقون , الآية 10.
  2. islamweb.net , تساؤلات عن الصدقة , 30/09/2021
  3. al-eman.com , أنواع الصدقات , 30/09/2021
  4. islamweb.net , فضائل الصدقة , 30/09/2021
  5. سورة الحديد , الآية 18
  6. سورة المزمل , الآية 20
  7. صحيح الجامع , الألباني، ابو هريرة، 6152، صحيح.
  8. صحيح مسلم , مسلم، أبو هريرة، 1010، صحيح.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *