ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة من هم

ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة من هم هو ما سنوضّحه لكم عبر فقرات وسطور هذا المقال، حيثُ أنّه لا يوجد في هذه الحياة أمرٌ أشدّ قسوةً من الهَجْر والحِرمان، وذلك في الحياة الدّنيا بين البشر، فكيف الحال في ذلك مع ربّ البشر، في الوقت الّذي يسعى إليه المسلم لنيل رضا الله عزّ وجلّ والتّقرّب إليه، لذا وعبر هذا المقال ضمن موقع المرجع سوف نعرّفكم على من هم الّذين لا ينظر الله إليهم يوم القيامة.

حديث شريف ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة

عن أبي ذرّ الغفاري -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ: المَنَّانُ الذي لا يُعْطِي شيئًا إلَّا مَنَّهُ، والْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بالحَلِفِ الفاجِرِ، والْمُسْبِلُ إزارَهُ. وفي رواية: ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ ولا يَنْظُرُ إليهِم ولا يُزَكِّيهِمْ ولَهُمْ عَذابٌ ألِيمٌ”[1].

حيثُ إن الرّسول الكريم صلوات الله عليه كان شديد الحرص على أمّته من النّار وغضب الله -عزّ وجلّ-، وقد حذّر أصحابه من المرء قبيح الأعمال وسيّئ الصّفات، فقد كان -صلّى الله عليه وسلّم- حريصٌ على فعل كلّ ما يُقرّبه من الجنّة في الآخرة.

شاهد أيضًا: من هم الثقلين في حديث النبي صلى الله عليه

ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة من هم

فقد جاء في الحديث الشّريف كما أخبرنا النّبيّ الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه هناك ثلاثة أنواعٍ من النّاس لا يكلّمهم الله تعالى، وفي رواية أخرى (لا ينظر إليهم)، وفي هذه القول مُبالغة في العقوبة من باب التّهديد والوعيد، وهم:[2]

المنّان الّذي يمنّ بالعطاء بعد أن يُعطيه

حيثُ أنّ المنّ في العطيّة هو التّعالي على الآخذ، فلا يجوز للمُنفق سواءً كان رجل أو امرأة الامتنان على المنفق عليه، سواءً كان الامتنان بلسانه أو بقلبه، مثل أن يُخبره بأنّه تفضّل عليه بذلك العطاء، أو أنّه مدين له مقابل ذلك، كما أنّه لا يجب على المنفق أن يُقدم على فعل أيّ مكروه يتنافى مع ما قدّمه للمنفق عليه من إحسان، فلا يحقّ له التّكبّر والاستعلاء، أو إذلاله من أجل تلك العطيّة، بل يجب أن يكون عطاؤه خالصًا لوجه الله تعالى، وأن يتفكّر في الأجر والثّواب الّذي سَيناله بفضل ذلك المنح في سبيل الله تعالى.

المُنفق بضاعته بالحلف الكاذب

كأن يقول “والله إنّي اشتريتها بكذا” وذلك من أجل أن يروّج لبضاعته ويحلّيها في أعين المشترين متّبعًا أسلوب الكذب والخداع، وهو بذلك يكون قد إرتكب أربعةً من الخطايا والآثام: (اليمين الكاذب، خداع المسلم وغشّه، الاستخفاف بحقّ الله تعالى وعظيم قدره، أخذ مال المسلم بغير حق)، والدّليل على ذلك من القرآن الكريم قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[3]

المُسبل إزاره

 وهو المسلم الّذي يُطيل ثيابه ويتركها تجرّ خلفه على الأرض تكبّرًا واستعلاء بنفسه، فالإزار هو الثّياب التي تغطّي الجزء الأسفل من الجسم، والدّليل على ذلك أيضًا ما ورد عن الرّسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم: “لا يَنْظر الله يوم القيامة إلى من جرّ إزاره بَطرًا”.[4]

شاهد أيضًا: من هم الايامى ، الفرق بين اليتامى والايامى

من هم الذين لا ينظر الله إليهم يوم القيامة

حيثُ أنّه هناك العديد من الأصناف الأخرى التي لا ينظر الله إليها يوم القيامة، ولم يرد ذكرها في الحديث الشّريف المذكور في الفقرة السّابقة وإنّما أخبر عنها الرّسول الكريم في أحاديث نبويّة صحيحة أخرى وهم:

• الصنف الأول: الملك الكذّاب، والشّيخ الزّاني، والعائل المستكبر (الفقير المتكبّر)، والدّليل على ذلك ما روُي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ ولا يُزَكِّيهِمْ، قالَ أبو مُعاوِيَةَ: ولا يَنْظرُ إليهم، ولهُمْ عَذابٌ أليمٌ: شيحٌ زانٍ، وملكٌ كذّابٌ، وعائِلٌ مُسْتكْبِرٌ”.[5]
• الصنف الثاني: الولد العاقّ لوالديه، والمرأة المسترجلة (المتشبّهة بالرّجال)، والدّيُّوث (الرّجل الّذي ليس لده غِيرةً على نسائه)، وقد ورد ذلك في الحديث الشّريف عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “ثلاثٌ لا يدخُلونَ الجنَّةَ، ولا يَنْظر الله إليهم يوم القيامةِ: العاقُّ والداهِ، والمرأةُ المترجِّلةُ المتشبِّهةُ بالرِّجالِ، والدَّيُّوثُ”.[6]
• الصنف الثالث: مدمن الخمر، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “ثلاثةٌ لا ينظُرُ اللهُ إليهم يومَ القيامةِ : العَاقُّ لوالدَيْهِ ومُدمِنُ الخَمرِ والمنَّانُ بما أعطى”.[7]
• الصنف الرابع: مانع فضل الماء، قال صلّى الله عليه وسلّم: “وَرَجُلٌ مَنَعَ فضْل ماءٍ فيقول الله: اليوم أمنْعُكَ فضلي كما منَعْت فَضلَ ما لم تَعْمل يَداك”.[8]
• الصنف الخامس: امرأة لا تشكر لزوجها، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “لا يَنظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه”.[9]
• الصنف السادس: الشّاذّون (من يأتي امرأته في دُبرها)، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “إنّ الّذي يأتي امرأته في دُبُرها، لا يَنظر الله إليه يوم القيامة”.[10]

ما معنى لا ينظر الله إليهم يوم القيامة

إنّ الحرمان من نظر الله تعالى يوم القيامة هو حرمان العبد من الرّحمة والعطف، فلا ينظر إليه بعين الرّحمة فيُضاعف لهم العقوبة، ويتركهم يواجهون العذاب والأهوال على ما اقترفت أيديهم في الحياة الدّنيا، فقد اتّصفوا بأسوأ الصّفات التي حذّر منها الله تعالى عباده، فيحرمهم من رحمته يوم يقوم الحساب، حيثُ أنّ كما يُقال في اللّغة العربيّة أنّ استعمال النّظر كنوع من العناية والإقبال، وكفّ النّظر كنوع من الغضب.[11]

شاهد أيضًا: من هم الصابئون المذكورين في القران الكريم

إلى هنا نكون قد وصلنا معكم إلى نهاية هذا المقال الّذي تحدّثنا من خلاله عن ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة من هم، ومن ثمّ تنقّلنا في الحديث عن الأصناف الأخرى التي لا ينظر الله إليهم يوم القيامة، وما معنى لا ينظر الله إليهم يوم القيامة.