ما هي قارات العالم السبع
جدول المحتويات
ما هي قارات العالم السبع، فالقارة هي أهم جزء من حياة الإنسان، من حيث أن القارات تضم الأرض اليابسة التي نعيش عليها كبشر، ويرتبط اسم القارات اليوم، بأسماء ومسميات مختلفة، تعكس التقسيمات السياسية التي تشكلت طبيعياً، والفرق الوحيد هنا أن القارة مرتبطة بالجغرافيا والتاريخ لسكان القارة، بعيداً عن هذه التقسيمات، وفي ضوء هذا التقسيم الطبيعي، نجد الأرض اليابسة الموجودة على سطح الأرض تضم سبع قارات أساسية، وفي مقالنا اليوم عبر موقع المرجع سوف نتعرف على هذه القارات السبعة ونشأتها.
القارة
القارات هي مساحات شاسعة من الأرض ترتفع فوق مستوى سطح البحر، وعادة ما يتم تعريف القارة بشكل عام، على أنها كتلة أرض كبيرة مفصولة عن الكتل الأرضية الأخرى بالمحيطات، ولكن هذا التعريف غير دقيق بعض الشيء، فعلى سبيل المثال، لا تفصل المحيطات بين آسيا وأوروبا، وعندها تكون آسيا وأوروبا هما قارة واحدة، وهذا خاطئ، من حيث أنه يوجد تباين كبير بينهما من عدة نواحي، فكل قارة لها المقومات والخصائص التي تجمع بينها، والتي تتعدى حدود اليابسة والبر فقط، أما من وجهة نظر علم الجيولوجيا، فلا يتم تعريف القارة بحجمها أو موقعها أو من اكتشفها أو ما إذا كانت محاطة بالمحيطات، بدلاً من ذلك، يتم تعريفها من خلال الصخور التي تتكون منها، وكيف أصبحت على ما هي عليه الآن.[1]
شاهد أيضًا: كم عدد القارات في العالم
نظريات نشأة القارات
يستغرق تكوين القارات وقتا طويلا ويصل إلى ملايين السنين، حيث أمه تتحرك الصفائح المختلفة للغلاف الصخري بسرعة تتراوح من 3 إلى 20 سم سنويًا، وبالرغم من حداثة العلم، إلا أن القوى الدافعة لتحرك القارات عبر سطح الأرض، ليست مفهومة تمامًا بعد، ولكن هناك بعض النظريات التي وضعها العلماء، ومنها:[1]
- نظرية الانجراف القاري: التي تم تطويرها في أوائل القرن العشرين بواسطة ألفريد فيجنر، وقال فيجنر إن القارات تتحرك على سطح الأرض، وأنهم كانوا مرتبطين معًا كقارة عظمى واحدة، والتي أسماها قارة بانجيا، التي تعني كل الأرض في اليونانية القديمة، وأشار إلى أن بانجيا قد انفصلت منذ فترة طويلة، وأن القارات انتقلت بعد ذلك إلى مواقعها الحالية.
- نظرية تيارات الحمل الحراري: التي تحدث على نطاق واسع في طبقة الوشاح، مما يؤدي إلى تسخين وتبريد مادة الوشاح، وفي النهاية تتطور طاقة كافية لتحريك الصفائح.
- نظرية التراكم: وهي نظرية ضعيفة إلى حد ما بين أواسط العلماء، والتي تفترض أن الأرض تكونت عبر تراكم طبقات من الصخور فوق بعضها البعض، على ما أسماه العلماء الدرع القاري.
- نظرية الأعمدة المتصاعدة: وهي عبارة عن نفاثات من مادة صخرية منصهرة جزئياً، ترتفع إلى سطح الأرض عند قاع المحيط، وبين حواف وسط المحيط، مضيفة بذلك مادة إلى القشرة، وفي ذات الوقت، تدفع الصفائح في اتجاهين متعاكسين، فتتحرك الصفائح التكتونية المختلفة متباعدة عند التلال المحيطية، أو تصطدم بمناطق الاندساس، أو تنزلق فوق بعضها البعض.
ما هي قارات العالم السبع
لقد رأينا أن القارة هي مساحة شاسعة من الأرض، ووفقاً لهذا التعريف، نجد سبع قارات موجودة الآن من حيث بروزها وظهورها كأرض بغض النظر عن كونها آهلة بالسكان أم لا، وهذه القارات هي قارة آسيا وإفريقيا وأوروبا والأمريكتين وأوقيانوسيا والقارة القطبية الجنوبية، ولكل من هذه القارات العديد من الخصائص التي ترتبط بنشأتها وثقافتها ومناخها وطريقة عيش سكانها والخيرات الطبيعية التي تزدهر في أرضها وما إلى ذلك، وكتصنيف من حيث الاكتشاف، يتم تصنيف القارات إلى قارات العالم القديم وقارات العالم الجديد.[2]
عدد قارات العالم القديم
يركز تاريخ العالم القديم على الأحداث الماضية في إفريقيا وآسيا وأوروبا، وهم القارات الثلاثة ذات البدايات القديمة والأماكن المعروفة قبل اكتشاف القارات الجديدة، والتي شكلت الأحداث التاريخية القديمة التي في ضوء تدرجها نجد التقسيمات السياسية الحديثة للدول في كل قارة منها، ويتم تطبيق علامة العالم الجديد والقديم أيضًا في القطاعات التي لها تاريخ عريق، مثل القطاع الزراعي، حيث تشترك أوروبا وآسيا وأفريقيا في تاريخ زراعي مشترك، نشأ من ثورة العصر الحجري الحديث، وتشترك القارات الثلاث في النباتات والحيوانات المستأنسة المشتركة مما يجعل من السهل تجميعها معًا، ولم تكن مثل هذه الحيوانات والمحاصيل موجودة في الأمريكتين، حتى تم إدخالها في تسعينيات القرن التاسع عشر عن طريق الاتصال ما بعد الكولومبي.
قارات العالم الجديد
يعود تاريخ معرفة قارات العالم الجديد إلى منتصف أواخر القرن الخامس عشر، الذي كان يعرف باسم عصر الاستكشاف، وهو الوقت الذي توسع فيه الأوروبيون إلى ما وراء المياه الساحلية لعالم أوروبا القديم، حيث اكتشفوا الأمريكتين في نصف الكرة الغربي، لذلك تسمى الأمريكيتين بقارات العالم الجديد بالرغم من وجودهم منذ ملايين السنين، وقد تم اكتشاف القارات الجديدة على يد البحارة الأوروبيين، ويعود الفضل الحقيقي لهذا الاكتشاف، وتطوير مصطلح العالم الجديد في عام 1492م، إلى المستكشف الإيطالي كريستوفر كولومبوس الذي وصل إلى الأمريكيتين قبل الجميع.
القارات السبع بالتّرتيب
لقد تعرفنا سابقاً على قارات العالم السبع المعروفة حالياً، ولكل من هذه القارات خصائصها الثقافية والاقتصادية والسياسية وغيرها، وهذه مميزات لا يمكن ترتيب القارات في ضوئها، وفيما يلي نقوم بترتيب القارات بناءً على القارات الأكبر مساحة، وكم عدد سكانها، وهي التالي:[2]
قارة آسيا
وهي أكبر قارات العالم من حيث المساحة البالغة 44.579.000 كم²، وأكثرها اكتظاظًا بالسكان البالغين 4،560،667،108 نسمة، ومن حيث الحدود، تشترك آسيا في حدودها مع أوروبا وأفريقيا من الغرب، وأوقيانوسيا من الجنوب، وأمريكا الشمالية من الشرق، كما يساعد شمالها في تكوين جزء من القطب الشمالي، إلى جانب كل من قارتي أمريكا الشمالية وأوروبا، وتقع أوروبا وآسيا تقنيًا على نفس الكتلة الأرضية الإجمالية، ويشار إلى الاثنين معًا في مناطق الالتحام، باسم أوراسيا، وهناك دول تميل إلى التقسيم بين القارتين، مثل روسيا، التي تنقسم إلى روسيا وروسيا الأوروبية.
قارة إفريقيا
القارة الثانية من حيث المساحة البالغة 30.370.000 كم²، والأولى من حيث عدد الدول، فهناك 54 دولة في القارة الأفريقية، ويعيش فيها حوالي 1.3 مليار شخص، وقد تم اكتشاف أقدم الحفريات البشرية مثل الهياكل العظمية والجماجم في أفريقيا، لذلك يشار إلى القارة الأفريقية أيضًا باسم مهد البشرية، أما من حيث الموقع، فقارة إفريقيا تقع غرب آسيا، وجنوب أوروبا، وهي محاطة بالمياه من المحيطين الهندي في الشرق والجنوب، والأطلنطي في الغرب والجنوب، والبحر المتوسط في الشمال، وليس للقارة أي اتصال بري مع أي قارة، وحتى الاتصال البري الوحيد مع آسيا، والكائن في برزخ السويس في الزاوية الشرقية الشمالية من القارة الإفريقية، تم اقتطاعه بقناة السويس.
القارة الأمريكية الشمالية
هي ثالث أكبر قارة في العالم من حيث مساحة اليابسة البالغة 24.709.000 كم²، ومن حيث عدد السكان البالغ عددهم 579.024000 نسمة، فهي رابع أكبر قارة، وتعتبر أمريكا الشمالية في بعض الأحيان، شبه القارة الأمريكية، وتوجد بالكامل في نصف الكرة الشمالي، وهناك قسم من القارة يدعى أمريكا الوسطى في وسط ما يعرف بالبحر الكاريبي، والتي ترتبط القارة الأمريكية الشمالية بجارتها الجنوبية، ويحد القارة المحيط المتجمد الشمالي في الشمال، والمحيط الأطلسي في الشرق، والمحيط الهادئ في الغرب، وأمريكا الجنوبية من الجنوب، وتضم أمريكا الشمالية أكبر البلدان المهيمنة على الاقتصاد العالمي وهي الولايات المتحدة الأمريكية.
القارة الأمريكية الجنوبية
هي رابع أكبر قارة في العالم من حيث المساحة البالغة 17.840.000 كم²، وثالث أكبر قارة في العالم من حيث عدد السكان، وتقع في الغالب في نصف الكرة الجنوبي من خط الاستواء وباتجاه الجنوب، باستثناء مساحة صغيرة في الجزء الشمالي من القارة، وتضم القارة الأمريكية الجنوبية عدد من الدول الهامة، مثل البرازيل وكوبا وفنزويلا، وتشكل البرازيل وحدها مساحة النصف تقريباً من مساحة القارة، أما من حيث الحدود، فيحد أمريكا الجنوبية المحيط الأطلسي من الشرق، والمحيط الهادئ من الغرب، والمحيط الجنوبي الذي يحيط بالقارة القطبية الجنوبية من الجنوب، وأمريكا الشمالية في الشمال، وكلا القارتين الأمريكيتين الشمالية والجنوبية يقعان في معزل عن باقي القارة الأخرى.
القارة القطبية الجنوبية
والتي تحيط بالقطب الجنوبي، ولا يوجد بها سكان دائمون ولا دول بسبب صعوبة العيش هناك مع المناخ الأبرد على وجه الأرض، وإنما هي محجوزة للاستخدام كأساس علمي حيث يوجد فيها مراصد ومناطق مراقبة دولية، والقارة القطبية الجنوبية هي خامس أكبر قارة من حيث مساحة الأرض البالغة 14.200.000 كم²، والقارة الأقل كثافة سكانية البالغة فقط 1000 نسمة، ومن حيث الحدود، فهي عبارة عن جزيرة عملاقة ومحاطة بالكامل بالمحيط الجنوبي، وقارة أنتاركتيكا ما يقرب من 98% منها مكونة من الجليد الصلب، وتم اعتبارها أخيرًا قارة في عام 1840م، وليست مجرد مجموعة من الجزر المعزولة.
قارة أوروبا
وهي سادس أكبر قارة من حيث المساحة البالغة 10.180.000 كم²، والبالغ عدد سكانها تقريباً 10.180.000 نسمة، وعلى الرغم من ارتباطها المادي بآسيا، إلا أن أوروبا كانت تعتبر تاريخيًا قارة منفصلة، بسبب الاختلافات الثقافية واللغوية، ويُعتقد عمومًا أن جبال الأورال والقوقاز هي الحدود الشرقية لأوروبا، وتشمل الحدود الأخرى لأوروبا البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط من الجنوب، والمحيط المتجمد الشمالي من الشمال، والمحيط الأطلسي من الغرب، وتضم أوروبا العديد من الدول الاستعمارية القديمة التي كانت محور الأحداث التاريخية على مدى عقود خلت.
قارة أوقيانوسيا
والتي تعرف أيضاً باسم أستراليا، هي أصغر قارة في العالم من حيث المساحة البالغة 8.525.989 كم²، وثاني أقل القارة من حيث الكثافة السكانية البالغة 41570842 نسمة، ويستخدم اسم قارة أوقيانوسيا، لوصف هذه المنطقة من أجل تمييزها عن دولة أستراليا، ومع ذلك، فإن أوقيانوسيا ليست قارة ولكنها بدلاً من ذلك مجموعة قارية، ومصطلح أسترالاسيا، الذي يجمع بين أستراليا وآسيا، يستخدم أحيانًا للإشارة إلى هذه المنطقة، وتشمل البلدان المدرجة في القارة الأسترالية كل من أستراليا وبابوا غينيا الجديدة وأجزاء من إندونيسيا، بالإضافة إلى الآلاف من الجزر المرجانية والجزر البركانية في جنوب المحيط الهادئ، بما في ذلك مجموعتي ميلانيزيا وبولينيزيا.
القارة المفقودة
القارة المفقودة، هي القارة الثامنة والتي أطلق عليها العلماء اسم زيلانديا، أما عن تاريخ التشكيل الجيولوجي لها، فعندما انقسمت شبه القارة الأرضية القديمة بانجيا، تحولت إلى جزأين، لوراسيا التي أصبحت في الشمال وتشكلت منها أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية، والجندوانا التي انتشرت في الجنوب لتشكل إفريقيا الحديثة والقارة القطبية الجنوبية وأمريكا الجنوبية وأستراليا، وواصلت القوى الجيولوجية إعادة ترتيب هذه الكتل الأرضية، وانزلقت زيلانديا تحت الأمواج، بعد حوالي 30 إلى 50 مليون سنة من كسرها لجندوانا، وتبلغ مساحة زيلانديا ما يقرب من 2 مليون ميل مربع، قرابة 5 ملايين كيلومتر مربع، وهذا بشكل حوالي نصف مساحة أستراليا، لكن 6% فقط من الأرض اليابسة للقارة، هي فوق مستوى سطح البحر، ويدعم هذا الجزء الجزر الشمالية والجنوبية لنيوزيلندا وجزيرة كاليدونيا الجديدة.[3]
شاهد أيضًا: اكبر قارات العالم مساحة
قارة أدريا الكبرى
ظهرت قارة أدريا الكبرى المفقودة منذ حوالي 240 مليون عام، وذلك بعد انفصالها عن جندوانا التي تكوّنت منها القارات الجنوبية المذكورة سابقاً، وكانت أدريا الكبرى كبيرة، وتمتد من ما يعرف الآن بجبال الألب وصولًا إلى إيران، ولكن لم تكن كل اليابسة التي تضمها موجودة فوق الماء، وتنتمي أدريا الكبرى إلى الصفيحة التكتونية الأفريقية، ولكنها لم تكن جزءًا من القارة الأفريقية، حيث كان هناك محيط بينها، وكانت أدريا تنزلق ببطء تحت الصفيحة التكتونية الأوراسية، أو في ما يعرف الآن بجنوب أوروبا، فمنذ حوالي 100 مليون إلى 120 مليون سنة، حطمت أدريا الكبرى أوروبا، وبدأت تغوص تحتها، لكن بعض الصخور كانت خفيفة جدًا وبالتالي لم تغرق في وشاح الأرض، وهذا ما يشكل حالياً سلاسل جبلية هامة، مثل جبال الألب.[3]
وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان ما هي قارات العالم السبع، والذي تعرفنا من خلاله على القارات وكيفية نشأتها وما هي القارات السبعة، كما تعرفنا على القارة المفقودة وقارة أدريا الكبرى.
المراجع
- courses.lumenlearning.com , Theory of Continental Drift , 20/01/2022
- worldatlas.com , Continents Of The World , 20/01/2022
- livescience.com , There's a Lost Continent Hiding Beneath Europe , 20/01/2022
التعليقات