ماذا قال الرسول عن قبيلة حرب

ماذا قال الرسول عن قبيلة حرب ؟ سؤالٌ يطرحه الكثير من المهتمّين بالتّاريخ العربيّ والإسلاميّ، فالقبائل العربيّة تنتشر بشكلٍ كبيرٍ في الجزيرة العربيّة قديماً وحديثاً، والكثير من القبائل التي يمتدّ نسلها إلى اليوم ممّن يهتمّون بالأنساب والأصول لا يزالون متواجدين إلى يومنا هذا، ولا بدّ من الإشارة أنّ القبائل العربيّة لم تنجوا جميعها، بل كان هنالك الكثير من القبائل التي اندثرت وأبيدت، فسمّيت بقبائل العرب البائدة، واندثارها كان نتيجة العديد من الأسباب والعوامل، أمّا قبيلة حرب فهي من القبائل التي يمتدّ نسلها إلى يومنا هذا، ولذلك يهتمّ موقع المرجع ببيان ماذا قال الرسول عن قبيلة حرب.

أصل قبيلة حرب

قبل معرفة ماذا قال الرسول عن قبيلة حرب، سيتمّ التّعرّف على أصل قبيلة حرب، حيث أنّ قبيلة حرب من القبائل التي تسكن شبه الجزيرة العربيّة، وتتركّز في منطقتي الحجاز  ونجد، يعتقد المؤرّخون أن أصل قبيلة حرب يعود إلى قبائل القحطانيّة في اليمن، والتي عاشت فيه قبل هجرتها إلى الجزيرة العربية نتيجةً لخلافٍ دار بين القبيلة أبناء عمومتهم الرّبيعة بن سعد، وذلك كان في عام 131 هـ ، تشتهر قبيلة حرب بالكثير من الألقاب مثل حرب الحرابة وشرّابة الأبيار ومغلية الأسعار وذلك يعود لكثرة أعدادها، فهي في الوطن العربي قد تزيد عن خمسةٍ وأربعين مليون شخص، وتعيش قبيلة حرب على تربية الماشية من الإبل والغنم، وساهمت في حماية طريق الحجّ وحماية الحجّاج.[1]

ماذا قال الرسول عن قبيلة حرب

قال الرسول عن قبيلة حرب أنّها من خير القبائل وأنّه -عليه الصّلاة والسّلام- قد صلى عليها، ولكنّ ما ورد عن ذلك كلّه من الأحاديث الضّعيفة، فقد ذُكر عن أبو نجيح -رضى الله عنه- قال: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “ألا أخبركم بخير قبائل؟ قلنا: بلى يا رسول الله قال: السكاسك والسكون كندة، وإلا ملوك ردمان، وفرقا من الأشعريين وفرقا من خولان” وقد ورد أيضاً في الحديث ما رواه عمر بن عبسة حين قال: “صلَّى رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على السَّكونِ والسَّكاسِكِ وعلى خَوْلانِ العاليةِ وعلى الأُملوكِ أُملوكِ رَدمانَ”.[2]

ومن الجدير بالذّكر أن قبيلة خولان كما ذُكر في موسوعة القبائل العربية، أنّ قبيلة حرب هم بني خولان، حيث أنّهم قبيلةٌ يمنيّة قديمة ممّن عاصرت سبأ ومعين، وتعدّ بلادهم حينها من أجمل بقاع الأرض، كانت خولان التي تنتسب لها قبيلة حرب قبيلةً وثنيّة قبل ظهور الإسلام، وقد أسلمت في السّنة العاشرة للهجرة، حيث أنّ وفداً وصل منها إلى المدينة ليعلن إسلام القبيلة أمام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد أخبروه بما فعلوا في وثنيّتهم، وقالوا يا رسول الله نحن قومٌ مصدّقون بالله ومؤمنون به وبرسوله، وكنا قد قدمنا إليك زائرين على إبلنا وخيولنا، فردّ عليهم أن ما ذكرتم من مسيركم فبكلّ خطوةٍ خطاها بعير أحدكم لكم حسنة، ومن زارني بالمدينة كان جواري يوم القيامة، ووعدوه أن يهدموه أصنامهم، تُعدّ قبيلة حرب وخولان قبيلةً قحطانيّة ورد اسمها في النّقوش اليمنيّة القديمة في القرن السّابع قبل الميلاد.[3]

شاهد أيضًا: من الذي رتب سور القران الكريم كما هي الان في المصحف

نسب قبيلة حرب الحقيقي

يرجع نسب قبيلة حرب الحقيقي إلى قبيلو خولان، وهي قبيلةٌ يمنيّةٌ مشهورة، فخولان قبيلة خولانية قحطانية عود إلى حرب بن سعد بن سعد بن خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن عمر بن مرّة بن زيد بن مالك بن حمير، بن سبأ بن يعرب بن قحطان بن عابر بن شالخ بن ارفخشد بن سام بن نوح، وقبيلة حرب أكبر القبائل العربيّة وقد كانت تقطن في صعدة في اليمن ونزحت إلى الحجاز، وأولاد حرب بن سعد أربعة هم الفاحش ومالك وعامر والفيّاض، اشتهرت القبيلة بالفنون الشّعبيّة المشهورة الخاصّة بها والتي تستخدمها عادةً في الاحتفالات، وهي الخبيتي والرديح والعرضة الحربية والحرابي، والبدواني والزير.[4]

قبيلة حرب والأتراك

كانت مهمّة حرب في عهد الحكم العثماني خدمة المدينة المنوّرة ومكّة المكرّمة، ووظيفتها جمع الضّرائب من الحجيج وإرسالها للحكام العثمانيّين، وقد كان تعدّ القبيلة الوحيدة التي لا تدفع الضّرائب بل تتلقّى الأجر من الأتراك كونها كانت تعمل على جمع الضّرائب وحماية طريق الحجّ، وهي بمثابة العاملين لدى الحكومة التّركيّة وقتها، ثارت القبيلة فيما بعد على الحكم العثمانيّ حيث استطاعوا قتل أحد القادة العثمانيّين البارزين، خلال اشتباكهم مع القوّات العثمانية وقوات محمد علي المصرية، حتّى أرسل العثمانيّين الشريف محمّد  للصّلح والوساطة، وتمّ ذلك بعد عشر سنواتٍ متواصلة من الثّورة عانى خلالها الأتراك كثيراً وفقدوا أكثر من ألفي جندي فيها.

ديار قبيلة حرب

كان قبيلة حرب تقطن اليمن قبل نزوحها إلى الحجاز ونجد، بين الحرمين الشّريفين، وقد زادت أعدادها وارتحل الكثير منهم فأصبحت صيار قبيلة حرب على قسمين:

• في شبه الجزيرة العربية حيث كان يحدّ ديارهم جنوباً وادي مر الظهران والقنفذة، ومن الشّمال ما وراء جبل أحد في المدينة المنورة، وفي الغرب تصل ديارها للبحر الأحمر من جدّة إلى ينبع البحر، أما من الشّرق تمتد على جانبي طريق القصيم من المدينة المنورة إلى ما وراء وادي الرملة وتصل حتّى حدود العراق.
• خارج شبه الجزيرة العربية حيث انتشرت عدّة بطون وأفخاذ من قبيلة حرب خارج الموطن الأصلي للقبيلة، وأبرز تلك الأفخاذ المحاميد، حيث تنتشر بكثرة في بلاد الشّام، وبعض مناطق العراق ودول المغرب العربي، وقد كوّنت لنفسها إمارة في الأردن في محافظة الكرك سمّيت بإمارة المحاميد، وحكمت فترةً من الزمن قبل تحالف قبائل الأردن عليها وردعها، وفي الأردن أيضاً جبلٌ يُطلق عليه جبل بني عوف نسبةً لعوف من قبيلة حرب.

شاهد أيضًا: من هو اول تابعي فسر القران

وفي نهاية المقال نكون قد تعرّفنا على ماذا قال الرسول  عن قبيلة حرب، وقد تمّ التّعرف على أصل قبيلة حرب، ونسب قبيلة حرب الحقيقي، والاطّلاع على وضع قبيلة حرب والأتراك، وختم هذا المقال ببيان ديار قبيلة حرب.