ما حكم إعاذة المستعيذ بالله؟

ما حكم إعاذة المستعيذ بالله؟ وما معنى الاستعاذة، هو ما سيتمّ الحديث عنه عبر سطور وفقرات هذا المقال، حيثُ يتوجّب على المسلم أن يكون على دراية كاملة بالأحكام الشّرعيّة التي أمر بها الله تعالى، وعلّمنا إيّاها الرّسول الكريم، والاستعاذة بالله تكون بلجوء العبد إلى الله تعالى وتأمين نفسه من شرور الشياطين، لذا وعبر هذا المقال ضمن موقع المرجع سوف نوضّح لكم حكم إعاذة من استعاذ بالله.

ما معنى الاستعاذة بالله

الاستعاذة هي التجاء العبد المسلم إلى الله سبحانه وتعالى والاعتصام به وتحصين النّفس من شرّ كلّ ذي شرّ، كما أنّها من الأمور التي أمر بها الله عزّ وجلّ عباده المسلمين والموحّدين التّالين لكتابه العزيز، فقد جاء أمره كما ورد في سورة النّحل: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}[1]، وقال جلّ وعلا في سورة المؤمنون: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ}[2]، فهذا أمرٌ من الله تعالى على ضرورة الاستعاذة من شرّ الشّيطان في كلّ صباح ومساء لتحصين النّفس من شرّ الشّيطان.

ما حكم إعاذة المستعيذ بالله؟

إنّ إعاذة من استعاذ بالله واجبة على المسلم إن كان في أمرٍ معيّن يمكن له تحقيقه ومساعدته، والدّليل على ذلك ما ورد في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم قال: “مَن استعاذَ باللهِ فأعيذوه، ومَن سألَ باللهِ فأعطوه، ومن دَعاكم فأجيبوه، ومَن صنَعَ إليكم مَعروفًا فكافِئوه، فإنْ لم تَجِدوا ما تُكافِئونه، فادعوا له حتى تَرَوْا أنَّكم قد كافأتُموه”[3]، والمقصود من ذلك أنّ من طلب منكم العون والمساعدة من شرّ أصابه فأعينوه على ذلك، فإنّ الله في عون المسلم ما دام المسلم في عون أخيه.[4]

شاهد أيضًا: ما معنى الإستعاذة والبسملة ؟

ما الحكمة من الاستعاذة بالله

يمكن القول بأنّ الحكمة من الاستعاذة بالله هو تعظيم لله سبحانه وتعالى لقدرته على كلّ شيء، فالعبد المسلم بحاجة دائمة إلى الاستعانة بالله تعالى لحفظه ووقايته من شرّ الدّنيا والآخرة، فهي تُعتبر من الأمور الضّروريّة في حياة المسلم، فإنّ الله عزّ وجلّ هو مالك الملك وبيده مقاليد السّموات والأرض، يُؤتي الخير لمن يشاء ويصرفُ الشّرّ عمّن يشاء، فالإستعاذة باللّه تكفّ الشّيطان ووسوسته وتردّ كيده عن المسلم.

أنواع الاستعاذة وحكم الاستعاذة بها

للاستعاذة أربعة أنواع كما صنّفها لنا أهل العلم والفقه، وهي ضمن القائمة النّقطيّة التالية:[5]

• الاستعاذة بالله: وهي الاستعاذة التي أمرنا بها الله سبحانه وتعالى وهي واجبة على المسلم في كلّ الأوقات.
• الاستعاذة بغير الله المشروعة: وهي تكون بطلب من أحد من عباد الله بأمرٍ يقدر عليه لحمايته وعونه، ولا حرج في ذلك.
• الاستعاذة بغير الله المحرمة: وهو طلب العون من أحد من عباد الله بأمر لا يقدر عليه إلّا الله، ومن فعل ذلك فقد أشرك بالله.
• الاستعاذة بالجن والميت: وهذا النوع من الاستعاذة يُدخل المسلم في الشّرك بالله، فلا يجوز له أن يستعيذ بالجن أو الأموات أو الغائبين.

شاهد أيضًا: معنى الخنّاس الذي أمر الله تعالى بالاستعاذة منه هو الذي

حكم التعوذ بعزة الله

لا يجوز للمسلم التّعوذ بعزّة الله، فالتّعوّذ بالأسماء غير جائز كقول المسلم (أعوذ بعزّة الله وقدرته) والصّحيح أن يقول (أعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقوبتك بعزّة الله وقدرته)، كما أنّه لا يجوز الدّعاء بالصّفات كقوله (يا عزّة الله انصرينا)، فالدّعاء يكون بالأسماء فيقول يا سميع، يا عليم، وغيرها، أمّا التّعوّذ والتّوسّل بالصّفات جائز (أعوذ بكلمات الله التّامة)، ولا يقول: يا رضا الله، يا عفو الله.[6]

آيات قرآنية تدل على وجوب الاستعاذة بالله

ورد ذكر الاستعاذة في القرآن الكريم في العديد من الآيات القرآنيّة الكريمة، ومنها كالآتي:

• قال تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}.[1]
• قال تعالى: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.[7]
• قال تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}.[8]
• قال تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}.[9]

شاهد أيضًا: دعاء تحصين النفس من العين ، أدعية التحصن اليومي من العين

أحاديث نبوية في وجوب الاستعاذة بالله

ورد أيضًا العديد من الأحاديث النّبويّة التي تحثّ المسلم على وجوب الاستعاذة بالله من أمور الدّنيا والآخرة وشرّهما ومنها:

• عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: “كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يتعَوَّذُ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ من أربعٍ، يقولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بكَ من عذابِ القَبْرِ، اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بكَ من عذابِ النارِ، اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بكَ من الفِتَنِ، ما ظهَرَ منها، وما بطَنَ، اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بكَ من فِتْنةِ الأعورِ الكذَّابِ”.[10]
• عن أبي هريرة رضي الله عنه إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “اللّهمَّ إنِّي أعوذُ بك من الجوعِ ، فإنَّه بئْسَ الضجيعُ، وأعوذ بك من الخيانةِ فإنَّها بئستُ البِطانةُ”.[11]

أركان الاستعاذة بالله؟

إنّ الاستعاذة بالله عبادة من أجلّ العبادات وطاعة من أعظم الطّاعات، كما أنّ لها خمسة أركان هي:[12]

• المستعيذ: وهو العبد المسلم الّذي ينطق بالاستعاذة.
• المُستعاذ به: وهو الله سبحانه وتعالى.
• المستعاذ منه: وهو الشّيطان الرّجيم وكلّ شرّ يُستعاذ به.
• صيغة الاستعاذة: هناك العديد من الصّيغ منها “أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم”، “أعوذ بكلمات الله التّامات”، “أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم”، وغيرها.
• المقصد من الاستعاذة: السّلامة من شرور الشّيطان ووسوسته ومكائده، وجميع شرور الدّنيا التي قد يتضرر منها المسلم كالعين والحسد.

شاهد أيضًا: ما حكم قول ماشاء الله وشئت والحكمة منها

إلى هنا نكون قد وصلنا معكم إلى نهاية هذا المقال الّذي تحدّثنا من خلاله عن ما حكم إعاذة المستعيذ بالله؟ ومن ثمّ تنقّلنا في الحديث عن معنى الاستعاذة بالله وما الحكمة منها، كذلك أنواع الاستعاذة، إضافةً إلى ذكر الآيات القرآنيّة والأحاديث النّبويّة التي تدلّ على وجوب الاستعاذة بالله.