ما مناسبة ذكر حي على الفلاح بعد حي على الصلاة

ما مناسبة ذكر حي على الفلاح بعد حي على الصلاة والتي تقال في الآذان خمس مرات في اليوم والليلة، حيث إن الله سبحانه قد فرض على العبد المسلم الصلاة في أوقات محددة لحكمة يعلمها هو سبحانه وتعالى، وللآذان ألفاظ معينة يتساءل العبد عن معانيها، ولهذا سيتم التعرف في موقع المرجع على الآذان في الإسلام، وما مناسبة ذكر حي على الفلاح بعد حي على الصلاة، ومعنى كل منها وما إلى ذلك في هذا المقال.

الآذان في الإسلام

شرع الله -عز وجل- الآذان في الدين الإسلامي بعد أن فرض الصلاة على المسلمين، وهذا ليكون النداء العظيم للقيام بعبادة الصلاة في الوقت المخصص، وقد ورد معنى الآذان في اللغة بمعنى: الإعلام؛ حيث يقال: أذان، وتأذين وأذين، وأما في الاصطلاح الشرعي: فهو الإعلام بأوقات الصلوات الخمس بألفاظ معينة مخصوصة، حيث قال تعالى: { وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}،[1] وقد شُرع الآذان في السنة الأولى من الهجرة، وهذا كما ذكر ابن المنذر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى من آذان من وقت فرض الصلاة في مكة المكرمة إلى هجرته إلى المدينة المنورة، وعليه فقد جاء الآذان ليظهر مبدأ الإسلام، ويبيّن كلمة التوحيد، ويكون بذلك إعلام بدخول الصلاة ووقتها، ومنها دعاء إلى إقامة الصلاة بجماعة لنيل الأجر الكبير في الدنيا والآخرة.[2]

شاهد أيضًا: إذا قال المؤذن في صلاة الفجر الصلاة خير من النوم فإن السامع يقول

ما مناسبة ذكر حي على الفلاح بعد حي على الصلاة

الفلاح مقترن بالصلاة ولهذا لبيان أهمية المحافظة على الصلوات الخمس؛ لنيل الفلاح والتوفيق والرزق والسعادة؛ فكل هذه الأمور تأتي تحت الفلاح الذي لا يكون إلا بأداء الصلاة على وقتها وعدم تضييعها لأي سبب كان، ولهذا من أقام الصلاة فقد أفلح ونال رضى وتوفيق الله -عز وجل- في الدنيا والفوز بجناته في الآخرة، ومن ترك إقامة الصلاة وتهاون بها فقد خسر الدنيا والآخرة والعياذ بالله.

  • الإجابة: إن مناسبة ذكر حي على الفلاح بعد حين على الصلاة جاء من مبدأ أن الفلاح والنجاح والتوفيق لا يكون إلا بإقامة وأداء الصلاة، وبذلك يكون الفوز العظيم بالجنة ونعيمها.

معنى حي على الصلاة حي على الفلاح

لقد جمع الآذان بألفاظه أركان العقيدة الإسلامية، وجاءت عبارة حي على الصلاة بمعنى: أقبلوا وهلموا إلى الصلاة، أي قوموا للصلاة بأدائها بأركانها وشروطها، وأما عبارة حي على الفلاح فقد جاءت بمعنى: هيا إلى النجاة وهيا إلى الفوز بالجنان،

وقال النووي: حي على الصلاة معناه تعالوا إلى الصلاة وأقبلوا إليها، ومعنى حي على الفلاح هلموا إلى الفوز والنجاة، وقيل إلى البقاء أي أقبلوا على سبب البقاء في الجنة. وذكر الطيبي: هلم بوجهك وسريرتك إلى الهدى عاجلًا والفوز بالنعيم آجلًا.

ومن الجدير بالذكر أن لفظ الفلاح جاء بمعاني متعددة منها ما ذكرها ابن منظور حيث قال:

الفلاح هو: الفوز والنجاة والبقاء في النعيم والخير، وفي حديث أبي الدحداح: بشرك الله بخير وفلح أي بقاء وفوز، وهو مقصور من الفلاح، وقد أفلح، قال الله عز من قائل: {قد أفلح المؤمنون} أي أصيروا إلى الفلاح، وقال الأزهري: وإنما قيل لأهل الجنة مفلحون لفوزهم ببقاء الأبد، وفلاح الدهر: بقاؤه، يقال: لا أفعل ذلك فلاح الدهر، وقول الشاعر: ولكن ليس في الدنيا فلاح أي بقاء. التهذيب: عن ابن السكيت: الفلح والفلاح البقاء.

وقيل أن حي على الفلاح أيضًا: هي قوموا إلى ما فيه النجاة والفلاح، وعليه فإن المفلحون هم الناجون في حياتهم بعد إقامة صلواتهم الخمس.[3]

شاهد أيضًا: ما هي الصلاة الابراهيمية

السنة في جواب حي على الفلاح حي على الصلاة

إنَّ الترديد خلف المؤذن مما أورده العلماء على أنه سنة ولكنه غير واجب، ومن ترك بعض الكلمات فلا إثم عليه، ولكنه ينال الأجر الكبير إن استمع وردد مع المؤذن، ولا سيما أنه قد ورد في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن على العبد إن سمع المؤذن أن يقول كما يقول، إلا في عبارة حي على الصلاة وحي على الفلاح فنقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فهذه هي السنة الواجبة في الجواب على الحيعلتين؛ كما ورد في أحاديث رسول الله.

ومن الجدير بالذكر أن العبد يقول بعد قول المؤذن: أشهد أن محمدًا رسول الله: وأنا أشهد أن محمدًا رسول الله، ثم يقول: رضيت بالله ربًّا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولًا، وبالإسلام دينًا، وإذا انتهى المؤذن من الآذان فإنه يقول: صلى وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يقول:

اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته.

ويدعو ما يشاء بعد الآذان وقبل الإقامة، فهي من الأوقات التي يستحب بها الدعاء، ومن أوقات الإجابة التي أخبر عنها الله -عز وجل- وسنة نبيه الكريم.[4]

شاهد أيضًا: صلاة من الصلوات الخمس المفروضة تقرأ سرا والصلاة التي قبلها جهرا والتي بعدها جهرا فما هي

أول مؤذن في الإسلام

إن أول مؤذن في الإسلام هو بلال بن رباح الحبشى، وقد سُمي بمؤذن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقد كان بلال بن رباح من أوائل الذين دخلوا في الإسلام، وكان ممن عذُب بشدة فقد كان سيده أمية يكثر من تعذيبه حتى يرتد عن الإسلام، ولكنه بقي ثابتًا مصرًا على الإسلام، حتى أعتقه أبو بكر الصديق، وهاجر به أبو بكر إلى المدينة المنورة، حتى أصبح مؤذن النبى -صلى الله عليه وسلم- وهذا من جمال صوته، وقد أكرمه النبى -صلى الله عليه وسلم- بأن جعله خازنًا على بيت  مال المسلمين، وقد كان ممن  شهد العديد من الغزوات كلها مع رسول الله عليه الصلاة والسلام، وحينما نصر الله -عز وجل- النبى -صلى الله عليه وسلم- وأكرمه بفتح مكة؛ أمر بلال بن رباح بأن يصعد إلى ظهر الكعبة ليؤذن في الناس من عليها، وأما بعد وفاة النبى -صلى الله عليه وسلم- فقد توقف بلال بن رباح عن الآذان للصلاة، وبعدها خرج إلى الجهاد في سبيل الله في خلافة الفاروق عمر بن الخطاب، إلى أن توفي في مدينة دمشق بعد أن تجاوز الستين سنة من عمره.[5]

ومن هنا نصل إلى ختام مقال ما مناسبة ذكر حي على الفلاح بعد حي على الصلاة، والتي بينا فيها أن الصلاة يتبعها الفلاح والنجاة والنجاح، وتطرقنا للحديث عن الآذان ومن هو أول مؤذن في الإسلام، وبينا معنى الحيعلتين، وما الجواب الذي يكون حين يقولهم المؤذن، وهذا مما ورد عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.

المراجع

  1. سورة التوبة , الآية 3
  2. alukah.net , مشروعية الآذان في الإسلام , 21/09/2021
  3. islamweb.net , معنى حي على الصلاة وحي على الفلاح , 21/09/2021
  4. islamweb.net , المشروع قوله في متابعة المؤذن , 21/09/2021
  5. al-maktaba.org , بلال بن رباح , 21/09/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *