ما الفرق بين الرحمن والرحيم

ما الفرق بين الرحمن والرحيم سؤالٌ ستتمّ الإجابة عنه خلال هذا المقال، -فلله سبحانه وتعالى- الكثير من الأسماء والصّفات العظيمة، الّتي ذكرها القرآن الكريم، ولقد بينت السّنة النّبويّة المباركة معاني أسماء الله الحسنى وعلى ماذا يدلّ كلّ اسمٍ منها، وإنّ موقع المرجع يهتمّ بتعريفنا على الفرق بين معنى اسم الله الرّحمن واسم الله الرحيم، كما يبيّن لنا أسباب نزول رحمة الله تعالى على الأرض وصورها.

أسماء الله الحسنى وصفاته العلا

إنّ لله -تبارك وتعالى- الكثير من الأسماء الّتي سمّى بها نفسه، وفد أنزل بعضًا نها في القرآن الكريم، وعلّم بعضًا منها لمن شاء من خلقه، واستأثر بالكثير منها في علم الغيب عنده، والإيمان وإنّ لكلّ اسمٍ من أسماء الله الحسنى وصفاته الّتي تفرّد بها دون شريكٍ له فيها، معنىً ومقصدًا وصفةٍ من صفات الله تعالى، وإنّ عدد الأسماء الّتي أنزلها الله تعالى في القرآن الكريم هي تسعًا وتسعين اسمًا، ولقد ثبت ذلك في قوله صلّى الله عليه وسلّم: “إنَّ للهِ تسعةً وتسعينَ اسمًا مَن أَحصاها دَخلَ الجنَّةَ”.[1] ولقد ذكر نبيّنا الكري -صلّى الله عليه وسلّم- فضل حفظ الأسماء الحسنى، وهو دخول الجنّة، لكنّ حفظها وإحصائها المذكور ضمن الحديث، أي الإيقان بها والعمل بها والدّعاء بها، فإن آمن الإنسان بأسماء الله الحسنى ودعا بها وعمل بمعناها ومقتضاها دخل الجنّة بإذن الله تعالى، وبهذا يكون المسلم قد حقّق توحيد الأسماء والصّفات الّذي هو من أقسام التوحيد، فمن واجب المسلم ومن فروضه الشّرعيّة التّدبّر بأسماء الله الحسنى، ومن أسماء الله الحسنى نذكر الهادي والمعطي، والمانع والصّبور والمهيمن، كذلك الرحمن والرحيم الّذي سنتحدّث فيما يأتي عن الفرق بينهما وما معناهما.[2]

شاهد أيضًا: اسماء الله الحسنى مكتوبة ومعانيها

ما الفرق بين الرحمن والرحيم

إنّ الفرق بين اسميّ الله -سبحانه وتعالى- الرّحمن والرّحيم هو أنّ اسم الله الرحمن أوسع وأشمل من اسم الله الرّحيم، فالرحمن اسمٌ مشتقٌّ في اللغة العربيّة من المصدر الرحمة، والّذي يدل على العطف والشّفقة واللّين واليسر والرّقة، والرحمن صفةٌ على وزن فعلان، وهي صيغة مبالغة، فاسم الله الرحمن يدلّ على المبالغة في الرّحة وسعتها لتشمل كلّ شيءٍ، كلّ إنسانٍ سواءً كان مؤمنًا أم كافرًا، وكلّ مخلوقٍ سواءً كان عاقلًا أم كان من الحيوانات والبهائم، أي أنّ الرحمن هو الدّال على رحمة الله الواسعة الشّاملة لجميع أنواع الخلق والكائنات، ولقد قرن الله تعالى اسمه الرّحمن بالاستواء على عرشه العظيم في الكثير من الآيات القرآنيّة الكريمة، فقد قال تعالى: {الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ}.[3] فلا نظير ولا مثيل للرّحمن في رحمته، فهو لا يستثني أحدًا، بل يشمل خلقه جميعًا، ولا يجوز لأي كائنٍ ن كان أيصف نفسه أو يسمّي نفسه بالرّحمن، فهذا الاسم خاصٌ بالله عزّ وجل، أمّا عن اسم الله الرّحيم فهو أيضًا مشتقٌّ من الرحمة والفعل رحم، ويدلّ معناه على أنّه رحمة الله تعالى الخاصّة بالمؤمنين من النّاس، وقُرن هذا الاسم بالمؤمنين فقط من الخلق، قال الله جلّ جلاله في محكم تنزيله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ}.[4] واسم الله الرحيم يمكن إطلاقه وتسمية أحدٍ غير الله -تبارك وتعالى- به، فلقد وصف الله تعالى رسوله الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- بالرّحيم، أي أنّ الرّحمة صفةٌ من صفاته، ومن ذلك فإنّ الرحمن والرحيم اسمان عظيمان لهما نفس المصدر لكنّهما مختلفان في المعنى والدّلالة والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: ما الفرق بين السورة والآية

رحمة الله لعباده نوعان

إنّ لرحمة الله تعالى نوعين اثنين، أحدهما يشمل الآخر، والنّوعان هما:

  • النوع الأوّل: هي الرّحمة الشّاملة الّتي وصف الله تعالى نفسه بها، أي أنّها رحمةٌ ذاتيّة، وتشمل جميع الخلق والكائنات دون استثناءٍ إطلاقًا، قال الله تعالى عن هذا النّوع من الرّحمة: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}.[6] وهذه الرحمة خاصّةٌ ومنسوبة لله تعالى وحده لا شريك له فيها.
  • النّوع الثاني: هي الرّحمة الّتي أنزلها الله تعالى في الدّنيا وزرعها بين عباده، وفي قلوب الكائنات جميعها، وتعدّ هذه الرّحمة جزءٌ بسيطٌ من رحمة الله جل جلاله، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنَّ للَّهِ مائةَ رحمةٍ ، قَسمَ منها رحمةً بينَ جميعِ الخلائقِ ، فبِها يَتراحمونَ ، وبِها يَتعاطفونَ ، وبِها تعطِفُ الوحشُ على أولادِها ، وأخَّرَ تِسعةً وتسعينَ رحمةً ، يرحمُ بِها عبادَهُ يومَ القيامةِ”.[7]

من آثار الإيمان باسمه سبحانه الرحمن الرحيم

يعدّ الإيمان باسميّ الله الرحمن والرحيم، من التوّحيد بأسماء الله تعالى وصفاته العلا، والإيمان بهما يخلّف آثارًا عظيمةً نذكر لكم منها ما يأتي:[5]

  • الإيمان باسميّ الرحمن والرحيم هو إثباتٌ وإيقانٌ بصفة الرّحمة لله تبارك وتعالى.
  • تتجلّى للإنسان صور رحمة الله تعالى له في الأرض بشتّى أنواعها.
  • معرفة الإنسان أنّ رحمة الله تعالى واسعةٌ وشاملةٌ لكلّ ما خلق وذرأ في الأرض.
  • يعلم الإنسان أنّ رحمة الله تعالى تتنزّل عليه أسرع من غضبه سبحانه وتعالى.
  • عدم القنوط واليأس من الدّنيا، فرحمة الله تعالى تشمل كلّ شيء.
  • معرفة الإنسان أنّ الله تعالى أرحم به وألطف به حتّى من أمّه الّتي ولدته.
  • معرفة الإنسان أنّ كلّ ما رزقه الله تعالى من نعمٍ ما هي إلّا رحمةً به ورأفةً منه سبحانه.

شاهد أيضًا: ما الفرق بين العبادات الباطنة والعبادات الظاهرة

أسباب نزول رحمة الله تعالى

قد بيّن القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة المباركة العديد من الأسباب الّتي تعدّ جالبةً لرحمة الله تعالى ونزولها على العباد، ومن هذه الأسباب العظيمة نذكر ما يأتي:[8]

  • طاعة الله تعالى ورسوله فيما أمر ونهى عنه.
  • القيام بالأعمال الصّالحة بكلّ أنواعها.
  • الصّبر على قضاء الله وقدره وحكمه.
  • التّحلّي بالأخلاق الحسنة والحميدة.
  • الرأفة بمخلوقات الله تعالى على اختلافها.
  • الإحسان إلى النّاس والعفو والصّفح عنهم عند الخطأ.
  • القيام بالسّنن والنّوافل كقيام اللّيل.
  • قراءة القرآن الكريم والعمل بمقتضاه.

شاهد أيضًا: معنى قوله صلى الله عليه وسلم فأدلجوا

من صور رحمة الله

أنزل الله تعالى جزءً من رحماته المائة على عباده، وتجلّت هذه الرّحمة في العديد من الأمور الّتي رآها الإنسان وما زال يراها ويدركها في الكثير من جوانب حياته، لذا سنعرض فيما يأتي بعضًا من صور رحمة الله تعالى بعباده في الأرض وهي:[9]

  • بعث الرّسل والأنبياء لهداية البشر لتوحيد الله تعالى وسبيل الحقّ والصّواب.
  • إنزال الكتب السّماويّة وأعظمها القرآن الكريم الّذي يجب على الإنسان أن يعمل بما فيه.
  • دخول جميع المؤمنين الجنّة يوم القيامة ليس بسبب ما عملوا، وإنّما بسبب رحمة الله تعالى العظيمة.
  • تسهيل الرّزق وتيسيره للعبد في الأرض صغيرًا كان أم كبيرًا.
  • تعدّد أسباب والأمور الّتي يكفّر الله تعالى بها الذّنوب عن عباده.
  • تكريم الإنسان بالعقل الّذي يرفعه منزلةً عن باقي مخلوقات الله تعالى في الأرض.
  • جعل الله تعالى لكلّ إنسانٍ والدين يحبّانه ويرعيانه.
  • تسخير جميع مخلوقات الأرض كلّ ما فيها لخدمة الإنسان.

إلى هنا نكون قد وصلنا وإيّاكم لختام مقالنا ما الفرق بين الرحمن والرحيم، حيث أجبنا عن السّؤال المطروح وتعرّفنا على رحمة الله وأنواعها، بالإضافة إلى تعداد صورها، والأسباب الّتي تنزل من خلالها رحمة الله تعالى على العباد في الأرض، كما تحدّثنا عن آثار الإيمان باسمي الله الرحمن والرحيم.

المراجع

  1. صحيح الترمذي , الألباني، أبو هريرة، 3508، صحيح.
  2. alukah.net , معرفة الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى , 18/10/2021
  3. سورة طه , الآية 5.
  4. سورة البقرة , الآية 143
  5. kalemtayeb.com , الرحمن الرحيم , 18/10/2021
  6. سورة الأعراف , الآية 156.
  7. صحيح ابن ماجه , الألباني،أبو هريرة، 3484، صحيح.
  8. alukah.net , أسباب الرحمة , 18/10/2021
  9. islamqa.info , رحمة الله بعباده , 18/10/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *