ما الفرق بين النبي والرسول باختصار

ما الفرق بين النبي والرسول باختصار سؤال من الأسئلة الشرعية الدينية التي تتطلب إجابتها البحث والتمحيص عن المعنى اللغوي والمعنى الشرعي، أي إظهار الفرق اللغوي أولًا ثمَّ الفرق الشرعي بين معنى النَّبي ومعنى الرسول، ويهتمُّ موقع المرجع في إظهار الفرق بين النبي والرسول باختصار من حيث اللغة والاصطلاح، كما يهتمُّ في الحديث عن الأشياء المشتركة بين الأنبياء والرسل، وعن عدد الأنبياء والرسل وأسمائهم المذكورة في القرآن الكريم أيضًا.

معنى النبي والرسول في اللغة

يُعدُّ تعريف كلِّ من النبي والرسول في اللغة وسيلة من وسائل إيجاد بعض الفرق بين النبي والرسول، وفيما يأتي نفصل في تعريف كلِّ منهما على حدة:

تعريف النبي لغة

كلمة النبي في اللغة هي اسم للفعل نبأ، أي أخبر، والنبأ هو الخبر، وقد وردتْ هذه الكلمة بمشتقاتها في القرآن الكريم في قول الله تعالى في سورة التحريم: “قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَٰذَا ۖ قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ”[1] ويُقال عن النبي نبيًا لأنَّه يخبر بما أراده الله تعالى أو بما أنبأه الله تعالى به، وقيل في اللغة أيضًا أنَّ كلمة النبي مأخوذ من النُّبوِّ وفعلها نبا، أي نال مكانة رفيعة بين الناس، والنبي هو صاحب المنزلة العالية في هذا المعنى، والله أعلم.

تعريف الرسول لغة

أمَّا كلمة الرسول في اللغة فهي من الفعل رسَل، وأرسل، أي بعث، فإذا قيل: أرسل الله رسولًا، أي بعث رجلًا بأمره لكي يوصل له رسالته للناس، وقد ورد هذا المعنى في قول الله -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم: “وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ”[2] والله تعالى أعلم.

ما الفرق بين النبي والرسول باختصار

لقد اجتهد كثير من أهل العلم في إظهار الفرق الصحيح بين الرسول والنبي في الإسلام، وخلصوا إلى أنَّ النبي هو الرجل الذي يُوحى إليه بشريعة وأحكام من الله -سبحانه وتعالى- ولكنَّ الله تعالى لا يؤمره بتبليغ ما أوحي إليه به، أي أنَّ النبي يُوحي إليه بالصلاة والعبادة والصيم وغير ذلك من الأحكام ولكنَّه لا يُؤمر بإيصال هذه الأحكام والتشريعات إلى الناس، أمَّا الرسول فهو الرجل الذي يُوحى إليه بتشريع إلهي ويُؤمر بتبليغ هذا التشريع وإيصاله للناس، فرسول الله محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- على سبيل المثال، لمَّا أوحي إليه من الله تعالى صار نبيًا، ولمَّا أُمر بتبليغ الناس ما أوحي إليه صار رسولًا لله تعالى، ومثله: رسول الله موسى وعيسى ونوح وهود وصالح وغيرهم.

جاء عن آخرين من أهل العلم أيضًا أنَّ النبي في الاصطلاح هو الذي بُعث بشريعة كانت لنبي قبله، أمَّا إذا كانت الشريعة التي أوحيتْ إليه خاصة به فهو نبي رسول، فعلى سبيل المثال: كُلُّ من بُعث بعد رسول الله موسى عليه السلام، بما جاء في التوراة فهو نبي، والرسول هو من بُعث بشريعة كانت له خاصة أو كانت لقبله لا فرق، شريطة أن يُؤمر بتبليغ ما أوحي إليه به، والله تعالى أعلم.[3]

أقوال العلماء في الفرق بين النبي والرسول

عند الحديث عن الفرق بين النبي والرسول لا بدَّ من المرور على أشهر ما ورد عن أهل العلم من آراء هو الفرق بينهما، وفيما يأتي نعدد هذه الآراء كاملة:

  • القول الأول: النبي هو من أوحي إليه ولم يُؤمر بالتبليغ والبلاغ، والرسول هو الذي أوحي إليه وأُمر بالتبليغ والبلاغ.
  • القول الثاني: النبي هو الذي أرسل لقوم موافقين له، والرسول هو الذي بُعث لقوم مخالفين.
  • القول الثالث: النبي أوحي إليه بشرع من قبله من الأنبياء أو الرسل، أمَّا الرسول فهو من أوحي إليه بشرع جديد.
  • القول الرابع: الرسول هو من بُعث بواسطة الأمين جبريل عليه السَّلام، أمَّا النبي فهو من بُعث في المنام، وهذا القول ضعيف وهو أضعف الأقوال الأربعة، والله تعالى أعلم.

أشياء يشترك بها النبي والرسول

مع أنَّ في اللغة والاصطلاح فرق بين النبي والرسول، إلَّا أنّ بينهما أيضًا أشياء مشتركة، أي أنَّها كانت للأنبياء والرسل على حد سواء، وفيما يأتي بعض هذه الأشياء:

  • إنَّ النبي والرسول كلُّ واحد منهم مبعوث من عند الله عزَّ وجل.
  • اختار الله -سبحانه وتعالى- واصطفى الأنبياء والرسل من بين جميع الخلق ليكونوا خير خلق الله أجمعين.
  • يشترك الأنبياء والرسل في أنَّهم مؤمنون بالله لا يشركون به شيئًا.
  • إنَّ النبي والرسول كلاهما معصوم عن ارتكاب كبائر الذنوب والآثام، والله تعالى أعلم.

بماذا يتفرد الرسل والأنبياء عن الناس

يتفرَّد الرسل والأنبياء عن سائر الناس بكثير من المميزات التي لم يجعلها الله لغيرهم من سائر البشر، ومن هذه الأشياء ما يأتي:

  • الوحي: يُعدُّ الوحي خاصًا بالأنبياء والرسل دون غيرهم لأنَّهم الوحيدون الذين ينزل عليهم الوحي بأمر الله تعالى.
  • العصمة: الأنبياء والرسل وحدهم المعصومون من ارتكاب كبائر الذنوب وهذه مكرمة من الله -سبحانه وتعالى- ما جعلها لأحد من البشر سوى الأنبياء والرسل.
  • يُخيَّر الرسل والأنبياء عند الموت: لم يجعل الله التخيير عند الموت لسوى الأنبياء والرسل، أي أنَّ النبي يُخيَّر من الله -سبحانه وتعالى- بين الموت والحياة، قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث الشريف: “ما من نبيٍّ يَمْرَضُ إلا خُيِّرَ بين الدنيا والآخِرَةِ”[4].
  • لا تأكل الأرض أجساد الرسل والأنبياء: وهذه مكرمة من الله تعالى أيضًا، فأجساد الأنبياء والرسل لا تتحلل بعد دفنها، والله تعالى أعلم.

كم عدد الرسل والأنبياء

يبلغ عدد الرسل والأنبياء خمسة وعشرون نبيًا ورسولًا، ذكرهم الله -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم، وردت أسماء الأنبياء والرسل في مختلف آيات القرآن الكريم، وقد وردت معظم أسماء الأنبياء والرسل في سورة الأنعام في قول الله تعالى: “وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيٍسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ * وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ ۖ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ”[5] وبقية الرسل والأنبياء الذين لم يذكروا في هذه الآية هم: إدريس وهود وشعيب وصالح وذو الكفل وآدم ومحمد عليهم الصلاة والسلام أجمعين، والله أعلم.

بهذه التفاصيل والمعلومات نصل إلى نهاية هذا المقال الذي تحدَّثنا فيه عن الفرق بين النبي والرسول باختصار وتحدَّثنا فيه عن الأشياء المشتركة بين النبي والرسول، وعن الأشياء التي يتفرَّد بها الرسل والأنبياء عن سائر الناس وعن عدد الرسل والأنبياء المذكورين في القرآن الكريم أيضًا.

المراجع

  1. سورة التحريم , الآية 3.
  2. سورة النمل , الآية 35.
  3. binbaz.org.sa , الفرق بين النبي والرسول , 27-01-2021
  4. صحيح الجامع , الألباني، عائشة أم المؤمنين، 5791، صحيح.
  5. سورة الأنعام , الآية 83، 87.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *