ما هو لباس التقوى

ما هو لباس التقوى، إنَّ التقوى هي السلوك الإنسان الذي يتمثل في الفضائل والالتزام بما أمر الله سبحانه وتعالى، ويتم ذلك من خلال أداء الواجبات الواقعة على عاتق المرء سواء تجاه ربه، أو والديه، أو وطنه، أو مجتمعه، وتشير التقوى إلى الاحترام والحب، وهي إحدى دعائم الإيمان والإسلام المتجلية في سلوك الإنسان، وسنتعرف من خلال موقع المرجع على ما هي التقوى، وسنذكر ما هو لباس التقوى، كما سنذكر الأعمال التي تؤدي إلى التقوى، وأقوال المفسرين في معنى لباس التقوى.

ما هي التقوى

التقوى هي عبارة عن قوة روحية، تتحول عند المجاهدة إلى مَلَكَة، ويأنس المرء بالتقوى عند طاعة الله سبحانه وتعالى، كما أنَّ التقوى تحمينا من الانزلاق والوقوع في المعاصي والمحرمات، وقد عرَّف الإمام علي بن أبي طالب التقوى بأنها الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والاستعداد ليوم الرحيل، أي الخوف من الله سبحانه وتعالى باتباع أوامره واجتناب نواهيه، والعمل بما جاء في القرآن الكريم، والاستعداد ليوم القيامة، وقد سُمي المتقون بهذا الاسم لأنهم يتقون ما لا يتقيه غيرهم.

شاهد أيضًا: كم مرة حثنا الله على التقوى في سورة الحجرات

ما هو لباس التقوى

لباس التقوى هو خشية الله سبحانه وتعالى، وهو الإيمان والعمل الصالح، ولقد ورد لفظ (لباس التقوى) في قوله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ}[1]، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في الآية الكريمة نوعين من اللباس: الأول ضروري، والثاني كمالي، فاللباس الضروري يتمثل فيما يستر عورة الناس الظاهرة، أما اللباس الكمالي فهو ما يتم اتخاذه للزينة كالريش، وبما أن الإنسان مأمور بستر عورته، فإنه أمر بلباس آخر هو لباس التقوى، وهو أفضل من اللباس الظاهر لقوله سبحانه وتعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}[2]

شاهد أيضًا: ماهي الاشياء التي تجرح الصيام

أقوال المفسرين في معنى لباس التقوى

اختلف المفسرون والسلف الصالح في معنى لباس التقوى، وقد جاءت الأقوال وفقًا للآتي:

• قال عوف عن مَعْبَد الجُهني -رضي الله عنه- أنَّ لباس التقوى هو الحياء.
• وقد ورد عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أن لباس التقوى هو السمت الحسن.
• أشار ابن عباس -رضي الله عنه- أنَّ لباس التقوى هو العمل الصالح.
• قال قتادة، وابن جريج، والسدي أن لباس التقوى هو الإيمان.
• أكدَّ الكلبي بأنَّ لباس التقوى هو العفاف.
• أما عروة بن الزبير -رضي الله عنه- فقال أنه خشية الله تعالى.
• وقال عكرمة بأنه ما يلبسه المتقون يوم القيامة.
• أما الماوردي فقد قال بأنه ما يُلبس لاتقاء الحر والبرد.
• قال البغوي أنَّ لباس التقوى هو الثياب الخشنة والصوف التي يلبسها أهل الورع.

الأعمال التي تؤدي إلى التقوى

هناك العديد من الأعمال التي يجب اتباعها لكي توصل المرء إلى التقوى، وتتمثل في الآتي:

• الصيام: حيث أن أداء الصيام بصورته الصحيحة يؤدي إلى التقوى، ولا يعني ذلك الامتناع عن الطعام والشراب فقط، بل يجب الامتناع في الصيام عن كافة الأفعال التي تؤدي إلى الوقوع في الآثام والمعاصي، وذلك لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[3]
• العدل: العدل هو طريق التقوى، لقوله تعالى: {اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}[4]، إذ أن إعطاء كل ذي حق حقه من الأمور التي تحقق العدل، ولا بد من الحكم بالنسبة للأمور موضع الخلاف بالحكم العادل.
• العفو: فطريق العفو عند المقدرة في حال وقوع الخلاف هو الأقرب للتقوى، لقوله سبحانه وتعالى: {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}[5]
• الحج: فالحج هو إحدى الشعائر التي يعتبر تعظيمها من تقوى القلوب، بالإضافة إلى تعظيم شعائر أخرى كصلاة الجماعة، والمولد النبوي.
• ترك الشهوة: إذ تعتبر ترك الشهوة رأس التقوى، فلا بد من اتباع الحلال في كل أمر، واجتناب الطرق المحرمة في تحقيق الرغبات والشهوات.
• الجهاد: فالجهاد في سبيل الله تعالى هو باب من أبواب التقوى، وهو باب من أبواب الجنة أيضًا.

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي تعرفنا من خلاله على ما هو لِباس التّقوى، كما ذكرنا ما هي التقوى، وتحدثنا عن أقوال المفسرين في معنى لباس التقوى، كما تطرقنا في حديثنا إلى التعرف على الأعمال التي تؤدي إلى التقوى.