ما هي اداب الاستماع

ما هي اداب الاستماع هذا السؤال الذي يتردد كثيراً في حياتنا اليومية والذي تعتبر الإجابة عليه أمر مهم جداً، فسواء كنت طالباً في المدرسة يستمع إلى مدرّسه أو موظفاً في العمل يستمع إلى مديره أثناء الاجتماع، فأنت نحتاج إلى تعلم هذه الآداب لضرورة استعمالها في مجالات الحياة اليومية، وفي مقالنا اليوم عبر موقع المرجع سنتكلم عن تعريف الاستماع، ونتعرف على آداب الاستماع وكل ما يخص هذا الموضوع من معلومات تهم قرائنا الأعزاء.

مفهوم الاستماع

يعرّف الاستماع علمياً على أنه القدرة على تلقي الرسائل الصوتية أو ما يعرف بالذبذبات الصوتية الخارجة من الحنجرة، والصادرة من الشخص المتكلم إلى الشخص المستمع وتلقيها وتحليلها وفهمها بشكل جيد وتفسيرها بدقة في ظل هذا الاتصال، وتأتي أهمية الاستماع من كونه يسهل عملية الاتصال بين الناس والمجتمع في كافة الأماكن والمواضع كالبيت والعمل، وتأتي العلاقات الجيدة في حياتنا اليومية من حسن استماعنا لبعضنا البعض ومن دون هذه المهارة سينقطع الاتصال بين الناس، ولأهمية الاتصال تقوم غالبية الشركات بتقديم ندوات لكل موظفيها بخصوص طريق الكلام والاستماع، وذلك لمرونة العمل بين موظفي الشركة من جهة، ومن جهة أخرى لحسن التعامل مع العملاء وسماع شكواهم وفهمها حول العمل معهم وعلاجها.[1]

شاهد أيضاً: هل هناك فرق بين التفاوض والاقناع

ما هي اداب الاستماع

بشكل عام، معظم الناس لا يستمعون بشكل جيد إلى الأشخاص الآخرين المرتبطين بالمحيط من حولهم، فعادة التركيز في الجواب الذي في أذهاننا يلهينا عن الاستماع بشكل جيد لهم، وهذا الأمر الذي يسب لنا الكثير من المشاكل في العمل أو المدرسة أو البيت والذي من شأنه التقليل من قيمة التواصل الاجتماعي بين الناس في كافة البيئات المحيطة بنا، وهذا بالضرورة يحتم علينا أن نعرف ما هي آداب الاستماع للحفاظ على هذا التواصل والترابط وخاصة في إطار الأسرة والتي سنتعرف عليها بشكل مفصل كل واحدة على حدة لشرحها بشكل موسع.[2]

التركيز

وهي من الخطوات المهمة في عملية الاستماع من حيث أن التركيز مطلوب لفهم الحديث من جهة واحترام المتحدث من جهة أخرى، وبدون هذه الميزة لن تستطيع أن تكون مستمعا جيداً، وستواجه الفشل في علاقاتك وتخسر محبة الناس في محيطك، فإذا كنت طالب في المدرسة ولم تركز في كلام مدرسك فستفشل في استيعاب درسك وربما ترسب، أوكنت عاملاً في شركة أو مصنع ولم تركز في كلام مرؤوسيك فربما تخسر عملك أيضاً. 

التعبير عن الاهتمام

حتى تشعر بالارتياح والرضا بينك وبين الشخص المتكلم وخلق البيئة المثالية للنقاش، يجب أن تشعره بالاهتمام بكلامه إما بالتعبير اللفظي الذي ستوجه له كقول نعم هذا صحيح أو أجل بالتأكيد، أو عن طريق تعابير الوجه التي توحي بالفهم التام والتركيز في مضمون ما يقوله، وذلك عن  طريق رسم هذه التعابير على الوجه، وعدم الضحك أثناء الكلام كي لا يسبب هذا الإحراج أو يشعر المتكلم أن ملامه يثير السخرية إضافة إلى استخدام الإيماءات التي تعكس تعابير الوجه.

التواصل البصري

يجب التركيز على هذه النقطة بإمعان، فالتواصل البصري يجعل منك مستمعاً أفضل ويساهم في فهم الموضوع الذي يتكلم عنه الشخص المقابل لك، سواء كان هذا الشخص صديقك في الحياة أو مديرك في العمل أو حتى إذا كان أحد أفراد أسرتك في المنزل، كما أن التواصل البصري يزيد من احترام الشخص الذي تكلمه ويجعله يثق في أنك تفهم ما يقوله، لذلك حاول قدر المستطاع ألا تشيح بنظرك عنه أثناء الكلام.

طرح الأسئلة

من مراحل الاستماع المهمة هي طرح الأسئلة، ويعود ذلك لتعزيز فهمك وإدراكك لجميع المعلومات والملاحظات المتلقاة من قبل الشخص المتكلم، فكلام المدير مثلاً في اجتماعات الموظفين يجب الاستماع له بدقة وطرح التساؤلات حوله في حال وجود كلمات غامضة أو فكرة غير واضحة ممكن الاستفادة منها في سير العمل، كما أن طرح الأسئلة يتضمن إعادة صياغة الفكرة وتكرار ما سمعته، وهذا الأمر سيعزز في تقوية إشارات الاستماع لديك وتنشيط لغة جسدك.

تدوين الملاحظات

وهذه المرحلة تنطوي على هدفين مهمين، فهي تساعدك على تذكر ما قمت بتلقيه من المتكلم من معلومات هامة تحدث الفرق في أمورك اليومية وحياتك المستقبلية، ومن ناحية أخرى تظهر مدى اهتمامك لما يقدمه لك المتعلم من معلومات من خلال حديثه، ويشعر المتكلم بالاحترام من خلال إبداء المستمع الاهتمام لحديثه مما يخلق جو من الثقة بين الطرفين.

التكرار

والذي يعني إعادة القول لفهمه ولإشعار المتكلم بأهمية كلامه وأننا نستوعبه ونستمع إليه بإمعان، وعادة هذه الطريق تطبق في المدارس، حيث يطلب المدرس إلى تلاميذه تكرير ما يقوله حتى يتأكد من قوة الاستيعاب وانتباه التلاميذ لكلامه، كما أن تكرار المعلومات المتلقاة من المتكلم لشخص آخر يحفز لديك الاستماع إلى المتكلم باهتمام أكبر.

خلق تواصل مريح

لبناء علاقة مريحة في التواصل وتهيئة بيئة مثالية للتجاوب بيت المستمع والمتكلم، ويتم ذلك من خلال تدقيق النظر في إيماءات المتحدث وحركاته أثناء الحديث، إضافة إلى التركيز على تعابير الوجه وأنماط الكلام.

تركيز الانتباه

يعتمد تركيز الانتباه في البعد عن المشتتات الخارجية المحيطة كأجهزة الهاتف المحمول أو الحديث مع شخص آخر يجلس قربنا أثناء حديث الشخص المتكلم، وهذا من شأنه أن يشتت انتباهنا فنبعد عن محور الموضوع الذي يكلمنا به هذا الشخص، وبالتالي يمكن أن نفوت معلومة مهمة ويشعر الشخص المتكلم أننا غير مبالين بحديثه، والذي من شأنه خلق جو من التوتر الناتج عن قلة الاحترام لحديثه عن غير قصد.

التواصل الذهني

وذلك يعني إبقاء ذهنك بعيداً عن كل ما يشتت ذهنك، فقد يحدث أحياناً أن تتوه في أفكارك بما يخص مشكلة واجهتك مثلاً وأنت جالس أمام المتكلم، أو تغرق في ما يسمى بأحلام اليقظة فأنت تكون جالسا أمام الشخص لكنك تسافر بعيداً في أفكارك وبالتالي يتشتت ذهنك، وهذا قد يجعل المتكلم يشعر باللا مبالاة وقلة الاحترام.

استراتيجيات اداب الاستماع

استراتيجيات آداب الاستماع هي خطة نقوم بها كي نطور من مهاراتنا في الاستماع بشكل أفضل، والتي تضمن لنا التركيز على المتحدث وفهم المحتوى وتطبيق آداب الاستماع بشكل جيد، وهذه الاستراتيجيات هي:[3]

  • التركيز على لغة العيون: هذه الاستراتيجية التي تعتمد على التركيز على لغة العيون بالنظر تساعدك في معرفة مدى مصداقية المتحدث من جهة، وعلى إبداء الاهتمام إلى الشخص الذي يتحدث من جهة أخرى.
  • الطرح: هذه الاستراتيجية تتيح لك التأكد من المعلومات المتلقاة عن طريق طرح الأسئلة، والتي تعرف الشخص المتحدث مدى تركيزك وانتباهك لكلامه واحترامك له.
  • الانتباه: وهذه الاستراتيجية تعلمنا توجيه الانتباه نحو الشخص المتحدث للاستفادة منه بشكل واسع، إضافة إلى إظهار الاحترام عن طريق المشاركة وإظهار التفاعل مع كلامه واستبعاد كل ما يشتت الانتباه.
  • عدم المقاطعة: فمقاطعة الشخص المتكلم قد يفهمها المتكلم على أنها إهانة وقلة تركيز أو قلة اهتمام بالموضوع الذي يتكلم به.

أنواع مهارات الاستماع

يجب علينا دائماً تطوير مهارات الاستماع لدينا بشكل دائم، بهدف تحسين شبكة العلاقات الخاصة بنا في كافة المجالات، ويتطلب هذا الأمر التطوير من ذاتنا وزيادة ممارستنا لتحقيق هذا الهدف، والتطوير يجب أن يشمل كافة أنواع الاستماع وهي الآتي:[3]

  • الاستماع العميق: والذي يعتمد على الانتباه الكبير لفهم وجهة نظر المتكلم بدقة، وذلك بالتركيز على الإشارات اللفظية وتعابير الوجه وطريقة الكلام ونبرة الصوت.
  • الاستماع الكامل: والذي يعني الاهتمام الكامل بمضمون الكلام الذي يقوله المتكلم، وأحيانا يتطلب تكرار ما قمت بصياغته من حديثه للتأكد أنك فهمت فحوى حديثه، وغالبا ما يستخدم هذا النوع عند تدريس الطلاب، أو في اجتماعات العمل.
  • الاستماع الناقد: والذي يعتمد على التفكير المنهجي الدقيق والتحليل المنطقي لمضمون الرسالة الموجهة من المتكلم، وذلك لمعرفة أن الذي قاله هو الحقيقة بعينها أم مجرد رأي شخصي، وهذا النوع نلحظه في النقاشات السياسية أو عند مندوبي المبيعات الذي يوقون للمنتجات.
  • الاستماع العلاجي: وغالبا ما يستخدم في الحالات الطبية النفسية، فالطبيب النفسي يستمع إلى المرضى بتمعن لينظر في داخلهم وفهم مشاكلم ومعرفة ما يقولونه إن كان حقيقة تعكس جوانب شخصيتهم أم أنهم يدعون.

شاهد أيضاً: خطوات القراءة المتعمقة

أهمية اداب الاستماع 

جميعنا نحتاج إلى الاستماع للآخرين بشكل جيد وفعال في كافة البيئات التي حولنا، فسواء كنا في البيت أو العمل فنحن نحتاج إلى التواصل مع الأشخاص الآخرين بهدف التفاعل بشكل أفضل، وأكثر المتأثرين بخاصية الاستماع الجيد هما الحياة الشخصية وبيئة العمل الأكثر تواجداً في حياتنا، وتصب هذه الأهمية في عدة نقاط تخص البيئتين سنذكرها لكم.[4]

أهمية اداب الاستماع في بيئة العمل

تعد مهارات الاستماع مطلوبة جداً في بيئة العمل حيث أنها تشمل كل مجالات أنشطة العمل تقريبًا، ويمكن تخلصيها في ما يلي: 

  • العمل بروح الفريق الواحد: فعند الاستماع لبعضنا البعض سنكون قادرين على مشارة أفكارنا لحل المصاعب التي تواجهنا في العمل.
  • صناعة القرار: حيث يتطلب معرفة كل المعلومات وفهما حسن الاستماع للمدراء، لاتخاذ أجود القرارات.
  • الإدارة والإشراف: يساعد حسن الاستماع للموظفين بتعاطف واحترام من قبل الإدارة إلى خلق جو من الثقة والراحة النفسية بين الطرفين وزيادة الإنتاجية.
  • خدمة الزبائن: لخدمة الزبائن بشكل أفضل وإضافة جو من الثقة المتبادلة بين العميل والشركة، يجب أن يتم الاستماع لهم بتمعن واهتمام كبير ومشاركة مشاكلهم فيما يخص الإنتاج بشكل يرضي العميل.
  • مبيعات: وهي أهم نقطة تسعى لها أي شركة بالاستماع إلى العملاء لفهم ما يحتاجونه من مواصفات يجب أن تتوفر في منتجهم وتقديم العروض لهم.
  • التفاوض: وهي القدرة على الاستماع للعميل بعقل متفتح لخلق حوار لتبادل الآراء والأفكار بينه وبين الشركة للوصول إلى أفضل صفقة.

اهمية اداب الاستماع في الحياة الشخصية

تتوافر العلاقات الاجتماعية في حياتنا الشخصية بكثرة، وهي تحتاج إلى الحوار الدائم بين الأشخاص وخاصة في بيئة المنزل، وأساس الحوار هو الاستماع وتقبل الغير لتكوين علاقات جيدة، وتأتي أهمية الاستماع الجيد في حياتنا الشخصية من النقاط التالية:

  • الشعور بالاهتمام: الذي يولد نوع من الراحة والمتعة نتيجة الاستماع للآخرين واستماعهم لك، فالإنسان كائن اجتماعي بفطرته.
  • تكوين العلاقات: فمهارة الاستماع الجيد تفتح لك أبواب الانخراط في أفكار الناس وتكوين علاقات جديدة وجيدة تبنى على التفاهم والتشارك والتقارب.
  • حفظ العلاقات: فعندما تستمع إلى الناس ستشعرهم بالسعادة وستشعر أنت بالرضا وستخلق علاقات دائمة تحكمها المحبة والاحترام، فدائما الناس تحب من يستمع لهمومهم ومشاكلهم.
  • التفاهم بين الأشخاص: فتبادل الحديث مع الأشخاص والاستماع لهم حول المشاكل المشتركة بالحي أو في البيت مثلاً، يخلق جو من التفاهم تسوده الألفة والمحبة.
  • تطوير الأسرة: فالاستماع لزوجتك أو أطفالك ومحاولة معرفة ما يسعدهم سيحسن من العلاقات الأسرية وتقوية الرابطة بين أفراد الأسرة.
  • تحسين السلوك: فأكثر المشاكل النفسية التي تنتج السلوك الغير مهذب سببها الانطوائية والعزلة، فنحن نحتاج إلى الاستماع للناس بشكل مهذب واستماع الناس لنا في الوقت ذاته.

بهذا الكم من المعلومات وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان ما هي اداب الاستماع للأشخاص من حولنا، كما قمنا بتعريف مفهوم آداب الاستماع وتحدثنا عن أنواع واستراتيجيات آداب الاستماع، إضافة إلى ذكر أهمية هذه المهارة وتوسعنا في شرح كل ما يخص هذا الموضوع لإغناء فكر قرائنا الأعزاء.

المراجع

  1. skillsyouneed.com , Listening Skills , 14/08/2021
  2. emilypost.com , The Art of Listening , 14/08/2021
  3. online.maryville.edu , How to Be a Better Listener: Exploring 4 Types of Listening , 14/08/2021
  4. etiquette-ny.com , Importance of Good Listening , 14/08/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *