ما هو أثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامة ؟

ما هو أثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامة ؟ حيث إنّ الكثير من الأمور سوف تكون في ميزان كلّ امرئٍ يوم تقوم الساعة، فقد أوضحت الشريعة الإسلاميّة عبر النبيّ الكريم محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ الأعمال توضع في ميزان العبد يوم القيامة ويُسأل عنها من الخالق عزّ و جلّ، لذا يهتمّ موقع المرجع ببيان أثقل الأمور والعبادات وأفضلها نفعًا في ميزان يوم الحساب.

ما هو أثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامة ؟

إنّ أثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامة هو حسن الخلق، ولما سُئِل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عن أكثر الأعمال التي تدخل الجنة، أجاب بتقوى الله وحسن الخلق، فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- في الحديث الصحيح قال: “سُئل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن أكثرَ ما يُدخلُ النَّاسَ الجنَّةَ فقال تقوَى اللهِ وحُسنُ الخلقِ وسُئل عن أكثرَ ما يُدخلُ النَّاسَ النَّارَ فقال الفمُ والفرْجُ“.[1] وإنّ حسن الخلق من الصفات الأنبياء والرسل والصديقين والصالحين والأتقياء، وقد ورد في حسن الخلق عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “ألا أحدِّثُكُم بأحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مَجلسًا يومَ القيامةِ ؟ ثلاثَ مرَّاتٍ يقولُها قالَ : قلنا : بلى يا رسولَ اللَّهِ قالَ : فقالَ : أحسنُكُم أخلاقًا“.[2] وكذلك كان الصحابة الكرام والسلف الصالح من أحسن الناس أخلاقًا بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.[3]

شاهد أيضًا: ما معنى لا حول ولا قوة الا بالله

حديث ما من شيء أثقل في ميزان العبد

أمّا عن حديث ما من شيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامة فقد روى أبو الدرداء -رضي الله عنه- في حديثٍ صحيح، أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “ما شيءٌ أثقلَ في ميزانِ المؤمنِ يومَ القيامةِ مِن خُلُقٍ حسنٍ ، وإنَّ اللهَ يبغضُ الفاحشَ البذيءَ“.[4]

شاهد أيضًا: ما الدليل على ان التوحيد اعظم الواجبات

كيف يكون حسن الخلق الأثقل في الميزان، مع أن التوحيد أثقل؟

بعد بيان ما هو أثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامة على أنّه حسن الخلق، قد يتساءل البعض كيف يكون حسن الخلق الأثقل في الميزان، مع أن التوحيد أثقل؟ فقد ورد في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “إنَّ اللهَ يستخلصُ رجلًا من أمَّتي على رءوسِ الخلائقِ يومَ القيامةِ فينشرُ عليه تسعةً وتسعين سجِلًّا كلُّ سجِلٍّ مثلُ مدِّ البصرِ ثمَّ يقولُ أتُنكِرُ من هذا شيئًا أَظَلمك كتَبتي الحافظون فيقولُ لا يا ربِّ فيقولُ أفلك عذرٌ فقال لا يا ربِّ فيقولُ اللهُ تعالَى بلى إنَّ لك عندنا حسنةً فإنَّه لا ظُلمَ عليك اليومَ فتخرجُ بطاقةٌ فيها أشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه فيقولُ احضَرْ وزنَك فيقولُ يا ربِّ ما هذه البطاقةُ مع هذه السِّجلَّاتِ فقال فإنَّك لا تُظلَمُ فتُوضعُ السِّجلَّاتُ في كِفَّةٍ والبطاقةُ في كِفَّةٍ فطاشت السِّجلَّاتُ وثقُلت البطاقةُ فلا يثقلُ مع اسمِ اللهِ شيءٌ“.[5] وكذلك كنّا قد بيّنا في الحديث السابق أنّه ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق، والمراد بذلك ليس أنّ حسن الخلق أفضل من كلمة التوحيد، فمن لم يعلن ويرفع كلمة التوحيد لن ينفعه خلقه شيئًا، وإنّما المردا به هو حسن خلق العبد المؤمن مع ربّه أوّلاً مع العباد ثانيًا.[6]

شاهد أيضًا: أحاديث نبوية تحث على التحلي بالأخلاق الحسنة

الأعمال التي تثقل الميزان

كذلك الخوض في ذكر ما هو أثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامة يدفع إلى ذكر الأعمال التي تثقل الميزان فيما يأتي:[7]

• التوحيد: ودليل ذلك حديث البطاقة التي تثقل الميزان.
• حسن الخلق: روى أبو الدرداء -رضي الله عنه- في حديثٍ صحيح، أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “ما شيءٌ أثقلَ في ميزانِ المؤمنِ يومَ القيامةِ مِن خُلُقٍ حسنٍ ، وإنَّ اللهَ يبغضُ الفاحشَ البذيءَ“.[4]
• سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم: كذلك روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “كَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ، سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ، سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ“.[8]
• الحمد لله: عن أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمانِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ المِيزانَ، وسُبْحانَ اللهِ والْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآنِ -أَوْ تَمْلأُ– ما بيْنَ السَّمَواتِ والأرْضِ، والصَّلاةُ نُورٌ، والصَّدَقَةُ بُرْهانٌ، والصَّبْرُ ضِياءٌ، والْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ، أوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُها، أوْ مُوبِقُها“.[9]
• احتباس الفرس وقفًا للجهاد في سبيل الله: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَنِ احْتَبَسَ فَرَسًا في سَبيلِ اللَّهِ إيمانًا باللَّهِ وتَصْدِيقًا بوَعْدِهِ، فإنَّ شِبَعَهُ ورِيَّهُ ورَوْثَهُ وبَوْلَهُ في مِيزانِهِ يَومَ القِيامَةِ“.[10]

شاهد أيضًا: كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان ما هي

تعريف الأخلاق الحميدة

إنّ الأخلاق الحميدة في الإسلام هي مجموعة من المبادئ والقواعد التي تعمل على تنظيم وترتيب سلوك المرء، بما يتحقق مع غاية وجوده في هذا العالم على أكمل وجه، وقد عرّف أهل العلم اصطلاحًا بالعديد من الأقوال منها:[11]

• قول الجرجاني: “عبارة عن هيئة للنفس راسخة تصدر عنها الأفعال بسهولة ويسر من غير حاجة إلى فكر ورويَّة، فإن كان الصادر عنها الأفعال الحسنة كانت الهيئة خلقًا حسنًا، وإن كان الصادر منها الأفعال القبيحة سميت الهيئة التي هي مصدر ذلك خلقًا سيئًا”.
• قول ابن مسكويه: “الخلق: حال للنفس، داعية لها إلى أفعالها من غير فكر ولا رويَّة، وهذه الحال تنقسم إلى قسمين: منها ما يكون طبيعيًّا من أصل المزاج، كالإنسان الذي يحركه أدنى شيء نحو غضب، ويهيج من أقل سبب، وكالإنسان الذي يجبن من أيسر شيء، أو كالذي يفزع من أدنى صوت يطرق سمعه، أو يرتاع من خبر يسمعه، وكالذي يضحك ضحكًا مفرطًا من أدنى شيء يعجبه، وكالذي يغتمُّ ويحزن من أيسر شيء يناله. ومنها ما يكون مستفادًا بالعادة والتدرب، وربما كان مبدؤه بالرويَّة والفكر، ثم يستمر أولًا فأولًا، حتى يصير ملكة وخلقًا”.

شاهد أيضًا: كان اهل الجاهليه يسمون محمدا قبل البعثه

أهمية الأخلاق الحميدة في المجتمع

بعد بيان ما هو أثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامة والتعريف بماهيّة الأخلاق الحميدة لا بدّ من بيان أهمية الأخلاق في المجتمع، حيث تكمن أهميتها فيما يأتي:[12]

• امتثال المؤمن بها لأمر الخالق عزّ وجلّ والرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم.
• كونها أحد المقومات لشخصية المسلم.
• ارتباط الأخلاق الحسنة بالدين القويم والعقيدة الإسلامية ارتباطًا وثيقًا.
• كونها الأساس لبناء المجتمعات.
• كونها من الضرورات الاجتماعية في بناء العلاقات.
• تضيف السعادة بين الأفراد والمجتمعات.

شاهد أيضًا: قصة قصيره عن الاخلاق والفضائل لغتي خامس

ما هو أثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامة ؟ مقالٌ فيه تمّ الحديث عن أثقل العبادات التي يمكنها أن ترجّح كفّة العبد يوم الحساب، يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلّا من أتى الله بقلبٍ سليم، كما تمّ التعريف بماهية الأخلاق الحميدة، إضافةً إلى بيان أهميّتها في المجتمعات.