ما حكم تزيين البيت في رمضان

ما حكم تزيين البيت في رمضان، شهرُ رمضانَ شهرُ الخيّرِ والبركة، فيّه تفتحُ أبواب الجنّة، وتُغلق أبواب النار، وتُصفْد الشيّاطيّن، وفيّه مُضاعفةٌ للأجرِ والثواب، ومَغفرةٌ للذنوب، وعتقٌ للرقاب من النار، وينتظرُ المسلمونْ قدوم شهرِ الخيّر، لنيل المغفرة والرّحمة، وللقرب من الله -سبحانهُ وتعالى-، ومن خلالِ موقع المرجع سنتعرفُ على حكم الفوانيس في رمضان ابن باز، بالإضافة إلى عدّة أحكام شرعيّة تخصُّ زينة شهرِ رمضان.

ما حكم تزيين البيت في رمضان

لا ضرر ولا ضِرار منْ تزييْن البيت في شهرِ رمضانَ المُبارك، ما لم يُصاحِبْ ذلكَ أيُّ إسراف، أو أيْ أمر فيّه حُرمّة، فالأصلُ فيها الإباحة، لعدم ورودِ ما يَمنَعُها، وإذا قُصِد فيها الفرح بقدوم شهر رمضان، أو الإعلام بوقت السحور فقدْ تُرقى إلى درجة المُستحب، وقد تعددتْ الروايات فيّما يخصُّ تاريخِ زينّة رمضان، أي أنّه طالما خلتْ الزينة من أي مظهر مُحرم، ومنْ أي إسراف وبذخ، وكانت مُجرد فوانيس وقصائص ورقيّة لا تبذير ولا مُغالاة فيّها فإنّ ذلكَ جائز ولا حُرمانيّة فيهِ، والله تعالى أعلى وأعلم.[1]

حكم تزيين البيت في رمضان لابن باز

في فتوةٍ دينيّة للشيخ ابن باز قالَ فيّها بأنّ تزيين البيتُ في رمضان جائز طالمَا خلا الأمرُ من المُحرماتِ ومنْ الإسراف والتبذيّر، وكانَ وفقًا للضوابطِ الشرعيّة، لكنّ الشيخُ أوصى بعدم الانشغالِ بمثلِ هذه الأمور، وإنّما الاستعداد الأمثلُ للشهرِ الفضيّل، بقراءةِ القرآن الكريّم، وصلاة القيّام، والتصدقّ على الفقراء والمُحتاجيّن، وصلاة التراويّح، وغيّرها، فشهرُ رمضانَ شهرُ خيّر وبركة ورحمة على العباد، حيثُ أن فضل هذا الشهرُ عظيّم، إذ فيّه ليلة القدر التي هِي من خيّر شهر، وفيّه تنزل القرآن الكريم على نبي الله مُحمد -صلى الله عليه وسلم-، وفيّه مُضاعفة للأجر والثواب، وعتق للرقاب من النار.

هل يجوز تعليق الفوانيس والزينات في شهر رمضان

أُجيّز تعليقَ الفوانيسَ والزينات في شهرِ رمضان المُبارك ابتهاجًا بهِ، واحتفالاً بقدومهِ، وفرحّة بنسائمِ الرحّمة، ونورِ المعرفّة، لكنّ الإجازة في ذلكَ وضعَ لها عدّة شروط، وهِي:

  • عدم التبذيّر والإسراف والمُغالاة في شراء زيّنة رمضان.
  • ألا يُرافق الزيّنة أيّ أمر من المحرمات على نحوِ الأغاني والموسيقى.
  • ألا تتضمنُ الزينة صورًا لذاتِ أرواح.
  • الحرصُ على عدم الاعتقاد بأنّ الزينة من العبادة، وإنما القصدُ بِها إظهارَ الفرح والسرور.

شاهد أيضًا: هل فوانيس رمضان أو زينة رمضان حرام أو بدعة

هل زينة رمضان بدعة

لا تُعتبرُ زينة رمضان بدعة أو حرام، حيثُ أجازَ الفُقهاء وأهل العلم زينة رمضان، إذْ يُقصدُ بها إظهارَ الفرح والسرور بقدوم شهرُ الخيّر والرحمة، مع عدمِ الاعتقاد بأنّ تلكَ الزينّة فيّها أيّ تعبّد أو تقرب من الله -عز وجل- حيثُ أُدخل في ذلكَ باب الحرامِ والبّدعة، كذلك لا يجوزُ في زينةِ رمضان أي إسراف أو تبذير أو مغالاة، فالمبذريّن هُمْ إخوانَ الشياطيّن، حيثُ قالَ تعالى: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا}.[2]

حكم تزيين المساجد في رمضان

المساجد هِي بيوت الله العُليّا، وهيّ مكانُ أداءَ الصلوات الخمسّة والسُننَ والنوافل والقيّام، ومَكانُ التضرع والتهجد والتذلل والقرب من الله -جل عُلاه-، وهوَ مكان تعلّم أسس الدين الإسلامي الصحيح، وقد أولت الشريعة الإسلاميّة اهتمامًا بالغًا في المساجد، ومنْ بنى مسجدًا لله في الدُنيا، بنى اللهُ لهُ في الجنةِ مثلهُ، وإنَّ وضع الزينة أو الفوانيس أو الأضواء عليها احتفالًا بالأعياد أو بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك هو أمر فيه تشبّه بالكفار في وضعهم الزينة على كنائسهم في الأعياد، وقد نهى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن التشبّه بعاداتهم في الأعياد وغيرها، والله أعلم.

شاهد أيضًا: ما حكم تعليق فوانيس وزينة رمضان في البيت

حكم تعليق الهلال والنجمة المضاءة في رمضان

الأصلُّ في زينة رمضان هوَ إظهار الفرحَ والسرور بقربِ هذا الشهرُ الفضيّل، وفي ذلكَ قصدٌ بأنّ زينة رمضان لا تدخلُ في الحرام أو البِدع طالما خلْت من أيّ حُرمات ومنْ أي تبذير ومُغالاة ولمَ تُوضعُ في المساجدِ أيضًا، حيثُ تشغلُ المُصليّن، وبِها تشبّه بالكفارِ في أعيادِهم، ومنْ اتخذَ الهلال والنجمة المضاءة في شهرِ رمضان شعارًا، فلا أصلَ لهُ في الشرع ولم يكنْ معروفًا في عهد نبي الله مُحمد -صلى الله عليه وسلم-، ولا في عهد الخلفاء الراشديّن، ولا فيّما بعدها، وعلى كلٍّ فالشعارات والرايات لابد وأن تكون موافقة للشرع، وحيث إنه ليس هناك دليل على مشروعيتها فالأحرى ترك ذلك، والله أعلم.[3]

حكم تخصيص طعام رمضان

إنْ تخصيص شهرَ رمضان المُبارك ببعضِ الأطعمة أو المشروبات أو الحلويات جائز ولا حُرمة فيّه، ولا يدخلُ ذلكَ في البدعِ المُحرمة أو الإحداث في الديّن، فقدْ تكون العادّة جربت على ذلكَ فقطْ، وفي سبيلِ الفرح والابتهاج بقدومِ شهر الخيّر والبركات، ولا يكونُ القصد في ذلك أيّ تقرب أو تعبد لله -سبحانهُ وتعالى-، وقد قال الشيخ محمد بن إبراهيم في ذلك: “لو سمع ما يقال عن العوائد بأَنها بدع محدثة، لاعتبر جميع ما لم يكن في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وعهد أَصحابه، من المآكل والمشارب والملابس والمراكب”، والله أعلم.[4]

حكم تخصيص لبس رمضان

لا حرج على المُسلمِ منْ لبسِ ما يشاءَ في شهرِ رمضانَ المُبارك، بشرطِ أنْ يكونَ اللباس مطابقًا لضوابطِ الشريعة الإسلامية للرجلِ والمرأة، فيكونَ ساترًا للعورة، ولا يصفُّ ولا يشفَ الجسمَ، وأن يخلو هذا اللباس من مظاهر الشهرة فلا يكون مُخالفًا لعادات البلاد التي يعيش فيها الإنسان، ومنْ الجديرِ بالذكر أن يخلو اللباس من أي تبذير أو إسراف أو مغالاة، إضافة إلى تخصيص بعض شروطِ اللباس الأخرى للمرأة والرجل.

إلى هُنا نكون قد وصلنا إلى نهايةِ مقالنا ما حكم تزيين البيت في رمضان، حيثُ أدرجنا مجموعة من الأحكام والضوابط الشرعيّة المُتعلقة بالأمور المُستحدثُ فعلها في شهرِ رمضان المُبارك.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *