ما حكم زراعة الشعر

ما حكم زراعة الشعر حيث تعد عمليات زراعة الشعر واحدة من العمليات المنتشرة بكثرة بين الناس في الفترة الأخيرة، ويسعى الناس للبحث عن حكم هذه العمليات، ومعرفة رأي الشرع وعلماء الدين فيها، لذلك يقدم لكم موقع المرجع هذا المقال الذي يتحدث عن: ما حكم زراعة الشعر.

ما حكم زراعة الشعر

إن حكم زراعة الشعر هو الجواز إذا كان من شعر الإنسان نفسه، فزراعة الشعر هي إجراء تجميلي يتم فيه زرع بصيلات الشعر في الجلد، بعد نقلها من مكان آخر في الجسم، ولا تعد تغييرًا في خلق الله، بل علاج لإعادة الأمر إلى الطبيعة التي خلقها الله عليه، والأصل في الأشياء الإباحة إذا لم يكن هناك نص أو إجماع يقتضي التحريم، وبالتالي تكون زراعة الشعر جائزة شرعاً، فلا بأس من إجراء جراحة تجميلية لتصحيح العيوب المكتسبة جراء الحروق والحوادث والأمراض، وزراعة الشعر في حال تساقطه، وخاصة بالنسبة للنساء.[1]

شاهد أيضًا: حكم السعودة ابن باز

حكم زراعة الشعر بن عثيمين

جاء في فتاوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، بأن زرع الشعر أمر جائز، لأن الأمر يتعلق برد خلق الله إلى ما هو عليه، وتصحيح العيب، والمسألة ليست تجميل أو إضافة إلى خلق الله، فهي ليست مسألة تغيير خلق الله، والدليل قصة النفر الثلاثة الذين كان أحدهم أقرع، فتمنى من الملك الذي أرسله الله شعر حسن، فقد جاء في صحيح البخاري: “وَأَتَى الأَقْرَعَ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ شَعَرٌ حَسَنٌ، وَيَذْهَبُ عَنِّي هَذَا، قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ، قَالَ: فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ وَأُعْطِيَ شَعَرًا حَسَنًا”.[2][3]

شاهد أيضًا: ما حكم ذكرى الزواج ابن عثيمين

حكم زراعة الشعر في مقدمة الرأس

إذا تم زرع الشعر في مقدمة الرأس بسبب تساقطه أو ذهابه، فلا مانع من ذلك، لأنه يعد علاج في هذه الحالة، ولا يعد تغيير في خلق الله، أما إذا كان زرع الشعر بغرض التزيين أو التحسين، دون وجود ضرر واضح، أو عن طريق زرع الشعر في غير مكانه، فهذا محرم، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، اللاتي يغيرن خلق الله من أجل التزيين، وقال الله تعالى عن إبليس: {وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا}.[4][5]

شاهد أيضًا: حكم قول مثواه الجنة ابن باز

حكم زراعة الشعر من شخص آخر والشعر الصناعي

في زراعة الشعر يتم نقل بصيلات الشعر من منطقة إلى أخرى في جسم الإنسان، ولا بأس في ذلك، لأنها عملية يتم فيها تصحيح عيب طارئ، وليس تغيير خلق الله تعالى، وليس هناك فرق بين أخذ بصيلات الشعر من الشخص نفسه أو من شخص آخر،[6] فإذا كانت زراعة الشعر الطبيعي غير ممكنة، يرى بعض العلماء أنه لا ضرر في زراعة الشعر الصناعي، بشرط أن يكون مصنوعًا من مادة طاهرة، ولا تسبب ضرراً أكثر من الضرر الحاصل، وذهب آخرون إلى تحريم زراعة الشعر الصناعي، قياسًا على تحريم الوصل، حيث يبقى الشعر كما هو ولا ينمو، وبعض أسباب هذا التحريم بأنه تدليس وتغيير في خلق الله.[7]

شاهد أيضًا: حكم ضرب الكؤوس في المذاهب الأربعه

الحالات التي يباح فيها إجراء العمليات التجميلية

يجوز إجراء العمليات التجميلية الضرورية في حالات محددة، وهذه الحالات هي:[7]

• إعادة شكل أعضاء الجسد إلى الحالة التي خلق فيها الإنسان.
• استعادة الوظيفة المعتادة لأجهزة الجسم.
• لإصلاح العيوب الخلقية مثل الشفة المشقوقة والأنف شديد الانحناء والوحمات والأصابع والأسنان الزائدة والتصاق الأصابع إذا كان وجودها سيؤدي إلى ضرر مادي ومعنوي كبير.
• إصلاح العيوب الطارئة (المكتسبة) الناتجة عن آثار الحروق والحوادث والأمراض وغيرها مثل زراعة الجلد وتطعيمه وإعادة تشكيل الثدي كلياً أو جزئياً إذا كان الحجم كبيراً أو صغيراً في حالة الختان، وزراعة الشعر في حالة تساقطه وخاصة عند النساء.
• إزالة الدمامة التي تسبب أي ضرر نفسي أو جسدي للإنسان.

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال ما حكم زراعة الشعر، الذي تحدثنا فيه عن الحكم الشرعي لزراعة الشعر، وتعرفنا على حكم زراعة شعر شخص آخر، والشعر الصناعي، وعلى الحالات التي يباح فيها إجراء العمليات التجميلية.