ما حكم تعليق التمائم إذا كانت من غير القرآن الكريم

ما حكم تعليق التمائم إذا كانت من غير القرآن الكريم هو ما سيتم بيانه عبر هذا المقال، فالتمائم هي ما يتمّ تعليقه على النفس أو الأطفال أو الأموال أو المرضى من الحلق او الودع أو الأقمشة أو الأوراق التي يتمّ فيها كتابة الطلاسم والكتابات المجهولة، وحتى ما يكون من القرآن الكريم كلّ ذلك يسمى تمائم ويمكن تسميته بالحروز أو الجوامع، ومن خلال موقع المرجع سيتم بيان حكم التميمة من القرآن الكريم وحكمها من غير القرآن من طلاسم وأمور أخرى.

ما حكم تعليق التمائم إذا كانت من غير القرآن الكريم

لا يجوز تعليق التمائم مطلقًا إذا كانت من غير القرآن الكريم، فتعليق يد الذئب أو شعر الثور أو عظام الضبع أو غير ذلك من الأمور التي يعلقها المشعوذون على المريض أو الذي يُظن فيه مسٌ من الجن وغيرها لا يجوز أبدًا، وهي من التمائم التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم فمن تعلق بتميمة فقد أشرك، وقد اتفق أهل العلم أنه لا يصح أن يتم تعليق التمائم مهما كان نوعها، وقد يقوم بعض الناس بوضع بعد آيات القرآن الكريم في ورقة أو قرطاسية وتعليقها أو إرفاقها ببعض الأمور لدفع المرض أو العين أو الجن أو السحر، وكل ذلك من أنواع الشرك الذي يعتمد فيه المعلق على هذه التمائم في جلب النفع ودفع الضر، وبعضها يحوي السحر الذي هو كفرٌ بالله ورسوله وبما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم والله ورسوله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: حكم تعليق التمائم لدفع العين

حكم التميمة من القرآن الكريم

اختلف أهل العلم في مسألة حكم التميمة أو التعليق والحرز بالقرآن الكريم كتعليق آياتٍ من كتاب الله صلى الله عليه وسلم، فقد ذهب جماعةٌ من الصحابة والتابعين إلى جوازها وكذلك الأحناف والمالكية والشافعية ، وقد ورد عن القرطبي أنه قال: “والقول الأول – بجواز التعليق – أصح في الأثر، والنظر -إن شاء الله تعالى-، وما روي عن ابن مسعود يجوز أن يريد بما كره تعليقه، غير القرآن أشياء مأخوذة عن العرافين، والكهان؛ إذ الاستشفاء بالقرآن -معلقًا، وغير معلق-، لا يكون شركًا” وقد ذهب بعض أهل العلم إلى تحريمها وهو قول حذيفة وعقبة بن عامر وابن مسعود وابن عباس وآخرون، واحتجوا على ذلك بعموم الأحاديث التي تنهى عن التمائم، وكذلك تحريمها يكون سدًا للذرائع فتعليقها قد يؤدي إلى تعليق ما اتفق على تحريمه، وقد ورد عن القاضي من الحنابلة أنه قال: “يجوز حمل هذه الأخبار المانعة على اختلاف حالين، فهي إذا كان يعتقد أنها النافعة له، والدافعة عنه، فهذا لا يجوز؛ لأن النافع هو الله، والموضع الذي أجازه إذا اعتقد أن الله هو النافع، والدافع، ولعل هذا خرج على عادة الجاهلية، كما تعتقد أن الدهر يغيرهم، فكانوا يسبونه”.[2]

شاهد أيضًا: حكم التمائم من القرآن الكريم

حكم تعليق التمائم من القرآن ومن غيره ابن باز

سُئل الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى ما حكم تعليق التمائم إذا كانت من غير القرآن الكريم، فأجاب بقوله:[3]

“أما التميمة من غير القرآن كالعظام والطلاسم والودع وشعر الذئب وما أشبه ذلك فهذه منكرة محرمة بالنص، لا يجوز تعليقها على الطفل ولا على غير الطفل لقوله ﷺ: من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له، أما إذا كانت من القرآن أو من دعوات معروفة طيبة، فهذه اختلف فيها العلماء، فقال بعضهم: يجوز تعليقها، ويروى هذا عن جماعة من السلف جعلوها كالقراءة على المريض، والقول الثاني: أنها لا تجوز وهذا هو المعروف عن عبدالله بن مسعود وحذيفة رضي الله عنهما وجماعة من السلف والخلف قالوا: لا يجوز تعليقها ولو كانت من القرآن سدًا للذريعة وحسمًا لمادة الشرك وعملًا بالعموم؛ لأن الأحاديث المانعة من التمائم أحاديث عامة، لم تستثن شيئًا. والواجب: الأخذ بالعموم فلا يجوز شيء من التمائم أصلًا؛ لأن ذلك يفضي إلى تعليق غيرها والتباس الأمر”.

شاهد أيضًا: حكم تعليق شيئ من القرآن

حكم تعليق التمائم من أدعية القرآن والسنة

إن تعليق التمائم من القرآن الكريم على المرضى أو الأطفال لا يصح ولا يجوز بأصح أقوال أهل العلم، فبعض أهل العلم أجاز ذلك لكن من غير دليل عليه، والصواب والأدق أنه لا يجوز تعليق القرآن الكريم ولا غيره من الدعوات ولا الأحاديث فالنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التمائم، ولم يستثن منها شيئًا لا من القرآن ولا من غيره، فالتمائم كلّها ممنوعة من القرآن أو من غيره، ويجب على المسلم أن يبتعد عنها بالمطلق حتى لا يقع في المحظور ويدخل في ذريعة الشرك بالله والعياذ بالله والله ورسوله أعلم.

بهذا نختتم مقال ما حكم تعليق التمائم إذا كانت من غير القرآن الكريم، والذي تمّ فيه تعريف التمائم وبيان عديد الأحكام الشرعية المتعلقة في هذه المسألة الهامة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *