ما هي معصية قوم هامان

ما هي معصية قوم هامان، أرسل الله -جل علاه- الأنبياء لمختلف القبائل والشعوب، هداية ورشدًا لهم إلى طريق الحق وطريق الصواب، للفلاح في الدنيا، والنجاة في الآخرة، ولكن آمنت طائفة، وعصت طائفة أخرى، فلما عصّت أحل الله -سبحانه- بهم العذاب، لعلهم يتعظون ويتبعوا ما أُرسل إليهم، ومن خلال موقع المرجع سنتعرفُ على من هو هامان، وما هي معصية قوم هامان.

من هو هامان

عُرف أن هامان هو رجلّ ذو شأن عظيم في جاليةِ فرعون وقومّه، وقيل أنه كان ساعدهُ ويده اليمنى وأحد أركان حكمه ومنفذًا لرغباته في كل أمر، وجاء في روايات عدة أن هامان كان وزيرًا لفرعون، أو مسؤولاً عن أعمال البناء في عهده، وذلك في زمن نبي الله موسى -عليه السلام-، كما تعددت آراء المفسرين في أن اسم هامان كلمة تدل على شخص معين، أو تطلق على نائب الملك أو وزيره، وذلكَ كما ذكر ابن عاشور في التحرير والتنوير: “وأحسب أنّ هامان ليس باسم علمٍ، ولكنّه لقب خِطَّة مثل فرعون وكسرى وقيصر ونجاشي، فالظّاهر أنّ هامان لقب وزير الملك في مصر في ذلك العصر”.

شاهد أيضًا: قصة موسى وفرعون مختصرة للاطفال

ما هي معصية قوم هامان

قيل أن هامان هو رجل عظيم الشأن والمكانة عند فرعون، وهو من الرتبّة الأولى عنده في تنفيذ الأمر، وقد استكبر فرعون وهامان وبعضًا من قومهم على دعوة نبي الله موسى -عليه السلام-، وضربوا المثل في الكفر والعناد بالله تعالى، وكذبوا رسالته التي جاءت على لسان موسى -عليه السلام-، وقد استكبروا وتجبروا في الأرض، لذلك توعدهم الله -سبحانه وتعالى- وبيّن لهم عاقبة فعلهم، برغم ما بلغوه من علو في الأرض وما أشاعوه فيها من فساد وقتل وتخريب، فكان إهلاك فرعون وجنوده بمن فيهم هامان جزاءً وفاقًا لبغيهم وتجبرهم واستعلائهم في الأرض، وكان نجاة سيدنا موسى ورسالته المرسل بها من رب العالمين دليلاً آخر على استتباب سنة الله في خلقه بانتصار الحق في النهاية مهما علا الباطل، ومهما تطاول أمد وجوده.

شاهد أيضًا: كيف نجى الله موسى من فرعون

ذكر هامان في القرآن الكريم

ذكر الله -تعالى- كلمة هامان في كتابه الكريم، في ستّة مواضع، وفيما يأتي الآيات التي ذكر فيها اسم هامان:

• قال تعالى: {وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُم مُّوسَىٰ بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ}.[1]
• قال تعالى: {وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ}.[2]
• قال تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ}.[3]
• قال تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ}.[4]
• قال تعالى: {إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ}.[5]
• قال تعالى: {وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءهُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ}.[6]

شاهد أيضًا: ما هي السبع حاجات التي طلبها موسى

غرق هامان مع فرعون

لم يرد في كتاب الله -سبحانه وتعالى- أو في سنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- أي دليل قاطع أو أي نص صريح يدل على غرق هامان مع فرعون، فقد ذكر غرق فرعون مع جنوده كلهم، وقيل أن هامان كان من أبرز جنود فرعون، ففي تفسير قول الله-تعالى-: (فَأَتبَعَهُم فِرعَونُ بِجُنودِهِ فَغَشِيَهُم مِنَ اليَمِّ ما غَشِيَهُم)[7]، أن هاء الضمير في الفعل: “فغشيهم”، تعود على فرعون وعلى جنوده كلهم، وعليه، فإنه لا يمكننا الجزم بأن هامان غرق مع فرعون، إلا إن جزمنا بأنه كان أحد جنوده الذين تبعوا موسى -عليه السلام-، وأن كل جنوده قد غرقوا معه.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا ما هي معصية قوم هامان، حيثُ سلطنا الضوء على منزلةُ هامان لدى فرعون، ومعصيتهم وقومهم لنبي الله موسى -عليه السلام- الذي جاء إليهم بالحق.