ما الحكمة من النهي عن الاستنجاء باقل من ثلاثة احجار

ما الحكمة من النهي عن الاستنجاء باقل من ثلاثة احجار، حيث يُعد الإسلام دين الطهارة والنظافة، فقد حث أتباعه من المسلمين على العناية بهما، وجعلهما ركيزة وشعيرة أساسية في الدين، لذلك يهتم موقع المرجع في الحديث عن ما الحكمة من النهي عن الاستنجاء باقل من ثلاثة احجار، وعن حكم الاستنجاء، وعن حكم الاستنجاء بثلاث مسحات من حجر متعدد الشعب، وعن ما يستنجى به، وعن آداب قضاء الحاجة.

ما الحكمة من النهي عن الاستنجاء باقل من ثلاثة احجار

  • إن الحكمة من النهي عن الاستنجاء بأقل من ثلاث احجار هو ضمان زوال النجاسة بشكل كامل وتحقيق طهارة مكان الإخراج.

حيث لا يجزئ الاستجمار بأقل من ثلاثة أحجار، وهذا مذهب الشافعية، والحنابلة، وأصحاب الحديث، واختاره ابن المنذر، وأبو الفرج المالكي، وابن حزم، وابن تيمية، وابن باز، عن سلمان رضي الله عنه قال: “نَهانا أن نستقبلَ القِبلةَ لغائطٍ أو بولٍ، أو أنْ نستنجيَ باليمينِ، أو أنْ نستنجيَ بأقلَّ مِن ثلاثةِ أحجارٍ، أو أنْ نستنجيَ برجيعٍ أو بعَظمٍ”،[1] وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا ذهب أحدُكم إلى الغائطِ، فلْيذهبْ معه بثلاثةِ أحجارٍ يَستطيبُ بهنَّ؛ فإنَّها تُجزئُ عنه”،[2] وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: “أتى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الغائطَ، فأمَرني أن آتيَه بثلاثةِ أحجارٍ، فوجدتُ حجرينِ، والتمستُ الثَّالِثَ فلم أجِدْه، فأخذتُ رَوْثةً، فأتيتُه بها، فأخَذَ الحجرينِ وألْقى الرَّوْثةَ، وقال: هذا رِكسٌ”.[3][4]

حكم الاستنجاء

يجوز استخدام الحجارة لإزالة النجاسة من المخرج، وذلك في الجملة، عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا ذهبَ أحدُكم إلى الغائطِ، فلْيذهَبْ معه بثلاثةِ أحجارٍ يَستطيبُ بهنَّ؛ فإنَّها تُجزِئُ عنه”،[2] وعن سلمان رضي الله عنه، أنه: “قيل له: قد علَّمَكم نبيُّكم صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كلَّ شيءٍ حتى الخِراءةَ! قال: فقال: أجَلْ، لقدْ نهانا أن نَستقبلَ القِبلةَ لغائطٍ أو بولٍ، أو أنْ نستنجيَ باليَمينِ، أو أنْ نستنجيَ بأقلَّ مِن ثلاثةِ أحجارٍ”،[1] ونقل الإجماع على ذلك: ابن حزم، وابن عبد البر، وابن رشد، وابن تيمية، وابن مفلح.[5]

حكم الاستنجاء بثلاث مسحات من حجر متعدد الشعب

يجزئ المسح بثلاث مسحات بحجر واحد له ثلاثة أطراف منفصلة، وهذا مذهب الشافعية، والحنابلة، وبه قال إسحاق وأبو ثور، واختاره ابن عثيمين، وذلك لأن المعنى المطلوب من الاستنجاء بثلاثة أحجار، حاصل من ثلاث شعب، فلو مسح ذكره في صخرة عظيمة، بثلاثة مواضع منها، أو في حائط أو أرض، جاز؛ ولأن عين الأحجار غير مقصود؛ لذا جاز بالخشب والخرق والمدر، ولأنه يجزئ كما لو فصل الحجر إلى ثلاثة أحجار صغار؛ ولا فرق بين الأصل والفرع إلا فصله، ولا أثر لذلك في التطهير.[4]

ما يستنجى به

يجوز الاستنجاء بكل طاهر منق يحصل به زوال الأذى، كالحصى، والمناديل، والأوراق غير المحترمة، ولا يشترط أن يكون بالأحجار، وهذا باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة: الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، وهو مذهب الظاهرية، وحكي فيه الإجماع، فعن أبي هريرة رضي الله عنه “أنَّه كان يحمِلُ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إداوةً لوُضوئِه وحاجَتِه، فبينما هو يتبَعُه بها، فقال: مَن هذا؟ فقال: أنا أبو هريرةَ. فقال: ابغِني أحجارًا أستنفِضْ بها، ولا تَأتني بعَظمٍ ولا بِرَوْثةٍ”،[6] لقد خص النبي النهي بالعظم والروثة، ودل هذا على جواز غيرهما ولو لم يكن حجرا، ولا فرق في المعنى بين الأحجار وغيرها، ما دام يحصل بها المقصود، وإنما نص عليها لأنها كانت الأيسر، والله أعلم.[7]

آداب قضاء الحاجة

من آداب قضاء الحاجة التي وردت في السنة:[8]

  • يسن أن يقال عند الدخول: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث.
  • يسن أن يقال عند الخروج: غفرانك.
  • يستحب عند دخول الخلاء، تقديم رجله اليسرى، وعند الخروج تقديم رجله اليمنى.
  • يكره ذكر الله تعالى باللسان عند قضاء الحاجة، ومن ذلك ترديد الأذان، وتشميت العاطس.
  • يكره إدخال ما فيه ذكر الله تعالى إلى الخلاء إلا لحاجة.
  • يكره الكلام أثناء قضاء الحاجة لغير مصلحة.
  • يندب لمن أراد قضاء الحاجة إذا كان في الفضاء أن يبعد عن أعين الناس.
  • يجب الاستتار عند قضاء الحاجة؛ سترا للعورة عن أعين الناس.
  • يستحب لمن أراد قضاء حاجته أن يطلب مكانا رخوا.
  • يحرم استقبال القبلة واستدبارها حال قضاء الحاجة في الفضاء، ويجوز في البنيان.

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، الذي تعرفنا فيه على ما الحكمة من النهي عن الاستنجاء باقل من ثلاثة احجار، وعن حكم الاستنجاء، وعن حكم الاستنجاء بثلاث مسحات من حجر متعدد الشعب، وعن ما يستنجى به، وعن آداب قضاء الحاجة.

المراجع

  1. صحيح مسلم , مسلم، سلمان الفارسي، 262، صحيح.
  2. صحيح أبي داود , الألباني، عائشة أم المؤمنين، 40، حسن.
  3. صحيح البخاري , البخاري، عبد الله بن مسعود، 156، صحيح.
  4. dorar.net , واجبات وشروط الاستجمار , 08/09/2021
  5. dorar.net , تعريف الاستجمار، وحكمه , 08/09/2021
  6. صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، 3860، صحيح.
  7. dorar.net , ما يُستجمر به , 08/09/2021
  8. dorar.net , آداب قضاء الحاجة , 08/09/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *