متى كانت الهجرة النبوية الى المدينة

متى كانت الهجرة النبوية الى المدينة ؟ سؤالٌ يُطرح بكثرة مع اقتراب رأس السنة الهجرية الجديد، الذي يُعدّ ذكرى الهجرة التي قام بها المسلمون مع النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من مكّة المكرّمة إلى المدينة المنوّرة، والتي كانت تسمّى يثرب قبل الهجرة، وأُطلق عليه المدينة المنوّرة لأنّ أنارت بالإسلام وبقدوم النّبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- إليها، وتُعد الهجرة النّبويّة من مكة إلى المدينة الفيصل بين الحقّ والباطل، وشرارة إعلان قيام الدّولة الإسلاميّة فللهجرة أثرٌ كبير وأهميّةٌ بالغة للمسلمين، ولذلك سيقوم موقع  المرجع بالإجابة على متى كانت الهجرة النبوية الى المدينة.

الهجرة إلى الحبشة

قبل معرفة متى كانت الهجرة النبوية الى المدينة على المسلم أن يعرف أنّ المسلمين قبل أن يهاجروا إلى المدينة قد هاجروا إلى الحبشة، فهجرة الحبشة هي أوّل هجرةٍ حدثت في الإسلام وقد حدثت مرّتين، فبعد البعثة بخمس سنوات، حين اشتدّ الأذى من قِبل المشركين على المسلمين، وأوكلت قريش أمر تعذيب المسلمين لقبائلهم، فصار الرّجل يعذّبه أقربائه حتّى يرجع عن دينه، اشتكى المسلمون لرسول الله -صلى الله عليه وسلّم- ما حلّ بهم من سوء، فأذن لهم أن يخرجوا إلى الحبشة فراراً بدينهم، وكانت الهجرة الأولى، وقد بلغ عدد من هاجر فيها أحد عشر رجلاً وأربع نسوة، استقرّوا بالحبشة بعد فشل قريش بملاحقتهم، ثمّ عادوا قبل مرور العام لأنّهم سمعوا أنّ مكّة أسلمت، ولمّا عادوا وجدوها لا تزال على الشّرك، والمسلمون لا يزالون يتعرّضون للأذى، وضاق بهم الحال، فشدّوا الرّحال بأمر الله مرّةً ثانية، واتّجهوا للحبشة وكان عددهم كبيراً فيما يزيد عل ىثمانين رجلاً، وقد طاردتهم الكثير من قبائل قريش لكنّهم بحفظ الله نجوا، وعندما علمت قريش أنّ المسلمين استقرّوا بجوار النّجاشي، أرسلوا له الوفود التي تطلب منه تسليمهم وإرسالهم إلى أهلهم في مكّة، لكنّ النجاشي أبى هذا الأمر وردّ مبعوثي قريش خائبين بعدما سمع من المسلمين أمرهم، وعاد المهاجرون في نهاية الأمر في العام السّابع من هجرتهم إلى المدينة وليس إلى مكّة.[1]

متى كانت الهجرة النبوية الى المدينة

كانت الهجرة النبوية الى المدينة في السنة الثالثة عشرة بعد البعثة النّبوية الشريفة، وقد كان عمر النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- ثلاث وخمسين سنة، وقد ورد عن عبد الله بن عبّاس -رضي الله عنهما- أنّه قال: “بُعِثَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأرْبَعِينَ سَنَةً، فَمَكُثَ بمَكَّةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ سَنَةً يُوحَى إلَيْهِ، ثُمَّ أُمِرَ بالهِجْرَةِ فَهاجَرَ عَشْرَ سِنِينَ، وماتَ وهو ابنُ ثَلاثٍ وسِتِّينَ”.[2] فكانت الهجرة من مكة المكرّمة للمدينة المنورة، حدثاً تاريخيّاً عظيماً ولم تكن كأيّ حدث فقد كانت الفاصل بين مرحلتين عظيمتين من مراحل الدّعوة الإسلاميّة، المرحلة المكّيّة، والمرحلة المدنيّة، وقد كانت الهجرة النبوية سبباً لتغيير التاريخ ورفع راية الإسلام وسبيلاً للنّصر والعزّة، وبدايةً لتشييد الدّولة الإسلاميّة.[3]

كم استغرقت رحلة الهجرة النبوية

بعد معرفة متى كانت الهجرة النبوية الى المدينة سيتم التّعرف على كم استغرقت رحلة الهجرة النبوية، فإنّ الوارد عن أهل العلم أنّ النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- خرج من بيته للهجرة في ليلة الجمعة بتاريخ 27/ صفر في السّنة الرابعة عشرة بعد البعثة، والذي يوافق 13 / 9 / 622 م ، وقد كمن في غار ثور ليلة الجمعة والسبت والأحد، وقيل أنّه انطلق ليلة الإثنين إلى المدينة بتاريخ 1 / 3 ربيع الأول /14 للبعثة، والذي يوافق اليوم 16 /9 /622 م،  وقد وصل النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- إلى قباء  في يوم الإثنين 8 /3 / 14من البعثة الموافق 23/ 9/ 622 م،  ولم يصل المدينة المنوّرة إلا في اليوم الثّاني عشر من ربيع الأوّل، فقد استغرقت بذلك رحلة الهجرة النبوية الشريفة خمسة عشر يوماً تقريباً والله ورسوله أعلم، ولم تكن قريش تعلم أنّ الله أذن لنبيّه بالهجرة وكانت تخطّط وتحيك المؤامرة للنّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- خرج النبي ومعه أبو بكر الصديق،وسلك طريقاً متّجهاً نحو الجنوب لليمن حتّى تضيع قريش ولا تجده أثناء اللحاق به، وقد حماه الله ويسّر له وشاء أن يصل المدينة بعد طريق الهجرة الطّويل المليء بالدّروس والعبر.[4]

طريق الهجرة النبوية

قد تحدّثنا سابقاً عن متى كانت الهجرة النبوية الى المدينة فلمتكن الهجرة النّبويّة المباركة من مكّة المكرّمة إلى المدينة المنوّرة، مجرّد نجاةٍ للمسلمين من أذى الكفار، بل كانت فيصلاً لمرحلتين دعويتين مختلفتين، هما المرحلة المكيّة والمرحلة المدنيّة، وكانت أولى الخطوات نحو بناء الدّولة الإسلاميّة العظيمة، فعندما أذن الله تعالى بالهجرة لرسوله الكريم، كان رفيق دربه وسفره هو صاحبه أبو بكرٍ الصّدّيق رضي الله تعالى عنه، وخرجا ومعهما واحدق من المشركين لكنّه موضع ثقةٍ ليدلّهما على الطّريق إلى المدينة المنوّرة، وقد وقعت العديد من الحوادث في طريق الهجرة، منها حادثة سراقة بن مالك عندما تتبّعهما وأراد قتل رسول الله، فدعا عليه الرّسول فغاصت قوائم فرسه في الرّمال وكاد أن يموت مع فرسه، فعاهد رسول الله بأنّه إن دعا له الله أن ينجيه، سيحميهم وسيكتم أمرهم عن المشركين، وكذلك فعل، أمّا عن الحدث المشهور في السّيرة النّبويّة، هو وصول المشركين إلى غار ثور الّذي مكث فيه رسول الله مع صاحبه ثلاث ليال، لكنّ الله تعالى أعمى بصائر المشركين وأبصارهم فلم يروهم في الغار، وكان في طريق الهجرة الكثير من الدّروس والمواعظ الّتي يجب على المسلم أن يحفظها ومنها:[5]

  • الاستعانة بالكتمان عند قضاء الحوائج كما كتم رسول الله أمر الهجرة.
  • إعداد العدّة والاستعداد جيّداً والأخذ بالأسباب، كما أعدّ أبو بكر الرّاحتين والمؤن والدّليل.
  • التّوكّل على الله تعالى والاستعانة به في الرّخاء والشّدّة، واليقين به بأنّه هو على كلّ شيءٍ قدير.

شاهد أيضًا: من هو رفيق الرسول في رحلة الهجرة

أسباب هجرة الرسول من مكة إلى المدينة

كذلك الخوض في بيان متى كانت الهجرة النبوية الى المدينة يقتضي ذكر أسباب هجرة الرسول من مكة إلى المدينة، حيث إنّ الهجرة النّبويّة من مكّة إلى المدينة لم تكن فكرةً ولدت بين ليلةٍ وضحاها، بل كان لها التّخطيط الطّويل والمحكم، وقد هاجر النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- نتيجةً لعدّة أسبابٍ أهمّها:[6]

  • رفض أهل مكّة للدّعوة الإسلاميّة، وعدم قبولهم للدّين الجديد ومعارضته بشدّة.
  • اشتداد الأذى من قبل الكفرة على نبيّ الله والمسلمين أتباعه، حتّى وصلوا لدرجة التخطيط لاغتياله.
  • قبول المدينة المنوّرة للدّعوة الإسلاميّة، ودخول معظم أهلها الإسلام.
  • ضرورة توحيد المسلمين تحت رايةٍ واحدة وبناء الدّولة الإسلاميّة للتوسّع بالدّعوة.
  • أنّ الهجرة سنّةٌ من سنن الأنبياء، فكلّ نبيٍّ كان له نصيبٌ بأن يهاجر من أرضه إلى أرضٍ أخرى والله أعلم.

شاهد أيضًا: كم سنة ظل القران ينزل في المدينة بعد الهجرة

نتائج هجرة الرسول إلى المدينة

بعد الاطّلاع على إجابة السّؤال متى كانت الهجرة النبوية الى المدينة ومعرفة أسبابها، كان لا بدّ من الحديث عن نتائج الهجرة النبوية، حيث سنذكر فيما يأتي تباعاً النّتائج الّني أدّت إلى ظهورها هجرة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من مكّة إلى المدينة، وهي:[6]

  • بناء الدّولة الإسلاميّة العظيمة، وتوطيد أركانها، تنشئة المجتمع الإسلاميّ المتماسك والمترابط.
  • توسّع الدّعوة الإسلاميّة وانتشارها في أنحاء العالم من خلال البعثات الإسلاميّة والدّعوة خارج المدينة المنوّرة.
  • نجاة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وأصحابه الكرام ومن معهم من المسلمين من أذى الكفّار وظلمهم وطغيانهم الّذي فاق الحدود.
  • ترسيخ مفهوم الأخوّة بين المهاجرين والأنصار في المدينة، وتوعيّتهم بمفهومه، ليكون المجتمع الإسلامي ّمتماسكاّ.
  • التّخلّص والقضاء على قضايا الثّأر والحروب والمشاكل بين القبائل المختلفة في المدينة، ونشر السّلام والتّسامح بين المسلمين، وتوحيدهم تحت راية الإسلام.

بهذا نكون قد وصنا إلى ختام هذا المقال متى كانت الهجرة النبوية الى المدينة، حيث ذكرنا فيه إجابة السّؤال المطروح، وتحدّثنا عن الهجرة إلى الحبشة، وما المدّة الّتي استغرقتها الهجرة من مكّة إلى المدينة، كذلك قمنا ببيان أسباب ونتائج الهجرة النبوية المباركة، وذكر أحداث طريق الهجرة.

المراجع

  1. marefa.org , الهجرة إلى الحبشة , 06/08/2021
  2. صحيح البخاري , البخاري/عبد الله بن عباس/3902/صحيح
  3. islamweb.net , السنة التي وقعت فيها الهجرة النبوية , 06/08/2021
  4. islamweb.net , الميقات الزمني لهجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم , 06/08/2021
  5. islamweb.net , على طريق الهجرة النبوية , 06/08/2021
  6. alukah.net , أسباب ونتائج الهجرة النبوية , 06/08/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *