أين يعيش ظبي الإدمي

أين يعيش ظبي الإدمي فالحياة البرية تتمتع بأنواع كثيرة من الحيوانات المختلفة، والتي اعتمد عليها الإنسان بشكل كبير في كافة المجالات، ولتلبية كل الاحتياجات، في حياته، ولكن الاعتماد الزائد هذا، قد هدد حياة الكثير منها بالانقراض، ومن بينها ظبي الإدمي، الذي يعد من أنواع الظباء التي تم إنقاذها من هذه الظاهرة، وذلك في المواطن الأصلية لهذا المخلوق، وتمت حمايتها في الموائل التي تعيشها، أو المحميات التي تم وضعها فيها، وفي مقالنا اليوم عبر موقع المرجع سوف نتعرف على أماكن عيش هذه الظباء وأنماط التكيف في حياة هذا الظبي ودورة حياته، وذلك بعد أن نتعرف على الظباء والغزلان وما الفرق بينهما، وذكر كل ما يخص هذا الموضوع.

ما هو الظبي

تنتمي الظباء إلى رتبة Artiodactyla، وهي ثدييات شبيهة بالغزلان وموطنها الأصلي آسيا وأفريقيا، للظباء الحقيقية مجموعة واحدة من القرون الدائمة التي لا تتساقط أبدًا، وقد تكون مستقيمة أو مخددة أو منحنية أو ملتوية، ويستخدمون قرونهم لمحاربة الحيوانات المفترسة والحيوانات المنافسة، ويوجد حوالي 91 نوعًا من الظباء، وغالبيتها في إفريقيا التي تسمى قارة الظباء، وتوجد الظباء في مجموعة واسعة من الموائل، مثل ظباء Sitatunga التي تعيش في بيئات شبه مائية، بينما تعيش ظباء Oryx في الصحاري، أما ظباء Saiga فتفضل الظروف المناخية الباردة، ويزن الظبي البالغ من 40 إلى 60 كجم، وذلك اعتمادًا على الأنواع، ويتراوح عمره من 10 إلى 25 عامًا في البرية التي يتكيف معها، وبالطبع، الظباء حيوانات عاشبة، لأنها تتغذى بشكل أساسي على الأعشاب، وقليلاً ما تفضل الأوراق، حيث أن الأعشاب، وخاصة الأعشاب الندية، توفر له كميات وفيرة من المياه اللازمة للحياة.[1]

أين يعيش ظبي الإدمي

يعيش ظبي الإدمي بشكل خاص في مناطق غرب وجنوب آسيا وشمال إفريقيا وخاصة في المناطق الجافة والحارة والصحراوية، ويتواجد بشكل عام في البلاد العربية، حيث يطلق عليه اسم غزلان الجبل العربية، أو الغزلان الفارسية، ويمكن مشاهدته في موائله الصحراوية في غالبية دول شبه الجزيرة العربية حيث تكثر الجبال الوعدة في وسط الصحراء، وخاصة في السعودية والإمارات حيث المحميات الطبيعية التي تحميه من الصيد الجائر، ويتواجد أيضاً إلى الشمال حيث وادي اليرموك في الأردن، وتلال هضبة الجولان السورية المحتلة، وفي بعض مناطق فلسطين وتركيا، وإلى الغرب باتجاه إفريقيا، فيمكن مشاهدته في مصر والقرن الإفريقي، والتي هي الصومال وإريتريا وجيبوتي، إلى دولة جمهورية تنزانيا، كما يشاهد شرقاً باتجاه دول آسيا الجنوبية، وخاصة في إيران وبعض مناطق الصين والهند الحارة.[1]

أنواع ظبي الإدمي

ظبي الإدمي يتضمن حوالي 9 أنواع رئيسية، موزعة على الموائل التي يعيشها، وهي خمسة في آسيا، وثلاثة في إفريقيا، ونوع واحد يعيش بين القارتين، وعادة ما يطلق عليها أسماء مختلفة تبعاً لخواصها أو للمنطقة التي يعيش فيها، ففي شبه الجزيرة العربية، يوجد منه نوعان، وهما ظبي الجبال وظبي الرمال، بينما في فلسطين اسمه الظبي الفلسطيني أو الظبي الفارسي، وهو ذات النوع الذي يتواجد في هضبة الجولان السوري وإيران، وهناك نوع الشينكارا في صحارى الهند وباكستان، أما النوع المشترك في القارتين هو دوركاس، وأما في إفريقيا، هناك ظبي أطلس، والمعروف أيضًا باسم غزال كوفيير، أو غزال إدمي الذي يعيش في جبال الأطلس، وغزال القرون النحيلة leptoceros، وهو الغزال الأفريقي الأكثر تكيفًا مع الصحراء ويعيش في الصحراء الكبرى من الجزائر إلى مصر، وغزال سبيك، الذي يسكن السهل الساحلي للصومال.[1]

أنماط التكيف في حياة ظبي الإدمي 

الظبي الإدمي، أو ظبي الجبال العربي كما يعرف في البلاد العربية، هو من الحيوانات التي تظهر الكثير من أنماط التكيف في البيئة الجافة التي يعيش فيها، بما في ذلك ندرة الغذاء والماء، والتعايش مع الحرارة العالية، إضافة إلى الأنماط الاجتماعية وغيرها، وفيما يلي نتعرف على هذه الأنماط بشكل موسع، وهي:[2]

• الحصول على الماء: تكيفت غزلان الأدمي لتعيش في السهوب الخالية من المياه والصحراء والمناطق عالية الحرارة، حيث يمكنهم استخراج المياه من النباتات التي يأكلونها دون الحاجة إلى الشرب، وهذه تعتبر من أهم التكيفات التي يظهرها هذا الحيوان مع بيئته الجافة والصحراوية، كما أنهم يستخرجون الرطوبة من كريات البراز قبل طرحها خارج الجسم، وهذا التكيف، قد يجعلها قادرة على عدم حاجتها للماء طيلة حياتها.
• التغذية: ظباء الإدمي من الحيوانات التي لديهم فك ضيق، وصفوف أسنان قاطعة، وذلك لتغذية انتقائية للغاية من الأعشاب الصحراوية والشوكية والسامة أحياناً، وبشكل عام، تتغذى على الأعشاب والشجيرات وما توفر من حشائش الأرض، كما أنه يفضل الأعشاب أو أوراق النباتات الندية بشكل خاص، فهي تمنحه الماء والغذاء معاً.
• التكيف مع الحرارة: تمتلك هذه الظباء معاطف ذات لون فاتح وعاكس للحرارة، وهذا يمكنها من تحمُّل زيادة درجة حرارتها الأساسية بما يصل إلى 5 درجات مئوية، كما أنها تسعى إلى الظل باستمرار، وتتجنب النشاط في أشد الأجواء سخونة، لذلك هي تتغذى غالباً في الليل، أو في الصباح الباكر، وذلك هرباً من الحرارة، وبحثاً على النباتات على أكبر قدر من الرطوبة، وإذا فشل كل شيء آخر، فيمكن أن تبرد نفسها عن طريق تلهث الأنف السريع.
• النشاط الاجتماعي: تعد هذه المخلوقات، من المخلوقات الاجتماعية بشكل كبير، والتي تعيش دائماً في قطعان من ثلاثة إلى ثمانية أفراد، ويتكون كل قطيع من ثلاث مجموعات رئيسية، وهي قطعان الأمهات وقطعان الذكور غير المتزوجين والذكور الانفراديين الإقليميين، وكل منها له دوره، ويعملون بشكل جماعي لحماية القطيع وصغاره الناشئين، ويستخدمون عادة الفرمونات، لتنبيه بعضهم البعض عند الخطر أو الاستدلال على مكان القطيع.
• الوصف الخارجي: تعد من الظباء المتوسطة في الحجم، وذات الأطراف النحيلة والمتطورة بشكل متساوٍ والظهر المستوي والرقبة الطويلة، ومعظم الغزلان ذات لون أسمر، مع أجزاء سفلية بيضاء ورقعة ردف، إضافة إلى شريط جانبي داكن يفصل بين اللون الأسمر والأبيض، ومن صفاتها أيضاً، وجود علامات وجه متناقضة.

دورة حياة ظبي الإدمي

لا تتقيد هذه الحيوانات بنظام التزاوج من ذكر واحد طيلة العمر، وإنما يكون اختيار الشريك غير مقيد من خلال اتباع نظام تزاوج متعدد الزوجات، وقد تتزاوج الإناث مع أكثر من ذكر أو العكس، ومع بداية موسم التزاوج، تبدأ مراحل دورة الحياة على الشكل التالي:[2]

• التزاوج: بشكل عام، يعتبر شهرا أكتوبر ونوفمبر، أكثر الأشهر التي تتكاثر الغزلان الجبلية فيها، ومع ذلك، في المناطق التي يتوفر فيها الغذاء، يمكن أن يحدث التكاثر على مدار السنة.
• الحمل والولادة: تستمر فترة حمل أنثى الظبي حوالي 6 أشهر، وقبل أيام قليلة من الولادة، ستترك الأم قطيعها وتعيش في عزلة، بعيداً عن المفترسات والحرارة والذكور الأخرى، وتلد الإناث عجلًا واحدًا سنويًا في الغالب بين شهري أبريل ومايو.
• مرحلة الطفولة: بعد الولادة، ستبقى الأم ونسلها بمفردهم، وخلال هذا الوقت، تراقب الأم الحيوانات المفترسة التي قد تحاول مهاجمة عجلها، وعندما يبلغ العجل ثلاثة إلى ستة أسابيع من العمر، يبدأ في تناول الطعام الصلب، في حوالي شهرين بعد الولادة، وتنضم الأم وصغارها إلى قطيع صغير من الأمهات.
• مرحلة البلوغ: يمكن للمواليد الإناث البقاء مع أمهن مدى الحياة في قطيع الأمهات، بينما يترك الذكور عادة قطيع الذكور، وينضمون إلى قطيع آخر عندما يبلغون من العمر 6 أشهر، وتبلغ الإناث لتكون جاهزة للتكاثر عادةً في عمر 12 شهراً، بينما تبلغ الذكور بشكل كامل، عندما يبلغون من العمر 18 شهراً تقريباً، وبعدها تنطلق هذه الظباء في الحياة، لتتزوج من جديد وتنجب جيل آخر منها، لتبدأ دورة حياة جديدة.

التهديدات التي تواجه ظبي الإدمي

هناك العديد من التهديدات الحقيقية التي يواجهها هذا الكائن الحي، خاصة التهديدات من قبل البشر، حيث أن أحد أكثر التهديدات الرئيسية خطورة له، هو الصيد الجائر والتجارة الغير مشروعة، فقد أقدم الإنسان على صيده منذ عهود من أجل جلوده ولحومه وقرونه، كما أنهم يعانون من حوادث الطرق عند تنقلهم بين الموائل التي تقطعها الطرقات التي أنشأها الإنسان، ومن التهديدات أيضاً هو تدهور الموائل وتجزئتها أو نقص الغذاء فيها، كما أنهم في بعض المناطق، يواجهون الافتراس من الكلاب الوحشية وابن آوى وغيرها من الحيوانات، وبشكل عام، يبلغ إجمالي تعداد ظباء الإدمي المتبقية أقل من 3000 فرد، ولهذا تعد مهددة بالانقراض بشكل كبير.[2]

الغزال في الغابة

تعتبر الغزلان من الحيوانات المجترة التي تنتمي إلى عائلة Cervidae، ويسكنون مجموعة واسعة من الموائل مثل الصحاري والتندرا والغابات المطيرة، وفقًا لذلك، توجد في جميع القارات تقريبًا باستثناء القارة القطبية الجنوبية وأستراليا، ويختلف حجم ولون الغزلان اختلافًا كبيرًا اعتمادًا على الأنواع، كما أنها تتراوح في الوزن من 30 إلى 250 كغ، من حيث الصفات الأخرى، تمتلك الغزلان قرونًا متفرعة، مثل القرون التي لا تكون دائمة حيث تسقط الغزلان قرونها سنويًا، وفقط ذكر الغزال قادر على زراعة القرون، بينما تفتقر أنثى الغزلان إلى القرون، ولديهم غدد وجهية أمام أعينهم تفرز الفيرومونات لاستخدامها كمعالم، ويتراوح متوسط ​​عمر الغزلان بشكل عام من 10 إلى 20 عامًا، وهي نباتات عاشبة، وإضافة إلى الأعشاب، فهي تأكل البراعم والأوراق والفاكهة وما إلى ذلك.[3]

ما الفرق بين الغزال والظبي

بالرغم من الشبه في الشكل إلى حد ما، إلا أنه هناك فروق واضحة بين الغزال والظبي، وهي المدرجة في الجدول الآتي:[3]

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان أين يعيش ظبي الإدمي والذي تعرفنا من خلاله على أماكن عيش هذه الظباء، وأنماط التكيف التي يظهرها هذا الظبي ودورة حياته، كما تعرفنا في سياق هذا المقال على الظباء والغزلان وما الفرق بينهما.